هـدف المفوضية .... طلع تسلل ..

قبل أيام قليلة من خطاب الفيفا لاحظت عيناي الدكتور شداد يقود عربته السوداء الفارهة ... في شارع الجمهورية .. كانت نوافذ السيارة مشرعة ومفتوحة ، رغم أنني كنت أتنعم بمكيف سيارتي المتواضعة ، وكان يمشي خلف حافلة الركاب ببطء شديد ... ظننت لوهلة أنه ربما كان خائفا من تعليقات ركاب الحافلة ... لكن قلت لنفسي إن كان خائفا فلماذا يشرع نوافذ سيارته ، فالدكتور شداد اختلفنا معه أو إتفقنا رجل يعرف تماما ما ذا يريد وماذا يفعل ...فهو رجل مصادم من الطراز الأول رغم مآخذي عليه بأن تعبيراته في كثير من الأحيان جارحة مثل زعيط ومعيط ، فاقد تربوي وغيرها من الألفاظ التي أطلقها ... لكن هذا لا ينفي أنه رجل محنك .. وما إن حُجّم الرجل عن خوض الإنتخابات الأخيرة وحُرم حقه الطبيعي والشرعي في دخول الإنتخابات حتى ظهر كثيرون من الشامتين واحتفل المحتفلون ، رغم أن الدكتور قال فيما معناه انتظروا مفاجأة الفيفا بكل ثقة وهدوء وكان يعي تماما ما يقول ... ولكن اتضح أن المجتمع الرياضي السوداني والمفوضية ووزارة الشباب والرياضة ، اتضح جليا أنهم لا يقرأون بنود الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وربما قرأوها ولم يفهموها ...حتى تساءل البعض إن كان للفيفا الحق في اصدار قرار أم تتدخل في صالح الدكتور شداد أم لا ... وكأنهم كانوا في العصر الحجري ... أو قبل أولمبياد أثينا ... وأنا لا ألوم الدكتور شداد أبدا رغم أنني أختلف معه وأقف في الضفة الأخرى من النهر ولم أر له إنجازات واضحة ولكني أحترمه جدا ، واتضح جليا من هذه الجلبة أنه الوحيد العالم بقوانين الفيفا ودهاليز الكرة العالمية ... فبرافو دكتور شداد على حفظ مرماك سليما وخاليا من الأهداف وهاردلك المفوضية والاتحاد الجديد الذي أُقيل قبل أن يستلم مهامه ، فبهذا الهدف التسللي دخل هذا الاتحاد التاريخ من أوسع أبوابه .. باعتباره أول اتحاد سوداني يقال عالميا منذ الاستقلال قبل استلام مهامه .. وشكرا اتحاد الكاملين على هذا الإنجاز التاريخي الذي كشف ضحالة تفكير أئمتنا في الكرة .. وسؤالي للدكتور شداد وللمشاركين هل الشكوى رغم قانونيتها وصحتها وقبولها ، وهل كان لابد من إدخال السودان في هذا المأزق الذي لم نكن نحسب له حسابا وُأضيف إلى مآزقنا الأخرى ؟؟ ...
بعد هذا كله هل نتوقع أن نشارك في كاس العالم القادم .... ؟؟؟
الآن يضحك الدكتور شداد بملء شدقيه وهو ينقب في كتب الفلسفة وفلسفة الرياضة الفيفاوية واجدا عبارته المفضلة " من يضحك أخيرا يضحك كثيرا ويضيف إليها كثيرا جدا جدا "