وقائع حفل زواج تحول الى كرنفال فولكلور سوداني

وقائع حفل زواج تحول الى كرنفال فولكلور سوداني


08-04-2010, 02:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1280927984&rn=0


Post: #1
Title: وقائع حفل زواج تحول الى كرنفال فولكلور سوداني
Author: صلاح الدين مصطفى
Date: 08-04-2010, 02:19 PM

وقائع حفل زفاف تحول الى كرنفال فولكلور سوداني
عندما انجزت المهندسة هدى دفع الله عبدالرؤوف تخطيط مدينة كافوري ببحري تم ابتعاثها إلى فرنسا لنيل درجة الدكتوراة ، ورافقها زوجها محمد فتحي يوسف الذي كان يعمل في وزارة الشباب والرياضة ، فنال هو أيضا ً درجة الدكتوراة ، استقرت الأسرة في فرنسا ، وكان بلاّل (العريس ) يبلغ من العمر اربع سنوات ، ثم رزقت الاسرة ببنتين ، وأكملو الابناء جميع مراحل تعليمهم في فرنسا ، ونالو الجنسية الفرسنية ، وتخرج بلال في كلية القانون ثم نال درجة الماجسيتر وبعمل الآن مستشارا ً قانونيا ً بأحد البنوك – توفيت والدته قبل عدة أعوام ولم تشهد جديده !
تعرف بلال على زميلته الفرنسية من أصل سنغالي "رين بيرنارد " ، ويعمل والدها ووالدتها بكلية الطب بجامعة داركار ويحملان درجة البرفيسور ، بدأت ملامح العلاقة العاطفية بين بلال ورين تتجه الى مرافئ "المودة والرحمة " قبل عامين لكن اسرة بلال عارضت الفكرة بشدة ، فقد كانوا يريدون له "سودانية تهوى عاشق ود بلد " لكن "المحبة غلبت " ، وسافر بلاذل ورين الى داكار ، ثم الى الخرطوم ليتعرف أهل كل طرف على الآخر .
تم تنفيذ الزواج على مراحل ثلاث - وهذه ليست القصة التي ترويها الآن – لكن هذا الزفاف تحول من محتواه الاجتماعي التقليدي إلى كرنفال فولكولوري سوداني تم عرضه على ثلاثة ثقافات ، فقد حضرت الثقافة السودانية التقليدية بقوة ، اضافة للثقافة السنغالية ، ولم تغب الثقافة الفرنسية ، حيث حضر هذا العرس حوالي 26 شابا ً وشابة من اصدقاء وزملاء العروسين من دولة فرنسا ..
الخطوة الاولى كانت حفل زفاف في بلدية باريس وهي المكان الرسمي – هناك - لمثل هذه المناسبات ، وكان للعاصمة السنغالية داكار نصيب من العديل والزين ، لكن الفرح الحقيقي كان في مقرن النيلين ، حيث تم عقد القرآن بمسجد الدندراوية الشهير بحي الملازمين بأمدرمان على يد إمام الانصار وقائد حزب الامة ورئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي ، وامتدت الافراح الى الصالة الذهبية بمنتزه عبود ببحري على انغام مطرب الشباب شكر الله .
يقول العميد عادل حسين بلاّل ، مدير ادارة المناشط الرياضية بالادارة العامة للتوجيه المعنوي بالشرطة عم العريس وهو مهندس تفاصيل هذا الكرنفال : العريس غادر السودان وهو في الرابعة من عمره ، لكنه على صلة وثيقة بكل العادات والطقوس السودانية من خلال تربية والديه وزياراته للسودان ، وكان التركيز في هذه المناسبة على ابراز كل الطقوس والعادات السودانية من زفة سودانية ( بالعديل والزين وياعديلة يابيضاء ) والجرتق وتخضيب العروس وأهلها بالحناء ، وكان قد رافق العروسين 26 من اصدقائهم الفرنسيين ، فحرصنا على ان تعرض لهم الثقافة السودانية في اوى تجلياتها ، وقد ارتدى الضيوف – بمافيهمخ والد "العروس " الزي البلدي السوداني "العمة والجلابية " وكانوا في قمة السرور والإندهاش " !
وجود هذا العدد من الشباب الفرنسيين الذين يزور معظمهم البلاد لأول مرّة جعل أسرة بلاّل تخطط لهم برنامجا ً سياحيا ً لزيارة معلم البلاد ، أشرف عليه العميد عادل حسين من خلال لجنة وضعت برنامجا ً دقيقيا ً ومنظما ً ، ففي يوم الأحد 18/ 7/ 2010م وصل الوفد وتمت استضافته ببيت الشباب بالخرطوم (2) واعدت له جولة "عفوية " على مدينة الخرطوم .
وفي اليوم الثاني غادر الضيوف إلى القرية السياحية ببورتسودان "sudan redsearsort " وهي تملكها سيدة الاعمال السودانية ايمان عثمان حسين وهي من " عائلة العريس " وفي يوم الثلاثاء 20/7 استمع الضيوف بمياه البحر الاحمر عبر برنامج "divingtsnorkling" وعاد الوفد يوم الاربعاء للعاصمة وذلك لحضور عقد القرآن بالملازمين .
في يوم الخميس 22/ 7 اعدت رحلات صباحية للشاباب الفرنسيين شملت سوق امدرمان ، متحف السودان القومي ، متحف الخليفة ، وفي المساء رقصوا على الايقاعات السودانية في حفل الزفاف ببحري .
ويقول العميد عادل حسين : تم ّ عمل كل الطقوس السودانية التقليدية المتبعة في الزواج ، حيث حرصنا على مشاركة كل "الحبوبات " في الجرتق ، والتغني بالدلوكة والصفقة ، واسترجاع اغنيات الجرتق والزفة السودانية ، وكانت هذه الطقوس مدهشة – ليس للفرنسيين فقط ، بل حتى للاجيال الجديدة من ابنئنا والذين ربكما يشاهد البعض منهم هذه الطقوس متكاملة ، لأول مّرة .
لم تكتفي الاسرة بهذه العروض السودانية ، بل نظمت رحلة سودانية 100% الى مرزعة عباس يس حبيب الله بسوبا كان كل شئ فيها على الطريقة السودانية مثل اعداد اللحوم وطهياها وقد اعجب الضيوف بالعديد من الوجبات السودانية مثل العصيدة وملاح النعيمية .
الفرقة الاخيرة في الكرنفال كانت زيارة المناطق الاثرية بولاية نهر النيل "البجراوية ، النقعة والمصورات " وكانت يوم السبت الماضي ، وفيها تعرف الضيوف على الحضارة السودانية العريقة ، وابدوا دهشتهم لهذا التراث العظيم ، ويقول العميد إن احد اصدقاء العريس كان قد زار السودان مرة قبل ورأى هذه المنطقة فكان اصراره على ان يرى اصدقاءه هذه المناطق السياحية ، وهذا يؤكد على أن "من رأى ليس كمن سمع " وهذه – حسب العميد عادل حسن – رسالة واضحة لأهمية الترويج للمناطق الأثرية .
وتم توزيع هؤلاء الشاباب على العديد من الأسر السودانية ليروا ويعايشوا الحياة على طبيعتها ، وتناولوا الكسرؤة بالويكة والعصيدة بالتقلية وملاح الروب واعجبوا كثيرا ً بهذه الاطباق السودانية السودانية ، وكان انطباع الضيوف عن السودان والثقافة السودانية اكثر من جيد .
يقول العميد عادل : لم يتعلم هؤلاء الشباب الكثير من ملامح الثقافة السودانية فقط ، بل علموا شبابنا العديد من القيم ، وابرزها الاعتماد على النفس ، فقد كانوا يصرون على دفع المصاريف الخحاصة بهم مثل أجرة البص ، واماكن نزولهم في بورتسودان ، وذلك طبقا ً لعاداتهم هناك حيث يشارك كل فرد ولايسمح بأن يكون عالة على الآخرين حدث هذا رغم أننا كنا أكثر اصرارا ً على إكرامهم باعتبارهم ضيوفا ً علينا .
ويختتم حديثه بالقول : حرصنا على أن نعرض عليهم مظاهر الحياة والثقافة السودانية ، خاصة وأن انطباع أهل الغرب عن السودان يميل الجانب السلبي وهؤلاء ال26 يمكن ان ينقلوا الكثير من تفاصيل الحياة السودانية ، سوا ء كانت في مدن العاصمة الثلاث اما في ولايتي البحر الاحمر ونهر النيل ، اضافة لتعرفهم المباشر بالشباب السودانية في اعمارهم ، وهكذا تحول حفل زفاف عادي كان يمكن أن ينتهي في ليلتين وضحاها الى كرنفال ثلاثي الابعاد تلاحقت فيه ثلاث ثقافات هي السودان (وكانت طاغية ) والسنغالية ثم الثقافة الفرنسية العرقية .
حكمة والله آية !
ترى هل تشهد ثمرات هذا الزواج من الاطفال والابناء الذين يحملون ملامح السودان من ابيهم والسنغال من أمهم وفرنسا من خلال الجنسية الفرنسية التي يحملها والداهم ، اضافة لوجودهم في باريس ونشأتهم هناك ، على أ؟ية حال تجلت هنا هنا الاية الكرية "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " وأي تعارف هذا الذي يجعل ثلاث ثقافات تتلاحق بمثل هذه الطريقة التيجسدها زفاف بلاّل ورين !؟
////////