كتـابة : إلي من يهمهم الأمر

تنــــويه :

هذه الكتابة شبيهة الي حدٍ ما بأحداث وقعت منذ سنوات ـ ظروف كثيرة تجبرني لأن أخفي بعضاً من معالم هذه السيرة ـ أهمها علي الاطلاق رغبة بطل هذه القصة ـ أشهد أنه كان ولا يزال واحداً ممن أحبوا هذا الوطن بعمق .


ــــــــ

خضر

أنا أنتمي للجموع التى رفعت قهرها هرما

شي جيفارا

ثم الي زهير فيصل راسخ
يا راسخ ياراسخ الأحلام

ان

تكتب ليقرؤك الآخرون عمل مضني للغاية والأشد ضنكاً من ذلك أن تكتب لتقرأ ما كتبت لحبيبتك التي تجلس أمامك متوشحةً روح ناقد عظيم قضي نحبه علي منصات التتويج .
هذه محاولة ليس الا ـ فقط لكي لا ننسي !

سلام ود حسين


متابعة


مودتى

مرحباً بالصديق العزيز معاوية عبيد


كن قريباً فهي تهمك بكل تأكيد
مودتي يازول ياترس

لا

أذكر كم من الوقت مضي وأنا أحاول إقناع ( أحمد ) بعدم جدوي ما يفعله ـ أن تتساقط دموعك هناك يعني أنك تتقدم بثبات الي حتفك ـ هناك من الأفضل أن تحتفظ برباطة جأشك ـ بل يجب ذلك ـ ضف الي ذلك أن تستخرج ما مدك الرب من صبر ـ فلا معني علي الإطلاق أن تحتفظ ببقايا صبرك ـ هناك أيها الإنسان يستنفذون إنسانيتك يمرغونها في وحل لزوجتهم النتنة .

شرعنا في إجراءات خروجه ـ عدة أوراق أحملها بيمناي ـ كان نهاراً غائظاً من نهارات أبريل ـ للمفارقة كان اليوم هو الحادي والعشرون ـ الساعة تقترب من الثانية عشر ظهراً بالتقريب ـ


كنت برفقة (سلمي) ـ جاءت الأخري لتشهد خروج (أحمد) سوانا لم يكن هناك من يهمه أمر (أحمد) ـ تساقط الناس من حوله كأوراق الخريف ـ تغير الزمان كثيراً حتي أقرب أقربائك يتناسوك في دوامة حياتهم دائرية الشكل ـ قلت لأحمد وأنا أربت علي كتفه :

حمدالله علي السلامة ياخ

بكت (سلمي) بكاءاً صادقاً لا كبكاء (اليومين) ديل ـ فجري الدمع سخياً ـ كل ذلك و(أحمد) يراقبنا بحذر محق هو في حذره فما ناله جراء الوثوق كان أكبر بكثير من أن يتخيله مخلوق في كوكب الأرض ـ كان واثقاً من أحلامه ومن حزبه ومن وطنه ـ كان واثقاً من غدٍ لطالما عمل لأجله بكدٍ وإخلاص كان عفيفاً لا يساوم علي الحلم أبداً .


أواصل

رجل


في متوسط العمر ساقوه بعيداً ظل ينادي (أحمد) أن لا ينسي وصيته ـ تتخيل أنت الواقف أن الرجل لا شك ذاهب الي حتفه ـ هكذا هم الأنبياء كتبة التاريخ حريصون للغاية لتوصيل وصاياهم الي من يهمهم الأمر ـ
تذكرت ورقة صغيرة وصلتني بطريقة أو بأخري قبل سنوات طوال كانت عبارة عن وصية (أحمد) الأخيرة جاء فيها :

Quote: أعلم إني ذاهب الي الموت ـ لا أملك الآن سوي التحديق في شريط حياتي ـ تتقافز جسارات الكثيرون أمامي وأنا سأواصل حتي النهاية ـ تحياتي للرفاق ولـ(سلمي) ما تبقي من أحلام .

قدمت للضابط (المناوب) ما أحمل من أوراق ـ نظر الي بتهكم ما بعده ثان ـ قال ببرود لا أدري كم إستهلك من العمر في صنعه :

تعال بكرة ثم رمي بأوراق (أحمد) في درج المكتب .

كان المشهد حاراً بين (أحمد وسلمي) كليهما يبكيان بحرقة لاتدري أهي دموع اللقاء بعد فراق طويل أم دموع المظالم التي تعرض لها (أحمد) جراء وثوقه بهمه الوطني النبيل ـ كانت تراجيديا مفعمة بالحنين .

أواصل

تناول

الضابط أوراق (أحمد) مرةً أخري بعد أن رآني أقف أمامه كان الغضب قد ملأ أوردتي كنت أتنفس غضباًـ أري غضباًـ وأقف غضباً قال لي وهو يتناول الأورق مرةً أخري :

يازول ما قلنا ليك تعال بكرة !

صمت ولم أرد

قال ذلك وهو يقلب الأوراق بين يديه ثم أضاف قائلاً :

طيب ما تقول لينا جايب معاك إفراج !

لم أرد كعادتي

وين المتهم ؟
هكذا قال ثم أضاف

ياعسكري جيب المتهم من برة

بخطوات

متثاقلة قدم أحمد شأنه شأن أي متهم يداه مقيدتان بالسلاسل ولا أدري ما الحكمة من ذلك كان نصفه الأعلي شبه عاري تقريباً ـ تقوس ظهره وبدا ولكأنه رجل في خريف العمر لا في أواخر العشرينات والتي قضي سبع سمان منها في غياهب السجون متنقلاً من سجن لآخر قبل حصوله مؤخراً لأمر بإخلاء سبيله لعدم كفاية الأدلة .

سبع سنوات هي حصيلة جمع الأدلة ـ سبع سنوات من التعذيب والقهر والمرض ـ سبع سنوات من إنتظار المجهول ـ سبع سنوات قابل فيها (أحمد) ما لا عين رأت .

هي بلاد الإستواء ـ البلاد التي تموت ناساتها وهم في إنتظار جمع الأدلة التي تدينهم في جرائر لم يرتكبوها ـ البلاد التي لا نهايات لأحلامها ـ البلاد التي تبيعك الرماد ثم تجلس تتقبل الفاتحة في صوالين عزاءات الصادقين ـ البلاد التي كلما مضيتها ما أوصلتك الخطي ـ تتسارع علك تلتقيها لكنها تدمن الهرب تماماً كالصبايا العاشقات .

ساعتان


بتمام الكمال قضيناها في غرفة (الضابط المناوب) كان متعجرفاً تحس أنك أمام فرعون ذات نفسه ـ لا أمام موظف دوله قادته الدروب ليجلس في مكتب وثير عاتقاً ومستقبلاً لرقاب الخلق من البسطاء والكادحين والمجرمين .

كان حريصاً للغاية ليرينا في ساعاتنا تلك أسوأ ما بالنفس الأمارة ـ حتي فرعون أظنني لو تبوأ مقعد الرجل ما كان له أن يكونه علي الإطلاق .

كدت انهار وأنا أتابع أسئلة الرجل لأحمد ـ سيل أسئلة لزجة يضحك بهستيريا غير آبههٍ بأحمد الذي قضي أجمل سني العمر إنتصاراً لقضيته التي لم يكن من ضمنهاعلي الاطلاق النظر للآخر بهذه الروح القميئة .

غمس أصابع أحمد في محبرة تعسة ذكرتني بمحبرة (الفصل) وأنا قابع في الكنبة الثالثة من جهة اليسار ـ اليسار الذي ظللت رهنه منذ تلك الفترة تقريباً ـ يسار الحالمين والمضطهدين والفقراء وأبناء السبيل ـ يسار القضايا الكبيرة والأحلام المؤجلة يسار القابضين علي جمر القضايا بحقٍ وحقيقة .


ــــــ

نقيف هنا ونجيكم بعدين

ثم الي زهير فيصل راسخ
يا راسخ ياراسخ الأحلام

واصل

أنا هاهنا القرفصاء جالس

العزيز أبوجهينة
كيفك ياخال


جلوسك هنا يعني لي الكثير ـ والقومة ليك ياخال
جينا ننفض غبار التاريخ فتفاجأنا بغبار مبالغ فيهو بي جاي
سأعود بكل تأكيد مودتي يازول ياكيك

Quote: تساقط الناس من حوله كأوراق الخريف ـ تغير الزمان كثيراً حتي أقرب أقربائك يتناسوك في دوامة حياتهم دائرية الشكل ـ قلت لأحمد وأنا أربت علي كتفه : حمدالله علي السلامة ياخ

ظني بأن أن تلك اللحظة الخاطفة كانت أشد قسوة و أكثر إيلاماً من كل سنوات الحبس ..
وأكبر من طاقة الاحتمال ...

واصل يا خضر ..

Quote: ظني بأن أن تلك اللحظة الخاطفة كانت أشد قسوة و أكثر إيلاماً من كل سنوات الحبس .. وأكبر من طاقة الاحتمال

والله كانت كذلك يا نصر ياعزيزي


مودتي واحترامي

يا خضر!
____
ما تنوم كتير راجنك!

سلام يا خضر:
متابعه لصيقه ولنا بعض كلام لان ما ترويه هي قصة (احمدات) كُثُر في هذا الزمن الردئ

ياخضر

ودالجزولي
ازيك ياخ ازيك

الشوق كما تعلم ـ مستاقينك يازول ياكيك

احترامي يامحمد

يابوب

ازيك ياخ

كثيرون يا عمر من طالتهم أيادي الظلم ـ هم شركاء أحمد بكل تأكيد
جميعهم تذوقوا المهانات ياصاحبي


كن قريباً وليك المودات كلها

جداً يا ياسر
انقطعنا لظروف مظاهرة الامس

حنواصل ياصاحب
خليك قريب

قدم


لنا محاضرة طويلة حدثنا عن الخونة والمرتزقة بلغةٍ وجلة فيها ما فيها من الرعب والخوف ـ القتلة لا ينامون علي الاطلاق ـ لا يغمض لهم جفن ـ يروننا في منامهم، نقلقهم بإحتجاجاتنا... بأصواتنا.. بدمائنا نزعجهم بأغانياتنا الوطنية المشاكسة ـ وحين نخرج من أكفاننا يرتعدون ـ يطلبون السماح ـ غفراننا ـ نسياننا للآلام فكيف ننسي !؟

كان الزمان عسكرياً لا يرحم تلوث الفضاء برائحة البوت ـ تحولت الشوارع لثكنات عسكرية قل أن تجد للحياة منفذاً ـ تسلل الكثيرون استقروا في منافيهم البعيده ـ حاملين مساغبهم وأحزان عمرهم بعيون دامعات كلما جال بخاطرهم حياتهم التي عاشوها هنا .

تحول الوطن فجأةً لقاتل ـ مصاص دماء كانت الشوارع ـ إمتلأت الأزقة بالرصاص ورائحة الجثث الملقاة علي الطريق ـ تبسمت الكــلاب وأقامت مهرجانات الإكتفاء ـ إختفت هوهواتها وتحولت لابتسامات تسيل منها الدماء



ــــــــ
اواصل .

والله عندك حلاة نضمي!!

ياحسبو

اينك في هذا الزحام ياخي
مشتاقين يازول

ــ

ابقي مارق ياقريبك

وقع

أحمد من فرط الإعياء و(الضابط المناوب) يواصل في لزوجته ببرود مميت ـ كان المنظر وحده كافياً لقيام الثورة التي فاصلنا في قيامها إنتظاراً لنضوج ظرفها . كان الأمر بالنسبة لي أكبر بكثير من قضية وطن ـ خيط رفيع بين قضية الوطن وقضايا مواطنيه ـ لم يعد الأمر ساعتها جغرافيا مقدسة أتأملها من النيل الي النيل ومن الوريد الي الوريد ـ تحول الوطن لحظتها لنزيف دماء لطوابير الهاربين من جحيم الوطن ـ لهتافاتنا من أجل قيم الخير والعدالة الإجتماعية ـ الآن لم يعد يهمني سوي إنقاذ (أحمد) وددت لو كنت مكانه لو أملك سلاحاً أعدل به كفة التاريخ للحظةٍ ـ إنتصر فيها (لأحمد) وللذين طالتهم أيادي الظلم علي مر العصور .

قالوا قديماً أن التاريخ لا يرحم ـ وهي مقولة من فرط إعجابنا بها كتبناها علي ظهور الدفاتر ـ وواجهات دواليبنا الخشبية ـ حوائط الجدران كذلك حملت ذات المقولة بصبر وجلد ـ قيل كذلك أن التاريخ لا يكذب ـ أما الرواة وحدهم الكذبة ـ وحدهم من يتحملون خطأ التاريخ ـ لا أحد يروي التاريخ وفق ما رأي ـ يتناقلون فقط الحكايات في أماسيهم الرحبة ـ نزعوا منها ما هو خادش لمصالحهم الذاتية ـ أضافوا نكهات تخصهم وحدهم وفق خيالهم الخصيب ـ لم يحدثونا علي الاطلاق سوي ما أرادوا توصيله ـ أما التاريخ فبقي في صدور الرجال والنساء وحتماً ستخرج ذات نور .

ــــــ
أواصل

واصل

أنا هاهنا القرفصاء جالسون

واصل يا عزيز

طلحة العزيز
تحياتي

والله جلوسك هنا يسعدني بكل تأكيد ويرفع هامة البوست درجات

لك المعزات عزيزي

واصل

أنا هاهنا القرفصاء جالسون

واصل يا عزيز

يسار القضايا المؤجلة !!!

Quote: يسار القضايا المؤجلة !!!

يسار القضايا الكبيرة والأحلام المؤجلة ياصاحبي
هو يسارنا يا أمجد



كن بخير

( والنيل بعيد جداً ، والنيل ليس موجود أصلاً )* الطيب صالح


والاسي أقرب الاشياء والاسي موجود فينا أصلاً

بل

الأسي كائن خرافي يسد بجناحيه مساحات الحب


تجدني (أحمد) لحظة الحيرة و(أثني) علي الموقف الشكسبيري حبث (نكون أو لا نكون)

معاك أتابع

Quote: ( والنيل بعيد جداً ، والنيل ليس موجود أصلاً )* الطيب صالح

رحم الله اديبنا الطيب صالح
عزيزي اباروا

في زول صاحبي عندوا غنيوة حلوة دايماً بردد فيها
بقول فيها :
دقسن خطاك معثرة
والنيل قصادك ماوراك
وبي قفاك
حاجات كتيرة
بتشبهك



كل الاشياء الجميلة آثرت يا ممدوح أن تقبع خلفنا
حتي الطيب صالح تركنا ورحل ونحن أحوج مانكون


كن قريباً ياقريب

ساعتان


بالضبط ثم خرجنا ثلاثتنا من المكتب الخشبي ذو الأثاث الوثير ـ علي كتفي استند (أحمد) و(سلمي) مستندةً علي الأمل والأمنيات ـ ثلاثتنا كنا نستند علي الوطن ـ الوطن الذي كان وسيظل رغم الأفاعيل .
كان (أحمد) يتمتم بكلمات غير مفهومة كان فاقداً لوعيه علي ما أظن .

شرعنا مباشرةً في حمله الي عربة أجرة كانت تقف في الاتجاه الآخر ـ لم يفاصلنا السائق في الأجرة علي غرار سائقي المركبات ـ عاونني وسلمي في حمل (أحمد) مددناه في الكنبة الخلفية ـ إقتسمت و(سلمي) المقعد الأمامي ـ وإنطلقنا مباشرةً نحو المشفي . والصمت كان سيد الموقف .

من يكتب التاريخ ؟؟ ـ ليته كان يدون نفسه بنفسه ليته فعل ذلك ـ فالرواة وحدهم (آفة التاريخ) كما حدثونا وكثيرون رحلوا دون أن يرمش عين لتاريخنا الوطني .

فكل سيد يجد من يدون له يزيفون له الحقائق وفق ارادته ـ تسيل الدماء لتروي محابر الزيف ـ وحين يموت البسطاء تنتصب الأقلام وتمتلئ المنابر بالخطب الرنانة ـ أموت سيدي وأعرف كم يلزمنا من الوقت لنقرأ تاريخنا الوطني علي حقيقته ؟؟؟


ــــــ
أواصل.

جراح


(أحمد) كانت طازجة ـ كبقايا معركة كان ظهر أحمد تمددت السياط فيه كالأخاديد ـ كالنيل في مجراه كانت الدماء ـ نظر الطبيب الي ثلاثتنا وبكي ـ ربما كان يبكي حظنا البائس ربما ؟ ـ أم كان يبكي وطنه لست أدري ؟ أنا أيضاً كنت في حوجة ماسة لممارسة النحيب ـ لكن كيف لي ذلك ؟ ـ

دموعنا آخر أسلحتنا ـ قل أن نلجأ لها ـ هكذا علمتنا التجاريب ـ هكذا أخبرتنا المعارك .

لتريهم من أنت لكن :

كن أكبر من أن تريهم دموعك ـ أعداؤك يا بني ينفذون من خلالها يتسلقونها هكذا ـ ومنها يلعقون دماؤك .
دمع الانسان ملح حياته ـ أياً كان وأينما كنت ـ إحتفظ بها ـ لا تسكبها أمام من لا يقدرون الحياة .

ـــــــــ

أواصل

ياسلام عليك ياخضر ......متابعين

Quote: قدم لنا محاضرة طويلة حدثنا عن الخونة والمرتزقة بلغةٍ وجلة فيها ما فيها من الرعب والخوف ـ القتلة لا ينامون علي الاطلاق ـ لا يغمض لهم جفن ـ يروننا في منامهم، نقلقهم بإحتجاجاتنا... بأصواتنا.. بدمائنا نزعجهم بأغانياتنا الوطنية المشاكسة ـ وحين نخرج من أكفاننا يرتعدون ـ يطلبون السماح ـ غفراننا ـ نسياننا للآلام فكيف ننسي !؟

واصل يا خضر

معروف ياصديقي
كيف حال ياابوي كيف حال ياخال

يامعروف انت وآخرون جزء من تجارب ذاك الزمان ـ أكتب ياصديقي فقط ولكي لا ننسي

كن بخير والتحايا لمن حولك

ابراهيم النعمة
ازيك ياعزيزي

ياخ شاكر لك حضورك هنا ـ دي كتابة طويلة يا ابراهيم اعفي لينا سل الروح
كن قريباً

سلمت

Quote: دمع الانسان ملح حياته ـ أياً كان وأينما كنت ـ إحتفظ بها ـ لا تسكبها أمام من لا يقدرون الحياة .

شكرا يا خضر

بل الشكر كله لحضورك هنا ياعوض


لك الاحترام

الي زهير فيصل راسخ وهو يلوح لنا بمنديل عطر
اليه في غيابه العظيم ، حضوره المهيب في شوارع ذاكرتنا الخربة
الي طفلتيه سهي وسارة والي العظيمة رفيقة الدرب إقبال ! والي اصدقائه وصديقاته ورفاقه
والي مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية وهو يفتقد ساعد أمهر وأصدق بنائيه !



(1)

لكأنك مارق لي رجعة
لكأنك بتدندن لحن جديد
لكأنك مارق لي واجب
والحاصل كلو ولا هماك

إتفضل ياخي اتفضل
هاك أدخل جوة الاحضان
بي ايدك أمسح أوجاعنا
و بي صوتك غني وأشجينا
لي بكرة وبعدوا وللثورة
لي عرق الشغيلة البنتظروا
للثورة نشيدها وآلآمها
للخط الثوري الاتمدد
للأمل الجاي علي مهلك

(للوهم الداير يسوقنا)
( للأصبح مفضوح الحال)

سل سيفك يا أملي الحاضر
بضراعك واصلين لي باكر
بي عرقك وصدقك
واصلين
بي غبنك وقهرك مارقين
الخطوة الاولي مشيناها
ما فضل الا شوية زيف
ما فاضل
يا صاحب غير خطوة
لي شمس أيامنا الراح تشرق
سل سيفك يا أملي الحاضر



(2)

(الطارق مين)
أهلاً يا راسخ اتفضل !

الطارق مين ؟
أهلاً بـ زهير

الطارق يا طارق يا طارق
الطارق ما قاسم أمين
لا راشد لا أبداً جوزيف
لا القرشي لا كل العابرين

الطارق مين ؟

الطارق بعضاً من نفس الكداح
زول دوغري وواضح وحبوب

أهلا يا زميل

الاسم الحركي : سمير
العمر الحركي : مشاوير
الحلم الثابت : إنسان

طول عمروا
بيعمل للغير
طول عمروا بيهتف في الناس
في (القادم) لازم انجاز
الخط الثوري
وتجميع
الواجب الثابت
تطوير
النقد الذاتي
قضايا العصر
تجديد الحزب
(مقوي) الشهر
جند الترحيب
مرحب يا زميل
الخط الثابت إنجاز
يا زول يا زوز ياكيكـ
استعجلت مشيت مالك ؟
شن لاحق يا زول بهناك
خليت الحاصل لي مين ؟

(3)

دة (الخامس) كان مستنيك
مستني حضورك بي هيبة
الخامس يا خامس يا خامس
فتشنا السككـ البتودي
لي خاطرك يا راسخ الأحلام
عاينا في كل الوجوه
كل الغلابة المتعبين
في السكة كانت ضحكتك
والهمسة كانت غنوتك
وضربوا النحاس
ومرق الرفاقا
المرهقين الطيبين
الانقياء الاولياء
الأنبياء المرسلين !

(4)

الاك ما حمل الطريق
الي هناك !
الاك يا من حملت وحدك
هم العابرين الي هناك
فلم الغياب ؟
لم
لم تقل
أن الريح يمكن أن تخون
العاشقين
لنصحوا هكذا فلا نجد الطريق

لم
لم تعلمنا
جسارة أن نواصل
دون ضحكتك البريئة
يا أيها الوطن الجريح !
قتلوك أم قتلتنا الشرائع
والشعائر والعشائر
وإمتهان الزيف في الزمن
الضلال


(5)

لكنك كنت هناك
في الشمس الطلعت
رغم القهر
في هتاف الناس المغلوبين
البحلموا زيك بي
عالم دوغري ومطامن وحبوب
بي وطناً شايلنوا مناديل
والغيرهم (خاميهو) بنوك
عدمان السكر في التموين
لا كهرباء موية
لا صحة
طول عمرك بتبشر بالثورة
يا نبي الثورة الوطنية
يا الزيك أبداً ما فيش


يا زول يا كيك
أخلاقك وأحلامك أحلام
أمجادك وأمجادك أمجاد
أيامك كانت أيام




(6)


لو كان للعالم أن يتوقف لحظةً
لكان من الانسب أن يتوقف يوم فقدك يا زهير يا راسخ
لكنه العالم يا رفاق دوماً يفجعنا في أجمل من نحب !
في الخالدين زهير فيصل راسخ !
في الخالدين صديقي

ــــ
خضر


ـــ

أواصل

هذا


الصباح بدا لي وجه (أحمد) مشرقاً ـ إختفت الأخاديد التي في ظهره ـ ثلاث أسابيع كانت كفيلة بإعادته لمربع الحياة ـ فقط إختفت منه الابتسامة ـ طوال الايام السابقة كنت أحاول إخراجه من حالة التوهان التي دخلها ـ مواضيع كثيرة كنت أفتحها أمامه أملاً في الدفع به تجاه النقاش ـ غير أنه ظل صامتاً وحذراً ومتأملاً في أغلب الأحايين ـ لا أذكر أنه تحدث الينا طوال أسابيعنا الثلاث التي قضيتها وسلمي الي جواره ـ الإشارة ظلت لغته الوحيده .

لم يكن بمقدور كائن من كان أن يحكي (لأحمد) ما حدث في سنوات غيابه ـ تغيرت الحياة كثيراً إختفت الشعارات وحلت الشعائر مكانها ـ وهؤلاء الناس الذين يمضون في الدروب بخواطر مكسورة ورؤوس مطأطأة ليسوا علي الاطلاق من راهن عليهم أحمد ورفاقه في عنفوان ثورتهم التي ما حصدوا منها غير الوبال ـ صار من المألوف أن تري الظلم في الطرقات وكلما يفعله الناس أن يضربوا الكف بالكف ثم يمضون ولكأن لم يكن ـ روضتهم السلطات فتحولوا من شعب معلم لشعب مهموم معركته الوحيده في الحياة الحصول علي قطعة خبز .

والحياة مشوار لا يكتمل علي الإطلاق مهما سار الناس خطواته ـ كل خطوة تخطوها مدخل لطريق طويل ولدوامة لا تنتهي ـ كلما مشيتهاأيها الإنسان ما أوصلتك الخطي .


ــــــــ
أتوقف هنا علي أن أعود متي سهل الله في تساهيل الكتابة

خضر

Quote: دخلت أماني أحست بتاريخ كامل من الغبن، تاريخ تنعقد رائحته في المكان، أحست بفراغ كبير تركه موت عزيز، رأت غيوما في غلالةٍ كالحة تلف رأس عمها الطاهر، رأت طيوفاً من حزن ساخر علي وجه الفاتح ، سمعت أزيزا في أذنيها. اندفع الدمع الثخين المنحبس من زمانٍ بعيد، زمان أن التقت الفاتح، اندفع الدمع مرددا "المناضل ابن الشهيد لا يستحق كل هذا العذاب، لا يستحق... لا يستحق" انطلق الدمع من محابسه، و انسكب هناك علي وجه يدرك جلال الموت ويفهم معني الحزن. جلست في قبالة الطاهر و علي يمينها الفاتح لم تقل شيئاً. تخذت لنفسها مكاناً بين حزنين، حزن في قبالتها و حزن عن يمنيها. حزن من عرف و أحب و افتقد و تألم. وحزن من أحب دون أن يعرف و افتقد و تألم تذكرت أماني محمود نفيسة ام الفاتح ، فحضرت أمامها سيدة معتدلة القوام، عالية، فارقة الجمال، تري في وجهها عوالم مسروقة و صبر منتهك، أحساس بالواجب و حزن تحدوه آمال لا يرويها إلا مطر البخات ،حزنت أماني محمود و جلجل في وسط أحزانها رعد الخرسان المدوي !! لم تقل شيئاً احتفظت بدمدمة الرعد في داخلها، حتى لا تمطر سماء الخرطوم في الشتاء.

الحبيب خضر حسين خليل
شكرا علي هذه الكتابة المميزة التي تتميز من الغيظ قبل الانفجار
اليكم جميعا خضر حسين
و المتداخلين الكرام، اهديت المقتطف اعلاه، هو من رواية كتبتها و سأقوم بنشرها عندما تحين ساعات الامكان، في هذا المقطع ترد اسماء
الطاهر مهندس تم فصله من الخدمة في ايام الانقاذ الاولي و متزوج من عمة اماني محمود
الفاتح، هو الفاتح عثمان محمد احمد الناير ابوه احد شهداء حركة يوليو 1971 تم اعدامه دون ان يكون ضمن الضالعين في المحاولة الانقلابية ضد نظام النميري، عثمان الناير مهندس مساحة قبل الانضمام للجيش
نفيسة هي ام الفاتح و شقيقة محمد محجوب الاعيسر الذي مات متأثرا بظلامات الحبس و التعذيب.
اماني محمود هي حبيبة الفاتح التي ستهاجر معه الي لندن و هناك ستكون نفيسة امه ايضا لان النظام لم يتركهم في حالهم غادروا المكان تاركين ورائهم جراحا ما زالت مفتوحة.
هذه الشخصيات رغم اني قد اختلقتها من محض الخيال لكني اعرفها و اتوقع زيارة اي منها في اي ساعة من اليوم هم هنا معي باستمرار لن اغادرهم و لن تغادر خطواتهم دروبي، نمشي سويا علي نفس الرمل المعادي و الارض الخراب.

طه جعفر

يا للكتابة الجميلة يا خضر

يالوجع الكلمات

حتما سأعود بتفصيل أكثر ....

أعزائي
طه ـ الوليد

احترامي لكما

شكراً لحضوركما هنا
سأعود لمداخلتك عزيزي طه لكونها هبشت اللحم الحي

مودتي لكما

Quote: اندفع الدمع الثخين المنحبس من زمانٍ بعيد، زمان أن التقت الفاتح، اندفع الدمع مرددا "المناضل ابن الشهيد لا يستحق كل هذا العذاب، لا يستحق... لا يستحق" انطلق الدمع من محابسه، و انسكب هناك علي وجه يدرك جلال الموت ويفهم معني الحزن.

تأملت الصورة أعلاه يا طه شدتني للغاية جسارة هؤلاء الناس وحزنهم الصادق ـ هي الحياة دوماً تفعل الأفاعيل في البسطاء الذين لا يملكون سوي حلمهم بغدٍ معقول تختفي فيه الحقارات والمهانات ـ
أكون سعيداً لو تحصلت علي الرواية ياطه .

مودتي التي تعلم

Quote: حتما سأعود بتفصيل أكثر ....

انتظرك وليد فلا تغيب ياصديقي

احترامي

ماذا سيبقي من نزيف الفكرة الخضراء ؟
ماء في عروق السنديان ؟

ـــــ
درويش

الخريف


عمل شغل !!!!


انتظاااااار

واصل يا خريف

مودتى الجيدة جدا

يا معاوية


هو درويش ياصاحبي :

ضيَّقْتُ هاويتي لتكبر خطوتي فيها ’ وأجلستُ السماء على الحصى

وعليَّ أن أنسى لأنفضَ عن يديَّ سلاسل الطُرقِ الكثيرهْ

وعليَّ أن أنسى هزائميَ الأخيرة كي أرى أُفُقَ البدايهْ

وعليَّ أن أنسى البدايةَ كي أسيرَ إلى البدايةِ واثقاً منِّي ومِنها

ولأنني ما زلتُ أسألُ ’ لا أرى شكلاً لصوتي غيرَ قبوي

هل كان معيارُ الحقيقةِ دائماً سيفاً لأخفي فكرتي مُذْ طارَ سيفي؟

مَنْ يستطيعُ البحثَ عن سفحٍ لصوتٍ خرَّ في الوادي السحيقْ؟

مَنْ يستطيعُ البحث عن أممٍ أتانا صمتهُا عبر الخيول الفاتحهْ

وتزوَّجتْ لغةَ العدوِّ تعلمتْ أديانَهُ واستسلمتْ لغيابها

ماذا أرى مما جرى ؟ هل أستطيع البحثَ عن مترٍ مُرَبَّعْ

لأحيل أُغنيتي إليه ’ خلفَ هندسةِ الخرابِ الصارمهْ

ولخطوتي الأولى . ألم أعرف تماماً شكل موتي

وحجارة القمر المبعثرِ ’ عندما أهديتُ موتي


ـــــــ
فتأمل ياصاحبي

نعم يهمني الامر
واصل يا فنان .. حكي بديع

متابعك يا خدوري مستمتع بطريقتك في الكتابه ولغتك وموجع لأحمد

...ولَهُ انحناءاتُ الخريف
لَهُ وصايا البرتقال
لَهُ القصائد في النزيف
لَهُ تجاعيدُ الجبال
لَهُ الهتافُ
لَهُ الزفافُ
لَهُ المجَّلات المُلوَّنةُ
المراثي المطمئنةُ
ملصقات الحائط
العَلَمُ
التقدَّمُ
فرقةُ الإِنشاد
مرسوم الحداد
وكل شيء كل شيء كل شيء
ــــــــ
* درويش

خضر حسين
واصل يازول ياجميل

.

التحايا يا خضر

Quote: ـ هي الحياة دوماً تفعل الأفاعيل في البسطاء الذين لا يملكون سوي حلمهم بغدٍ معقول تختفي فيه الحقارات والمهانات ـ

ياخي دا كلام بديع وعميق

ايوه كدا ياخي

ياها دي الكتابة البتستاهل قلمك ..


مودتي .

شكراً صديقي محمدهشام
وانت تبرنا بدرويش عليه التساليم


لك الاحترام كله

يا مورتا

(راجع هتافك كرتين
هل في الطبنجة من كفن
لنزف فيه الادعياء الاولياء الاتقياء
وكل ..... مملكة العفن؟)

ـــــ
مودتي ياصديق

خدر يافنان

اعرف ان الأمر يهمك ياصديقي ويهم الكثيرين
سأواصل بكل تأكيد

مودتي ياصديق

فلم الطريق اذن
ولمن نغني يا








رفيق ؟

ــ
من بكائية الليل والمنفي
خضر

اولا يا بربري يل قريبي ما تشحتف روحنا فانا العب في الوقت الاضافي ....قووووول

ثانيا هؤلاء كانو يدافعون عن ضميرهم( وكلو بتمنو!!!!! فالضمير غالي غالي غالي ) ... الم يقل احمد مطر في دفاعه عن الضمير :

Quote: أنا لا أخشى مصيري فأنا أحيا مصيري ! أي شيء غير إغفائي على صبارة القر وصحوي فوق رمضاء الهجير ؟ واختبائي من خطى القاتل ما بين شهيقي وزفيري؟ وارتيابي في ثيابي وارتيابي في إهابي وارتيابي في ارتيابي ومسيري حذرا من غدر حذري ! أهو الموت ؟ متى ذقت حياة في حياتي ؟ كان ميلادي وفاتي ! أنا في أول شوط لف صوتي ألف سوط وطوى(منكر)أوراق إعترافاتي وألقاني إلى سيف (نكير). كتبت آخرتي في أول الشوط فماذا ظل للشوط الأخير ؟!

الأخ حسين


سلام

كل عام وانتم بخير

..

ممتع ممتع.. حرفك متميز..



تحياتي