هنا ......... السودان الجديد

وما اقصده هنا ليس السودان الجديد الذي يحلم به البعض ويتغنون به ، السودان الجديد الذي اقصده واعلن تأسيسه هنا ـ حتى لو احتواني وحدي ـ يختلف تماما.

السودان الجديد عندي هو بالضبط عكس السودان الحالي - وعكس سودانهم الجديد

سودانهم الجديد الذي يرغبون في ايجاده عبارة عن مستشفى مجانين / جبهة لتصفية الحسابات / بؤرة فساد عظمى ، ولو انهم رسموه بغير هذه الصفات فالصورة واضحة المعالم

ولن اناقش سودانهم كثيرا .. ولن اناقش السودان الحالي كثيرا .. ولكن سأخوض كثيرا في السودان الجديد بالمفهوم المفترض ان نحلم به

في البدء ..........

لنشخص المشكلة .

اين تكمن مشكلة السودان ؟ هل هي أزمة (هوية) كما يقول البعض ؟؟ أزمة (مالية) ؟ (ادارية) ؟ (اثنية)؟؟

أعتقد جازماً ..... ان مشكلة السودان الوحيدة والمتسببة بكل ما سبق هي :

أزمة شخصية


ولبيان ذلك .. ارجو من كل من يقرأ معي ان يكون الحوار هادئا / هادفا للوصول الى ما نربو اليه جميعا وهو فهم مشكلة السودان سواء كان رأيي صحيحا ام لا .

علماً ان التداخل بحدة وعنف ومحاولات اغتيال الشخصيات وما شابه من أساليب يعينني اكثر على اثبات ان مشكلة السودان هي أزمة شخصية

لا يمكن رسم هيكل لشخصية ما ... ولكن يمكن ايضاح رد فعل شخصية ما تجاه موقف معين ، كما يمكن ايضاح انتماء الشخصية لواقع ما .. وبذلك يمكننا تخيل نمط هذه الشخصية وتصنيفها ... لذا هكذا سنبدأ :

1. معظم الشعب السوداني يطالب بشكل حثيث بالديموقراطية .
في حين ان معظم الشعب غير ديموقراطي بالفطرة ، هل نقبل الرأي الآخر دون حجر او اتهام او تسفيه ؟؟ هل ان وجدنا طابور في احد الاماكن نقف بدون ان نتذمر ونحترم الدور ؟ وهل نضمن ان المسئول عن تسيير الطابور سيُسيّره دون واسطة او تجاوز لحقوق الواقفين ؟ وكثير من الامثلة الوااااضحة

2. عدم الاهتمام بالتفاصيل المهمة.
المقصود هنا سأسوقه على شكل أمثله .. اذا تم تنظيم معرض او مؤتمر مثلا او حتى حفل بسيط .. لابد ان يُنسى / يتناسى / يهمل احد التفاصيل التي برأي المنظم انها غير مهمة ، أو انها مكلفة (على الفاضي) ـ أنظر المطاعم السودانية في الخليج مثلا ـ في حين انها من أساسيات الأمر عالمياً.

3. الاهتمامات.
بالرغم من استخدام كلمات تشي بثقافة واسعة لغويا .. وتدل على ان المتحدث قارئ نهم .. الا ان المحتوى فارغ نسبيا.
مثلا في ظل اننا دولة على وشك الانهيار تماما ـ ولا ابالغ هنا ـ تجد البعض مهتم جدا بهل سنكون سودا في الجنة أم (حلب) ؟؟ .. ولغة النقاش في هذا الموضوع تجدها بالفعل عالية جدا وبها كل المحسنات البديعية التي يمكن ان تتخيلها ، كذلك هناك من يضع كل حماس الدنيا في نقاشه المحموم حول انتقامه المأمول من (الجلابه) لانهم كذا وكذا وكذا.

4. لغة وطريقة الحوار.
ان لم تكن معي فانت ضدي
ليس هذا ما اقصده .. فنحن لدينا الأسوأ ( ان لم تكن معي ... فانت اما خائن / ظلامي / كوز / موتور .. الخ )


5. الفقر في هيكلة الشخصية.
خير ما اشرح به هذه النقطة هو هذا المثال : الشعب المصري يمتلك هيكلة هائلة جدا للشخصية .. مثلا .. الضابط المصري لديه هيكل لشخصية الضابط بحيث انه لو كان بلباس مدني وانت لا تعرفه يمكنك ان تتنبأ بأنه ضابط .. والدكتور كذلك والمحامي والمهندس .. الخ.
اما السوداني ....... فحتى الرئيس لا يمكنك ان تعرفه ان اختلط بعامة الناس من شخصيته
والمشكلة ان البعض ينسب هذا الامر ويرجعه الى التواضع .. رغم ان لا علاقة بين ذا وذاك .. فتجد الدكتور فلان الفلاني في لقاء بالتلفزيون مثلا وطريقة جلسته لا تنم بحال من الاحوال عن انه متعلم أصلا. وفلان يتثائب على الهواء مباشرة .. وعلان يورد أثناء حديثه ألفاظ سوقية ... الخ

غير ذلك كثير




وكخلاصة ..... وبداية نقاش

لكل ما سبق يمكنني ارجاع أي مشكلة حالية حادثه في السودان لواحد من البنود أعلاه ، ولحل مشكلة الشخصية السودانية يجب ان نتخلى عن سلبيات الشخصية السودانية النمطية واضافة ايجابيات ليست لدينا ثم بعد ذلك يمكننا الجلوس وحل كل مشاكل السودان ... ولكن ليس قبل ذلك

وعندما نشخص المشكلة ونبدأ في الحل بشخصية سودانية لا تحمل ما سبق من مشاكل يمكننا تسمية السودان بالسودان الجديد