سينما التعليم الشعبي بالقضارف

سينما التعليم الشعبي بالقضارف


07-28-2010, 12:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1280315023&rn=0


Post: #1
Title: سينما التعليم الشعبي بالقضارف
Author: صلاح الدين مصطفى
Date: 07-28-2010, 12:03 PM


سينما التعليم الشعبي !
تعجبي جدا ً كتابات الزميل "الباشمهندس " طه مدثر ، وهو بالمناسبة خبير في صيانة الاجهزة الالكترونية ، ولكنه اكثر خبرة وبراعة في تركيب وصياغة "ماوراء الكلمات " ، وهو كاتب مجيد ولست في مقام تقييمه ، ولكن أنقل اراء وانطباعات الناس عن رجل يكتب من تحت أنفاس الدعاش ، ، ويضاف الى ذلك فهو سليل عائلة مدثر فضل المولى المشهورة بالعلم والحياء ويكفي ان والدهم ضابط الشرطة العظيم ختم حياته بمكتبة تنشر العلم والثقافة .
في عموده بالامس كتب فقرة هيجت أشجاني حيث قال "حركة طالبان حرمت الفن بكل أشكاله ، بدءا ً من التماثيل الى السينما .. وهنا حكوماتنا السابقة بالولاية هدمت السينما الوطنية وشيدت مكانها دكاكين غير متجانسة ، بل تخطيطها عشوائي .. ومنذ زمن تم إيقاف سينما الخواجة كيكوس .. فهل نشهد في عهد كرم الله هدم هذه السينما .. وبيعها كواقع استثمارية " ؟
سينما "الخواجة كيكوس " التي ذكرها طه ، تقع في الجانب الشمالي الغربي من السوق الكبير وتحدها غربا ً السكة حديد ، واذكر أنني وقبل أن ادخل مرحلة الصبا الباكر ، ذهبت إليها في "أول يوم سينما في حياتي " وكان الفيلم الهندي الشهير "كاليا " وهو فيلم طويل يستغرق زمنه قرابة الثلاث ساعات ، ونلت من الوالد "علقة كاربة " ليس بسبب دخول السينماولكن لأني لم أبلغ السن التي تتيح لي دخول السينما ، وبعد ذلك بعدة سنوات كنت اتناول مصروفي منه في يومي الخميس والجمعة لأشاهد الفيلم العربي الذي يعرض في هذين اليومين "يوم في سينما الوطنية ويوم في سينما كيكوس التي تسمى رسميا ً بسينما التعليم الشعبي (لاحظ عزيزي القارئ " (دلالة الاسم ) .
اما السينما الوطنية بالقضارف، فيحدها من جهة الشمال مكتب أو مكتبة الاستاذ الكبير عثمان البدوي وهو علم على رأسه نار ، ومن أوائل المعلمين الذين سلكوا درب المسرح والفن بصفة عامة ، وهو شاعر مرموق ، ويتحّسر زملاؤه دائما على تركه للعاصمة واعتصامه بمكتبة وجامعة ولائية ، لكنه مثال للمثقف المستنير المتواضع الذي يضع خبراته ومعرفته في المكان الصحيح .
وكما ذكر طه مدثر ، فقد تم هدم السينما الوطنية ، واستخدم مساجين من سجن القضارف العمومي في عملية الهدم ، واذكر أن أحد المساجين لقى حتفه في تلك العملية ، ولا أدرى هل تم فتح تحقيق في تلك الحادثة أم لا ؟
السينما في القضارف كانت برنامجا ً ترفيهيا للكثير من الأسر ، وكانت الافلام التي تعرض تواكب مايعرض في أرقى دور السينما بالعالم ، وكانت ثقافة متنوعة ، حيث يخصص يوم في الاسبوع لنوع من أنواع الافلام (هندي ، عربي ، كاراتي .. أمريكي ..الخ ) وتدهورت السينما – في السودان- بعد حل مؤسسة الدولة للسينما وأصبح استيراد الافلام في ايدي "تجار الشنطة" وسيطر الفيلم الهندي على كل الشاشات .. وسادت في السابق مقولة عن اهلنا الهوسا حيث يقف الواحد منهم أمام لوحة الاعلانات ويسأل : (الفيلم هندي ولا نمشي نأكل باسطة " واحسبهم الآن محرومين تماما ً من أكل الباسطة !
وكانت الاوضاع الامنية في القضارف صعبة ، ولكن عندما يخرج رواد السينما في العاشرة مساء ، تنتعش الشوارع والمطاعم والكافتريات ويهبط الأمن والطمأنينه على الناس وهم يسيرون زرافات ووحدانا في الطرقات .
الآن انتهت السينما في كل مكان ، قد يكون ذلك بسبب انتشار الفضائيات التي صارت تعرض الافلام على شاشات التلفزيون ، لكن المناخ الثقافي له أثر كبير على تدهور السينما في السودان ، ومنذ انهيار مؤسسة الدولة للسينما ، أصبح المعروض في الدور هو الافلام التى تلبى رغبات الاذواق الهابطه فقط.
وقبل أن تعود سينما التعليم الشعبى والسينما الوطنيه بالقضارف, وسينما النيل الازرق, والنيل الابيض وسينما كلزيوم وحلفايا, يجب أن تعود العباره الشهيرة(اين تسهر هذا المساء) والتى كانت تزيّن أسفل الصحفة الثانيه من( الصحافه والايام) والله أيام يازمان .