ود الـــــــغرب : سودان البحث عن السعادة

شاءت الصدفة الجميلة ان اقرأ كتاب "The Pursuit of Happyness" لكاتبه "Chris Gardner" كريس غاردنر رجل الاعمال المشهور فى الولايات المتحدة او قل multi millionaire وصاحب Gardner Rich المتخصصة فى الخدمات العامة و صناديق المعاشات التقاعدية بالإضافة إلى توسيع أعمالها كوسيط الأوراق المالية المؤسسية ، وزاد غاردنر مشاركتها في الاكتتاب في الشركات ، وتوسعت خدمات الوساطة لتشمل التداول في الأسواق العالمية من خلال تقييم نتائج التنمية على حد سواء العادية والنموذج * .

جوهر الكتاب يحكى عن قصة كفاح شخص من العدم نحو العلياء, رجل عصامى كل شئ كأنه ضده, رجل لا يحمل سوى طموح فاق كل الطموح و عزيمة جبارة محفوفة بإرادة تفوق القهر وطاقة خرافية .

قصة حياة شخص وانا اقلب صفحاته اكاد اتأثر بها و يعترينى كل احساس إنسانى فقدته فى زمانى الوجودى وفجأة أعثر عليه فى دواخلي بسبب مشهد او قصة او اي شكل من اشكال التفاعل. حالة تمر بنا جميعا تذكرنا بإنسانيتنا التى وأدناها فى مشوار حياتنا و صرنا نتباهى بها. صوت جرسِيُ الرنين يدق كل ما ابتعدنا عن الطريق, مِنا من يرجع و كثير مِنا من ضل فى غياهب الجب. قالت لى دموعى بعد ان افرجت عن حبسها ان الحرية لى مهما طال بى الزمن بين محجريك اننى كمانديلا فى نضاله و انا حرة الان, ثم ضاعت وسط منديل ورقى ابيض.

لم املك سوى ان اطلق العنان لجميل الاحاسيس من عاطفة و حب و دهشة و غمامات من الحزن و انا اتابع – مرة اخرى- القصة و هى تبحر بى ولكن على شاشة فضية .
" البحث عن السعادة " فيلم اجاد و ابدع فيه الممثل " ويل سميث " و ابنه " جادن " و هو اول فيلم تصادف القصة مع الواقع فى شخصية دور الاب و الابن.
البحث عن السعادة او السعى الى السعادة جدلية للنقاش, سألت نفسى عن حالنا كبشر ثم اعدته على نفسي مرة اخرى كمواطن بلد المليون ميل مربع . اترك لكم اجابة الاولى و " كسودانيين " شاركونى فى الثانية .

عندما قال غاندى ان " السعادة هى اقتران الاقوال بالافعال " هل كان يعرف بلد تشرد كل اهله من اقصى شرقه الى اقصى غربه, واشتعلت فيه الحروب من شماله الى جنوبه .بلد ضعف بدنه من الاستعمار الى ما بعد السلام بسبب الاجنبى مرة و مرارت عديدة بسبب ابناءه .بلد لا أعلم هل سعى الى السعادة ام حتى حاول البحث عنها ام انه قد استنفذ كل سعده .
بلد تكورت فيه بطون من داء الاكل و اخرى تقعرت حتى التصقت بجلد الظهر من الجوع.
اصبحت السعادة فيه لاتأتى إلا بِعُرف فى وجهك وعلامة فى اعلى الوجه . سعادة زائفة اتُرِع بها الجميع حتى صارت مشروع حضارى.
من كان يتوسد ارضه ووسط زرعه الاخضر ممتط ما بين شفتيه و عند رجليه ما رق خِمارهُ
لا يُعيه البحث عن السعادة لا سيما ملء بصره يكفيه من سعد, صار اليوم هو اول من يُسوِقُ لتلك التجارة الخاسرة .
ضاعت الكثير من المعانى الجميلة التى توارثنها من جدودنا الذين عرفوا اصلا ما هى السعادة قبل ان تكون ديناً او دُنيا.
فى قلب السودان ومن هم خارجه كم من شخص يبحث عن السعادة مزيفة ام اصيلة بشتى الطرق او قل كل الطرق, من باع و ضحى و قدم الكثير و النفيس فى ظل ان ينعم بالسعادة .

من يحكومنا من خلف الستار يبحثون هم ايضا معنا حتى شخصى الضعيف باحث قديم فى ظل سعادة و لكن قبل ان نسعى اليها دعونا نضحى بها و نقدمها خالصة لطفل برئ لا يدرى لما رفعت فى وجهه البندقية او قضية الانفصال .





---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* من موقع شركة غاردنر المنتشرة فى نيويورك - شيكاغو- سان فرانسسكو

عندما لم اتجاوز التاسعة كانت السعادة فى نظرى عبارة عن " هدية " لعبة كانت او حلوى "لكوم - ذلك المذاق اللدن من حلوى كنت اتلذذ بمضغها مع تحسسها بيدى مرات اكثر "
كبرت مع الايام و تغير مفهوم السعادة ليصبح لدى هواية رياضية " كرة القدم" حتى لا تستخف بعقلى اوضح لك عزيزى القارئ معنى ان يكون "الدافورى" سعادة بالنسبة لى.
درج شباب الحى (من يفوقونى عمرا و خبرة فى الحياة ) ان يلعبوا فى ما بينهم مباراة تكون اما لاحتفال احدهم بزواجه او عودة غايب من ما وراء البحار او تكريم احدهم فى ظل رابط اجتماعى نادر لا يعرفه سوى من حضنه ربوع الوطن الممتد او مدينة عريقة تدعى " الابيض".

كنت ارى الجموع زرافات و وحدانا تقف ممنية نفسها بمشاهدة احلى اللمسات الرياضية تُشبع وقوفهم المستميد خلف حائط وهمى و بنظرات مغرمة, منهم من جلس على كرسى اتى به خصيصا و منهم من يحمل قوت اهله اسمعه متمتما لنفسه "يصبر الاولاد شوية الدافورى دا ما بنلقاه تانى !! " ولكن من هم فى قلب الميدان نجوم لم اكثرث لهم كثيرا سوى اسم النجم " تنقا " الذى صار انشودة يرددها غلابة الوطن .سعادتى كانت ان العب معهم ولو ثانية و كم كنت سعيد الحظ ان احضر لهم كراتهم المردودة من جميل لمساتهم, لكم كل محبتى بقدر ما امتعتم.

بلغت الحلم و تغير مفهوم السعادة لدى كما تغيرت السعادة من حولى ...طفل الامس الذى كان يعجب "باللكوم " صار بين عشية و ضحاها اثير عوالم المادة التى صارت " معياراَ" للناس بعد ان أتى هؤلاء ... استعجب كنت لمن ادخر سعادته لوقت غير الوقت الذى نعيشه الان و لمن صار يسرق سعادات من حوله و تكبر سعاداتة .

ان العامل الذى يكسب قوته بعرق شرف إنسال من قمة راسه الى ارض عودته يشعر بالسعادة عندما يرى دقة عمله قبل ان ينظر الى ما تقدمه بين يديك. خطيب مسجدنا الوقور كان يشعر بالسعادة و هو يرى تأثير خطبته على مسامع الجميع حتى يخيل اليه انهم سوف يسيحون فى مسالك الارض زهدا لله . الطالب يشعر بسعادة العلوم وهى ترفعه نحو مدارك لم يجهل بكينونتها قط و تمتزج بسعادة من علمه ذلك العلم. سعادة الارض بنا و نحن نطأ فوقها بأقدام حثية حانية نحو حتفنا الابدى, سعادة سماء اظلتنا و غيمة ماطرة اهدتنا ما حملته وهن على وهن ليغمرنا الخير . سعادة من هو ولى الامر على رعيته و هم فى احسن حال وهو السعيد بسعادتهم.

اتسأل مرارا و تكرارا عندما فسدت سعادتى هل ايضا فسدت سعادة كل السودان كما سعادتى

***

Quote: فيلم درامي أمريكي أنتج عام 2006 من بطولة ويل سميث الذي ترشح لجائزة أفضل ممثل رئيسي في مهرجان الأوسكار عن دوره في هذا الفيلم. وقد شارك ببطولة الفيلم ابنه جيدن سميث الذي قال عنه النقاد بأنه يمتلك موهبة تعادل وتفوق موهبة أبيه. والفيلم من إخراج غابرييل موكينو.فلم السعي للسعادة هو أول الأفلام الأمريكية التي يخرجها المخرج الأيطالي غابرييل موكينو.

عزيزى ماذن سرد ممتع

لكن شفت ترتيب السودان فى الدول الاكثر سعادة

130 تخيل ده حال السودان فى ظل هولاءءءءءء


مودتى الاكيدة

معاوية عبيد

الاخ معاوية عبيد

شكرا على الطلة
ياحبيب سعادة شنو تلقاها مع هولاء .......

لكن كلامك صح " مخجوج " الترتيب دا


مودتى الخالصة