هاهو الحكم الإنجليزي يطلق صافرته معلناً إنتهاء مونديال جنوب افريقيا 2010 بفوز الأسبان بكأس العآلم لأوّا مرّة منذ ميلآده في العام 1930... هاهو كيكي رافع كفة جلآبيته اليسرى بعد ان هبّ واقفاً علي المدرجات وهو يشاهد الحشود منفضة في شتى الإتجاهات، وبجانبه قد وقف طارق الكوتش ينفض في بنطلونه من غبار المدرجات بينما إنشغل خليل بمناقشة بعض محبي المستديرة. امين يحي مازال جالس علي المسطبة في إنتظار مغادرة الجمهور للأستاد وقد جلس بجانبه كلٍ من غباشي و ودالمدير، بينما إنشغل شول ومورتا بإختيار محل فول مظبّط للعشاء...
هاهم عشاق المستديرة يغادرون الأستاد والكل قد إختزن في دواخله كم هائل من الذكريات الجميلة عن القارة السوداء. هاهي البصات تشحن متجهة إلي كل الإتجاهات وبداخلها حشود قد اتت من جميع انحاء العالم يتحدثون عن ايام المونديال بلغات ولهجات شتى وقد خلفوآ ورآهم ارضية الأستاد وهي تعج بالفوضى. هاهي مُخلفات قصب السُكّر مبعثرة في كل مكان وقشور التسالي قد ملأت جنبات المدرجات، وسفات التمباك علي الأرض تراها كلما حانت منك إلتفاتة جهة اليمين او اليسار. اوراق الجرايد واكياس التمباك والتسالي تذروها الرياح في جميع الإتجاهات، وقد علق الغبار في فضاءات الأستاد كأنّه نمل يسبح في بحور اضواء الكشافات...
تسللنا خِلآل الممر الضيّق بين المساطب للخارج لنجد الحشود مازالت متجمهرة وقد تعالت صيحاتهم ما بين مُحلل للمباراة، ومشجع متعصب للأسبان، ومُحب لهولندا يصب جآم غضبه علي الحكم بإعتبار انّ الهدف كان نتيجة تسلل وآضحة. إعتلت اصوات الجمهور في الفضاء لتعانق اصوات كماسرة المواصلآت وهم يروجون للمواصلآت المتجهة إلي اصقاع شتى...
جنوب افريقيا ودّعت كلّ الفرق والجمهور وحظيت بمالم تحظى به دولة افريقية من قبل، الا وهو إستضافتها لكأس العآلم إضافة إلي هزيمتها للفريق الفرنسي. الكل رجع إلي بلآده بباقات ازاهير الفرح. بعض الفرق رجعت بعدم الرضى عن مستواها وخروجها المبكّر بإعتبار انها فرق لها مكانتها المحفوظة في كأس العآلم مثل، إيطاليا، فرنسا،بريطانيا والأرجنتين. بعض الفرق رجعت مرتاحة ورآضية عن مستواها. رجعت أسبانيا بلكأس والمداليات الذهبية يحدوها الفرح إلي ديار أهلها ومحبيها...
رجع الفريق الهولندي منتشي فرح إلي بلآده، وكذلك الفريق الألماني، بينما فرحة الأرجواي كانت اكبر من فرحة كلّ الفرق، فقد تفوقت بمستواها الجميل وادآءها الرائع المبشر بمستقبل باهر. ضربنا فول في إحدى مطاعم جنوب أفريقيا بزيت السمسم والجبنة وذلك من خلآل لمتنا في بوست الأخ كيكي في سودانيزاونلآين ثمّ إفترقنا وكلٍ منا يحمل اسمى آيات الحُب لإخيه. إلتقينا في بوست الأخ كيكي وقضينا أجمل وأمتع اللحظات، تعليقاً ونقداً وفلفلة لأحداث كأس العآلم ثمّ إنفضّ مجلسنا ونحن نحمل في دواخلنا لبعضنا البعض مالم يحمله الفريق الأسباني لبلآده...
إفترقنا والكل يحمل في دواخل نفسه اسمى آيات الحب والتقدير والإحترام لأخيه. إفترقنا وقد إلتقينا من خلآل البوست بمجموعة من الصحاب، لهم التحيّة. رجعت اسبانيا بكأس الذهب، ورجعنا بماهو اغلى واسمى من الذهب. رجعنا بإلفة، ومحبّة، وصداقة قطعاً ستدوم بيننا بمشيئة الله تعالى. إفترقنا وكلنا امل ان نلتقي في رحاب وطن مُعافى من كلّ الأمراض التي المّت به، نحضر كأس العآلم القادم إن شاء الله فوق عتبة دُكآن من دكاكين حلآل وطنا وعشانا بعد كل مباراة بوش...
هلا يا معاوية وتحياتي الحارة وحبابك وسفن المونديال غادرت شواطي كيب تاون العتيقة وجوهانسبيرج تخرج من كل احياء زنوجها العريقة تودعنا بنغمات افريقية موغلة في الحنين والدف ومانديلا يلوح بيده المناضلة العجوز لكي يودع اروع كرنفال عالمي يقام علي ارض افريقية تحية حارة لكل الاستيك هولدرز ذلك التيم الفريد الذي عمل في الاوووووووووووووه ماردونا المايسترو كتاشا ومحب السيليستي والسيلساو المدهش امين يحي ثم شول ذلك الانسان السمح ومرتضي مورتا الذي ونحن في قمة الزنقة للسامبا اسميته معاوية غباشي عاشق الفلامنجو الذي يكاتبنا من البلاد البعيدة ثم خليل قسطنطين الذي ادخل هذه المونديال في اكبر ازمة تنجيم يشهدها قسنطين منذ مولده شيطان رعديد
ولك يا معاوية كل الحب والتقدير والشكر لذلك المونديال وتلك المستديرة التي جعلت من حرفك يرسل تلك الحروف الانيقة وساغيب لساعات خلف كراكير هذه المنافي والشواطي ولكن ساتيك وباذن الرب مثل الهدهد من سباء شفيفا الي هذا البوست حتي نتسامر في صدي وتداعيات المونديال وكن بالف خير