في الاجيال الصغيرة القادمة امل في ان تخرج ببلدنا المقهور بفواصل سوء ادارة واستعلاء وتجاهل للاخر وقهر للاخر وطبقية فاسدة تعادل الابارثيد "الفصل العنصري" في قسوته من نفق مظلم ازداد طولا وظلمة علي مدي عقود كثيرة...الامل في اجيالنا الصغيرة التي تستوضح الطريق قراءة ومعرفة وبحثا بعيدا عن اجيالنا السابقة والتي تلتنا والتي اما اعجبتها تلك الفواصل حتي حسبتها نهاية الافق فعامت في مياه اسنة تجمعت خلفهاففقدت الاحساس بلزوجتها المقرفة ورائحتها العفنة او حاولت ان تتخيل فقط انها قد تجاوزتها بكثير من شعارات وتنميطات وصراعات ديوك.....
Invictus تعني الذي لا يقهر ..ولقد سمي الشاعر الانجليزي ويليام هيللي احد قصائده القصيرة بها وهو ملقي علي سرير المستشفي بعد ان قطعت رجله نتيجة لمضاعفات مرض السل وهو ما زال شابا صغيرا لكن اعاقته تلك لم تمنعه من ان ينال درجة عليا من اوكسفورد وعاش حياة مليئة بالنشاط والابداع حتي رحل عن الدنيا..
"مادبا" -نيلسون مانديلا- - وهو في زنزانته التي لا تتجاوز مساحتها 4 امتار مربعة وشباكها الوحيد يطل علي محجر قضي يعمل فيه عمرا (27 عام) وفي جزيرة في المحيط محروسة كان يجد في ابيات هيللي Invictus التالية ما يجعله يقاوم ويصر علي الا يقهر ولم يقهر : Out of the night that covers me, Black as the Pit from pole to pole, I thank whatever gods may be For my unconquerable soul.
In the fell clutch of circumstance I have not winced nor cried aloud. Under the bludgeonings of chance My head is bloody, but unbowed.
Beyond this place of wrath and tears Looms but the Horror of the shade, And yet the menace of the years Finds, and shall find, me unafraid.
It matters not how strait the gate, How charged with punishments the scroll. I am the master of my fate: I am the captain of my soul.
في العام الماضي 2009 اخرج اللامع كلينت ايستودد فيلما اسسه علي بعض من كتاب جون كارلن Playing the Enemy: Nelson Mandela and the Game that Made a Nation ومثل فيه دور مادبا الممثل القدير مورغان فريمان ودور فرانسيس بينار كاتن فريق الرغبي لجنوب افريقيا المعروف باسم Springboks الممثل مات دامون ....احداث الفيلم تشمل مادبا والذي خرج من سجنه الرهيب في جزيرة روبن وما تلي ذلك من احداث حتي صار رئيسا ولكن محور الفيلم عن فريق الرغبي واصرار مانديلا علي ان يفوز في كاس العالم للرغبي في جنوب افريقيا .. الرغبي كانت لعبة البيض الافريكانا ولم يكن السود يعرفون عنها شيئا وعندما اتي مانديلا كان الفريق يعاني من احباطات هزائم بالاضافة الي قرار السود بتغيير اسمه وشعاره ولكن مادبا والذي صار رئيسا لشعوب قس قزح كلهم في جنوب افريقيا اراد ان يعطي مثالا بانه يمكن التعايش وتاكييد ان كل شعوب جنوب افريفيا بيضا وسودا هم الذين يكونون الوان قوس قزح بتعايش وتجانس .وكانت قصيدة Invictus هي التعويذة التي اعطاها مادبا لفرنسيس فذهب الاخير بفريقه الي جزيرة روبن والي الزنزانة التي عاش فيها مادبا 27 عاما وتخيل مادبا هناك يكسر الحجر ويقرءInvictus ..وهكذا يجعل من الرغبي والوصول الي كاس العالم مدخلا يجعل السود يعرفون لعبة البيض المفضلة والبيض يعرفون السود والبؤس الذي عاشو فيه وباصرار البيض والسود ومادبا وبينار وكل جنوب افريقيا يتخطي الجميع الفاصل الرهيب فيرقص الطفل الاسود عندما تفوز جنوب افريقيا بكاس الرغبي وهو الذي قبلها لم يسمع او يسمح له بان يسمع عنها وبها ....
قبل ايام انتهي شهر من احداث عظيمة استضافتها جنوب افريقيا وهي مباريات كاس العالم 2010 والذي قال عنها رئيس الفيفا بلاتير ان انجح احداث للكاس عرفها ونالت جنوب افريقيا تسعة من عشرة .. قابلت من ذهب لحضور الاحداث وقرءت ما كتب عنها سابقا ولاحقا ووجدت ان الذي يختار "الا يقهر" ويصر علي ان يكون قائدا وكابتنا لروحه يصل بطموحاته واماله الي القمم الشاهقة وهكذا وصل مادبا بشعوب جنوب افريقيا الي قمم شاهقة جعلته وهو في عقده العاشر من العمر يبدو كطفل مزهو فرح بهتافات هادرة لتسعيين الف من الذين كانو يوم نهاية احداث كاس العالم الاسبوع الماضي في ذلك الاستاد الفخيم مرحبيين بطلته البهية ....
شكرا لجيل اصغر وهن بنتي واللتين اصرتا علي ان ياتيا بالفيلم مسجلا لاشاهده باستمتاع وفخر وامل في جيلهن وكل جيل صغير في بلادي يري حوله ويقرء ويستمع ويبحث عن قيادة ملهمة متجردة تعرف معاناه وهموم شعوب السودان وتقدر علي ان تتخطي باجيال السودان الصغيرة والقادمة فواصل القهر....
وحيث كانت لعبة الرغبي احد اميز علامات الفصل العنصري وبقيت رمزا له كلعبة للبيض فقط اراد مانديلا ان يكسر ذلك الجدار ويجعلها لعبة كل شعوب جنوب افريقيا فطلب من فريقي الرغبي ان يتجه الي انحاء البلاد في دورات تدريبية لاطفال السود وكانت هذه احد الصور التي خلقت بذرة نمت وترعرعت فيما بعد ليقف السود مع البيض كلهم شعب قوس قزح وراء فريقهم حتي فاز بالكاس
وتحفيزا لهمم فريق الرغبي هبطت المروحية الرئاسية التني تحمل مادبا الي ميدان الرغبي حيث يتدرب الفريق ولكي يصافحهم كل واحد باسمه (فلقد قضي ليلة يحفظ اسماء الفريق) ويتمني له حظا ثم وقف مع فرانسيس كابتن الفريق يواصل التحفيز والتشجيع ...
كما التحم فريق الرغبي(كله من البيض الا اسود واحد) باطفال السود في رحلته الي انحاء جنوب افريقيا ذهب الي جزيرة روبن حيث قضي مانديلا شبابه وكهولته في سجنه الرهيب وطلب كابتن الفريق فرانسيس ان يري الزنزانة فاخذه الحارس اليها .. كانت ضيقة لا تكاد تسعه حين يفرد يديه ..فرش علي الارض (بطانية) وومخدة من ذات اللون .. شباك بقضبان حديدية وقف عنده فرانسيس ينظر الي الخارج .. الي المحجر الذي قضي فيه مادبا ايامه ولياليه وسنينه يكسر الحجر .. تخيل فرانسيس حالة مادبا وهو يكسر الحجر ويعود الي زنزانتهيردد ابياتا من قصيد هيللي :
I am the master of my fate: I am the captain of my soul.
انا سيد قدري انا قائد روحي .........................
وبعد 15 عاما كانت دولة وامة قوس قزح تستضيف اكبر المهرجانات الرياضية العالمية -كاس العالم 2010- كاول دولة افريقية تنال ذلك الشرف .. وفي جنوب افريقيا ادهشت امة قوس قزح العالم بناء وهندسة وتنظيما وبهرجة .. وابتهج تسعون الفا من الذين حضروا نهاية الحدث بطلة "مانديلا" القائد الملهم ....
وفي ذات الزمن وعندما كان مادبا الخارج من سجن رهيب قضي فيه زهرة شبابه وسنين من كهولته يكسر الفواصل العنصرية ويجمع الوان شعوب جنوب افريقيا في لوحة "قوس قزح " ملهما وقائدا وثائرا كنا نحن في السودان نبتكر سجونا وبيوتا للاشباح ونزكي نار الصراعات ونقتل بعضا البعض وينزف الدم مدرارا في الجنوب والغرب والشرق والشمال والوسط ويتفنن قادتنا وحكامنا في اساليب فصل الالوان وتقطيع اوصال الوطن ولكن يبقي امل في ميري وعشة (التحية لشاعر شعبنا محجوب شريف) لجمع الشتات ومزج الالوان لنري قوس قزح السوداني في زمن ما وليس ذلك ببعيد علي من عزم وعمل وصابر : __________________________________
اليوم 18 يوليو 2010 هو عيد ميلاد مادبا "مانديلا" الثاني والتسعون والذي احتفل به وهو سعيد بانجازه الاخير وهو احتضان ارض قوس قزح للمهرجان الدولي "كاس العالم 2010" ... احتفل معه بعض من رموز عالم اليوم :كارتر - ماري روبنسون - كوفي انان - ديزموند تو ...اسماء كثير مادبا هو ملهمها وحافزها لخدمة العالم ... مانديلا اعطي 67 سنة من عمره للعالم فهل نقدر علي ان عطي السودان سلما وحبا "سبعة وستون دقيقة" من عمرنا كما قال ديزموند توتو " هل يمكننا ان نعطي العالم سبعة وستون دقيقة من اعمارنا "
مانديلا كلمة سحرية اسم سحرى عالم سحرى انها الكاريزما يا صديقى كاريزما نفتقدها بيننا كاريزما نتمناها ليتنا نملك واحدا من مليون من كاريزما نيلسون مانديلا لكنك ترى الى الغد ربما يجئ احد من ابناء الغد حاملا تلك الكاريزما اتمنى صحبى الجميل
خرج مادبا "مانديلا" من ذلك السجن الرهيب وهو في الستينات من عمره بعد ان قضي قضي 27 داخله وقبل سجنه ومنذ صباه كان يعمل للدفاع عن حلمه وحلم كل اهله ولاده ...وقضي ربع القرن الماضي وهو يعمل لحلمه فحقق "المستحيل "....في الفيلم هنالك مساجلة بينه وبين رفيقه ومساعده الذي كان مسجونا معه حينما قال بان فريق جنوب افريقيا يجب ان يفوز بكاس العالم ..قال له رفيقه هذا مستحيل ولا اتوقعه .. قال مادبا له هل كنت تتوقع ان نخرج انا وانت من ذلك السجن ؟؟؟ فلتحلم اجيالنا الصغيرة فيما فشلنا في ان نحلم به ويرعونه وسيتحقق ....
Quote: خرج مادبا "مانديلا" من ذلك السجن الرهيب وهو في الستينات من عمره بعد ان قضي قضي 27 داخله وقبل سجنه ومنذ صباه كان يعمل للدفاع عن حلمه وحلم كل اهله ولاده ...وقضي ربع القرن الماضي وهو يعمل لحلمه فحقق "المستحيل "....في الفيلم هنالك مساجلة بينه وبين رفيقه ومساعده الذي كان مسجونا معه حينما قال بان فريق جنوب افريقيا يجب ان يفوز بكاس العالم ..قال له رفيقه هذا مستحيل ولا اتوقعه .. قال مادبا له هل كنت تتوقع ان نخرج انا وانت من ذلك السجن ؟؟؟ فلتحلم اجيالنا الصغيرة فيما فشلنا في ان نحلم به ويرعونه وسيتحقق
يا صحبى الجميل بكيت لحظة كنت اطالع ما كتبته هنا ما اجمل الحلم يا صديقى فى روايتها "المحاربون لا يبكون " للاسف نسيت اسم المؤلفة قرات الرواية العام 1999 تحدثت الرواية عن مجموعة من الطلاب كانوا فى ولاية اركنسو لكنهم عانوا ما عانوا من التفرقة بنهاية الامر كان الجيش يوصلهم للمدرسة ويظل يحرسهم لكنهم حين تعبوا وتعبت الحكومة من المنصرفات كان ذلك فى العام 1957وزعتهم فى المدن فكان نصيب مؤلفة الكتاب ان ذهبت الى كاليفورنيا وكان ان تخرجت فى احد الجامعات وتعمل بعد ذلك فى تلفزيون لوس انجلس وتتزوج رجلا ابيضا وما زالا معا ثم ان بيل كلينتون كرمهم جميعا فى مناسبة مرور عشرين عاما على تلك الاحداث من تلك الرواية تعلمت ان اتابع حلمى وان اؤمن "بى " لان ذلك كان الطريق الذى تعرفت عبره الى حيوات جديدة شكرا لك ايها الجميل
حأسأل عن بلد رايح وافتش عن بلد سايح واسأل عن امانينا اللي ما بتدينا صوت صايح وأسأل وين مخابينا إذا جانا الزمن... لا فح واسأل عن بلد مجروح وعارف الجارحو ليه جارح وابكى على بلد ممدوح وعارف المادحو ما مادح واحلم بي حلم مسروق لا هو الليلة لا امبارح أعلق في جناح سفري خطابات لي زمن فجري وادخل من درب سري لكل مضاجع الأحزان واضفِّر من شجر بلدي بروقاً مارقة من صدري حأسأل عن بلد غاطٍ لحدِّ الليلهْ في الوجعة أَنط فوق سرجي واتْحزَّم أقوم من وقعة لي وقعة أخُتْ ايدي البتوجِعْني على السأم البراجِعْني واسأل.. يا وطن يا بيتنا ليه شوقك مواجهني ليه حبك مجهجهني وليه تاريخ زمن خسران موكّر لسَّه في شجني؟ حأكتب لي شجر مقطوع مسادير يمكن يتحرك خطابات لي طفل مجدوع يقوم يجرى يقع يبرُك رسالهة لكل قُمْريّة إذا دم الشقا اتوزع على كل البيوت ما تْرِك واسأل.. عن وطن رايِح واديكم خبر جارح: بأنو جميع جموع الناس حيفضلوا لا كراع لا راس ونشترى في الدكاكين يوم مسابح من دموع الناس مساحيق من هموم الناس زهج يتْعَبّا في الأكياس ونعلن في المزاد علنا وترغي الجوقة والأجراس: "!نبيع الطفلة والكراس" واصرَخ ! ياوطن! يا بيتنا ليه ما تبقى لينا الساس قدر ما تجري فيك أفكار... يزيدوا الحبس والحراس قدر ما تجري فيك الخيل تدوس الهيبة والإحساس واسأل يا وطن رايح اذا كل القبور دخلت بيوت الناس بلا اسئذان بلا صلوات بلا أكفان جريمة اسائل الدفَان؟ حريمة طلب تمن قبري من البايع في أي مكان؟ واقولك يا وطن رايح واقولك يا وطن آمر سلام النفس ما كافر ولا كافر ولا كافر
عندما كان مادبا رئيسا لشعوب قوس قزح اتت اليه سكرتيرته باخطار مرتبه قائلة له "انك لم تهتم بالنظر الي اخطارات مرتبك من قبل .. انظر الي هذه ..؟ وفيها زيادة لمقابلة التضخم الاقتصادي في البلاد " نظر مادبا الي الاخطار وقال "هذا كتير ساتبرع بثلثه للاعمال الخيرية ".......
هل ياتري يفكر من اصابو اذاننا صمما وهم يصيحون "هي لله وما لدنيا قد عملنا" باعمال خيرية او يمكن ان يتنازلو عن مليم مما يكنزوه من مال .....
القائد هو الذي يثبت انه المثال والقدوة في تناول المال العام والاهتمام بمن يقودهم ..فهل لدي قادتنا بعض من ذلك ؟؟؟
_________________
هذه لوحة جمعت قطعة قطعة امس 18 يوليو 2010 عيد ميلاد مانديلا و"يوم مانديلا" كما يعرف في جنوب افريقيا وكانت كل قطعة ليوم من ايام الاسبوع يتبرع فيها الناس بمال للتعليم و لكتاب للاطفال ..قسمت الايام : Step up for Education on Mandela Day
Give books for Mandela Day
Tuesday: Mandela the character الثلاثاء: مانديلا الانسان Wednesday: Mandela the comrade الاربعاء: مانديلا الرفيق Thursday: Mandela the leader الخميس مانديلا القائد Friday: Mandela the prisoner الجمعة مانديلا السجين Saturday: Mandela the negotiator السبت مانديلا المفاوض Sunday: Mandela the statesman الاحد مانديلا رجل الدولة
عندما طلب منديلا ان يقابل الرئيس ديكليرك وقال له الرئيس انه سيتم اطلاق سراحه بعد يوميين رفض مانديلا (ان يطلق سراحه!) وقال "مازال الوقت مبكرا علي ذلك؟؟ نريد وقتا لان نكون جاهزين ؟؟" وهنا عرف ديكليرك ان امامه مشاورات طويلة .... ___ مادبا اراد الحرية لشعبه كله وليس له وحده ___
Quote: After 26 years in captivity, Nelson Mandela did not want to be set free straight away. Two days before his release, the world's most famous political prisoner was taken to see President FW de Klerk in his Cape Town office. The president got a surprise.
"I told him he would be flown to Johannesburg and released there on 11 February 1990. Mr Mandela's reaction was not at all as I had expected," said De Klerk. "He said: 'No, it is too soon, we need more time for preparation.' That is when I realised that long hours of negotiation lay ahead with this man."