فرعونة الحجرْ تعلن يوم القيامة ونهاية تاريخ العالم!-قصة قصيرة

في ذلكْ اليوم احتفلت السحب عند الجانب الغربي من سماء قريتنا. كانت (فرعونة الحجر) تحمل ريش النعام ،وقرون الأبقار ،وتزين رقبتها بالخرز و(الفاروص)وتنفخ بوقا زاعمة عن مقدم عاصفة مطرية لا تبغ ولا تذر.العجوز فرعونة الحجر هي الشخص الوحيد الذي بقى من أسرة فراعنة الحجر ، كان جدهم مؤسس السحر الأسود يسمى كوجنفورى .يلبس أزيائه المزركشة بريش النعام وقطع المرايا ثم يمارس السحر نهارا جهرا.تحركت كل الكائنات هاربة إلى مقارها متقية شر العاصفة،الأبقار إلى زرائبها والأغنام ، والحمر تهرب متكية الرقاب مذعورة وكافة أنواع الطيور من دجاج و بط ، وحلف، وقمري ، وحمام بري ..كانت فرعونة الحجر تعلن ببوقها المرصع بالقصدير والنحاس عن يوم القيامة

++++

هذا بالطبع هو الجانبُ الآخر للعالم. حيث تنمو الأساطير مع الناس . كل القصص والخرافات لا زالت حية فى تماهى خرافي. لم تكن فرعونة الحجر أول من حكي تلك الحكاية ، فالناس هنا يرددونها دون انقطاع ، ويحفظونها عن ظهر قلب . تقول فرعونة البحر ، لم تكن السماء في الزمان الماضي تبعد غير بضع أمتار فوق رؤوس الناس. هذا يعنى كل الأرواح الخيرة ، والآلهة كانت قريبة جدا من الناس . بمقدور أى شخص صغر شأنه أم كبر التظلم ، وأن يحكى قصته مباشرة للآلهة ...لكن في يوم من الأيام ، ارتكبت إحدى النساء وتسمى (فندور مرو خاسو) خطأ كبيرا ، حينما رفعت عمود ( الفندق) عاليا فضربت عنان السماء ، من يومها طارت السماء ولم تحط الى يومنا هذا ، ثم بدأت رحلة الابتعاد التدريجى ، فتباعدت المسامات ،وتشظى الأثير ، فازدادت الشقة بين الناس وآلهتهم لدرجة باتوا من بعدها فى حاجة للرسل ورجال الدين .

up