حديقة " الْفُوطة " بالرِّياض - الإنسانُ في أنْقى طَبيعَتهِ الْمُعقَّدة ..!.

***

نِسْوةٌ يَجْلسْنَ على مَقاعدَ إسمنتيّةٍ ، يُجِدْنَ الثَّرثرة ، ويُدَقِّقْنَ طَويلًا في أعْيُنِ الْقادمين ، صِغَارُ أطْفالٍ يَلْعبونَ ، دَافنينَ أرجلَهم بالرِّمال ، عساها تُنبتُ لهم مُتعةً وفرحة ، أمٌّ تدعو على بنتِها بكلامٍ لا يَليق ، لاغترافِها جُرْمًا ، ربَّما يبدو عِنْدَكَ - سيِّدي الْقاريء - صغيرًا ، لكنَّ الوالدةَ تُحجِّمُه بأكبرِ الأحجامْ ، أظُنُّهُ شفقةً بها .

***

***

فتياتٌ يُخَصِّرْنَ عَباءاتِهِنَّ بقدرِ مَا يشتهي ذاكَ الشَّابُّ الْغَارقُ في حِلاقَةٍ غريبةِ الأطْوارْ ، لابِسًا بنطالًا أضيقَ من اتِّساعِ طفلٍ في سنِيِّهِ الأُولَى .

***

***

شبابٌ يَرقُصُونَ في مِشْيَتِهِم لافتينَ بفعلِهِم أنظارَ الْفتياتِ إلَيْهِم ، وهُنَّ بِذاتِ الشَّوْقِ على رؤوسِهم جيئةً وذَهابا ، وبِخُطْوَاتٍ تسمحُ لَهُم برؤيةِ ما تَبَدَّى منْ أناقَتِهِنَّ لتلكَ اللَّيْلَة ، ولِسَانُ حالِهِمُ يحكي قَوْلَ ابنِ الْمُلَوَّحِ :

تُبَلِّغُنَا الْعُيُونُ بِمَا أرَدْنَـا *** وفي الْقَلْبَيْنِ ثَمَّ هَوًى دَفيـنُ .

أوْ قَوْلَ أحَدِهم وأظُنُّهُ الْمتنبِّي ، وأخْشى أن أضِلَّ إنِ اعتمدتُ على ذاكرتي في معرفةِ صاحبِ الْبيت :

فَيَا لَيْتَ أنَّ الدَّهْرَ يُدْني إلَيَّ أحِبَّتي *** كَمَا يُدْني إلَيَّ مَصائبي .

***

***

تَرَاشُقُ أطفالٍ بقواريرِ مياهٍ فارغٌ نصْفُها ، رُغْمَ عدمِ معرفَتِهم لبعضِهِم بعضا .
النَّاسُ أكْوامٌ وَأكوام ، أتَوْا مُمَثِّلينَ معظمَ الأقطارْ ، يَجْلِسُونَ لا تَحُدُّ بينهم حدودٌ جغرافيَّة ، النِّساءُ تَسُودُ أجسامَهُنَّ الْعَباءاتُ السَّوْداءْ ، لِذا فَهُنَّ يتشابَهْنَ في كلِّ شيءٍ حَتَّى الْمِشْيَة ، وكلٌّ منهُنَّ تبدو كأُختِكَ / زوجتِك / ابْنَتِك ، و .... . وثَمَّةَ وُجُوهٌ مِنْهُنَّ كاشفةٌ بحجمِ عَيْنِ النَّاظرِ الرَّاغِبْ .
قلتُ في نفسي مُوَسْوِسًا ، ولا أظنُّ أنَّ وَسْوَسَتي تلك تجاوزتْ مرحلةَ الْخنّاس ، لكنِّي أراها شارفَتْ على النُّوعِ الْقهريِّ منها :
- " ياخِي النَّاس ديل عندهم عادات عجيبه وغريبه " .
ثُمَّ ضحِكْتُ بعدَها مُقَهْقِهًا في سِرِّي ! ، ولا أعلمُ علَى أيِّ شيءٍ ضَحِكْت !.

***

***

إحْدَاهُنَّ تَلْعَنُ ابنتَها ذاتَ الْحادي والْعشرينَ من الْعُمُرِ سِرًّا وعلانية . وثمَّةَ شيخٌ يَمُرُّ في تَزَمُّتٍ شديدٍ لا يَرَى أمامَهُ ، واضِعًا نظرَه على الأرض ، مُتَّقيًا فتنةَ النِّساء . وآخرونَ عَلَى ذاتِ الْجِهَةِ مُسافِرُونَ في النَّظَرِ إلَيْهِنَّ من أسفلِ الْعَبَاءَةِ وحَتَّى رؤوسِهِنَّ وشُعُورِهِنَّ الْمُموَّجةِ تَعَمُّدًا ، والطَّامِحَةِ لِرُؤياهُم ، جاعِلينَ من سيَّاراتِهم مُتَّكَئًا لأظْهُرِهِم ، يُدَخِّنونَ السِّيجارَ كَشُرْبِهِمِ الْمَاءَ ، بعضُهُمْ يَرْبِطُ رأسَهُ بقطعةِ قُماشٍ ليستْ ذاتَ قيمة ، ربَّما لها وظيفةٌ أُخرى لا يعلمُها الرَّائي الْبعيدُ مِثْلي ، أظُنُّهُم يُرَدِّدُونَ في دواخلِهِم قَولَ الْمُتَنبي :

مَا كنتُ مِمَّنْ يَدْخُلُ الْعِشْقُ قَلْبَهُ *** ولكنَّ مَنْ يُبْصِرْ عُيُونَك يَعْشَقُ .

***

أحييك أخي محمد زين ..
علي هذه السياحة اللطيفة..
ولي ملاحظتين،،
111

Quote: وثمَّةَ شيخٌ يَمُرُّ في تَزَمُّتٍ شديدٍ لا يَرَى أمامَهُ ، واضِعًا نظرَه على الأرض ، مُتَّقيًا فتنةَ النِّساء .

أليس الأنسب ورع مثلا،،؟

محمد زين الشفيع
متابع بدهشة هذا الرسم بالكلمات وهذا التصوير البديع
لا أدري ماهي إحداثيات موقعك لمشاهدة هذا المنظر بهذه النظرة
الرائعة . . زاوية مثالية لرؤية أعمق وأوضح
لكن لا أتفق معك في هذه

Quote: لِذا فَهُنَّ يتشابَهْنَ في كلِّ شيءٍ حَتَّى الْمِشْيَة

توجد إختلافات قد تصل لعشرات ( الكيلوهات )
لك ودي ومودتي

Quote: محمد زين الشفيع متابع بدهشة هذا الرسم بالكلمات وهذا التصوير البديع لا أدري ماهي إحداثيات موقعك لمشاهدة هذا المنظر بهذه النظرة الرائعة . . زاوية مثالية لرؤية أعمق وأوضح

أخي الْعزيز : السَّيِّد أحمد إبراهيم .
شاكرٌ لكَ ثناءَكَ سيِّدي وإطْرَاءَكَ ، وأعْجَزُ عن ردِّ جميلِكَ هذا بكلماتيَ الْفاترة .

Quote: لكن لا أتفق معك في هذه Quote: لِذا فَهُنَّ يتشابَهْنَ في كلِّ شيءٍ حَتَّى الْمِشْيَة توجد إختلافات قد تصل لعشرات ( الكيلوهات) لك ودي ومودتي

أشكُرُ لكَ تعليقَكَ الْفَكِهَ والَّذي لا يَخْلو مِنْ طَرافةٍ باديَة ، وقدْ تكونُ مُحِقًّا فيه ، لكِنْ ، كُنْ على ثقَةٍ يا صديقي أنَّ الْكاتبَ لا يَمْلِكُ وَصْفًا مُطْلَقًا لا يُزادُ عليه ، وإنَّما ذلكَ مَحْضُ تقديرٍ منهُ وتَصْويرٍ قد يَقتربُ من زاويةِ نظرِ الْقاريء وتَحليلِهِ للأشياء ، وقد يبتعدُ عنها بآلافِ الأميالْ ، وبكُلِّ صِدْقٍ أقولُ لكَ : إنَّ هذا هُوَ التَّصوير والْوصف الَّذي بَلَغتْهُ ذهنيَّتي لَحْظَةَ إمْساكي الْقَلَمَ لِخَطِّ ما اعْتَمَلَ بذاكرتي مِنْ وصفٍ آنَئذْ .
سُرِرْتُ بمجيئكَ أيّما سُرُور ، وقدِ ازْدَادَ ابْتِهَاجي بِقُدومِ تعليقِكْ.
مودّتي كاملة .

***

وأُخْرَيَات تُهاتِفَنَ حبايبَهُنَّ بِصَوْتٍ خَفيضٍ جِدًّا ، مُدَجَّجٍ بالرُّقيِّ و الْهَمْسِ ، في مَشْيَتِهِنَّ ورَواحِهِنَّ بعيدًا عَنْ أنظارِ الْعائلةِ الْمُنْهَمِكَةِ في ثَرْثَرةٍ تَخُصُّ عَنَاءَ الأيَّامِ الْماضية ، بحُجَّةِ أنَّهُنَّ يُرِدْنَ التَّمَشِّيَ لتَخْفيفِ الْوزنِ والرِّياضَةِ ومَا شَاكَلَها مِنْ حُجَجٍ تتُيحُ لهُنَّ فرصَةَ التَّعَرُّفِ على حبيبٍ جديدْ ، أوْ مُسامرةَ واحِدٍ قديمٍ يَقِفُ على أبوابِ هواتِفِهِنّ .

***

***

وبعْضُهم يتبادَلُ الضَّحكاتِ غيرَ الْمُعْلَنةِ بشدَّةٍ في تعليقاتِهِمُ السَّاخرةِ بيْنَ مَجيءِ كُلِّ واحدةٍ وانْصِرافِها . وأحَدُهم سَمِعتُهُ يُرَدِّدُ بلكنتِهِ الْمعروفةِ لَدَيَّ ، خالِطًا الْعربيَّةَ باللَّكْنَةِ الإنجليزيَّة :
- " دا انتَ مافيش منَّكْ اتنين ، اِعملْ ( يو تيرن ) يا عَمّ ... ".
فقدْ مَدَدْتُ بصري وأنا في كاملِ قُوَايَ الْعَقْلِيَّة ، وقلتُ عَسايَ أجِدُ سائقًا ، لطالَما سَمِعْتُ بأداةٍ من أدواتِ حركةِ سيْرِ الْعَرَباتِ في الطُّرُقاتْ ! ، وأظُنُّهُ يَودُّ أنْ يَلْفِتَ انتباهَها لجَمَالِها الْبائنْ ، وعلى صعيدٍ آخرَ كأنِّي أراهُ يبحثُ عنْ هاتفِها حينَ إيَابِها إليْهِ ثانيَةً ، أوْ ما يُسَمَّى حديثًا بالتَّرقيم في نَهْجِ مَا يُسَمَّى بالْمُعاكسةِ الَّتي تصحبُ بعضَ مُراهقي هذا الزّمن ! .

***

***

اسْتَغربْتُ كثيرًا تسميَتَها بـ " حديقةِ " الْفُوطة وهيَ لا تَمْلِكُ من مُقَوِّماتِ الْحدائقِ إلا الْقَليلْ ، حيثُ لا كلأَ فيها وجدتُهُ ولا ماءْ ، وأراها أرضًا جَرْداءَ إلا منْ رِمال وبعْضِ شبَابٍ مُتَسَكِّعينَ مِنْ ذاتِ الْجِنْسَيْنِ ، إلا مَنْ رَحِمَ ربِّي منْ جَيِّدِ تَرْبيَتِهْ ، ونساءٍ فَرَرْنَ من حَوائطِ الْبَيْتِ الأربَعة ، وهُنَّ يقتُلْنَ أزْمَانَهُنّ بالْفُرْجَةِ والْمُؤانَسَة ، وحمَّاماتٍ مُتَّسِخَة الْمقاعد ، بفضلِ الاستخدامِ السَّيِّءِ من قِبَلِ الْزّائرينْ ، وأطفالٍ يبحثُونَ عن فرْحَةٍ غائبَةٍ وَاسْتنشاقِ هَوَاءٍ نقيٍّ أخْفَاهُ عنهم اِنْشِغالاتُ وَالِديهم واتِّكاءَاتُ الْبُيُوت .

***

وللْقَوْلِ صِلَةٌ وبقيَّة إنْ شاءَ الله.

***

وعَلَى الْجِهَةِ الأُخْرَى باكِستانيٌّ ساذجْ ، يَخْلِفُ ثلاثةً مِنْ الأعوادِ مُحَاطَةٍ بكيسٍ بلاستيكيِّ يَشفُّ عَمَّا وَرَاءَهُ بوُضُوحٍ تامٍّ حتَّى وإنْ تَمَلَّكَكَ قِصَرُ النَّظَر ، يَرْبِطُهُ بحبلٍ طويلٍ جِدًّا ، يَفُوقُ الْخمسينَ مِتْرا ، إلَّمْ أكُنْ مُبَالِغًا في تقديري هذا ، ومِنْ ثَمَّ يتركهُ لعَنانِ السّماءِ بِصُحْبَةِ صديقِها الْهَوَاء ، والنّاسُ كبيرُهم قبلَ صغيرِهِم يَنْظُرُ إلى ذلكَ الابتِكَارِ بشَيْءٍ مِنْ الذُّهولِ والدَّهْشَة ، وهْوَ مَا يُثيرُ فتنةُ الأطفال ، رَاغِمينَ آباءَهم بَاكينَ لعُدَّةِ دقائقَ لعملِ مِثْلِ مَا رَأوْهُ ، أو باستئجارِ تلكَ اللُّعْبَة من ذلكَ الْمُبْتَكِرِ الْعجيب .!.

***

***

والْبَاكستانيُّ - أقصِدُ صاحبَ الاخْتِراع - يرفُضُ الْبَتَّةَ تأجيرَ تلكَ اللُّعبةِ إلا بعدَ إصرارٍ واِلْحَاحٍ شَديدَيْن ، زاعِمًا ومُتمنِّيًا في آنٍ واحدٍ خمسةَ ريالاتٍ على رأسِ كُلِّ دقيقتَيْن ! ، وأنا لا أملِكُ غيرَ عيْنَيْنِ صغيرتَيْن ، أعْيَاهما الإغْمَاضُ مِنْ شِدَّةِ الْمُشاهدة ..!.

***

أُواصِلُ ما ابْتَدَرْتُـهُ من سَيْرٍ وسِـيرة .

محمد زين كيفك
ناس سليم بسلمو عليك
ان شاء الله تكون بلغت العافية
و الجروح اندملت

دخلت لكى اجد من يعرفنى
وجدتك متربع على عرش البوستات

حديقة الفوطة دى وين,,,ممكن نكون بنمشى ليها
بس ما افتكرت لاسمها

الشوق موية قمح

Quote: محمد زين كيفك ناس سليم بسلمو عليك دخلت لكى اجد من يعرفنى وجدتك متربع على عرش البوستات

أبقوتة كيفنّك ، وعساك شديد آزول ، ياخي الشّوق بحر والله ، والعَقاب إن شاء الله طيبين ؟ ، ياخي واللهِ ناسنا هِناك كسلانين خلاس ، وأنا أكتر زول صاحب مشاركات فيهُن ، ومرّات مرّات كِدَة بَحِس بي روحي زَيْ الْحايم برَايْ في الدَّارة ، لكين إن شاء الله برجع ليهُم تاني ، إتَّ بس تعالَّنا هناك ، فالدّارُ دارُك آبُويْ ، قبْلَ أن تكونَ اللِّيلَتْنَا .

Quote: ان شاء الله تكون بلغت العافية و الجروح اندملت

الحمد لله ياأبقوتة أنا شديد وطيِّب وتعافيتُ تمامًا ، إلا أخوك بِقَى مُتْخَصِّص في ركوب الليموزينات وفي طريقة الْحوار مع سائقيها ، وعن قريب سأفتح لَيْ بوست بعنوان : يوميَّات رَاكب ليموزين ، على وزن : يوميَّات سائق تاكسي ههههه.

Quote: حديقة الفوطة دى وين,,,ممكن نكون بنمشى ليها بس ما افتكرت لاسمها

عاد ما إتُّوا ناس العليّا والْمعذر وإتَّ طالع ، والزّي حديقة الفوطة دي ما بتجوا مارقين عليها ولا بتجيبولا خبر ، ياخي وزَيْ ما قلتَ لي صديقي كمال عبَّاس مِنْ قَبْلُ : أنا مرّات مرَّات بسمع النّاس يقولو لينا العُليَّا دي ما بدخلوها عِلَّا الواحد يكون لابِسْلو كرفِتَّة فوق رقيبتو ههههههههههه ، أمزح يا رجل .

Quote: الشوق موية قمح

عاد تاني في قَمِح ولَّا في موية آبوحميد آخُويْ ، واللهِ ياخي زكّرتنا أيام زمان ، أيّام المشاكل مِدَوِّرة بين المزارعين من سَرقة الموية بي اللِّيل ، وكسر اللَّبَقات والتُّرَع ، والكلام كلُّو تلقاهو على شاكِلة : الْموية قفلَتْ ، لا لا ما قفلَتْ ، الموية قفلَتْ ، لا لا ما قَفَلتْ ، الموية قفَلَتْ ، لا لا ما قَفَلَتْ .
والحجّازين يرقدوا هَبَطْـرَشْ ، باللهِ عليك عندي رواية هِنا إسمها ( أوجاع تحت سرابيل الخاصرة ) إن بقيتن بِدُّور تذكَّر الماضي أدِّيها طَلَّة وبِتَلقى فيها إتنين من أشخاصها متشاكلين في موية القمِحْ دي زاتا في تولاها .
تضحك لك الدُّنيا يا صديقي .
ثُمَّ لكَ مودَّتي وللأُسرة احترامي .

***

بنجلاديشيٌّ نحيلٌ يَلُوكُ * ( تَمْبُلًا ) في فَمِهِ الَّذي سالتْ جوانبُهُ بهِ ، مُكْسِبًا فَمَهُ لونًا داكِنًا ، علَتْ وتَقَدَّمتْ إلى الشَّاري رائحتُهُ غيرُ الْمُحبَّبةِ عندَ بعْضِهِم ، يتخلَّلُ جِلْسَاتِ النِّساءِ والأطفالِ فيُوهِمُكَ بأنَّهُ بائعٌ للْحَلْوَى ولُعَبِ الأطفال ! ، يَنْظُرُ إلَيْكَ بِنِصْفِ اهتمامٍ ونصفُ نَظَرِهِ الآخرِ يَتَمَعَّنُ تفاصيلَ امرأةٍ تَعْدِلُ غِطَاءَ رأسِهَا في خَجَلٍ كَسُولْ ، فلا تُقاوِمُ مِزَاجَ طِفْلِكَ إلا بشِرَاءِ شيءٍ لَهُ منه . فاللُّعبةُ عندَهُ بعشرِ ريالات ، وعلى مَرمَى حَجَرَيْنِ مِن مكانِكَ تجدها بخمسٍ أو يَقِلّ ، فَيَا لها مِنْ تجارةٍ رَابحة ، لا يُجيدُ فنونَها إلا مَنْ نَذَرَ نفسَهُ لشقِّ صُفُوفِ الأطفالِ والنِّساءْ ! .







__________________

* تَمْبُل : أشبه بسَفَّةِ ( السَّعوط ) عِنْدَنا ، الَّتي يتناولَها كثيرونَ منَّا ، ظنًّا أنَّها تَعْدِلُ الْمِزَاج ، كما كانَتْ تَعْدِلُ مِزَاجَ ( بتْ حيمور ) ، وهيَ الْمرأةُ الَّتي تعرَّضْتُ لَها في روايتي ( أوْجاعٌ تحتَ سَرَابيلِ الْخَـاصِرَة ) .

***

وَالأدْهَى مِنْ ذلكَ حينَ تجدُ فارشي الْخُضَارِ أرضًا ، يَمنَتكَ ويُسرَاكَ بِجانبِ الْحَديقة ، وبزهيدِ الأسعارِ يبيعونَ ما لديْهِم مِنْ خُضارٍ وفاكِهة . فالْبطاطسُ عندهم رخيصَةٌ جدًّا ، لكنَّها تَحْمِلُ دُودًا ناصِعَ الْبياضِ بِداخِلِها ، وصاحبُها يَحلِفُ باللهِ ثلاثًا بأنْ ليس فيها مَا يَعيبُ حَلَماتِ فَمِكَ التَّذوُّقيَّة ! ، وإنْ كنتَ عاملًا بما يَقولُهُ الْمثلُ الْقديم :
- ( أصْغَرْ مِنَّكْ دُوسُو ) ،
أوْ
- ( السِّم مَا عَقَبَ النَّارْ ) ، كما يَقولُ كُبَرَاؤُنَا ..!.
فحتمًا تجدُ نفسَكَ مِنْ زُمْرَةِ الشَّارينَ لها ، الْمُدافعينَ عنْ جَوْدَتِها ، الذَّائقينَ طَبْخَها ، والْمُعْجبينَ بها كثيرًا ..!.

***

[red

Quote: ]بنجلاديشيٌّ نحيلٌ يَلُوكُ * ( تَمْبُلًا ) في فَمِهِ الَّذي سالتْ جوانبُهُ بهِ ، مُكْسِبًا فَمَهُ لونًا داكِنًا ، علَتْ وتَقَدَّمتْ إلى الشَّاري رائحتُهُ غيرُ الْمُحبَّبةِ عندَ بعْضِهِم يتخلَّلُ جِلْسَاتِ النِّساءِ والأطفالِ فيُوهِمُكَ بأنَّهُ بائعٌ للْحَلْوَى ولُعَبِ الأطفال ! ، يَنْظُرُ إلَيْكَ بِنِصْفِ اهتمامٍ ونصفُ نَظَرِهِ الآخرِ يَتَمَعَّنُ تفاصيلَ امرأةٍ تَعْدِلُ غِطَاءَ رأسِهَا في خَجَلٍ كَسُولْ

وصف دقيق لشعب عرف أو اشتهر جله
بالخيانة والغدر .
تسلم أخي : محمد زين الشفيع ,وانت
تقدم السهل الممتنع , ما شاء الله
لغة رصينة , وأسلوب مهذب وجميل جداً
ووصف بليغ ... دمت فخراً لنا أخي
الفاضل ...
مع ألف تحية وود

Quote: وعَلَى الْجِهَةِ الأُخْرَى باكِستانيٌّ ساذجْ

Quote: والْبَاكستانيُّ - أقصِدُ صاحبَ الاخْتِراع - يرفُضُ الْبَتَّةَ تأجيرَ تلكَ اللُّعبةِ إلا بعدَ إصرارٍ واِلْحَاحٍ شَديدَيْن ، زاعِمًا ومُتمنِّيًا في آنٍ واحدٍ خمسةَ ريالاتٍ على رأسِ كُلِّ دقيقتَيْن

ألا يحتاج الباكستاني الي الانصاف في وصفك الأول..؟؟

Quote: وأُخْرَيَات تُهاتِفَنَ حبايبَهُنَّ بِصَوْتٍ خَفيضٍ جِدًّا ، مُدَجَّجٍ بالرُّقيِّ و الْهَمْسِ ، في مَشْيَتِهِنَّ ورَواحِهِنَّ بعيدًا عَنْ أنظارِ الْعائلةِ الْمُنْهَمِكَةِ في ثَرْثَرةٍ تَخُصُّ عَنَاءَ الأيَّامِ الْماضية ، بحُجَّةِ أنَّهُنَّ يُرِدْنَ التَّمَشِّيَ لتَخْفيفِ الْوزنِ والرِّياضَةِ ومَا شَاكَلَها مِنْ حُجَجٍ تتُيحُ لهُنَّ فرصَةَ التَّعَرُّفِ على حبيبٍ جديدْ ، أوْ مُسامرةَ واحِدٍ قديمٍ يَقِفُ على أبوابِ هواتِفِهِنّ .

لم لا يكون صديقاتهن ؟؟

الاخ محمد
السلام والتحايا
كلمات عندها عدسة تصوير
ابداع ومتعة ومتابعة واصل
يا اب وقوتة الفوطة دي حديقة وفيها سوق زي سوق اب قوتة تعال شوفو
غريبة ماتكون بتعرفها( الغريب غريبة بعرفا )
ولا كلام اخونا محمد ( معذر ولي فوق ) لينا الله فوطة ولي تحت

Quote: الاخ محمد السلام والتحايا كلمات عندها عدسة تصوير ابداع ومتعة ومتابعة واصل يا اب وقوتة الفوطة دي حديقة وفيها سوق زي سوق اب قوتة تعال شوفو غريبة ماتكون بتعرفها( الغريب غريبة بعرفا ) ولا كلام اخونا محمد ( معذر ولي فوق ) لينا الله فوطة ولي تحت

الْعزيز / عبد الله ودّ الْبوش ، كيف حالك يا راجل ، وعسَى أُمورك بخير .
أشكرُ لكَ تعليقَك الْفَكِهَ الجميلَ هذا ، وأمّا أخونا أبقوتة دا ، إتَّ عارف النّاس ديل ناس عليّا وملز وما إلى ذلك من جمال ، وأكّان جا لي حديقة الفوطة أنا في رايي شايف أحسن ليهو ، قولِّيهو واللهِ فيها جِنِسْ همبريب يَنْدُر أن تجدَ مِثْلَهُ في سماوات الرِّياض الممتلئة بأدخِنَة السِّيارات ، وما بذَكِّرني إلا بي هَمبريب الخلا الْعِندنا هِناك . هههههه.
أشكرُك ثانيةً يا صديقي .
مودّتي .

كنا كل خميس هناك ترويج وتسوق
حج وبيع سبح
ولكن ... ولكن آآآآآآآآآآآآآآه
مشينا مرة واحدة بعد وفاة زوجتي انقلبت علينا بيت بكا

لو ماتت الزوجة فان الزوج يموت مائة مرة في اليوم الواحد

أخي الْعزيز يُوسف الْخَضِـر ، لكَ تقديري وسلامي .
وأشُكُرُ لكَ فضْلَ مجيئكَ هُنَا ، وقِراءَتَكَ لنصِّي ، فذاكَ أمرٌ - واللهِ - يُشَرِّفُني ، وأعتَزُّ كثيرًا حينَ أجِدُ مَنْ تُلامِسُهُ كلماتي ، قارئًا ناقِدا .

* وأمَّا قَوْلُكَ :

Quote: لم لا يكون صديقاتهن ؟؟

فهلْ تَحْتاجُ صديقاتُهُنَّ لصَوْتٍ خَفيضٍ وابتعادٍ كافٍ عنْ أنظارِ الْعائلة ؟ ، فَثَمَّةَ أشياءٌ كثيرة يا صديقي لا يَدْرِكها إلا الْكاتبُ نفسُه . والْكاتبُ – كما تعلم – لا يَذْكُرُ كلَّ تفاصيلِ قَصِّـهِ في النَّصِّ ، فالإسهابُ فيها يُفْسِدُه ، وَالْمفردةُ الَّتي ذكرتها أنتَ قدْ يعتبرها كثيرونَ أنَّها مِنْ بابِ تَجميلِ وتزيينِ الْواقع ، أوْ عكْسِهِ بغيْرِ ما هُوَ عليه ، وقَدْ يَعُدُّها آخَرُونَ أنَّها مِنْ بابِ : ( الشّينة منكورة ) ؟ ، ههههههه ، أمزح معك يا رَجُل .
أخي يُوسُف كما فهِمْتُ من تعليقِكَ أنَّ قَلْبَكَ على الأُسَرِ ومكوِّناتِها ، وحَتْمًا إنْ تَفحَّصْتَ النَّصَّ جَيِّدًا ، فستجده يُوضِّح بجلاءٍ أنَّ قلبَ الْكاتبِ بكاملهِ معها ، ويُشيرُ الْكاتبُ فيهِ صراحَةً إلَى أخطاءٍ مَوْجُودةٍ بالْوَاقِعِ وَجَبَتْ معالجتها مِنْ قَبيلِ الأُسـرِ أنْفُسِهِم .
فالنَّصُّ الأدبيُّ الْواقعيُّ منه يا صديقي - كما أرَى – ينبغي أنْ يحمِلَ في طَيَّاتِهِ سِماتِ واقعِه ، فإمَّا أنْ يكونَ شَادًّا ومُؤيِّدًا لها ، أو أنْ يقتربَ منها ناقِدًا وحامِلًا في ثَناياه الْعِلاجَ ، ولَعَمْري لَوْ أنكرَ الْكاتبُ واقعًا ما مُعَاشًا عِنْدَهُ يَرَاهُ مِنْ مَنْظُورِهِ قَبيحًا ، لَأثبتَ لهُ قُبْحَ واقِعِهِ كُتَّابٌ آخَرُون غَيْرُه ، دُونَ أنْ يَطْرَفَ للْحَرْفِ جَفْن ، بالِغينَ بحُرُوفِهِم تلكَ الْهَدَفَ والْعِلاجَ الْمُرْتَقَبَ والْمَنْشُود .

أخي الْكَريم يُوسُف شاكرٌ لكَ قراءَتكَ ونَقْدَكَ الَّذي أعْجَبَني جِدًّا وهُوَ يَحْوي غَيْرَتَك الْجَميلة ، فالْوَاقِعُ نَحْنُ مَنْ نُجَمِّلُهُ بكتاباتِنا النَّاقِدَةِ يا صديقي ، وكما أنِفَ الْقَوْلُ مِنِّي في أعلاه : إنْ جَمَّلْنَا قُبْحَنا لأنْفُسِنَا ونَفَيْنَاهُ عَنَّا ، أثبتَهُ لَنا آخَرُون . واللهُ مِنْ وَرَاءِ الْقَصْد .
كما أشْكُرُ لكَ أزمانَكَ الَّتي أضعْتَها في قراءةِ حرفي .
مودَّتي لكَ كاملة .

حبيبنا محمد الزين

رسم بالحرف العربي بديع

وحبكة ممتعة

للمتابعة بقية

تحياتي وودي

Quote: كنا كل خميس هناك ترويج وتسوق حج وبيع سبح ولكن ... ولكن آآآآآآآآآآآآآآه مشينا مرة واحدة بعد وفاة زوجتي انقلبت علينا بيت بكا لو ماتت الزوجة فان الزوج يموت مائة مرة في اليوم الواحد

لكَ الله يا رَجُل ، وفي أعْلَى عِلِّيِّين إنْ شاءَ الله ، تَصَبَّر أخي عبد الله ، وأسألُ اللهَ لها الْعافيةَ في قَبْرِها والْفِردوسَ الأعْلَى بإذنِ الله ، ومِنْ ضيقِ الدُّنيا إلى سَعَةِ الْجِنانِ والآخِرَة ، فَاصْبِرْ وصَابِرْ أخي فهكذا حالُ الدُّنيا يا صديقي ، يأتي أقْوَامٌ ويذهبَ آخَرُون ، وكُلُّنا إلى فَنَاءٍ وزَوَالٍ مِنْ بَعْدِ جُلُوسِنَا بالْفِنَاءِ والأفْنِيَة ، فَلِكُلِّ أجَلٍ كِتَابٌ ، وسأزورُكَ هناك ، فـ : ( إنَّا للهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجعون ) .
تحيَّتي .

______________________

Quote: Quote: وعَلَى الْجِهَةِ الأُخْرَى باكِستانيٌّ ساذجْ Quote: والْبَاكستانيُّ - أقصِدُ صاحبَ الاخْتِراع - يرفُضُ الْبَتَّةَ تأجيرَ تلكَ اللُّعبةِ إلا بعدَ إصرارٍ واِلْحَاحٍ شَديدَيْن ، زاعِمًا ومُتمنِّيًا في آنٍ واحدٍ خمسةَ ريالاتٍ على رأسِ كُلِّ دقيقتَيْن ألا يحتاج الباكستاني الي الانصاف في وصفك الأول..؟؟ .

الْعزيز / يُوسُف الْخَضِر .
سلامي واحترامي أيُّها الْجَميل .
فالسّاذجُ في الْعربيَّةِ الْفصيحَة لَيْسَتْ إساءةً لِشَخْصٍ في جِسْمِهِ وهَيْئَتِهِ الَّتي خَلَقَهُ اللهُ عليها ، وإنَّما هيَ وَصْفٌ دقيقٌ لأقْوَالِه ، وتَعْني أنَّهُ ذُو حُجَّةٍ بسيطةٍ ومَنْطِقٍ غيْرِ مُقنِع ، وهذا ما لَمِسْتُهُ منهُ حينَ ناقشْتُهُ في سببِ ارتفاعِ سعرِ الدَّقيقتَيْنِ عندَهُ لكُلِّ طِفْل، ولِمَاذا لَمْ يَخْتَرْ ريالًا على رأسِ كلِّ دقيقة ؟ .
ألَمْ أقُلْ لكَ يا صديقي بأنْ : ليسَ مَنْ سَمِعَ بالْحَدثِ وقرأهُ ، كَمَنْ شاهدَهُ وحاورَ طَرَفَهُ الآخَـر .
وإنِّي لَجِدُّ شاكِرٍ لكَ وأنتَ تُنْعِشُ أقوالي بجمالِ تعليقِك .
مودَّتي كاملة .

Quote: أحييك أخي محمد زين .. علي هذه السياحة اللطيفة..

أشْكُرُ لكَ رِفْدَكَ الطَّيِّبَ أخي يُوسُف ، فإنِّي لَمْ ألْمَحْ مُداخلَتَكَ هذه إلا بعدَ أنْ تَفقّدتُ الْمَوضوعَ مُنذُ بَدْئهِ قبلَ قليل .

* قُلْتَ ، والْقَوْلُ هُنا لكَ :

Quote: ولي ملاحظتين،،

الأحْرَى يا صديقي يُوسُف أنْ تَقُولَ : ( لي مُلاحَظَتان ) ، فلا يوجدُ في تقديري مُسَوِّقٌ لنَصْبِ الْمُثَنَّى بالْيَاءِ هُنا ، وإنَّما مَوْقِعُهُ الإعرابيُّ هُو : مُبْتَدأٌ مُؤخَّرٌ في جُملتِكَ أعلاهْ ، والْجارُ والْمَجرورُ ( لي ) اللَّذانِ ابتَدَرْتَ بهما جُمْلَتَكَ أعْلاه في مَحَلِّ رفْعٍ خَبر مُقَدَّم .


111

Quote: Quote: وثمَّةَ شيخٌ يَمُرُّ في تَزَمُّتٍ شديدٍ لا يَرَى أمامَهُ ، واضِعًا نظرَه على الأرض ، مُتَّقيًا فتنةَ النِّساء . أليس الأنسب ورع مثلا،،؟

أهلًا بِكَ أخي يُوسُف الْخَضِر ، ثانيةً وثالثة ، وأشكُرُ لكَ اهتمامَك واقتراحَكَ ذاك ، معَ أنِّي لا أرَى عَيْبًا في استِخْدَامِها هُنا يُؤدِّي إلى استبدَالِها بمُفردةٍ أُخرى ، ولَمَّا وَجَدْتُ نفسي من الَّذينَ يَرَوْنَ أنَّ تفسيرَ النَّصِّ الأدَبيِّ مُفْسِدٌ وغَيْرُ خَادِمٍ لَه ، رأيْتُ أنْ أُشيرَ وأُوميءَ إلى بعْضِ ما خُفِيَ عَنْكَ مِنْ مُشاهدة ، فَظَنِّي أنَّ مفْرَدةَ الْوَرَعِ الَّتي أتَيْتَ بها أنْتَ هُنا لا تَخْدِم النَّصَّ في شيء - رُغْمَ أنَّ الْكَلِمَتَيْنِ مُتقاربتَان - لأنَّهُ في اعتقادي أنَّ الْورَعَ لَيْسَ هُوَ أنْ يقودَكَ نظرَكَ للاِصْدامِ بالأشياءِ الَّتي أمامَك ، وحينَ تَنْظُرُ في الأرْضِ وأنتَ رَاجِلٌ بِقَدَمَيْكَ ، حَتَّى تُقاربَ الاصْطِدَامَ بشَجَرَةٍ مِنْ شُجَيْرَاتِ الْمكانِ فذَاكَ هُوَ ( التَّزَمُّت ) الَّذي عَنَيْتَهُ من قَوْلي أعلاه حينَ اسْتِخْدَامي لتلكَ الْمُفردة ، وأظُنَّني أكَّدْتُ قَوْلي ذاكَ حينَ ذكَرْتُ جُملةَ ( لا يَرَى أمامَه ) ، فمِنْ هذهِ الْجُملةِ تحديدًا يَسْتَطيعُ الْقاريءُ أنْ يَستبينَ ويَسْتَشِفَّ عُدَّةَ جُمَلٍ أُخفيَتْ عنهُ من جانبِ الْكاتب .
ودَعْني أقُولُ لكَ يَا صَديقي إنَّ رأيَكَ مَحلُّ تقديرٍ واحْترامٌ عندي ، فلا عَدِمْتُكَ أبدًا .
احترامي ومودَّتي ، وكُنْ بخيرٍ أبدا .

Quote: حبيبنا محمد الزين رسم بالحرف العربي بديع وحبكة ممتعة للمتابعة بقية تحياتي وودي

أخي الْعزيزُ والْغالي : سيف بخيت موسى .
أشْكُرُ لكَ طَلَّتَكَ الْغاليَةَ عندي .
" وينك يا رَاجل ، وعساك في خيرٍ ونعمةٍ وفي أتمّ عافية ، واللهِ أنا مقصِّر معك تقصير شديد " ، منْذُ حينٍ بعيدٍ لَمْ ألتَقِ بكَ يا صديقي ، وأظُنُّ أنَّ الْمَرَّةَ الأخيرةَ الَّتي الْتقينا فيها وضحكنا ما شاءَ اللهُ لَنَا إلى أنِ افترقنا هي الْجِلْسَة الَّتي كانتْ بيني وبينك والأُستاذة الْفاضلة / حليمة محمَّد عبد الرّحمن ، لها منِّي الْمَوَدَّةُ والتَّقديرْ .
وأتمنّى أنْ تكونَ أنتَ ومَنْ هُم بجانبِكَ بخيرٍ ، وجميعُكم مِنْ الأوْجاعِ في مأمَنٍ وحِلّ .
وكُلُّ عامٍ وأنتَ بخيرٍ وسَعادة .
مودَّتي كاملة .

***

"الْملّوخيَّةُ " أوِ " الْخُدْرَة " كما ننْعَتُها ، أوْرَاقُها لا تَخْذُلُكَ أبدًا حينَ يَمْتطيها الذُّبُولُ والضُّمُور ، وَتستطيعُ أنْ تتعرّفَ على جَوْدتِها بِدِقَّةٍ بالِغَة ، فَهْيَ الْوحيدَةُ الَّتي نالَتْ إعجابي بَيْنَ جَمْعِ الْخُضَارِ الْغَفيرِ هُناك . الْباذنجانُ غيرُ جيِّدِ الشَّكل ، وذو نُضْجٍ زائدٍ أفقدَهُ لَمعانَهُ وبَريقَهُ الطّبيعيّ ، ويبدو أنَّ تَخْزينَهُ قدْ تَجَاوزَ درجاتِ الْحرارةِ الْمُناسبة ، وإنْ كنتَ سائلًا صاحبَهُ عنْ ثَمَنِ بَيْعِه ، فسيُخْبِرْكَ بأنَّ امْتلاءَ الصُّندوقِ البلاستيكيِّ منهُ بسَبْعةٍ مِنْ الرِّيالات ، وَمَا إنْ تُبْـدِ احتِجاجَكَ لَهُ إلا وأعْطَاكَ إيَّاهُ برياليْنِ أوْ يزيد قليلًا ، فالسِّعرُ في تَقْديري وفي تقديرِ الْبائعِ أكْثَرُ مُرُونَةً مِنْ سِعْرِ صَاحِبِ اللُّعَبْ ، وَيَتَوَقَّفُ على مَدَى احْتِجاجِكَ وحجمِ مُجادَلَتِكَ ، وَيَتَنَاسَبُ عكسيًّا معها كما دَلَّتْنَا وأخْبَرَتْنَا قديمًا كُتُبُ الرِّياضيَّاتِ وعِلاقاتُها ، وحبَّذا لَوْ أصْدَرْتَ مع حُجَّتِكَ تلكَ صوتًا شبهَ عَالٍ في غَيْرِ مُلاسَنَة ..!.

***

Quote: دُونَ أنْ يَطْرَفَ للْحَرْفِ جَفْن ، بالِغينَ بحُرُوفِهِم تلكَ الْهَدَفَ والْعِلاجَ الْمُرْتَقَبَ والْمَنْشُود .

أخي الكريم محمد زين الشفيع،،
تحياتي اليك،،
وحتي أعود للتعليق علي ما تفضلت به..
أترك لك هذه الملاحظة وواثق أنها مما لا تحتاج فيه لافهام..
لنقل انها من نوع الاخطاء المطبعية..
لكنها تحتاج الي تعديل كيلا تفسد جمال لوحتك المشرقة..
كل الود.

أخي يُوسُف الْخَضِـر .
السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته ،،، وبعدُ .
ومرْحَبًا بِكَ مِنْ جديد .
* أرجو أنْ تسمحَ لي بهذه :
" كَدِي يا خُويْ أوَّل حاجة ورِّيني إتَّ من وين في مدني ، وقريت وين فيها عشان ممكن نكون تقابلنا في حِصَّة رياضيَّات لي قَدُّورة – الله يرحمه – أو حِصَّة لي أ. عبد الله قَرْفَة ، أو مأمون العالم ، أو أ . أزهري الشّيخ ، أو د. مكِّي الطَّيِّب ، أوْ أ. ودَّ البلال ، أوْ ممكن نكون تقابلنا في معهد الأُستاذ ، أو ابن حيان " .
ولكَ وتقديري احترامي .

Quote: أخي الكريم محمد زين الشفيع،، تحياتي اليك،،

حَلَلْتَ أهلًا ، ونَزَلْتَ سَهْلًا سَهْلًا يا صديقي يُوسُف الْخَضِرْ .

* وأمَّا قَوْلُكَ :

Quote: دُونَ أنْ يَطْرَفَ للْحَرْفِ جَفْن ، بالِغينَ بحُرُوفِهِم تلكَ الْهَدَفَ. وحتي أعود للتعليق علي ما تفضلت به.. أترك لك هذه الملاحظة وواثق أنها مما لا تحتاج فيه لافهام.. لنقل انها من نوع الاخطاء المطبعية.. لكنها تحتاج الي تعديل كيلا تفسد جمال لوحتك المشرقة.. كل الود .

لا أبدًا يا صديقي ، ليسَ بخَطَيءٍ مَطْبَعِيّ ، وإنَّمَا ( تلكَ ) أشَرْتُ بها إلَى ( الْحُرُوفِ ) الَّتي قَبْلَها ، لَيْسَ غَيْرُ ، كأنْ تقُولَ لأحَدٍ ما : ( بَلَغْتُ بِقَوْلِكَ ذاكَ مُرَادي ) ، فتكونُ ( ذاك ) في جُمْلَتِكَ مُشيرَةً إلَى ( الْقَوْل ) الَّذي قَبْلَها ، ولَيْسَ ( الْمُرَاد ) الَّذي بعدَها ، والَّذي هو مفعولٌ بهِ منصوب .

ولكَيْ تَتَّضِحَ لكَ الصُّورةُ أكثر وأكْثَر يُمكنَكَ أيْضًا قِرَاءَة الْجُملةِ هكذا :

بالِغينَ الْهَدَفَ والْعِلاجَ الْمُرْتَقَبَ والْمَنْشُودَ بِحُرُوفِهِمُ تلك .

Quote: لكنها تحتاج الي تعديل كيلا تفسد جمال لوحتك المشرقة..

أشْكُرُ لكَ فضْلَكَ أخي يُوسُف ، وأشكرُكَ وأنتَ تستقطِعُ من أزمانِكَ لِتَقْرَأني وتُقَوِّمَ أقْوَالي بِمَا تَرَاه ، كما أرجو اِتِّضَاحَ الصُّورةِ عندك ، فَرَأيُكَ مَحلُّ تقديرٍ واحترامٍ عندي ، والصَّدْرُ رَحْبٌ بِكَ وبأقوالِك دَائمًا .
محبَّتي كاملة .

درر و توظيف مُقتدر ..
آن لي ومن خلال سردك فرصة للسياحة الراقية
.....
رغم قرب سكناي منها .. كنت من الزاهدين عنها
بل من الرافضين لصور بعض ظواهرالتواجد فيها

الأديب الأريب / محمد زين الشفيع أحمد
أجدتَ الحداء وأنت تدفن الحرفَ بحصافةٍ ضربت أطناب الوعي
دون اللجوء لإلتوء التعليل المفضي للعَرَج ، متشحًا بدثارٍ يحجب ويشي في آن
جاذبًا أعنة ظباء اللغة صوب مرتعٍ سنم ، وقلمك صئول يرتاد النابي
مجسِّرًا الهوة بيننا وبين القديم الراسخ ، في فلاةٍ ما درست طلولها بل بقيت منازلها لنا دليلا ، فتلك لعمري مرابعٌ تتهيب منازلتها الفوارس
فلتتفيأ حديقتك وتمعن النظر وتفتح خرائن اللغة ، لننعم نحن بمكنونها الذي يعانق الأبصار والقلوب التي في الصدور دون الأكُف
فـ حديقة ( الفوطة ) أضحت منتجعًا نتقي به صروف الإعلال والإبدال
ونرتقي به قنة وسنام الأدب الرفيع
لك التحية وأنت تغرف لنا بمغراف اليقين من خراج فكرك ، صدقةً جارية
وكل عام وأنت تفتح مدارك المعرفة المعتقة


*

الاديب الرائع محمد زين

ما اروع اسلوبك و هذا السرد السهل الممتنع

ارجوا ان تواصل كتاباتك و انت تسوح فى مواقع

اخري قد تري فيها العجب العجاب ساحة المتحف مثلا

او منتزه سلام .....


تسأئلت لماذا اطلقوا عليها كلمة حديقة

ذلك اخي بإعتبار ما كان ففي يوم من الايام

كانت حديقة الفوطة... كثيفة الاشجار يحسبها الحطاب غابة

و لكن .... لدواعي مبررة يعرفها اهلها و لاشأن لنا بها

نكشوها و حولوها الى عراء حتي السور الذي كان تغطيه

النباتات المتسلقه بصورة كثيفة اوزيل تماما

حتي الجدران ذهبت الى غير رجعة


اسف لدخولى عرض في هذا البوست الرائع

الذي يحفز للمساهمة و لو بالنذر اليسير

و دمت


ادم العمار

Quote: درر و توظيف مُقتدر .. آن لي ومن خلال سردك فرصة للسياحة الراقية ..... رغم قرب سكناي منها .. كنت من الزاهدين عنها بل من الرافضين لصور بعض ظواهرالتواجد فيها

أخي الْعزيزُ ، الأُستاذ / وليَّاب .

أشكُرُ لكَ فضلَ وجودِكَ هُنا ، فقدْ سرَّني مَجيئُكَ أيّما سُرُور ، فَمِنْ قَبْلُ أخبرَني عنكَ أحدُ أقربائكَ وزميلي بالْعَمل : ( طلال نور ) ، فأجادَ عَنْكَ وأفاد .
ثُمَّ لك منِّي التّحايا والْمَودّاتُ كُلُّها .
وكنْ بخيرٍ دائمًا .

Quote: الأديب الأريب محمد الزين سلام و مشتاقون لجلسة معك بعد الغياب Quote: وأُخْرَيَات تُهاتِفَنَ حبايبَهُنَّ بِصَوْتٍ خَفيضٍ جِدًّا ، مُدَجَّجٍ بالرُّقيِّ و الْهَمْسِ ، في مَشْيَتِهِنَّ ورَواحِهِنَّ بعيدًا عَنْ أنظارِ الْعائلةِ الْمُنْهَمِكَةِ في ثَرْثَرةٍ تَخُصُّ عَنَاءَ الأيَّامِ الْماضية ، بحُجَّةِ أنَّهُنَّ يُرِدْنَ التَّمَشِّيَ لتَخْفيفِ الْوزنِ والرِّياضَةِ ومَا شَاكَلَها مِنْ حُجَجٍ تتُيحُ لهُنَّ فرصَةَ التَّعَرُّفِ على حبيبٍ جديدْ ، أوْ مُسامرةَ واحِدٍ قديمٍ يَقِفُ على أبوابِ هواتِفِهِنّ . سرد ديجيتالي ممتع واصل

شكرًا أبا جُهيْنَةَ ففي وُجُودِكَ الْمُتْعَةُ ذاتها .
مودّةٌ لا يَنْضب مَعينُها .
تحيَّتي .

Quote: الأديب الأريب / محمد زين الشفيع أحمد أجدتَ الحداء وأنت تدفن الحرفَ بحصافةٍ ضربت أطناب الوعي دون اللجوء لإلتوء التعليل المفضي للعَرَج ، متشحًا بدثارٍ يحجب ويشي في آن جاذبًا أعنة ظباء اللغة صوب مرتعٍ سنم ، وقلمك صئول يرتاد النابي مجسِّرًا الهوة بيننا وبين القديم الراسخ ، في فلاةٍ ما درست طلولها بل بقيت منازلها لنا دليلا ، فتلك لعمري مرابعٌ تتهيب منازلتها الفوارس فلتتفيأ حديقتك وتمعن النظر وتفتح خرائن اللغة ، لننعم نحن بمكنونها الذي يعانق الأبصار والقلوب التي في الصدور دون الأكُف فـ حديقة ( الفوطة ) أضحت منتجعًا نتقي به صروف الإعلال والإبدال ونرتقي به قنة وسنام الأدب الرفيع لك التحية وأنت تغرف لنا بمغراف اليقين من خراج فكرك ، صدقةً جارية وكل عام وأنت تفتح مدارك المعرفة المعتقة

الأديبةُ الأريبة ، أيْ سُمَيَّة بنت ذاكَ الْفِطَحْل :

قِلادَةٌ وتاجٌ لا يَعْدِلهما قَوْلٌ أوْ حديث ، حَرِيٌّ وحَقيقٌ بِكِ ومِنْكِ ذاكَ الْقَوْل الَّذي لَمْ أجِدْ مُفردةً تُضاهيهِ وتُماثِلُه ، فالشَّيْءُ مِنْ مَعْدِنِهِ لا يُسْتَغْرَب ، فَنِعْمَ الْمَعْدِنُ ، ونِعْمَ نِعْمَ الْمَنْهَلُ والْمَصَبّ .
مودّتي كاملة .

سلام محمد
كتابة جميلة لولا حكاية (لاغترافِها جُرْمًا) هذه. أرجو تعديلها خاصة وهي في بداية سردك

Quote: سلام محمد كتابة جميلة لولا حكاية ( لاغترافِها جُرْمًا ) هذه. أرجو تعديلها خاصة وهي في بداية سردك

أهلًا بِكَ أخي عَزْمي حامد ، ومرحبًا بِكَ وَبأقوالِكَ واقتراحِكَ ذاكَ ، ورأيُكَ محلُّ تقديرٍ واحترامٍ عندي ، لكنِّي قَصَدْتُ وعَنَيْتُ بالْجُرْمِ الذَّنبَ الْمُقترفَ من جانبِ الْفتاة ، لأنِّي بالْفِعْلِ رأيْتُ أنَّ فِعْلَها ذاكَ يَسْتَحِقُّ ذلكَ الْوَصْف ، ولَعَلَّني أخي الْكريم إنْ وصَفْتُ لكَ ما قامتْ بهِ تلكَ الْفتاة ، لقلْتَ لي أعْطِنا مُفردةً أحَدَّ وأعْنَفَ من تلكَ الَّتي وَصَلَتْ إلَيْنَا .
وأشْكُرُ لكَ فضْلَ أزمانِكَ إذْ تقرأ لي شيئًا، فقدْ سَرَّني - واللهِ - ذاكَ منكَ.
تَحِيَّتي ومودّتي لكَ كاملة .

لك التحية أخي : محمد زين الشفيع ...
أرجو العودة إلى مداخلتي في أعلى الصفحة ... وإبداء رأيك حول هذه الجزئية التي
اقتطعتها من وصفك , ثم قمت بالتعليق عليها ...

Quote: يتخلَّلُ جِلْسَاتِ النِّساءِ والأطفالِ فيُوهِمُكَ بأنَّهُ بائعٌ للْحَلْوَى ولُعَبِ الأطفال ! ، يَنْظُرُ إلَيْكَ بِنِصْفِ اهتمامٍ ونصفُ نَظَرِهِ الآخرِ يَتَمَعَّنُ تفاصيلَ امرأةٍ تَعْدِلُ غِطَاءَ رأسِهَا في خَجَلٍ كَسُولْ