اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:تحالف الصمت والتواطؤ: كيف تبيّض بعض القوى السياسية جرائم الإبادة في ا

اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:تحالف الصمت والتواطؤ: كيف تبيّض بعض القوى السياسية جرائم الإبادة في ا


10-31-2025, 02:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1761874132&rn=0


Post: #1
Title: اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:تحالف الصمت والتواطؤ: كيف تبيّض بعض القوى السياسية جرائم الإبادة في ا
Author: بيانات سودانيزاونلاين
Date: 10-31-2025, 02:28 AM

02:28 AM October, 30 2025

سودانيز اون لاين
بيانات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر




تحالف الصمت والتواطؤ: كيف تبيّض بعض القوى السياسية جرائم الإبادة في الفاشر والسودان بغطاءٍ إماراتي

في الوقت الذي تتساقط فيه القنابل على الفاشر وتجتاح المليشيا المدينة، تُرتكب مجازر مروّعة ضد المدنيين في بارا، تواصل مليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتياً ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية موثقة بالصوت والصورة. عمليات قتل جماعي، اغتصاب، تعذيب، تجويع، ونهب منظم تُنفذ بأوامر مباشرة وتحت غطاء سياسي صامت ومتواطئ. ما جرى ويجري في دارفور ليس فوضى ميدانية؛ بل مشروع إبادة مكتمل الأركان، تمويلاً، تسليحاً، وتوجيهاً من غرف القرار في أبوظبي.

الجريمة تُرتكب في الميدان… والتبييض في القاعات

ومع تصاعد الجرائم الميدانية لمليشيا الدعم السريع، نشطت مجموعات سياسية كانت تُقدّم نفسها كقوى مدنية. هذه المجموعات، من “الحرية والتغيير المركزي” إلى “تقدّم” ثم “صمود”، لعبت دور الغطاء السياسي والإعلامي الذي يُخفي حقيقة ما يجري، ويُعيد صياغة المشهد في شكل “صراع سياسي” أو “نزاع بين أطراف متكافئة”.

في يناير 2024، وقّعت مجموعة “تقدّم” بقيادة عبدالله حمدوك اتفاقًا سياسيًا مع مليشيا الدعم السريع، بعد أسابيع فقط من المجازر التي ارتُكبت في ولاية الجزيرة، حيث تم اغتصاب النساء وحرق القرى وقتل المئات. بدلًا من الإدانة، قدّمت هذه المجموعة المليشيا كشريكٍ “لا يمكن تجاوزه” في الحل السياسي، متجاهلة آلاف الضحايا، ومتغاضية عن الدور المركزي للإمارات التي تموّل وتسلّح وتوجّه هذه المليشيا منذ اندلاع الحرب.

“تقدّم”.. ثم “صمود”: الواجهة السياسية للمليشيا

بعد سقوط مشروع “تقدّم” بفعل فضائح التعاون مع الدعم السريع، تحوّلت نفس الدائرة إلى واجهة جديدة تحت اسم “صمود”، وما زال عبدالله حمدوك على رأسها، في وقتٍ يعمل فيه ضمن مركز الإمارات للسياسات الذي تديره ابتسام الكتبي، وهي من أبرز الشخصيات الإماراتية التي أعلنت صراحة أن للإمارات مصالح استراتيجية في السودان “لا يمكن التفريط فيها”.
هذا التداخل بين العمل السياسي “المدني” والتوظيف داخل مؤسسة فكرية إماراتية يضع علامات استفهام حول طبيعة الدور الذي يلعبه حمدوك ومن معه في التغطية على الدور الإماراتي في الحرب.

تغييب الإمارات عن الخطاب السياسي.. تغطية ممنهجة

في كل بياناتهم وتصريحاتهم، تتجنب هذه المجموعات ذكر الإمارات، رغم الكمّ الهائل من الأدلة الميدانية والتقارير الحقوقية والإعلامية التي توثق تورط أبوظبي في تمويل وتجنيد وتسليح مليشيا الدعم السريع. هذه الانتقائية ليست سهوًا، بل استراتيجية تهدف إلى حماية الممول، وإعادة تدوير السرد السياسي بعيدًا عن جوهر الجريمة: أن الإمارات هي الراعي الأول لمشروع الإبادة في السودان.

من بارا إلى الفاشر: التوثيق أكبر من التبرير

الكمّ الضخم من المقاطع المصورة التي وثقت المذابح الأخيرة في بارة والفاشر، حيث قُتل الآلاف من المدنيين، من النساء والأطفال وكبار السن، يكشف أن هذه الجرائم ليست أعمالًا فردية بل أوامر مؤسسية ضمن منظومة مرتزقة تُدار وتُموَّل من الخارج. وفي الوقت ذاته، تعمل واجهات سياسية داخلية على إعادة صياغة الرواية العامة لتبدو الحرب وكأنها “حالة سياسية داخلية” يمكن التفاوض حولها، وليس إبادة جماعية تُنفذ بدعم خارجي مباشر.

تحالف التواطؤ.. لا مستقبل له

ما يجري اليوم هو جريمة على مستويين: جريمة ميدانية بالسلاح وجريمة سياسية بالتواطؤ. المجرم من يضغط الزناد، والمجرم أيضًا من يمنحه الشرعية أو يسوّق له خطابًا سياسيًا يغسل دمه. ستُكتب هذه المرحلة في التاريخ كصفحة سوداء شاركت فيها مليشيا الدعم السريع، والدولة الإماراتية التي تديرها، والواجهات السياسية التي زينت جرائمهم بخطابات الدبلوماسية.

العدالة لا تعرف التواطؤ. وسيأتي اليوم الذي يُسأل فيه كل من وقّع، أو غطّى، أو صمت، عن دمه الذي شارك في إخفائه.

اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة