اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:الفاشر: جرائم على أساسِ تراتبي، نهج منظومي ؛ لإبادة شعب

اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:الفاشر: جرائم على أساسِ تراتبي، نهج منظومي ؛ لإبادة شعب


10-29-2025, 12:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1761737386&rn=0


Post: #1
Title: اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:الفاشر: جرائم على أساسِ تراتبي، نهج منظومي ؛ لإبادة شعب
Author: بيانات سودانيزاونلاين
Date: 10-29-2025, 12:29 PM

12:29 PM October, 29 2025

سودانيز اون لاين
بيانات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر




الفاشر: جرائم على أساسِ تراتبي، نهج منظومي ؛ لإبادة شعب

لم تكن الفظائع التي شهدتها وتشهدها مدينة الفاشر ومحيطها فعل أفراد طائشين أو انحرافات ميدانية عابرة. ما نشهده هو نتيجة نموذجٍ تراتبي ومنهجي، صيغة عملٍ تبدأ من غرف قيادة مليشيا الدعم السريع المدعومة من الامارات وتمتد نزولًا إلى القادة الميدانيين والجنود، فتتجسد الأوامر في عمليات قتل جماعي، تطهيرٍ عرقي، تعذيب وتنكيل، تهجيرٍ قسري، تجويع متعمد، ونهب ممنهج.

مجزرة الفاشر الصامتة: حين تحوّلت المستشفيات إلى ساحات إعدام

تم إعدام جميع الجرحى والمصابين الذين كانوا داخل المستشفى السعودي، وفي عنابر الدرجة الأولى، والجامعة، والداخليات، بدمٍ بارد وبطرقٍ مروعة على يد مليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات. قُتلوا، اكثر من ٤٦٠ مواطن، وهم بين الحياة والموت، في زمنٍ لم يعد للإنسانية فيه مكان. لم تُمنح الجرحى فرصةً للنجاة، أولئك الذين كانوا ينتظرون يدًا تمتد إليهم، اختفت عنهم الرحمة قبل أن يصلهم الدواء.
سقطت المستشفيات في صمتٍ مرعب، لا يُسمع فيه سوى أنينٍ انقطع فجأة. وفي الجانب الآخر، تتواصل الاعتداءات على موظفي المنظمات الإنسانية، كالصليب الأحمر، من ضربٍ وإهانةٍ وإرهابٍ، وكل ذلك يتم بإشرافٍ مباشر من قيادات مليشيا الدعم السريع التي تُدار وتُوجَّه من أبوظبي.


1. الهـرم القيادي: من القرار إلى التنفيذ

تعمل هذه الشبكة كمنظومة: قرارٌ واستراتيجية تُصاغ مركزيةً، ثم تُوزَّع عبر قنوات لوجستية وسياسية إلى قيادات محلية ميدانية. هذه التراتبية تضمن الارتباط المستمر بين التمويل والسياسات والعمليات. لذا فإن أي محاولة لتقزيم الجريمة إلى فعل أفراد يعدّ محاولـة تغطية وتحريف، لأن الأوامر والسياسات تتدفق من أعلى إلى أسفل وتشرعن العنف كوسيلة لتحقيق أهداف استراتيجية.

2. نهجٌ أيديولوجيٌّ وإجرائيٌّ ثابت

القتل والتطهير والاغتصاب والتنكيل ليست ممارسات عشوائية؛ إنها أدوات ضمن عقيدة عمل: تطهيرٌ إثني، تغيير ديموغرافي، السيطرة على الأرض، وقمع أي مقاومة مدنية. هذا النهج يُدرّب عليه ويُقَوَّل به ويُقوَّم بمنح المتميزين مكافآت، وباستخدام منصات تمويل وتجهيز تضمن الاستمرارية.

3. الأدلة توضح المنهجية لا العشوائية

توثيق الفيديوهات التي بثّها الجناة أنفسهم، شهادات الناجين، تسجيلات الاتصالات، وسلسلة تتابعات لوجستية، وكلها مرتبطة بسلاسل تمويل وإمداد، تجعل من المستحيل فصل الجرائم عن الهيكل الذي يقودها. أكثر من ذلك، كشفت صور الأقمار الصناعية ومقاطع الرصد عن نمط تكراري في مواقع القتل والحرق والتجمُّعات، ما يؤكد أن ما جرى في الفاشر لم يكن عشوائيًا بل مخططًا وممنهجًا.

4. ثمنٌ إنسانيٌّ هائل: ضحايا، مفقودون، وجرحى نفسياً

الثمن باهظ: آلاف الضحايا، أسر محطمة، جثامين بلا دُفن كريم، وأعداد كبيرة من المفقودين. خلف الإحصاءات قصص فردية عن فقدان الرزق والهوية والكرامة. كما أن الأثر النفسي (التروما) واسع ويطال من تبقى، جيلٌ كاملٌ قد يشهد اضطرابات نفسية جماعية نتيجة القتل، التجويع، والتهجير. إن الحديث عن العدالة لا يقتصر على أسماء وملفات فقط؛ بل يشمل علاجًا مجتمعياً للجرح الجماعي.

5. لا يجوز اختزال الجريمة في أسماء أفراد

محاولات تصوير الأحداث على أنها نتيجة أخطاء فردية أو “شذوذ” بين بعض مقاتلي المليشيا المدعومة امارتياً هي محاولات تضليلية لتفريغ النظام من مسؤوليته. نعم، يُحاسب الأفراد الذين ارتكبوا جرائم محددة وتُوثّقهم الأدلة، ولكن العدالة الحقيقية تُطلب ضد الشبكة كاملة، الممولين، المسيرين، وداعموا اللوجستيات الاقليمية والدولية التي مكّنت هذه الممارسات. مليشيا الدعم السريع منظومة إرهابية والإمارات ومن معها رعاة للإرهاب.

6. الحق في المقاومة والعودة إلى الأرض

الدفاع عن العرض والكرامة والأرض حقٌ مشروع لكل شعب يتعرّض للإبادة. مقاومة السكان المحليين، في حدود القانون الدولي الإنساني، تندرج ضمن حقوق الشعوب في الدفاع عن النفس والمجتمع. وفي الوقت نفسه، نقول بوضوح: الحق في الاسترداد والسلامة سوف ياتي، والعدالة لا تلغي حق الشعوب في الحماية. التحرير واستعادة المناطق المحتلة مسألة وقت كما يعلم الجنجويد لان الإرادة الشعبية تؤكد أن هذه الأرض لن تُسلَّم بلا ثمن.

7. ملف المحاسبة: ضرورة عاجلة ومستمرة

لتحقيق العدالة يجب توثيق كل علاقة: من قاتل ميداني (مليشيا الدعم السريع والمرتزقة) إلى ممول ومخطط دولي (الإمارات بمحمد بن زايد ومن. معها من دول). الملفات يجب أن توجَّه إلى محاكم وطنية ودولية؛ ويجب أن تكون هناك آليات لعزل سلاسل الامتدادات اللوجستية: تجميد أرصدة، حظر شركات أمنية، وفتح تحقيقات في موانئ ومطارات استخدمت لتمرير المرتزقة والأسلحة. إن محاسبة الرأس والذراع معًا هي التي تنهى ثقافة الإفلات من العقاب.

8. رسالة إلى المتواطئين: لا مفر من المسؤولية الأخلاقية والقانونية

إلى الدول والمنظمات والفاعلين الإقليميين الذين وفّروا غطاءً سياسياً أو لوجستياً أو مالياً: إن التاريخ والقضاء لن ينسيا. ثمنُ الوقوف على الحياد أو التواطؤ يتمثل في موت مدنيين ودمار مجتمعات. لا يكفي بيانات التنديد المخففة؛ المطلوب إجراءات حازمة تُردع وتفصل مصادر الدعم. حقوق ضحايا السودان ستسترد من الإمارات، طال الأمر او قصر، هذه هي الحتمية.

9. دعوة عملية: خطوات فورية ومطلوبة
• دعم حق الدفاع الشرعي للشعوب عن ارضها وعرضها.
• توثيق كامل وممنهج من فرق مستقلة، وتحمـيل الأدلة إلى هيئات دولية مختصة؛
• فرض عقوبات فورية وموسعة على الممولين والجهات اللوجستية؛
• إغلاق الممرّات الجوية والبحرية المشبوهة ومنع استخدام أي منشآت كقواعد عبور؛
• دعم عاجل للصحة النفسية والإنعاش المجتمعي للناجين؛
• حماية الشهود وضمان أمنهم

خاتمة، إرادة الشعوب والعدالة الحتمية

ما جرى ويجري في الفاشر ليس فقط حدثًا إجراميًا؛ إنه امتحانٌ أمام الضمائر الدولية. هذه المنظومة المجرمة، مليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتياً، ستكون هشة أمام إرادة شعبٍ يريد الحياة والكرامة. العدالة ستأتي، وإن طال الزمن. وسنستمر في توثيق، في المطالبة، وفي الدفاع عن الحق إلى أن تسترد الشعوب حقوقها كاملة.

اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة