المركز النوبي للسلام والديمقراطية بيان حول الانتهاكات والكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر ومناطق شم

المركز النوبي للسلام والديمقراطية بيان حول الانتهاكات والكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر ومناطق شم


10-29-2025, 01:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1761697891&rn=0


Post: #1
Title: المركز النوبي للسلام والديمقراطية بيان حول الانتهاكات والكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر ومناطق شم
Author: بيانات سودانيزاونلاين
Date: 10-29-2025, 01:31 AM

01:31 AM October, 28 2025

سودانيز اون لاين
بيانات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر



المركز النوبي للسلام والديمقراطية

بيان حول الانتهاكات والكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر ومناطق شمال دارفور وكردفان

28 أكتوبر 2025

يعبر المركز النوبي للسلام والديمقراطية عن بالغ القلق إزاء التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية والأمنية بمدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، حيث تشهد المنطقة انهياراً واسعاً في النظام المدني والإنساني، وتصاعداً مقلقاً في الانتهاكات الموجهة ضد المدنيين. إن ما تشهده المدينة يمثل أزمة إنسانية شاملة تنذر بعواقب كارثية على حياة السكان الأبرياء واستقرار المنطقة بأسرها.



لقد تحولت الفاشر، المدينة التي كانت رمزا للتنوع والتعايش، إلى منطقة منكوبة محاصَرة بالعنف والدمار، إذ تشهد شللاً كاملاً في الخدمات الأساسية وانقطاعاً للإمدادات الغذائية والطبية، إضافة إلى توقف شبكات الاتصال. وتشير التقارير الميدانية إلى ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين عقب دخول قوات الدعم السريع إلى أجزاء واسعة من المدينة، من بينها عمليات تصفية ميدانية يعتقد أن بعضها تم بدوافع عرقية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان.



المشاهد التي تناقلتها المقاطع المصورة، والتي تظهر رجالاً غير مسلحين يقتلون أو يحتجزون تحت التهديد، تمثل صدمة للضمير الإنساني وتثير مخاوف جدية من ارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. كما وردت تقارير عن احتجاز مئات المدنيين، من بينهم صحفيون وعاملون في المجال الإنساني، وفقدان الاتصال بعدد من المتطوعين في مبادرات "التكايا"، بمن فيهم "أبوعبيدة" من حي تكارير و"بيكو" من تكية الفاشر، اللذان قضيا أثناء تأدية مهامهما الإنسانية.



ووفقًا لتقارير المنظمة الدولية للهجرة، فقد فر أكثر من 26,000 شخص من الفاشر خلال يومي 26 و27 أكتوبر، في حين تؤوي مدينة طويلة المجاورة أكثر من 600,000 نازح يعيشون في أوضاع إنسانية متدهورة. كما تشهد مدينة بارا بشمال كردفان وضعاً مشابهاً بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، حيث وردت أنباء عن عمليات قتل انتقامية بحق مدنيين، وفي المقابل، تواصل القوات المسلحة السودانية تنفيذ هجمات جوية بطائرات مسيرة استهدفت الأسواق والمناطق السكنية في المزروب والزرق وسرف عمرة وأمبادر والكومة، مما أسفر عن خسائر فادحة بين المدنيين، في خرق واضح لمبدأ التمييز وحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.

وعليه، يرى المركز النوبي للسلام والديمقراطية ما يلي:

يحمل المركز قوات الدعم السريع المسؤولية المباشرة عن حماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ويدعوها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لضمان سلامة السكان، وفتح ممرات إنسانية آمنة للنازحين والمصابين، والالتزام الصارم بأحكام القانون الدولي الإنساني.

يدعو المركز القوات المسلحة السودانية إلى الوقف الفوري للهجمات الجوية العشوائية التي تستهدف منازل المدنيين والأسواق ومناطق التعدين الأهلي، والالتزام الكامل بقواعد التمييز والتناسب في العمليات العسكرية. ويؤكد المركز أن أي استهداف متعمد أو غير متناسب للمدنيين يشكل جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.

وإذ يعبر المركز عن تضامنه الكامل مع المدنيين المتضررين، فإنه يدعو المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة والرباعية الدولية (الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، الإمارات المتحدة، والمملكة المتحدة)، إلى التحرك الفوري عبر الخطوات التالية:

الدعوة إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري لمدة ثلاثة أشهر، كما اقترحت الإدارة الأمريكية، لتمكين إيصال المساعدات وإنقاذ الأرواح.

ضمان فتح ممرات آمنة لتسهيل وصول المساعدات إلى عشرات الآلاف من النازحين من الفاشر، وإلى مئات الآلاف في مناطق دارفور وكردفان.

تفعيل آليات التحقيق الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب والتطهير العرقي، وضمان العدالة للضحايا.

إن وقف الأعمال العسكرية ليس غاية بحد ذاته، بل خطوة أولى نحو استعادة الكرامة الإنسانية وتهيئة الطريق لسلام دائم. ويجدد المركز النوبي للسلام والديمقراطية دعوته إلى عملية سياسية شاملة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، واستعادة مؤسسات الدولة المدنية، وبناء سودان آمن، ديمقراطي، وعادل يقوم على احترام الحقوق والعدالة والمساواة.



المركز النوبي للسلام والديمقراطية

28 أكتوبر 2025