اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:الفاشر والمقاومة: الجنجويد وآلة الإبادة المدعومة من الإمارات، والشعب

اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:الفاشر والمقاومة: الجنجويد وآلة الإبادة المدعومة من الإمارات، والشعب


10-28-2025, 06:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1761671249&rn=0


Post: #1
Title: اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة:الفاشر والمقاومة: الجنجويد وآلة الإبادة المدعومة من الإمارات، والشعب
Author: بيانات سودانيزاونلاين
Date: 10-28-2025, 06:07 PM

06:07 PM October, 28 2025

سودانيز اون لاين
بيانات سودانيزاونلاين-USA
مكتبتى
رابط مختصر




الفاشر والمقاومة: الجنجويد وآلة الإبادة المدعومة من الإمارات، والشعب سيواصل رفض الظلم

لم تكن جرائم القتل والتطهير العرقي في دارفور حدثًا عرضيًا أو محليًا فقط؛ بل هي امتداد لمشروع أعمق بدأ منذ عقود وتبلور اليوم بأشكالٍ جديدة تحت أسماءٍ عدة. ما كان يُعرف بالجنجويد ظهر وتحوّر عبر السنوات إلى واجهات وتشكيلات متعددة، من بينها ما يُسمّى «الدعم السريع» و«التأسيس» وتحالفات أخرى. وفي الفاشر ومحيطها، تحوّلت هذه القوة إلى آلة ممنهجة للاستهداف والقتل على أساسٍ إثني، وإبادةٍ منظمة تُمارَس بلا هوادة.

في مدينة الفاشر ومحيطها، تحوّلت هذه المليشيا إلى آلة ممنهجة للاستهداف والقتل على أساسٍ إثني، في إطار حملة إبادةٍ منظمة تُمارَس بلا هوادة.

وخلال الثمانٍ والأربعين ساعة الماضية، ارتكبت هذه القوات مجازر ممنهجة بحق المدنيين، جرائم تُندى لها جبين الإنسانية، إذ قتلت أكثر من ألفي مدني أعزل من النساء والأطفال والشيوخ والشباب. وقد وثّق جنود المليشيا أنفسهم هذه الجرائم وصوروها، ثم بثّوها على وسائل التواصل والمنصات المختلفة، في محاولة لبث الرعب والإرهاب بين الناس، ولإظهار شعورهم بالأمان من أي مساءلة أو عقاب.

هذا السلوك يعكس منهجًا متعمدًا تتبعه هذه المليشيا ومن يمولها ويديرها من الخارج، يقوم على مبدأ أن كل شيء مباح للوصول إلى أهدافهم، وعلى رأسها التطهير العرقي والسيطرة على الأرض.

وجزء من بشاعة هذه الجرائم تم توثيقه عبر صور الأقمار الصناعية التابعة لشركة ماكسار التي حللها مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل (YSPH)، حيث أظهرت النقاط الحمراء المنتشرة في أرجاء المدينة كدليل على الدماء التي سالت في مواقع المجازر. إلى جانب ذلك، تم تسجيل عمليات تعذيب وتنكيل وتهجير قسري لآلاف المدنيين.

وما ظهر حتى الآن ليس سوى جزءٍ من الحقيقة، إذ يُتوقّع أن تكشف الساعات القادمة عن مزيدٍ من الفظائع، وسط تواطؤٍ دوليٍّ مستتر يواصل وصف هذه الجرائم بأنها “عمليات حرب”، تُقابَل بتصريحاتٍ باهتةٍ ودعواتٍ مغلّفةٍ للصبر وضبط النفس.

لكنّ شعب السودان، وأبناء دارفور على وجه الخصوص، شعبٌ جَبّار مرّ بمنعطفاتٍ قاسية وخرج منها أكثر صلابة. قد يمرض، لكنه لا يموت؛ قد ينزف، لكنه ينهض من جديد، لأن إرادته لا تنكسر مهما اشتدت المآسي

الإمارات: المحرك والمنظّم والموفّر

لا يمكن فهم اتساع هذه الجريمة دون تسمية الجهة التي تُغذيها لوجستيًا وسياسيًا: الإمارات العربية المتحدة. أبوظبي لم تكن متفرجة؛ بل هي الطرف الذي يموّل، يوجّه، ويسلّح هذه المليشيات. عبر شبكات تمويل وإمداد وإمدادات لوجستية، بما في ذلك طائرات مسيّرة، شحنات أسلحة، ونقل مرتزقة، تُدار عمليات القتل والتجويع من غرف قيادة إقليمية. الإمارات استخدمت أدوات القوة الناعمة والسياسية لتغطية جرائمها، وفي المقابل وفّرت غطاءً دبلوماسيًا وسهّلت طرق الإمداد عبر أطراف إقليمية مثل موانئ ومطارات تُستخدم كقواعد عبور.

استهدافٌ ممنهج للمدنيين

تشهد الفاشر نمطًا متكررًا من الجرائم: حصار يقطع سبل العيش، تجويع متعمّد، قصف مراكز الغذاء والملاجئ والمستشفيات، واعتقالات وتعذيب وإعدامات بحق مواطنين عزل. تُستهدف فئات محددة أحيانًا حسب الانتماء الإثني أو القبلي، ما يوضّح بجلاء الطبيعة الإبادية لهذه السياسات. هذه ليست أخطاء ميدانية بل استراتيجية ممنهجة لإرهاب المجتمع وتفريغه من رموزه.

الجنجويد تحت أسماءٍ جديدة: نفس الفكر ونفس الجريمة

تغيير الاسم إلى «الدعم السريع» أو «التأسيس» لم يغير من جوهر المشروع؛ بل أعطاه واجهات جديدة للتشغيل والتمويل. من خلال هذه الواجهات تُدار عمليات التجنيد والتدريب ونقل المرتزقة، وتُستخدم الحلقات السياسية والاقتصادية لصهر أدوات القتل ضمن استراتيجية إقليمية أوسع.

أيادٍ إقليمية ودولية تُغذي المشروع

الدعم الإمارتـي يتغلغل عبر قنوات مالية ولوجستية إقليمية: منصات نقل، شركات خاصة، سفراء، عقود أمنية، وقواعد عبور تُسهّل حركة الطائرات المسيّرة والمرتزقة والأسلحة. هذه الشبكات تجعل من الجريمة صناعة مُنظَّمة، وتمكن المتواطئين من الإفلات مؤقتًا من المساءلة ما لم تُكشف هذه السلاسل وتُقطع.

رسالة للفاشر وللشعب السوداني

إلى أهل الفاشر: أنتم أكثر من أرقام، أنتم ذاكرة هذا الوطن. على الرغم من سنوات الحصار والقصف والجرائم، أظهرتم صمودًا لا يلين: معلمون يبقون لتعليم الأطفال، متطوعون يوزعون ما تبقى من طعام، أطباء يعملون تحت القصف. هذه الإرادة الحية هي صمام بقائنا.

إلى الجنجويد ومن يقف خلفهم: يجب أن تعلموا أن إرادة الشعوب أقوى من مالٍ أو سلاح. لا تظنّوا أن تغيير الأسماء سيغطي جرائمكم. كل من ارتكب قتلًا أو اغتصابًا أو تهجيرًا أو تجويعًا، وكل من موّل أو سهّل أو استضاف هذه الآلات، من أفرادٍ إلى مؤسساتٍ ودول، سيُواجه العدالة عاجلًا أم آجلًا.

دعوة عاجلة للمجتمع الدولي

ندعو المجتمع الدولي وصانعي القرار إلى ما يلي فورًا:
• الاعتراف بأن ما يجري في دارفور عملية إبادة ممنهجة تتطلب تحركًا عاجلًا.
• التحقيق المستقل في شبكات التمويل والإمداد التي تربط الإمارات بالمليشيات، وكشف وتجميد الأصول والجهات المتورطة.
• إغلاق وتحجير الممرات اللوجستية ومنع استخدام أي مطار أو ميناء أو قاعدة كمنصة لتمويل أو نقل مرتزقة إلى السودان.
• فتح ممرات إنسانية محمية فورًا وتأمين وصول المساعدات.
• إحالة المسؤولين للعدالة الدولية وملاحقتهم جنائيًا على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

خاتمة، صمود لا يلين

الفاشر لم تسقط، ولن تسقط. صمود أهلها هو رسالةٌ خالدةٌ بأن الإنسانية أقوى من قنابل وظروف. وللمتهمين من دولٍ وأفرادٍ ومجموعات: ستأتي العدالة مهما طال الزمن.

اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة