قوقل يجلب أهرامات مروي للعالم

قوقل يجلب أهرامات مروي للعالم


05-17-2022, 10:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1652824487&rn=0


Post: #1
Title: قوقل يجلب أهرامات مروي للعالم
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 05-17-2022, 10:54 PM

09:54 PM May, 17 2022

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خاص الديمقراطي

أعلن موقع البحث الأضخم في العالم (قوقل) اليوم إطلاق تجربة رقمية جديدة تتيح التجول في إهرامات مروي ومعرفة تاريخها، وتجسيم أهرامها للناس عبر العالم.



ويحتوي الموقع الذي دشنه قوقل صباح اليوم عبر قسمه المخصص للفنون والثقافة، بالمشاركة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على صور ثلاثية الأبعاد لمنطقة مروي الآثارية المسجلة في (يونسكو) تتيح التجول افتراضياً بين أهرامات مروي وتكبير النقوش عليها ومعرفة المزيد عن تاريخ وملوك وملكات، وأهرامات، ولغة مملكة كوش، والتجول في شوارع المنطقة الأثرية. كما يتيح الموقع استخدام تقنية “الواقع المعزز Augmented Reality” لتجسيم أهرامات مروي للراغبين “من منازلهم” أو حيثما يكونون.

ويذكر الموقع أنه يتيح التعرف على مدينة مروي “عاصمة مملكة كوش التي تحوي أكثر من 200 هرما والتي تقع في الجزء السوداني من نهر النيل”، ويقول الموقع إن الكوشيين مدوا نفوذهم لأكثر من 3000 عاما على منطقة النوبة (وهي منطقة قديمة تغطي السودان وجنوبي مصر) ويضيف: “صارت مروي هي ثالث وآخر عاصمة للمملكة حوالي العام 590 ق.م حيث بدأ ما يوصف بأنه عصر كوش الذهبي”.

ويقول موقع قوقل تحت عنوان “الاهرامات النوبية”الاهرامات إن بقايا أكثر من 200 هرما نوبيا توجد اليوم في صحراء السودان كآثار باقية لقوم مزدهرين. ويصف الموقع الأهرامات المروية بأن لها تصميماً فريداً، وهي تتراوح في طولها ما بين 6 إلى 30 متراً، وترتفع عبر درجات ضيقة ما يجعلها شديدة الانحدار، و”قد بنيت باستخدام الشادوف الذي يثبت في منتصف المبنى ويبنى الهرم من حوله”.


ويتصفح الموقع تفصيلاً هرم الملك أركماني، أول الأهرامات التي لا تزال منتصبة، ويتجول في مشاهد ثلاثية الأبعاد داخل ذلك الهرم، وفي مصلى القرابين، يعلق بالقول “إن المستكشفين الأوائل عثروا هنا على أقواس، وألجمة خيول وصناديق خشبية وفخار وسلع مستوردة عبر تجارة مروي بعيدة المدى مع مصر والهند والصين”.

ويذكر الموقع أن أصحاب تلك الأهرامات صمموا وبنوا أهراماتهم أثناء حياتهم لذلك “لم يكن هناك تأخير في رحلتهم للحياة الأبدية” و”بخلاف اهرامات الجيزة المصرية فإن الأهرامات النوبية لا توجد داخلها مدافن”.

كما يتجول الموقع معرفاً بملوك وملكات مروي، وباللغة المروية “التي لم تفك طلاسمها بالكامل بعد، وهي في شكلين: أبجدي وهيروغليفي” ولا يزال العمل جارياً فيها، “ليتاح لنا يوماً ما التعرف على قصة هذه الحضارة القديمة بحيث تتحدث عن نفسها”.

ويصاحب عرض الفيديو الخاص بالتدشين والموجود بموقع (يوتيوب) قصيدة عن مروي كتبتها الشاعرة السودانية الأمريكية إمتثال محمود (إيمي محمود).

وتعليقًا على إطلاق الموقع اليوم الثلاثاء، قالت مريم خالد دبوسي، مديرة تسويق المنتجات في قوقل “يسعدنا أن نتمكن من تقديم هذه التجربة الثرة لمساعدة الأشخاص في جميع أنحاء العالم على معرفة المزيد عن مملكة كوش وثقافتها بطريقة جذابة”.

وتعليقاً على مصطلحات: مروية، كوشية، ونوبية، التي يستخدمها الموقع كمترادفات أقر الدكتور حاتم النور، المدير العام للهيئة القومية للآثار المستقيل مؤخراً، في تصريح خاص بـ(الديمقراطي) صحة استخدام وصف كوشي للمملكة المروية، مع وجود خلاف حول استخدام لفظة النوبة. قال: “حقيقة إن مروي كانت العاصمة الثالثة والاخيرة للدولة الكوشية فقد سبقتها نبتة بالقرب من جبل البركل وقبلها بنوبس أو كرمة المعروفة”.

وأضاف: “هناك جدل كبير فيما يخص المصطلحات تناوله بروف اسامة عبد الرحمن النور، وقبله جورج اندر رايزنر، وقد أضاف الأخير سلالة ملكية مستقلة في مروي موازية لسلالة أخرى حكمت في نبتة نتج عن ذلك مصطلحي مملكة مروي ومملكة نبتة، وقد قال رايزنر بذلك لمعالجة ترتيب المدافن الملكية خاصة تلك القائمة في جبل البركل.”

وكان عالم الآثار السوداني الراحل البروفيسور أسامة عبد الرحمن النور كتب تحت عنوان “كوش- النوبة: إشكالية التسمية” قائلاً: “إن تسمية النوبة المستخدمة حالياً للدلالة على اسم البلاد في الفترات التاريخية السابقة للقرن الخامس الميلادي لا تتطابق مع الواقع الفعلي التاريخي”.

وشرح الدكتور حاتم أن إطلاق مصطلح النوبة على ما سبقه ارتبط بعالم المصريات المؤرخ والاس بدج الذي كان يعمل في جبل البركل، قال: “ارتبط مصطلح المملكة النوبية أو الحضارة النوبية بهذا الرجل الذي اختار كلمة نوبيا لتكون جزء من عنوان كتابه المشهور”.

وأضاف: “لكن الرأي العلمي المجرد يرجع الحضارة إلى الكوشيين بعواصمهم الثلاث المذكورة، أما النوبيون فلا أحد ينكر وراثتهم للتاج الكوشي الذي أنتج في الفترة الوسيطة الممالك النوبية الثلاث”، مشيراً بذلك للممالك النوبية المعروفة: علوة والمقرة ونوباطيا.

الجدير بالذكر أن (يونسكو) قامت برعاية محتوى مخصص للتعريف بموقع مروي الأثري، وجبل البركل والمنطقة النبتية، وحديقة سنجناب البحرية (قبالة سواحل البحر الأحمر) في السودان.

وتعد تجربة الأهرامات المروية أحدث جهود قوقل لنشر ثقافة وتراث منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العالم، فمنذ عام 2013م قام محرك البحث الأشهر عالمياً برقمنة صوراً غنية وقدم تجارب لأكثر من 20 معلماً وموقعاً تاريخياً في المنطقة بما في ذلك البتراء في الأردن، ومسجد الشيخ زايد الكبير في الإمارات المتحدة، كما عمل قسم قوقل الخاص بالفنون والثقافة مع المؤسسات الثقافية في المنطقة للمساعدة في مشاركة تراثها وثقافتها مع العالم.