مركز السودان ينعي إلى المركزية الإفريقية رحيل أحد أفضل مستنيريها في القرن ال21 في السودان؛ الكاتب و

مركز السودان ينعي إلى المركزية الإفريقية رحيل أحد أفضل مستنيريها في القرن ال21 في السودان؛ الكاتب و


02-16-2019, 00:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1550272523&rn=0


Post: #1
Title: مركز السودان ينعي إلى المركزية الإفريقية رحيل أحد أفضل مستنيريها في القرن ال21 في السودان؛ الكاتب و
Author: مركز دراسات السودان المعاصر
Date: 02-16-2019, 00:15 AM

11:15 PM February, 15 2019

سودانيز اون لاين
مركز دراسات السودان المعاصر-khartoum
مكتبتى
رابط مختصر



مركز السودان ينعي إلى المركزية الإفريقية رحيل أحد أفضل مستنيريها في القرن ال21 في السودان؛ الكاتب والمفكر إبراهيم أبوندلك


لقد عشق أفكار ماركوس ماسايا قارفي؛ إلا إنه في مثل أعمارجميع المحاربين الصاديقين الأقوياء في المعارك الأخلاقية الكبري؛ (٣٨ سنة ) يرحل إبن آمون المفضل ؛ سبقه؛ أرنستو تشي جيفارا؛ مارتن لوثر كنج؛ مالكوم إكس؛ توماس؛ والثلاثين هو أعمار فرانتس فانون؛ توماس إيزادور سنكارا؛ إستيفان بيكو؛ وروبيرت نستا بوب مارلي.
رغم ما به من آلام؛ كان عقله قويا؛ ومصمما على التفكير المستنير الحر؛ و لم يفقد ملكة السخرية على الأوضاع المثيرة للسخرية في بلادنا. كان قويا متحديا كل الآلم بجسمه. لقد أنهك المرض جسمه لكنه لم يتمكن من روحه وعقله الوقاد.
تتكالب العدوات عليه من غير المستنيرين؛ ووخاصة أؤلاءك من إمتلكوا سلطة القوة في عهد التخلف كان يسخر منهم متحديا. عجزت المستشفيات حتى في تحديد نوع مرضه؛ متخبطة بنين إتهامه بمرض الصدر وداء السكري. وعجز الأطباء في إيجاد دواء يخفف آلالمه أو قياس نسبة ترسب الدم لديه؛ بينما صحته المتدهورة تدهور أكثر فأكثر. وتعجز عائلته؛ ولدمه في المركز؛ رفاقه؛ وأصدقاءه أن يجدوا له علاجا يجعه يعود إلى الحياة قويا ويكمل مشواره. وهكذا عند الساعة السابعة والنصف من مساءً بتوقيت الخرطوم في يوم الخميس 14 فبرير 2019ف يُغيب الموتُ الكاتب والمفكر والفيلسوف الإفريقاني؛ إبراهيم إسماعيل شرف الدين المعروف بإبراهيم أبوندلك بمستشفى الشعب بالخرطوم والذي دخله منذ التاسع من جانويري الماضي. وهكذا يورى جثمانه في الليلة نفسها بعيداً عن مسقط رأسه مدينة الجنينة دارأندوكا ومرقد آلاف الأبطال من أسلافه ذوي الهامات المرفوعة والنفوس العاليا. وبعيداً عن الجمهور الذي غاب عنهم طويلاً والذي قرأه منذ سنوات وأُعجب بأفكاره ومفاهيمه التنويرية؛ وفلسفته الثورية. وأفكاره وآراءه بلا شك أحد أهم فاتحيات عهد التنوير السوداني وأحدى معاول تحطيم عهد الظلام والهمجية والتخلف في السودان.
لقد أسهم إبراهيم أبنوندلك بقلمه من أجل إنسان ديمقراطي؛ من أجل مجتمع ديميقراطي؛ ومن أجل دولة ديمقراطية؛ مقتدرة في السودان تستجيب بسط ضروريات حقوق الانسان لمواطنيه بمساواة وعدالة. لكنه يموت ضمن عشرات الالف الضحايا بسبب فشل الدولة وإهمالها لمواطنيها.
بعقله التنويري وحسه النقدي وقدراته على الصمود وشجاعة طرحه لقد أسهم أبوندلك في بناء العقل السوداني الحر المستقل؛ الأخلاقي؛ المستنير بهويته الزنجية؛ والقوي المصادم لتحقيق الإستقلال الثقافي الكامل أولا قبل إستقلال الأرض و السياسية. وهذا هدف ومجال مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء في سودان القرن الحادي والعشرين.
ولد إبراهيم شرف الدين أبندلك في مدينة الجنينة غرب السودان؛ في مايو 1980 شقيقا ست اشقاء وثلاث شقيقات. وصار أباً صبيا وصبية. عاش طفولته في دارأندوكا وتدرج في تعليمه إلى نهاية الثانوية العليا؛ وغادر المدرسة ليلتحق بالجيش؛ غير إنه وبسبب مشاهدته لإنتهاكات مارسها الجيش ومليشياته في غرب دارفور؛ غادر الجيش عام 2004 بدون أن يؤذن له. وظل ملاحقاً من إستخبارات الجيش بتهمة (الهروب من الخدمة). وعاش متخفياً بأسماء عديدة في السودان. إلا إنه نجح في تقديم شهادته بامانة واخلاص للجهات الدولية المختصة بملف جرائم الحرب وجرائم الإبادة في دارفور.
إلتحق إبراهيم أبوندلق منذ أغسطس عام 2010 إلى مركز السودان؛ وشغل مسؤولية فريق العمل في غرب دارفور بالمركز؛ وكان في نفس الوقت عضوا في اللجنة المنسقة لفرق العمل بإقليم دارفور بمركز السودان. وأدار هو وأربعة من رفاقه ملف غرب دارفور بتفاني رغم سؤ الأوضاع؛ على رأسهم رفيق دربه النضالي؛ الرفيق أمرا كانجي؛ المقيم في أستراليا الان. ونسقوا معا بشكل عملي مع اللجنة في المقاطعات الأخرى بإلإقليم دارفور حتى قيام المؤتمر الثالث للمركز في دارفور؛ نوفمبر 2011ف. ؛ وكان موضوع تقارير وشهادات الانتهاكات في دارفور موضوع مركزي.
وبتنسيق من مركز السودان إستقبل إبراهيم أبوندلك ورفاقه في لجنة غرب دارفور في مدينة الجنينة المفكر الإفريكاني؛ مسؤول مكتب البانافريكان التوثيقي الراحل بانكي بانكي في أهم رحالات بنكي التوثيقية للأمم الزنجية في غرب دارفور. وكان مقدرا لهم أن يستقبلوا الرحالة الأفريكاني روناوك رشيدي في الجنينة لولا ظروف لاحقة منعتهم من البقاء في السودان.
تعرض أوبندلك ورفاقه للإعتقال في أبريل عام 2012ف وإستجوب على خلفية معلومات عن صلته بمركز السودان من قبل مكتب أمن الدولة فرع غرب دارفور بمدينة الجنينة. وحرص المركز تأمينا لأعضاءه من الكشف في وسائل الإعلام عن نشاط عضويته بالداخل. وعقب إطلاق سراحهم أشطرت جهاز أمن الدولة عليهم المداومة على الحضور كل صباح بمكاتبه وحين إكتشف أمن الدولة شخصبته و هروب أبونلك من الجيش مؤخرا قرروا تسليمه للجيش؛ ولكن تمكن هو ورفاقه بالمركز داخل وخارج السودان من الخروج .
واجه إبراهيم أبوندلك مرة أخرى وهو داخل السودان؛ تهديدا جديا في حياته من المتطرفين الدينين في غتهامه بالكفر والإلحاد و المطالبة بهدر دمه. وصل وصل إلى تهديده في خطب المساجد.
إلا إنه ظل ملاحق في العديد من محطاته حتى خارج السودان.
وقد إكتسب إبراهيم تجربة إفريقية عميقة؛ شاهم في قراءته لأسباب فشل الأمم الزنجية في مواجهة الظروف الراهنة؛ وأسباب الفقر والحروب؛ شكلت رؤيته في الأمل في المستقبل. بجانب محاولاته الوصول إلى منطقة أمنة؛ وفي ظروف قاسية لا تدعمه إلا العزيمة والتحدي؛ قرر بالقيام برحلة إلى عدد من بلدان القارة الإفريقية؛ بدا من مصر؛ جنوب السودان؛ اوغندا؛ افريقيا الوسطى؛ تشاد؛ النيجر؛ غانا؛ وليبيا.
لقد كتب إبراهيم عشرات المقالات التنويرية عن الدين؛ والهوية والثقافة؛ ونقد التجربة السياسية لدولة السودان الجلابي وممارسات العقل العنصري؛ والتي تصلح لان تكون اهم مدوانات الفكر التنويري المعاصر في السودان. بجانب إنه وثق للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في دارفور؛ كتب كذالك مقالات ثورية ونقدية لتجربة الحراكات الثورية في النجاح خلال الممارسة الثورية اول القرن الحادي والعشرين.
بلغ إبراهيم أبوندك مرحلة متقدمة من الإستنارة في الفهم والتفكير؛ يعد قائدا بعقله بين الأجيال السودانية أول القرن الحالي. ويقسم مركز السودان الوعي إلى المراحل التالية: مرحلة الإكتشاف؛ العودة الذاتية إلى القيم الافريقية؛ نضمن إكتشا ف الهوية والتاريخ الحقيقي. مرحلة ممارسة الوعي؛ والعمل في حقل نشر الإستنارة بالأساس الأخلاقي والإلتزام الإخلاقي التنوير به والدفاع عنه. مرحلة التحرر العقلي والوجداني من الإستعمار الثقافي؛ الديني الوافد (اسيوي واوربي) وطرح نقد ديني بعقل مفتوح مجرد من القداسة. مرحلة قيادة عمل جماعي منظم. مرحلة قيادة المجتمعات الزنجية للعودة الى منصة الحضارة الانسانية على توازي مع الأمم البشرية الأخرى.
يلحق إبراهيم أبندلك اليوم بالراحلين من أعضاء مركز السودان المعاصرعلى رأسهم عبدالله ألتو (قتل في ظروف غامضة في عام 2012ف. علاء الدين الإفريقي ( قتل في ظروف غامضة في ميدان الحركات المسلحة). والعديد من جيل الإستنارة الذين قدموا
أرواحهم من أجل سودان أفضل.
قوته وثباته؛ آلالمه ومأساته؛ كلها بسبب الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها شعوبنا. ونستمد من طاقته القوة للمضي قدما لتحرير السودان ذهنيا وسياسيا.سيعمل مركز السودان على جمع مقالاته وارائه الفلسفية ضمن حزمة اعمال تنويرية في القرن الحالي.
العزاء إلى عائلته والدة أطفاله؛ وإلى إبنيه أحمد وأخته. ولادمه في مركز السودان؛ ولجميع ولاصدقاءه وقراءه الكرام.

مركز دراست السودان المعاصر
مجلس المدراء التنفيذيين.
15. فبراير 2019