رد الإمام الصادق على د. ناهد محمد الحسن

رد الإمام الصادق على د. ناهد محمد الحسن


01-10-2019, 03:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=30&msg=1547132280&rn=0


Post: #1
Title: رد الإمام الصادق على د. ناهد محمد الحسن
Author: الإمام الصادق المهدي
Date: 01-10-2019, 03:58 PM

02:58 PM January, 10 2019

سودانيز اون لاين
الإمام الصادق المهدي-
مكتبتى
رابط مختصر

أرسلت د. ناهد محمد الحسن خطاباً للحبيب الإمام الصادق المهدي ورد عليها بالرسالة المرفقة:

بسم الله الرحمن الرحيم
25/12/2018م

الحبيبة ناهد محمد الحسن
سلامات، وبعد –

وصلتني رسالتك وأشكرك على الاهتمام بالتعليق ففي كل أمر نصف رأيك عند أخيك، وطبعاً أختك.
1. هنالك مسألة مبدئية هي أنه لا معنى لأية حركات سياسية ما لم تسبقها صحوة ثقافية. إذا تتبعتِ أمري فأنا عبر كتاباتي وأعمالي أعمل من أجل ثورة في كل المحمولات الثقافية في فهم الدين ودوره، في الهوية، في السياسة، وفي الاقتصاد. الفرق بينها وبين الثورة الوافدة من اليسار (الشيوعي) واليمين (الأخواني) أنها تحيط بالواقع وتنهض به للجديد. أرجو مراجعة كتاباتي كلها تجدين أنها ثورة ملمة بالمحيط حولها لذلك وصفتها بالتقدمية المؤصلة. ولك أن تقارني هذه بثورات اليسار واليمين التي قفزت نحو السلطة عبر العسكرية وأتت بنتائج عكسية تماماً.
2. أما ما قلته لدى عودتي فأرجو قراءة الخطاب بدقة لتدركي أن الحوار المقبول نفسه هو أداة نضالية لا لمشاركة النظام ولكن لتغييره، وهو جزء من التزام مع مجلس السلم والأمن الأفريقي والأسرة الدولية عبر خريطة الطريق وهؤلاء حلفاء لنا في نطاق استحقاقات الحوار الذي لعب دوراً في التغيير في كل الحركات العابرة نحو الجديد في أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وأوربا. وفي تقديري إذا استجاب النظام لا تكرماً منه، ولكن بسبب الضغط الشعبي والدولي فإن هذا مدخل لسيناريو مثل كوديسا جنوب أفريقيا. ولكن النظام السوداني الحالي كما تعلمين يحافظ على السلطة للحماية من استدعاء المحكمة الجنائية الدولية. تعنت النظام يجعل استحقاقات الحوار وسلية لعزله داخلياً وخارجياً.
3. الشعارت والحركات الثورية الحالية مشروعة، وفي خطابي وموقف النداء نحن نؤيدها وتشترك فيها عناصرنا. ولكن الموقف يفتقر لمشروع وطني موحد كما فعلنا في أكتوبر 1964م وأبريل 1985م. والموقف الآن هو تحقيق ذلك والاتفاق على برنامج للمواجهة السلمية: اعتصامات في مواقع كثيرة داخل وخارج السودان تنقل الموقف من حركات احتجاج غير منسقة إلى حركة زحف شعبي.
4. الحركات التلقائية الحالية نفسها قصيرة ولا بد من نقل المشهد من التلقائية للتحرك الموحد المخطط.
هنالك مسألة غائبة عن معلقين ذوي إلمام جزئي بالأحوال ففي الثورتين الماضيتين كان للقوات المسلحة السودانية دور حاسم في انتقال السلطة نحو الديمقراطية، ما هو الموقف الآن؟ لا يجوز لنا الآن أن نبرمج لحركة التاريخ دون أخذ هذا العامل في الحسبان.
5. القيادة السياسية الثورية مع تأييدها للتحركات التلقائية لا تستطيع أن تسقط من حسابها ثلاثة أمور مفصلية هي: مستوى اتحاد قوى البديل، موقف القوى المسلحة، موقف الأسرة الدولية، وهي مسائل لا يمكن إغفالها والوقوف عند بركان الاحتجاجات. وعدم أخذ تلك العوامل في الحسبان سوف يصب في مصلحة النظام. إن الذين يريدوننا أن نندفع دون أخذها في الحسبان بعضهم تدفعه حماسة مشروعة ولكنها غير محيطة بالصورة الكاملة، وبعضها سخرته أجهزة أمن النظام نفسها، وإذا تابعت الموقف ستجدين صحة ذلك.
على أية حال نحن نعمل من أجل نظام جديد يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، وهذا يتطلب نهجاً يتجاوز الاحتجاجات التلقائية. وفي النهاية بثمارها تعرفونها.
الدرس المستفاد من معركة الاستقلال وثورتي أكتوبر وأبريل هو أن الاحتجاج الشعبي المشروع يتطلب هندسة مجدية لتحقيق التغيير، وهو الآن أوجب لأن النظام الحالي مدعوم بقوى مسلحة، وتنظيم مدني، وتحالف خارجي، وخوف من المحكمة الجنائية. إدراك هذا لا يعني اليأس من الإطاحة به ولكنه يعني درجة أعلى من الاستعداد. عدم إدراك هذه الحقائق من مصلحة النظام لأنه يتيح له ثغرات يستغلها في تمترسه.

مع أطيب تحياتي.