بيان إدانه لتصريحات رئيس حزب الأمة الصادق المهدى السالبة تجاه محكمة الجنايات الدولية

تدين الحركة الوطنية لتحرير السودان ، بشدة ، و بأغلظ العبارات ، التصريحات غير الموفقة التى صدرت مؤخراً من رئيس حزب الأمة الصادق المهدى بالخرطوم ، و التى طالب فيها المجتمع الدولى ، بتقديم حوافز من خلال محكمة الجنايات الدولية بلاهاى لرأس النظام الحاكم ، تجاه التهم الموجهة إليه بإرتكابه جرائم الإبادة الجماعية ، و جرائم الحرب ، و التطهير العرقى فى دارفور ، وذلك من أجل إنجاح ، ما يسمى حوار الوثبة.
بدلاً من ان يتحدث رئيس حزب الأمة ، عن محكمة الجنايات الدولية كأداة للعدالة دولية ، وضعت حداً للإفلات من العقاب فى السودان ، تحدث عن إنها كونها عقبة ، فى طريق تنفيذ ما يسمى حوار وثبة رأس النظم ، و بدلاً من ان يتحدث عن إنصاف لضحايا الإبادة الجماعية فى دارفور، تحدث عن مخرج تحفيذى ، للجلاد رأس النظام الحاكم فى الخرطوم.
ولاغرابة لموقف رئيس حزب الأمة ، فهو يتحدث عن ما يسمى بالكوديسا السودانية ، فى مقارنة بالكوديسا التى تمت فى جنوب إفريقيا ، والتى لا علاقة لها بالسودان ، إلا فى مخيلة فاقدى البوصلة و الرؤى السياسية فى السودان . إن ديكلريك ، إعترف بالجرائم ضد السود فى جنوب إفريقيا ، و قدم إعتذاراً لذلك ، هل فعل رأس النظام الحاكم فى الخرطوم ذلك؟ إن ديكلريك ، وافق على حكومة إنتقالية حقيقية فى جنوب إفريقيا ، هل وافق رأس النظام فى الخرطوم على ذلك؟ إن فى جنوب أفريقيا ، قضاء مستقل هل فى الخرطوم ذلك؟
ومن هو مانديلا السودان ؟ هل هو رئيس حزب الأمة الصادق المهدى؟ إن مانديلا الراحل المقيم الجنوب إفريقى ، قضى فى السجن ما يقارب سبعة و عشرون عاماً ، و ليس شهراً ، حتى لا يقوم بالتوقيع ، على ورقة كتب عليها سطرين ، بإعترافه بالنظام العنصرى ، وتعهده بأن يلزم فمه. كذلك هل لمانديلا الجنوب إفريقى إبن تم تعيينه مساعداً لديكلرك؟
إن التعيين السياسى ، يشترط الولاء السياسى ، للسلطة الحاكمة. إذن كيف لرئيس حزب معارض للسلطة ، إن يوالى أبنائه ذات السلطة التى يعارضها ؟ ومن يعارض من ؟ ومن لم يستطيع إقناع أبنائه بفكره السياسى ، كيف له بإقناع الاخرين؟ إن حديث رئيس حزب الأمة بخصوص محكمة الجنايات الدولية ، باطل يراد به باطل ، وإن للعدالة الدولية ، أيادى طويلة ، وذاكرة طويلة.
يحي البشير (بولاد)
رئيس الحركة الوطنية لتحرير السودان
لندن 27 يوليو 2014