صيوان العزاء المدقوق على مساطب الغل والغضب والثأر

صيوان العزاء المدقوق على مساطب الغل والغضب والثأر


04-01-2007, 07:55 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1175410508&rn=1


Post: #1
Title: صيوان العزاء المدقوق على مساطب الغل والغضب والثأر
Author: بابكر عثمان مكي
Date: 04-01-2007, 07:55 AM
Parent: #0

جثته فى ثلاجة المستشفى والقاتل فى السجن والمأتم معلن افتتاحه بالغضب الى اجل غير مسمى ومشروط بالقصاص إما بالمحكمة او بغيرها .

كان ذلك القرار بالاجماع عندما صاح محمد ود المك بصوته الجهور فى وسط صيوان العزا

شوفو آآآناس الزول الكتل حميدة عايش هداك فى السجن وحرم أكان ما اتجدع راسو للكلاب نحنا مابنرفع فراشنا دا والحاضر يكلم الغائب ،

واجمع الناس بصوت واحد ايوة دا الكلام الصااااح

واستمر الحال شهور الصيوان مدقوق يجلس الرجال فى معسكر الانتظار المجانى وتنقلب الفجيعة الى ونسات وقفشات وسف تنباك بينما النساء فى الداخل يعسن جرادل الكسرة ويغسلن الأوانى وتتباعد سكلبتهن وتفتر همتهن واحيانا كثيرة يتسحبن فى خفاء الى بيوتهن طمعا" للراحة.

حضر فى ذات صباح حاج على ود الخضر وهو رجل ذو هيبة كلمته مسموعة لعموم القبيلة متزوج من اربعة نساء مختلفات فى السبط القبلى وبذلك كان صهرا" لجميع اهل القرية بالاضافة الى نفوذه المالى الواسع وتدينه وخطب فى الرجال ويبدو ان الملل قد اصاب الجميع وبدأ الناس يلينون واقترب حاج على ود الخضر من نيل العفو منهم واخذ يردد لهم ايات قرآنية ويذكرهم بفضل الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس .

وحينها وقف والد القتيل هامما" بالموافقة على العفو وفى بداية نحنحنته للكلام اخترق صوت لورى قادم المكان فالتفت الجميع اتجاه اللورى القادم

توقف اللورى بعيدا" ، قادما" من الشمالية يحمل رجال تشبه وجوههم عصعاص التمر وأجسادهم سيقان النخيل ، قفذ شخص واحد منهم اتجاه الصيوان كان يخطو فترتطم قدمه بالارض وتنفلت عضلات كتفه الى الامام مزهوا" بحجمه لاففا" عمامته تبدو عليه الهيبة والصرامة

الفاتحة آآآناس الفاااااتحة ورفع يديه كمن يرفع مشرعين فى اتجاه بحر

فهب الجميع ورفعو الفاتحة معه

ثم فاجأه :

شوفو آآناس نحن جينا من بعيد عشان نعزى فى حميدة
وانا مرسل ليكم من الناس الفى اللورى داك
أككان عاوزين تعفو بنرجع بى دربنا ده هسسسى دى
واكاان مصريين على انو القاتل ياخد جزاهو بينزلو هسى دى

فصاح الجميع بصوات واحد

حرم مافى عفو الا نشوف راسو مجدوع فى الرملة قدامنا

فأشار بيديه اتجاه اللورى ونزل الجميع

وذهبت محاولات حاج على ود الخضر ادراج الرياح .

وتم تمديد صلاحية الصيوان الى حين احضار راس القاتل


انتهى

بابكر زيكو