أخطاء قانونية في‮ ‬قرار المدعي‮ ‬العام للمحكمة الجنائية الدولية

أخطاء قانونية في‮ ‬قرار المدعي‮ ‬العام للمحكمة الجنائية الدولية


03-28-2007, 05:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1175100349&rn=0


Post: #1
Title: أخطاء قانونية في‮ ‬قرار المدعي‮ ‬العام للمحكمة الجنائية الدولية
Author: waleed500
Date: 03-28-2007, 05:45 PM

أخطاء قانونية في‮ ‬قرار المدعي‮ ‬العام للمحكمة الجنائية الدولية

قرار المدعي‮ ‬العام للمحكمة الجنائية بتاريخ‮ ‬27‮ ‬فبراير‮ ‬2007م والخاص بتوجيه الاتهام لكل من السيد احمد محمد هارون وزير الدولة بالداخلية سابقاً‮ ‬والسيد علي‮ ‬عبد الرحمن‮ »‬كيشوب‮« ‬قائد الجنجويد حيث تم توجيه الاتهام للمتهمين المذكورين في‮ ‬جرائم ضد الإنسانية ابان الفترة من‮ ‬2003‮ -‬2004‮ ‬بدارفور وقرر رفع الأمر للمحكمة ملتمساً‮ ‬إصدار أوامر القبض أو الحضورمستبعداً‮ ‬في‮ ‬ذات الوقت أن‮ ‬يكون هذا القرار حكماً‮ ‬على القضاء الوطني‮ ‬في‮ ‬مجمله،‮ ‬وجاء في‮ ‬حيثيات القرار الآتي‮ :‬ ‮- ‬أن المحكمة الجنائية الدولية محكمة الملاذ الأخير تتولى الدعاوى فقط في‮ ‬حالة‮:‬ 1‮- ‬عدم وجود أي‮ ‬تحقيق وطني‮ ‬أو مقاضاة‮.‬ 2‮ - ‬أن‮ ‬يكون مثل هذا التحقيق أو المقاضاة جارياً‮ ‬أو أجري‮ ‬لكن الدولة‮ ‬غير راغبة أو قادرة على القيام بالتحقيق أو المقاضاة‮.‬ وبعد تحليل كل المعلومات استنتج المدعي‮ ‬العام أن‮: ‬السلطات السودانية لم تحقق أو تقاضي‮ ‬في‮ ‬الدعوى التي‮ ‬تشكل موضوع الطلب،‮ ‬وعلى هذا الأساس قرر المدعي‮ ‬العام أن الدعوى مقبولة ويمكن مباشرتها بواسطة المحكمة الجنائية الدولية ولا‮ ‬يعتبر هذا التقييم حكماً‮ ‬على النظام القضائي‮ ‬السوداني‮ ‬بمجمله‮.‬ الدراسة والتحليل القانوني‮:‬ تختص المحكمة الجنائية الدولية من حيث الموضوع بنظر جرائم محددة في‮ ‬المادة‮ »‬5‮« ‬من النظام الأساسي‮ ‬وهي‮:‬ 1‮- ‬جريمة الإبادة الجماعية‮.‬ 2‮- ‬الجرائم ضد الإنسانية‮.‬ 3‮ - ‬جرائم الحرب‮.‬ 4‮ - ‬جرائم العدوان‮.‬ تمارس المحكمة الجنائية اختصاصها وفقاً‮ ‬للنظام الأساسي‮ ‬في‮ ‬حالات محددة هي‮ :‬ أ‮- ‬إذا أحالت دولة طرف إلى المدعي‮ ‬العام وفقاً‮ ‬للمادة‮ »‬14‮« ‬حالة‮ ‬يبدو فيها أن جريمة أو أكثر من تلك الجرائم قد ارتُكبت‮.‬ ب‮- ‬إذا أحال مجلس الأمن متصرفاً‮ ‬بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة‮ »‬حالة‮« ‬إلى المدعي‮ ‬العام‮ ‬يبدو أن جريمة أو أكثر من هذه الجرائم قد ارتُكبت‮.‬ ج-إذا كان المدعي‮ ‬العام قد بدأ بمباشرة تحقيق فيما‮ ‬يتعلق بجريمة من هذه الجرائم وفقاً‮ ‬للمادة‮ »‬15‮« ‬والتي‮ ‬تنص على أن للمدعي‮ ‬العام أن‮ ‬يباشر التحقيقات من تلقاء نفسه على أساس المعلومات المتعلقة بجرائم تدخل في‮ ‬اختصاص المحكمة من إحدى الدول الأعضاء‮.‬ تطبيق القانون على الوقائع‮ ‬ باستقراء النصوص المذكورة أعلاه على ضوء الوقائع نجد الآتي‮ :‬ لقد أحال مجلس الأمن قضية دارفور للمحكمة الجنائية الدولية بموجب القرار رقم‮ ‬1593‮ ‬الصادر في‮ ‬مارس‮ ‬2005م وعليه فإن القول بعدم اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بنظر الدعوى لأن السودان‮ ‬غير عضو‮ ‬يعتبر دفعاً‮ ‬ضعيفاً‮ ‬طالما تمت الإحالة من مجلس الأمن الدولي‮. ‬ولكن‮ ‬يكمن الدفع القانوني‮ ‬السليم في‮ ‬المادة‮ »‬1‮«‬و‮»‬17‮« ‬من النظام الأساسي‮ ‬والتي‮ ‬تنص على مبدأ التكاملComplementality‮ ‬وذلك على النحو الآتي‮ :‬ المادة الأولى من النظام الأساسي‮ ‬تنص على‮ :‬ تنشأ بهذا محكمة جنائية دولية وتكون المحكمة‮ »‬هيئة دائمة‮« ‬لها السلطة لممارسة اختصاصها على الأشخاص إزا أشد الجرائم خطورة وموضع الإهتمام الدولي‮ ‬وذلك على النحو المشار إليه في‮ ‬هذا النظام وتكون المحكمة مكملة للاختصاصات القضائية الجنائية الوطنية‮.‬ ولذلك فإن المحكمة الدولية لا تتعدى على السيادة الوطنية أو تتخطى القضاء الوطني‮.‬ وهي‮ ‬ليست بديلاً‮ ‬له وإنما هي‮ ‬مكملة للقضاء الوطني‮ ‬وطالما أن القضاء الوطني‮ ‬راغباً‮ ‬وقادراً‮ ‬على مباشرة مسؤولياته القانونية تمتنع المحكمة الجنائية عن التدخل في‮ ‬أي‮ ‬حالة تولاها القضاء الوطني‮ ‬بالتحقيق أو المقاضاة وذلك وفقاً‮ ‬للنصوص الآتية‮:-‬ ‮(‬م17‮ :‬ 1‮ - ‬مع مراعاة المادة‮ »‬1‮« ‬من النظام تقرر المحكمة أن الدعوى‮ ‬غير مقبولة في‮ ‬حالة ما‮:‬ أ‮- ‬إذا كانت تجري‮ ‬التحقيق أو المقاضاة في‮ ‬الدعوى دولة لها اختصاص عليها ما لم تكن الدولة حقاً‮ ‬غير راغبة في‮ ‬الاضطلاع بالتحقيق أو المقاضاة أو‮ ‬غير قادرة على ذلك‮.‬ ب‮- ‬إذا كانت قد أجرت التحقيق في‮ ‬الدعوى دولة لها اختصاص عليها وقررت الدولة عدم مقاضاة الشخص المعني‮ ‬ما لم‮ ‬يكن القرار ناتجاً‮ ‬عن عدم رغبة الدولة أو عدم قدرتها حقاً‮ ‬على المقاضاة‮.‬ ج‮- ‬إذا كان الشخص المعني‮ ‬قد سبق أن حوكم على السلوك موضوع الشكوى ولا‮ ‬يكون من الجائز للمحكمة إجراء محاكمة طبقاً‮ ‬للفقرة‮ »‬3‮« ‬من المادة‮ »‬20‮«.‬ د‮- ‬إذا لم تكن الدعوى على درجة كافية من الخطورة تبرر اتخاذ المحكمة إجراء آخر‮.‬ وبالرجوع للمادة‮ »‬20‮« ‬من النظام الأساسي‮ ‬المشار إليها في‮ ‬الفقرة‮ »‬ج‮« ‬من المادة‮ »‬17‮« ‬نجدها بعنوان‮ :‬ عدم جواز المحاكمة عن الجريمة ذاتها مرتين‮ »‬20‮«»‬3‮« ‬الشخص الذي‮ ‬يكون قد حوكم أمام محكمة أخرى عن سلوك‮ ‬يكون محظوراً‮ ‬بموجب المادة‮

‬6‮« »‬جريمة الإبادة الجماعية‮« ‬أو المادة‮ »‬7‮« »‬جرائم ضد الإنسانية‮« ‬أو المادة‮»‬8‮« »‬جرائم الحرب‮« ‬لا‮ ‬يجوز محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية فيما‮ ‬يتعلق بنفس السلوك إلا إذا كانت التدابير في‮ ‬المحكمة الأخرى‮ :‬ أ‮- ‬قد اتُّخذت لغرض حماية الشخص المعني‮ ‬من المسؤولية الجنائية عن جرائم تدخل في‮ ‬اختصاص المحكمة‮.‬ ب‮- ‬لم تجر بصورة تتسم بالإستقلال أو النزاهة وفقاً‮ ‬لأصول المحاكمات المعترف بها بموجب القانون الدولي‮ ‬أو جرت في‮ ‬هذه الظروف على نحو لا‮ ‬يتسق مع النية في‮ ‬تقديم الشخص المعني‮ ‬للعدالة‮.‬ الخلاصة‮ :‬ اخطأ المدعي‮ ‬العام للمحكمة الجنائية الدولية بإحالة الدعوى للمحكمة الجنائية على النحو الآتي‮:‬ 1‮- ‬المدعي‮ ‬العام للمحكمة الجنائية الدولية لم‮ ‬يطعن في‮ ‬مقدرة ورغبة القضاء الوطني‮ ‬وقد أقر بذلك‮.‬ 2‮- ‬لقد بدأ القضاء الوطني‮ ‬بالتحقيق بالنسبة للمتهم الأول ولم‮ ‬يجد بينة مبدئية قوية مباشرة‮ ‬يستند إليها لإحالة الدعوى للقضاء ولقد اخطأ المدعي‮ ‬العام بإحالة الدعوى مباشرة للمحكمة دون إتاحة الفرصة للقضاء الوطني‮ ‬أولاً‮. ‬ومن مبدأ التكامل والتعاون بين المحكمة الجنائية والقضاء الوطني‮ ‬أن‮ ‬يجلس المدعي‮ ‬العام أو من‮ ‬يمثله مع جهات الاختصاص الوطنية وأن‮ ‬يقدم لها كل ما لديه من أدلة ومستندات،‮ ‬فإذا اقتنع بها‮ ‬يحيل الدعوى للمقاضاة بواسطة القضاء الوطني‮ ‬ولكن تقديم الدعوى مباشرة للمحكمة الجنائية الدولية خطأ إجرائي‮ ‬يُبطل الدعوى كما أن المدعي‮ ‬العام سارع بإعلان المتهمين وتوجيه التهمة وكشف الأدلة عبر أجهزة الإعلام وهذا خطأ إجرائي‮ ‬يتعارض مع النظام الأساسي‮ ‬للمحكمة حيث أن النظام الأساسي‮ ‬يشدد على عدم كشف الأدلة والاتهام إلا أمام المحكمة،‮ ‬أنظر المادة‮ »‬54‮« ‬من النظام الأساسي‮ ‬بعنوان واجبات وسلطات المدعي‮ ‬العام فيما‮ ‬يتعلق بالتحقيقات خاصة الفقرة‮ »‬هـ‮« ‬التي‮ ‬تنص على عدم الكشف في‮ ‬أي‮ ‬مرحلة من مراحل التدابير عن أية مستندات أو معلومات‮ ‬يحصل عليها بشرط المحافظة على سريتها‮ ...‬الخ وكذلك الفقرة‮ »‬و‮« ‬أن‮ ‬يتخذ أو‮ ‬يطلب اتخاذ التدابير اللازمة لكفالة سرية المعلومات أو لحماية شخص للحفاظ على الأدلة 3‮- ‬أما بالنسبة للمتهم الثاني‮ ‬فالآن تجري‮ ‬محاكمته أمام القضاء الوطني‮ ‬وبذلك تمتنع المحكمة الجنائية الدولية بموجب النصوص السابقة م‮»‬1‮«‬م‮»‬17‮« ‬م‮»‬20‮«»‬3‮« ‬من محاكمته حتى لا‮ ‬يتعرض للمحاكمة مرتين لذات السلوك‮.‬ نقطة أخيرة‮ :‬ الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي‮ ‬والتي‮ ‬أحالت الدعوى للمحكمة الجنائية الدولية بموجب القرار‮ ‬1593منها ثلاث دول لم توقع على المعاهدة المنشأة للمحكمة الجنائية الدولية ولم تعتمد النظام الأساسي‮ ‬لها ولم تعترف بها ورغم ذلك شاركت في‮ ‬التوقيع على قرار الإحالة لها والدول هي‮ ‬الولايات المتحدة الأمريكية،روسيا والصين‮.‬ وهذا‮ ‬يؤكد أن القرار ذا طابع سياسي‮ ‬أكثر منه قانوني‮ ‬مما‮ ‬يحتم عدم الاعتراف به أو التعامل معه‮.‬ محمد أحمد علي‮ ‬الغالي مستشار عام بوزارة العدل الصدق الصدق أيها الناس د‮. ‬الحبر‮ ‬يوسف نور الدائم تمرُّ‮ ‬هذه الأيام ذكرى ميلاد سيّدي‮ ‬وسندي،‮ ‬وقرّة عيني،‮ ‬وتمرة فؤادي‮ ‬عليه صلاة الله وسلامه وبركاته‮:‬ وأجمل منك لم تر قّط عيني‮ ‬وأكمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب‮ ‬كأنك قد خلقت كما تشاء نشأ فيهم،‮ ‬وترعرع بينهم وعرفهم وعرفوه فهو صاحبهم الذي‮ ‬يعرفونه ولا‮ ‬ينكرونه‮ »‬ما صاحبكم بمجنون‮« ‬لقبّوه بالصادق الأمين فهو الرائدالذي‮ ‬لا‮ ‬يكذب أهله،‮ ‬صعد الصفا ثم نادى بأعلى صوته‮ »‬يا صباحاه‮!« ‬وهي‮ ‬كلمة إنذار مدمٍ‮.. ‬خرج من خرج بنفسه ومن لم‮ ‬يستطع الخروج بعث من‮ ‬ينوب عنه ليقوم مقامه،‮ ‬ويسدُّ‮ ‬مسدَّه‮ »‬أرأيتم إن خيّرتكم أن خيلاً‮ ‬ببطن هذا الوادي‮ ‬ستصبحكم أو تمسيكم أوَ‮ ‬كنتم مصدّقيّ؟ قالوا نعم ما جرّبنا عليك كذباً‮ ‬أنت عندنا لست بمتهم ولا ظنين‮« ‬قال فإني‮ ‬نذير لكم بين‮ ‬يدي‮ ‬عذاب شديد‮.‬ دعوةٌ‮ ‬الصدق سداها ولحمتها،‮ ‬به تقوم وعليه تعتمد وله تدعو،‮ ‬لقد قال قائلهم إن محمداً‮ ‬من قد علمتم،‮ ‬لقَّبتموه بالصادق الأمين حتى إذا رأيتم الشيب في‮ ‬صدقيه قلتم كاذب لا والله ما هو بكاذب،‮ ‬سأل بعضهم أبا جهل وكان أعدى أعدائه صلوات الله وسلامه عليه فقال ويحك إن محمداً‮ ‬لم‮ ‬يكذب قطّ،‮ ‬ففيم العداوة إذن‮ »‬تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف سقوا وسقينا وأطعموا فأطعمنا حتى إذا كنا كركبتي‮ ‬البعير الأدرم قالوا منّا نبي‮ ‬يوحى إليه من فوق سبع سموات لا والله لا نصدّقه أبداً‮«‬ علم اليهود صدقه وأنه النبي‮ ‬المبعوث إلى الناس طُرّاً‮ ‬ولكنهم أضمروا عداوته حسداً‮ ‬من عند أنفسهم‮ »‬إنهم لا‮ ‬يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله‮ ‬يجحدون‮« ‬نشأ صلوات الله وسل

امه عليه في‮ ‬بطحاء مكة‮ ..‬رجل أمي‮ ‬في‮ ‬أمة أميّة لا تكتب ولا تقرأ ولا تحسب الشهر هكذا وهكذا،‮ ‬لم‮ ‬يقل إنه أوحي‮ ‬إليه شيء‮.. ‬ما كان‮ ‬يعلم ما الكتاب ولا الإيمان‮ »‬وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطّه بيمينك إذن لارتاب المبطلون بل هو آيات بيّنات في‮ ‬صدور الذين أوتوا العلم‮« ‬حتى إذا فجأه الوحي،‮ ‬وجاءه الحق أقبل ترتعد منه الفرائص،‮ ‬وترتجف منه البوادت أقبل‮ ‬يقول لزوجه لقد خشيت على نفسي‮ »‬لا والله لن‮ ‬يخزيك الله أبداً‮ ‬إنك لتصدق الحديث،‮ ‬وتؤدّي‮ ‬الأمانة،‮ ‬وتقري‮ ‬الضيف،‮ ‬وتحمل الكلَّ،‮ ‬وتكسب المعدوم،‮ ‬وتعين على نوائب الحق‮« .. ‬صفات حسان،‮ ‬وخلال نبيلة‮ ‬،‮ ‬وأخلاق عظيمة وأولها الصدق الذي‮ ‬يهدي‮ ‬إلى البّر والبّر‮ ‬يهدي‮ ‬إلى الجنة‮. ‬لم‮ ‬يقل إنه قد أوحي‮ ‬إليه ولم‮ ‬يوح إليه شيء،‮ ‬ما كان ليدع الكذب على الخلق ويكذب على الخالق،‮ ‬مكث فيهم حتى بلغ‮ ‬حد الأربعين لم‮ ‬يُتهم بكذبة،‮ ‬ولا رُمي‮ ‬بآبدة طاهر الثوب،‮ ‬نقي‮ ‬الإزار فلا كذب ولا فجور ولا خيانة‮ »‬فقد لبثت فيكم عُمُراً‮ ‬من قبله أفلا تعقلون؟‮!« ‬والله أعلم حيث‮ ‬يجعل رسالته فما‮ ‬يكون لكتاب عظيم أن‮ ‬يتنزّل إلا على رسول عظيم‮. ‬فالكتاب الموصوف بالكرم‮ »‬فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في‮ ‬كتاب مكنون لا‮ ‬يمسه إلا المطهّرون‮« ‬لابدّ‮ ‬أن‮ ‬يتنزّل على قلب كريم‮. ‬وانظر إلى قول الله عزّ‮ ‬وجلّ‮ »‬وإنك لعلى خلق عظيم‮« ‬انظر إلى التأكيد الجازم،‮ ‬والقول المؤكد وإلى»على‮« ‬التي‮ ‬تفيد الاستقرار والاستمرار والتمكّن‮ .‬ إنها ليست بصفة طارئة طائرة تغدو وتروح،‮ ‬وتلامس وتغادر ولكنها الصفة الدائمة الثابتة الرّاسخة المستمرة التي‮ ‬لا تفارق صاحبها فهي‮ ‬معه حيثما حلّ‮ ‬وأينما نزل ولهذا فهو الصادق على كل حال في‮ ‬حلّه وترحاله،‮ ‬وسفره وإقامته وعسره ويسره ومنشطه ومكرهه،‮ ‬وإذا جرّب على أحدهم كذبة فإنه‮ ‬يتغيّر له حتى‮ ‬يعلم أنه قد أحدث توبة ويُسأل أوَ‮ ‬يكذب المؤمن قال لا‮ !! ‬رآه عبد الله بن سلام وكان من أحبار اليهود قبل أن‮ ‬يهدى إلى الإسلام فشهد شهادة تاريخ حق‮ »‬أشهد أن ليس هذا وجه كذّاب‮« ‬وكيف‮ ‬يكون وجه كذّاب وهو‮ ‬يتبلّج نوراً؟ كيف‮ ‬يكون وجه كذّاب وإذا نظرت إلى أسرّة وجهه‮: ‬برقت كبرق العارض المتهلل‮.‬ وكل من كانت له فراسة عبد الله بن سلام علم أن ليس وجهه الكريم بوجه كذّاب فما فيه من نور وإشراق‮ ‬ينبئ عما فيه من صدق وإخلاص إنه الصادق الذي‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يجمع حوله الصادقين وكتابه لا‮ ‬يفتأ‮ ‬يحرّض الناس‮ »‬اتقوا الله وكونوا مع الصادقين‮« ‬وعلى ذلكم المنهاج الرباني‮ ‬الكريم‮ ‬يتخرّج الفرد الصادق،‮ ‬والأسرة الصادقة،‮ ‬والجماعة الصادقة،‮ ‬والمجتمع الصادق،‮ ‬والدولة الصادقة،‮ ‬والصدق هو اليي‮ ‬يورث الثقة بين الناس والناظر فيما حوله‮ ‬يجد أن الثقة المفقودة بين الناس أفراداً،‮ ‬وأحزاباً،‮ ‬حكومة ومعارضة سببها الأول والأخير الكذب الذي‮ ‬شاع في‮ ‬الناس وذاع فذهبت الثقة والطمأنينة وحلّت محلّها الشكوك والرّيب فلا عهد‮ ‬يُرعى،‮ ‬ولا اتفاق‮ ‬يُصان،‮ ‬ولا ميثاق‮ ‬يُوفي‮. ‬ولنا في‮ ‬رسول الله أسوة حسنة،‮ ‬فالصدق الصدق أيها الدّعاة والمدعوون نكن من المفلحين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‮.‬ ‮ ‬

الانتباهة