|
يا أَيُّها الرَّجُـلُ ... الضَّميرْ ...
|
----------------------------
أُردِّدُهَــا كثيراً في سرِّي كلَّ حينٍ وعلى استحياءْ : عَـكَّـا .. يافَـا .. حِيفـا .. مساكينٌ نحنُ العربُ .. أحْـفـَـادُ هاجـَـر .. والخلـيـلْ ... أصحـو الصَّـباحَ .. أمشي على أطرافِ أصابعي تكـبّـُـراً ..وفِـكْـريَ الخُواءْ ... أُشـاهـِـدُ التلفازَ .. لا .. بلْ يُـشـاهدُني التلفازُ .. فنحنُ رجالُ القنوات ِ .. لا فـلسطين ...... السابعة ُ مساءً هناك مُسلسلٌ في قناة الـ .... ... يا لـَجمال ِ هذه المُـمَـثلة ِ .. ويا فتونَ هذه الفنانةِ .. ما أجملَ خصرها وساقيـْها .. ويا لـَـطول ِ شعرِها الكستنائي المُـفَـضَّـضِ .. والمُذَهَّـبِ القصير ... في العاشرة ِ هناك فيلمٌ أمريكيٌّ على قناة ِ .. قلبي .. وأيُّ فيلم ٍ أمريكيٍّ أكبر ُ من إنتهاك ِ عـُـروضـِـنــا واستلاب ِ أرضـِنــا .. .. .. ولكنْ دَعـْـني من هذا .. فالأمرُ لا يعنيني كثيراً .. ففـلسطينُ ليستْ أرضي .. وهي بعيدة ٌ جـداً عنـِّي .. ولكنْ إنْ طالـَـني العدوُّ في بيـْـتي .. أو استباحَ إحدى أخواتي .. فسيكونُ لي معـهُ شأنٌ آخـَـر .. .. .. عـُذراً .. أنا أُدخـِّـنُ المارلبورو الأبيضَ .. عفواً .. الأحمرَ .. لأنـَّـه أمريكيٌّ .. ممتازْ .. لا .. إني أُحـِـبُّ البِـنـْـسون فهو جميلٌ وإنجليزيٌّ .. أو .. إسرائيليٌّ .. تقريبـاً .. .. مَلَلْـتُ قراءة َ الجرائدِ .. فهيَ دائمــاً مكرَّرة وتعيدُ نفسَها .. فقد حَفِظْتُ مَعـالِمَها تماماً : العمودُ الأوَّلُ بالصفحةِ الأولى : سعادةُ الرئيسِ لديـْـهِ اجتماعٌ في العاشرةِ من صباح ِ الغدْ وسيرافِـقُهُ - كما تعلمون - الوفْـدْ ... العمودُ الثَّاني : نُدِينُ ونشْجُـبُ عملياتِ التفجير ِ والإغتصاب ِ الحادث ِ بالشَّقيق ِ العراق ِ .. وإدانة ٌ أُخــرى مُـمَـاثـِـلة لعمليات ِ تهويد ِ القدْسِ وتحطيمِ المسجدِ الأقصى .. .. والبيتُ الأبيضُ دائماً يقولُ : ( ... ؟؟؟ .... ) .... العمودُ الثالثُ : جانبٌ من الرِّياضةِ .. فالهلالُ يَهزِمُ الزمَالكَ و المريخ َ و النَّصرَ السُّعوديَّ بنتيجة ٍ صفر / صفر .. مساكينٌ ..إنَّهم مَهْزُومُونَ برغْمِ تَعادُلِ الزَّمانِ والمكانِ والمَشْهَدْ ... ثمَّ كاريكاتيرٌ عن الساسةِ والسياسةِ الدَّوليَّة ... لكنـَّـه كاريكاتيرٌ مَمْجُوجٌ جداً .. العمودُ الرَّابعُ : بهِ بعضٌ من القصائدِ الجميلة ِ والهزيلةِ ...والرزيلة ... الصفحةُ الأخيرةُ : صورٌ لنِسـَـاء ٍ جميلات ٍ جـدّاً يَجْعَـلْـنَك َ تـُحـَـدِّقُ فيهـِنَّ بلا اختشاء .. عاريات ِ الشَّعْـر ِ والنـَّحـر ِ والخـِـصْـر ِ .. لا يـَلـْبـَسـْنَ من القـُـمَاش ِ سوى مِـتـرْ ... تـَـزَوَجـْنَ الجـرائدَ والقنواتْ بأجسادِهِنْ .. فبِـهِنَّ ولأجْـلِـهِـنَّ تُبَاعُ الجريدةُ .... قال لي أحـَـدُهم يَوْماً : لا أحَدَ يشتري جريدتَـنا من أجل ِ الرِّياضةِ أوِ الـثَّـقـافة ِ.. بَلْ مِنْ ... .. ففهـِـمْـتُ ما يرنُو إليْهِ ويَصْبـُو ... ومُرْفَقٌ بالصفحةِ الأخيرةِ أنَّ الفنانةَ فـُـلانةً تزوجتْ ثمَّ طلـَّـقتْ .. ثُـمَّ عُـرْفـَـاً كذلك عُـقِـدَ القـِـرانُ ... وحَـفْـلُـها الأخيرُ لم يُـدِرْ عَليْـها أرباحاً كثيرةً نسبةً لأنَّها لم تتعرَّى فيهِ جيِّداً فقد كان جزءٌ من صدرِها مغطـَّـىً بمقدارِ واحدِ سنتمترْ عن المرَّةِ العارية ِ الماضية .. وفستانـُها كانَ متـَّـسـِـعـاً قليلاً فالمفروضُ أنْ يكونَ أكثرَ تـَـحـَـذُّقـاً ... وها قد انتهتِ الجريدةُ ... ويا لَـك ِ من جريدة ٍعِـرْبيدة .. حيثُ لا يوجدُ بها حديثٌ أو معلومةٌ عنْ فَنِّ طَبْخِ المَديدةِ والعصيدة .. فأنـَا رجلٌ أحملُ جميعَ صفاتِ البلوغِ والذُّكورةِ التي درستـُها في كتابِ العلوم ِ لمرحلةِ الأساسِ أو الإبتدائي - كما في عهْـدِنا كانَ يُسمَّى - مثل َ حاجِبٍ غزيرٍ و شنبٍ كبيرٍ وصوتٍ غليظ ٍ .. و ... .. لعلَّكم تَعْـرفُونَ البقيَّة .. وعلى السَّجيَّة .. ... لكنْ يراوِدُني إحساسٌ بأنَّه .. ليسَ كلُّ مـَـنْ يحمِـلُها يُسمَّـى رَجُلاً ؟؟ نَسُـوا أن يكتبوا ويُدْرِجُوا هذا بِدَرْسِ العـُلـُوم ... ولقد تطابقَ مُثلثايْ نتيجةً لوجود ِ ضِلْعَيْن ٍ وزاويةٍ بِداخلي .. لكنـِّي في حقيقة ِ الأمْـر ِ رجلٌ لمْ يـُطابِقـْـني حتَّى ظلـِّي .. أو يـُـمكنـُـكَ القوْل : بأنـِّيَ رجلٌ بلا ظـِـل ٍّ.. فَـظِـلِّـيَ لا يَتْبعُـني كثيراً وأخَـالُهُ يـُـعَانِدُني أحياناً ..وينتَـهِـرُني .... فهُمْ يَضْرِبُونَني .. وأنا فقط أدِينُ .. لا .. نَسِـيتُ .. أيضاً .. أشجـُـب .. يَقْتُلونَ أبي .. أُمي .. أخي .. .. وأنا .. أشجـُـبْ ... استعاروا أُختي ليوميْنِ كامِلَيْنِ .. فقُـلتُ : لو كانَ أُسْـبُوعاً .. لـَـرأوْا مِنِّيَ شرَّاً مُستطيراً .. وأنا .. بلا خـَـجـَـل ٍ .. أشجـُـب .. .. ولا .. أغضب.. ولا .. .. أتْـعَـبْ .. فأنا سابعُ الكُـتــَّـاب ِ الصَّعاليكِ .. أتلو دائماً على الوَرقِ ما أحفظـُـهُ من طقوس ِ الشَّجْب ِ والتَّحزيبِ .. والتَّخريب .. والإدانة ... رجَعْتُ بذاكرتي للوراءِ قليلاً قبلِ ثمانيةِ أو تِسْعَةِ قـُرُون ٍ فتذكَّرتُ أنَّ عَمْرو بن كُلْثـُـوم قالها يَوْماً .. ولـِـمُجرَّد ِ أن طلبَتْ أمُّ ملكِ الحيرة ِ ( عَمْرو بن هندٍ ) طلبتْ من أمِّه أنْ تناولـَـها طَبَقاً .. فقالتْ لها ليْلى أم ِّ عمرو بن كلثوم : لـِـتـَـقـُـم صاحبة ُ الحاجةِ إلى حاجتِها ثمَّ أردَفـَـتْ وصاحتْ : وا ذُلَّاه .. يا لـَـتـغلِب .. فأخذَ عَمْرو بن كلثوم سيْفاً كانَ مُعلَّقاً بالرَّواقِ بجانبِه فضربَ بهِ رأسَ عمرو بن هندٍ فشَجَّهُ وقَتَلَه وأنشدَ مُعَلَّقة ً من الشعرِ بها مائةٌ وثلاثةُ من الأبياتِ (من بحرِ الوافر) تضمَّـنتْ : ونشربُ إنْ وَرَدْنــَـا الماءَ صفواً ويشربُ غيرُنا كدِراً وطينــاً (بيت رقم 99) إلى أنْ وصلَ إلى آخـِـرِ بيْت ٍ فيها قائلاً : إذا بلغ َ الفِطَام َ لنا صبيٌّ تخـِـرُ لهُ الجبابِـرُ ساجدينـا ..
... واليوم َ يُغْتَصَبُ حقـيَ ويُنْتَهَكُ عِرْضِيَ وأرضِيَ معـاً .. وأنا .. لا زلت ُ ..بِشِدَّةٍ أدِينُ .. وأشجـُبُ .. بلْ في أغلب ِ الأحيان ِ أنِّـي .. عَـبَـثَــاً .. كَطِفْـلٍ ألْعَبْ ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أُمْنِيَةٌ سَاذِجةٌ قليلاً : ليتَ قلميَ عَصا موسى .. لأمْلِك َ أدوات ِ التعبير ِوالتغييرْ كِلْتَيْهِما ...
مُحمَّدزين الشَّفيع أحمد ... الرِّياض – الشِّـفاء ..
07/03/2007 10:11 مساءً .
|
|
|
|
|
|