الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا بكري

الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا بكري


03-18-2007, 02:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1174222880&rn=9


Post: #1
Title: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا بكري
Author: Mahmed Madni
Date: 03-18-2007, 02:01 PM
Parent: #0

الروائي والشاعر محمد جميل أحمد يعرفه المتابعون من خلال كتاباته الشعرية والفكرية في مختلف الصحف والمجلات السودانية والعربيةو قد صدرت له رواية بر العجم عن دار الحصاد السورية في الأسابيع الماضية وله إسهامات فكرية عديدة في قضاياالهوية والثقافة السودانية، هو الآن على بوابة (الحوش) في انتظار السماح له بالانضمام إلى فسيفساء السودان المصغر هنا.
ولا أظنك ترد مثله يا باشمهندس.

Post: #2
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-18-2007, 02:58 PM
Parent: #1

مرحباً محمد يا حبيب .


Quote: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد يعرفه المتابعون من خلال كتاباته الشعرية والفكرية في مختلف الصحف والمجلات السودانية والعربيةو قد صدرت له رواية بر العجم عن دار الحصاد السورية في الأسابيع الماضية وله إسهامات فكرية عديدة في قضاياالهوية والثقافة السودانية،
.


و مثله من لا يرد له طلب عضوية ، أو غيره ، لأنه يعدّ كسباً ( مشروعاً) للمنبر ، كما كان (دخلاً) ثابتاً للدوريات و الصحف السودانية ، و للكتابة الإبداعية عامةً ، الروائية منها ، و الشعرية .

أثنّى ، و دون ترددٍ إنضمام محمد جميل ، الود الجميل " لكوكبة " كتّاب المنبر .


أشواق يا مدنى يا لذيذ .

خليك معشّش فى الجوار .

أكيد محبتى

Post: #3
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: محمود الدقم
Date: 03-18-2007, 03:49 PM
Parent: #1

نرحب ونطلب من المهندس بكري منح الروائي والشاعر محمد جميل الضوء الاخضر كي يزين البوست بقصيد اخضر ويا الاخ محمد مدني لك الشكر على تعريف القاريء بمثقفين مثل الشاعر جميل.


الشاعر محمد جميل احمد.

Post: #4
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: Mahmed Madni
Date: 03-18-2007, 04:37 PM
Parent: #1

عبدالله.. ياها المحرية فيك ..وثّاب و فجّاج لي قدام..
أشواقي وتحيات عالم كتيرة هنا تسأل عنك.

شكراً العزيز محمود، فقد سترتَني تقنياًبعد أن
أعيتني الحيلة في كيفية رفع صورة الغلاف
فإذابك تردفها بصورة "الفنان في شبابه"
لك الود

Post: #5
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-18-2007, 05:05 PM
Parent: #4

Quote: أشواقي وتحيات عالم كتيرة هنا تسأل عنك.
.

و فى خاطرى الكثيرين يا محمد ، لكنى لا أدرى
من أسأل عنهم ، و أين ، و كيف ،
و عمّن أسأل من ، لكن .... أمانة فى رقبتك ، أن تمنح
حبى لكل من بسأل عنى ، و سأرسل لك و لهم
المزيد منه ( الزيادة ) .

فطوبى لك شاكلة هذا السؤال .

أكيد محبتى ، لك و لهم

Post: #6
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: nassar elhaj
Date: 03-19-2007, 07:29 PM
Parent: #5

Quote: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد يعرفه المتابعون من خلال كتاباته الشعرية والفكرية في مختلف الصحف والمجلات السودانية والعربيةو قد صدرت له رواية بر العجم عن دار الحصاد السورية في الأسابيع الماضية وله إسهامات فكرية عديدة في قضاياالهوية والثقافة السودانية، هو الآن على بوابة (الحوش) في انتظار السماح له بالانضمام إلى فسيفساء السودان المصغر هنا.
ولا أظنك ترد مثله يا باشمهندس.../ محمد مدني



نعم يا أيها العزيز / مهندس بكري ابوبكر
محمد جميل يضيف لهذا المنتدى الكثير
كاتباً ومحاوراً
وباحثاً في الأدب والفكر والتراث وقضايانا المتعددة
محمد جميل مبدع
علينا ان نفرح برغبته للإنضمام لهذا المنتدى
ورغبتنا الأكيدة في ان يشكل سودانيز اون لاين دائماً موقعاً للمساهمة الفاعلة
في التحولات الإيجابية التي نتطلع لها
والتطور الايجابي في الحوار والسجال الابداعي
والثقافي والسياسي والاجتماعي والفكري الخلاق
ورفد الموقع ومنتدى الحوار بالمنحازين دائما لقضايا الحرية والديمقراطية

ومحمد جميل من هؤلاء ..يا صديقنا بكري..
وتحية لك ايها الصديق الجميل الشاعر محمد مدني
وانت تأتي بمحمد جميل أحمد ...

نصار الحاج

Post: #7
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: Mahmed Madni
Date: 03-20-2007, 08:23 AM
Parent: #1

شمس ونصار
ظروف العمل والعطل الفني أخراني عن تحيتكما
فلكما العتبى.
وليت محبي الحوار الفكري والثقافي الجاد
من قرأ منهم محمد جميل أو لم يقرأ، يبادرون
بدعم رغبته الانضمام للموقع والمساهمة في إثراء
(التداول السلمي للأفكار)
كما نرجو ألا يطول الانتظار يا باشمهندس
تحياتي

Post: #8
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: عصام عيسى رجب
Date: 03-20-2007, 11:01 AM
Parent: #7

مرحب جداً بجميل الجميل عاجلاً غير آجل

كان جميل في معرض الرياض الأخير حيث كانت روايته "بر العجم" واتلاقينا مرات وكان ختامها الجميل في بيت نصار في حضرة نصار والروائي عبد الفتاح عبد السلام والقاص فيصل أحمد الخليفة وجميل ... وقال ليك قرينا شعر يا مدني وحكينا وكمان نظّرنا، ليش لا؟!

واتمنينا ذي ما غنّا مصطفى و عبد الوهاب لو كنت معانا

سلام ليك وللجميل جميل وللأحباب جميع

Post: #9
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 03-20-2007, 12:48 PM
Parent: #8

الاخ محمد مهدي

نثني ونبصم بالعشرة كمان

محمد جميل انسان جميل بجد

ليت بكري يتكرم بمنح العضوية له ولامثاله من الادباء

عرفته كاتبا وباحثا جميلا خلال مساهماته التي نشرتها له العديد من الصحف والمواقع الادبية على شبكة

الانترنت

سيكون اضافة جيدة لقبيلة المبدعين امثال عجب الفيا واسامة الخواض واحمد الامين والشقليني وفضيلي

وبشري الفاضل وغيرهم من المبدعين والمبدعات في المنبر

Post: #10
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 03-20-2007, 01:06 PM

الأخ الشاعر الجليل محمد مدني
نثني ، فوجود محمد جميل باعث على الجمال ، ومحرض على التفاؤل
شكراً

Post: #11
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-20-2007, 10:00 PM
Parent: #10

فوق ، و من أجل المحمدان

Post: #12
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-20-2007, 10:04 PM
Parent: #11






المحمــــــدان الجميــــــــــــــلان ......

Post: #13
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: Mahmed Madni
Date: 03-21-2007, 10:28 AM
Parent: #1

عصام
أين أنت ؟
أظنك تعلم أن الأوراق قد تتساقط عن جذع وعد الشاعر
ولكنه - الوعد- يظل واقفا..
أين نصيبي من حصاد المعرض؟
لا تقل شيئاً عن حساب الحقل والبيدر.
حزمة أشواق

الأخ حيدر
لك الشكر على الدعم والتثنية
عسى أن يستجيب بكري لأصحاب البصمات النيرة مثلك
مودتي

صديق
نعم... ليتسع ركن "الخيرات"
ويضم كل الشرق ثم كامل الوطن
تحياتي

شمس
أحييك أيها الأجمل
مثابراً كما عهدناك

Post: #14
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 03-21-2007, 10:35 AM
Parent: #13

http://www.doroob.com/?author=309

هنا بعض اعمال واسهامات محمد جميل في شتى ضروب الكتابة

Post: #15
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: Mahmed Madni
Date: 03-21-2007, 04:31 PM
Parent: #1

حيدر
ليتني رجعت لك قبل إدراجي لهذا البوست
ولكن..لا بأس فهاأنت تعيد وضع الحصان أمام العربة.
ولمن لم يقرأ لمحمد جميل، دونكم مداخلة حيدر الأخيرة.

مودتي

Post: #16
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 03-22-2007, 02:36 AM
Parent: #15

محمد

سلامات

يكفينا إحساسك ورغبتك في تزيين المنبر باهل الابداع ... بلا شك، هذا حس عالي جدا يلزمنا ان نعلي

من شأنه

أنظر لعناوين البوستات ... تكاد تجزم بأننا في زريبة مواشي ... الا يخجل من زكى هؤلا الاعضاء

إليك وللقراء الكرام ولسيد الحوش الكبير..مقالة عالية الجمال لمحمد جميل عن الشاعرالتجاني يوسف

بشير نشرت في صحيفة الرياض السعودية في مارس 2005 :

..........
محمد جميل أحمد٭

إذا كان الإبداع تحولاً جمالياً لا يتناهى، وسيرورة مستقلة عن الزمن والمكان، من حيث كونه جوهراً متعالياً يصدر عن الذات الإنسانية المبدعة. فإن البحث عن هذا المعنى لم يأخذ حظه كاملاً في الكتابات العربية النقدية، أي ذلك الجهد المعني باختبار القيم الجمالية والدلالية للنصوص الشعرية القديمة والحديثة. وإعادة قراءتها. ربما كان ذلك يعود في جزء منه إلى محايثة النظريات النقدية لمثالاتها في نصوص الحداثة الشعرية وبالتالي إعمال ما يشبه القطيعة مع نصوص تقدمت على ظهور النظرية - الموديل، الأمر الذي ينطوي على إهمال نصوص وتجارب شعرية مهمة تستحق القراءة الاستعادية. وبالرغم من أن ذلك الجهد الاستعادي للكتابة النقدية لا يحيل على التأويل الإنساني الذي يشتغل عليه النقد فحسب، بل يعزز الاختبار النقدي للنص والنظرية معاً، ومن مطارح ربما كانت نائية كلما كان النص موضع التأويل ينطوي على (مقاومة) جمالية للزمن، ويؤسس علاقة جدلية تستجيب لجدوى الاختبار النقدي في نفس الوقت الذي يتكشف فيه النص من تيماته ونظامه المحكم بفعل ذلك الاختبار. فإن ذلك يستصحب الكثير من التجريب الذي يفضي إلى استنتاج علاقات تماه مستترة لنصوص إبداعية من حساسيات ولغات مختلفة. وحين تتجاوز تلك الكتابات النقدية بعض التجارب الشعرية كالتي ذكرنا، بحسب تأويل يصنّف جوهر الشعر على اعتبار الشكل الفني، فهناك لا نقع على انحياز يجب وظيفة النقد فحسب، بل يفوّت الكثير من الإضاءات المتصلة بجوهر الإبداع باعتباره طاقة كامنة في تلك النصوص. ربما كان الشاعر السوداني الشاب التجاني يوسف بشير (1912 - 1937) الذي مات في الخامسة والعشرين من عمره. شاعراً أبدع تأويلاً خاصاً لقراءته. واشتغل على تجربته الشعرية بكتابة مغايرة قطّر فيها شعراً صافياً تتكشف فيه المعاني عن نسغ مركزي، كما لو كانت نصوصه نصاً واحداً. فالتجاني الذي ظل يمارس ضغطاً متواصلاً لمأزقه الوجودي في بيئة شديدة المحافظة، فجّر في الشعر تجربته بلعبة لغوية أبدعت جدلاً جمالياً (إن صح التعبير) صاغ فيه أسئلة الوجود والعدم دون أن يحيلنا إلي كد ذهني، بل انطوى على شفافية وتماسك نسخ المسافة الوهمية بينه وبين نصّه حتى قال في وقت مبكر ما يشبه الوصية، لمن يكتب عنه.

أنا إن مت فالتمسني في شعري

تجدني مدثّراً برقاعه


فهو لم يفارق الحياة إلا حينما فارق الشعر فراقاً مأساوياً كانت النهاية فيه تأويلاً مكثفاً للحياة والموت والحقيقة برؤية شعرية كشفت عن عالم شديد الحساسية. عالم مهجوس بسؤال فلسفي نظام لروحية إبداعه الخاص، الذي ينجذب دائماً من سطح النص إلى أعماق يتأمل فيها الحياة بأسئلة حارقة وغير نهائية فالشاعر (يفتح الكون بالقصيد)، كما يقول في إحدى قصائده، وربما لجهة هذه الرؤية الشعرية للعالم عجز عن استعادة فردوس اليقين الديني. فاستعاده في الفن، (بحسب محمد عبدالحي)، بعدما أذبله الشك.


أشكّ لا عن رضى مني ويقتلني

شكي ويذبل من وسواسه عودي


في نص التجاني استشراف قيامي للموت ظل يكتب عنه مونولوجا داخلياً متواصلاً قرّب إليه مسافة العدم حتى انطفأ في سديمها المطلق. لقد كانت لحظة الغياب عن هذا العالم هي لحظة احتراقه بالشعر، بل هي لحظة عبقرية بامتياز كان يقطّر فيها وجوده بالشعر جملة واحدة حتى قال عن هذا الشعر في لحظة نرجسية كاشفة عن هذا الغياب.


هو فني - إذا اكتهلتُ - وما

زال على ريّق الحداثة(1) فني


أي لقد كان (التجاني) يخطو بعيداً عن زمانه بهذا الشعر الذي قطرّه في أول الصبا وانطفأ به كيانه الغض عندما انفجر عليه بالرؤى القاتلة فهو فن ينطوي اكتماله على مأساة توازي حدود الشعر بنهاية الحياة. ذلك أن حياة الشاعر القصيرة كانت تجسيداً للأنا الشعرية التي فرضت وجوداً لا واعياً على نفسه. وهي حالة يستحيل فيها الشاعر ذاتاً مركزية في هذا العالم، عندما لا يستطيع الكف عن الاحساس بدهشة الأشياء المتجددة. ولذلك لا تنفذ الأحداث في شعره إلا بقناع شفيف يحيل على الرمز والإشارة التي تحيل على تأويل مطلق. فالزمن القصير الذي عاشه التجاني كان مضطرباً بالأحداث في السودان من مقاومة الاستعمار إلى ثورة اللواء الأبيض. وكان الشاعر وفق الرؤية التي يرى بها العالم، يشفّر في شعره كل هذه الأحداث دون أي إحالة مباشرة لها، فالثورة هي حركة الذات القلقة في مواجهة العالم وليست رصداً فوتغرافياً للأحداث. فحين يتحدث عن الثورة في قصيدته التي تحمل هذا الاسم ينسج على أسلوب يتخفف قدر الإمكان من الدلالات القريبة والجمل الموسيقية الجاهزة والشعارات.


نهلت من دمي الحوادث

واستروى يراعي مما يدفع دنّي


وإذا كانت غربة الشاعر في العالم هي التي تملي عليه هذا الإحساس العابر بالحياة (إلى غاية في ضمير العدم) كما يقول في قصائده، فإن هذا الإحساس هو الذي سمح لي باشتقاق الأسئلة الفلسفية من عالم مغلق حتى أن التعبير عنها يستحيل إلى دلالات عصية في امتناعها فهي لا تدل على سهولة معانيها بقدرما تشير إلى المعاناة والشك والحيرة العاجزة عن اختراق ذلك العالم. وتحيل إلى خيال خلاّق يعيد تدوير تلك الأسئلة التي خلقت مأزقه الفلسفي


حبك القضاءُ شباكه ورمى

للعقل منه بضيّق ضنّك

أنا من فوادح ما تجّرُ يدي

أبدا قنيصة ذلك الحْبك


فبين الاحساس العميق بأسرار هذا الكون والعجز المطلق عن فهم تلك الأسرار كانت الحقيقة قناع الموت، والحيرة شراك العدم، فيما يشبه لعبة المرايا، لقد كان الموت الفيزيائي هو شط الأسئلة المستعاض عنها باكتمال الشاعرية التي أضنت ذلك القلب بحثاً عنها في مطارح الكون


يصعّد بي خافقٌ في الفضاء

يسوق الصبا ويقود الهرم

جناحاه يخترقان الوجود

وعيناه تقتنصان العدم


إنه عالم (رامبو) حيث شرط الشعر: تقطير الحياة إلى حد العدم. والمقارنة هنا بين (التجاني) و(رامبو) تتجاوز التناص المعنوي، فنحن أمام (توارد مصائر) لا توارد خواطر، بحسب محمود درويش، فالموت المبكر لم يكن هو فقط ما يحيل إلى علاقة الشبه. بل أيضاً كيمياء الذات، والقلق الوجودي المتناهي إلى المطلق، والخروج عن نظام المجتمع إلى فوضى الشعر، فالتجاني أيضاً اتهم بالمروق والإلحاد.


كفر ابن يوسف من شقي واعتدى

وبغى ولست بعابئ أو آبه


وشقاء المعرفة، وصولاً إلى تناسخ لفظي حتى في اسمي ديوانيهما: فديوان (إشراقة) الوحيد الذي تركه (التجاني يوسف بشير) لم يختلف مع عنوان ديوان (إشراقات) الذي خلّفه (رامبو) إلا في صيغة المفرد والجمع. لقد رأى كل منهما العدم في مرايا الأسئلة المطالعة من جحيم العقل ولغز الوجود. لقد كان الموت عند التجاني هو نهاية الغموض الذي يفسر ذاته بذاته في المطلق، وينطوي عليها في ذات الوقت.


أهو الموت ذلك الأبد

المطوّيُ في نفسه على سيمائه


إن المعنى الذي يشد الروح إلى المطلق هو لحظات الكشف الشعري التي تخترق الوحي وتنوس حول سماء الأسئلة بين حدي الفصل والوصل في ذات الشاعر، أي ذلك البرزخ الذي يخلق (الوجود المغاير) كما يقول التجاني، لكنها لحظات خاطفة ينقطع فيها الوحي الشعري بسبب كثافة الطين الذي يعتلق الروح.


علقتني من ظلمة الطين ما

أقعدني عن رحابك البيضاء


فيضيق الشعر كلما أسرف الشاعر في رؤى الوجود المغاير ورأى نهاية البوح في حدود الحياة ومثلما توقف (رامبو) عند نص «كيمياء القصيدة» توقف التجاني بعد قصيدة «الصوفي المعذب»


رجع اللحن إلى أوتاره بعد قليل

واختفى بين حنايا المزهر الكل العليل


ونحن هنا لسنا في وارد تفصيل المقارنة النقدية بينهما، بالرغم من الاختبار العميق لكتابة الشعر باعتبارها تقطيراً للحياة، لا تعبيراً عنها فحسب، حيث تنزلق الحدود بين ذات الشاعر ونصّه، لدى كل منهما. فالتجاني الذي أثقلت عقله ثقافة مشرقية بحثاً عن المعاني حول حبائل الفلسفة وأقيسة المنطق، لجأ إلى التصوف الفلسفي (وحدة الوجود عند ابن عربي). يقول التجاني من قصيدة «الصوفي المعّذب»:


أنا وحدي كنت استجلي من العالم همسه

أسمع الخطرة في الذر واستبطن حسه

٭٭٭

رُب في الاشراقة الأولى على طينة آدم

أممٌ تذخر في الغيب وفي الطينة عالم


هكذا اشتق التجاني رؤيته الشعرية من ثقافة صوفية مشرقية قلقة هي نفس الثقافة التي هام في أقاليمها الشاعر الفرنسي (آرتور رامبو) من قبل وعانق بعدها الفناء المفزع. بيد أن تلك الرؤية الشعرية للعالم باعتباره نصاً مغلقاً، انطوت على مجاز خطير يحيل إلى حياة على حافة العدم. فالشعر حين يفسر العالم يقف بالشاعر على حدود الموت. ذلك أن شفافية الشعر لا تعين على كثافة العالم حين تخترق مجازه الهيولي. لقد كان العالم عند التجاني (صُورٌ مُصورةٌ على أعصابه)، كما يقول في إحدى قصائده، بينما كانت قصائده (قطرات) قطّر بها حياته الخاطفة وأودع فيها إبداعاً خالداً لا يكف عن مقاومة الزمن. حين وصف قصائده مفتتحاً ديوانه بقصيدة «قطرات»


قطراتٌ من التأمل حيرى

مطرقات، على الدجى مبراقه

ورهامٌ من روحي الهائمُ الو

لهان أمكنتُ في الزمان وثاقه


فهو أمكن وثاق شعره ضد الزمن الجاري ولهذا السبب عاش غربة موحشة في هذا العالم بكيان هش متوتر ازاء الآخرين


فما رأيت الوجوه ضاحكة

إلا تأولتها على سبب

وما رأيت الثغور باسمة

إلا حسبت الحساب للغضب


وإذا كان بإمكاننا اليوم أن نعيد قراءة (التجاني) فسنكتشف نبوءته الصادقة عن هذا الشعر وقد تحرر من مواضعات عصره وضغط الأنساق التعبيرية التي تجاوزها بغربة شديدة في ذلك الزمن، أي قبل سبعين عاماً، وأبدع نصاً مركب الدلالات بشاعرية متجاوزة. وهذا مما يحيل عليه التأويل النقدي لظاهرة الإبداع باعتباره طاقة كامنة في النصوص العظيمة. ويسمح لنا عبر القراءة الاستعادية باكتشاف تناسخ فريد بين (التجاني يوسف بشير)، والشاعر الفرنسي الكبير (آرتور رامبو) يتجاوز بكثير تلك المقارنة التقليدية التي سادت أوساط النقد الأدبي منتصف القرن الماضي بين التجاني والشاعر التونسي الشاب أبي القاسم الشابي. وهو ما كان قد سبق إليه الشاعر والناقد السوداني الكبير المرحوم د.محمد عبدالحي في كتابه النقدي الهام عن التجاني: (الرؤيا والكلمات) عندما قارن بين التجاني والشاعر الانجليزي (وورد زورث).

وإذا كانت (العيون نوافذ الروح) فإن (خوادع الآل) - الفلسفة - كانت تجرّ التجاني إلى متاهة العدم الذي ألهمه شعراً صافياً، بالرغم من محمولاته العميقة، حتى انجذب إليها من الوجود المغلق والمُلغز في الوقت نفسه..

ربما كان التجاني يوسف بشير هو الشاعر السوداني الوحيد الذي يذكر السودانيون مأساته بعطف نبيل شارف الشعور القومي، بالرغم من شعره العصيّ، بعد أن عاش حياة مضيّعة لفظته إلى الهوامش السفلى في مدينة (أم درمان) ليعمل في محطات الوقود بين الفقر والحرمان حتى فارق الحياة التي نذرها للشعر، فكان هو و(محمد المهدي المجذوب) أصفى شاعرين في السودان بحسب (الطيب صالح).
http://www.alriyadh.com/2005/03/03/article44107.html

Post: #17
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: Mahmed Madni
Date: 03-22-2007, 10:35 AM
Parent: #1

عزيزي حيدر
إذا ما اتفقنا على أنه "منبر حر" وأن من حق الجميع أن يردوا سوقه ببضاعتهم فسيتوجب علينا حينها أن نحفظ لهذه الحرية توازنها، ليس بالمطالبة بالحجر على البعض بل بالسعي لاستصلاح التربة الملائمة لاستمرار ما يراه البعض الآخر مفيداً وممتعاً أيضاً، ولقد سعدت أيما سعادة عندما قرأت صباح اليوم في البورد أن الدكتور أمير تاج السر صاحب "سيرة الوجع" و "مرايا ساحلية" يرغب في تنشيط عضويته هنا، فمحمد جميل من أبناء بورتسودان أو الساحل وكذل أمير قضى ردحاً مقدراً من عمره هناك بل أن معظم ما قرأته له -إن لم يكن كله- ينشط في إضاءة عتمة ناءت على ذلك الساحل بكلكل أظن أن المبدعين كانوا أسبق في النضال من أجل إزاحته من إخوتهم المناضلين سلماً وحربا، فمرحباً بكليهما"استباقاً لاستجابة بكري الذي لا أظنه فرغ من فض النزاعات - المنبرية-"

Post: #18
Title: Re: الروائي والشاعر محمد جميل أحمد صاحب "بر العجم" يطلب موطئ قلم في وطننا الإسفيري يا
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-22-2007, 08:13 PM
Parent: #17

محمد يا صديق ، مساء بطعم ما .

Quote: الذي لا أظنه فرغ من فض النزاعات - المنبرية-"
.



و لن يفعل ، على الأقل ليس فى القريب العاجل ،
فأنّى له ذلك ، و هبوب النزاعات ما تزال تهبُّ
دافعةً بسفن الشقاقات إلى ظلمات العداوة ؟؟.

فقط لو إمتلكت قلماً أحمراً ، أو لنقل غدارة صغيرة حمراء ،
إذن لصرت أتاتورك هذا الفضاء (أتاتورك هو طاغيتى المفضّل) .
فقد أعاد لتركيا كياناً حاول الأعراب طمسه .

دمت يا مدنى .

Post: #19
Title: مرحب به
Author: تولوس
Date: 03-22-2007, 09:15 PM
Parent: #18

استاذنا محمد مدني تحية واحترام وعبرك احي اخي وصديقي محمد جميل والتهنئة موصولة بصدور رواية بر العجم ... وايضا نرحب به هنا بيننا فهو بشك اضافة جميلة ومميزة ونتمني ان نرحب بك هنا ايضا..http://www.kassalahome.com/php/index.php

Post: #20
Title: Re: مرحب به
Author: ابوعسل السيد احمد
Date: 03-22-2007, 09:39 PM
Parent: #19

مرحبا مقدما بالأديب محمد جميل