شوفي ناس البيت لو ملاحي يبيت

العنوان أعلاه هو جزء من قصيدة مغناة لصلصة البرينس ويبدو أن طعامة الملاح من طعامة وجودة الصلصة كما فهمت من الدعاية بالقدر الذي أصبح معه الملاح ينتهي في الـ lunch time في أحسن الأحوال والحضر حضر والما حضر المال سدر – أى شتت ومن فاته الغداء فما عليه إلا إنتظار العشاء هذا إن كانت هناك أى نية مبيتة للعشاء أو مبيت القوى أيهما أقرب.
والسؤال الذي يطرح نفسه ويتجاوز ذلك بطرح رب الأسرة ولا يستثني في طريقه ربة البيت وربما بقية أفراد الأسرة هو:
هل صلصة البرينس هي المكون الرئيس والوحيد للحلة؟
أليس هناك لحمة حتى ولو كانت جلافيط ، أليس هناك بصل – وبمناسبة البصل وأسعار البصل عندنا فقد إرتفعت أسعاره بالقدر الذي أصبحنا أمام موقف يجبرنا على تغيير كلام أهلنا الغبش "ما بنفع بي بصله" فأصبحت البصلة إن وجدت فيها منافع كثيرة للناس ثم يأتي دور الخضار والبهار وغاز النار وسوف نشد الحزام أكثر فأكثر ونستغني عن البندوره والليمون والخيار ونعد صحن السلطة ترفاً في الإعتبار لأننا لا نملك أى خيار ، كل ده ولسه باقي الرغيف ، يعني الحلة حتى وإن لم تكن مسبكة بعملية حسابية بسيطة وفي حدها الأدني كما في شأننا كله بتخلص معها الماهية في اليوم الثالث عشر من الشهر ويتبقي أمامنا انتظار سبعة عشر يوماً تزيد أو تنقص بحكم نوع السنة وتصنيفها الفلكي وإن كان يغلب على سنواتنا العجاف ومنذ أمد بعيد بأنها كبيسة إستحالت حياتنا معها إلى كابوس.
ثم لماذا يبيت الملاح أصلاً ، فقد كان كذلك أيضاً في عهود قد خلت أيام أن كان البطيخ مو مسيخ والجرجير شارب موية النيل فكان الغدا ينتهي بنهاية الـ lunch break طال أم قصر أى رزق اليوم باليوم ودون الحاجة لأن نشيل هماً للغد .
الآن مع التدبير والتفكير والثلاجة التي أصبحت ضرورة في كل بيت ولم تعد رفاهية ، يصعب أن يبيت أى شئ في معظم البيوت وإذا جردت أى ثلاجة في أى بيت لوجدت بعض الأدوية التي ربما تكون منتهية الصلاحية وكريمات تبييض وشئ من ماء مطلق وربما كركدي غير مطعم لا بي سكر ولا بي مصل.
لقد أصبحنا قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع ليس تأسياً بالسنة النبوية الشريفة لكن لضيق ذات اليد وقلة الحيلة وأصبحنا أكثر صبرنا بأننا لا نأكل حتى إذا جعنا في بعض الأحيان.
فيا برينس أنت تغني على ليلاك وليلاك ليست هنا فأنت في الزمان والمكان الغلط .. وهو ذاتو تحت تحت قالوا الصلصة مضرة للصحة – حيلة العاجز – وخلونا نأكل مسلوق بأمرالجماعة بس نسلق شنو يا ريت تورينا يا برينس.