Post: #1
Title: إذا إختلف الجابيان - مقال ل"صلاح ابراهيم احمد"
Author: abubakr
Date: 03-13-2007, 05:02 PM
إذا إختلف الجابيان ________________________________________ طالبت الحركة الشعبية والحزب الاتحادى الديمقراطى وحزب الأمة بقومية العاصمة- ثارت ثائرة أهل الإنقاذ وكعادتهم رموا الثالوث بكل قبيح ووصلوا حد التكفير وقالوا إن الخرطوم ولاية مثل غيرها من ولايات الشمال يسرى عليها ما يسرى على غيرها وكانت وزارة الداخلية فى صدارة القائلين بهذا الرأى. أتت اتفاقية نيفاشا فوضعت الإنقاذ دستوراً بمساعدة الحركة الشعبية رغم معارضة بقية أهل السودان لكثير من بنوده إلا أن الإنقاذ أصرت عليه- فرضى الباقون بما فيه من بعض الحريات وطالبوا بها- إلا أنهم أخطروا بأن هذا لن يتم إلا بعد تعديل القوانين الحالية المقيدة للحريات- ومنذ إجازة الدستور لليوم تراوغ الإنقاذ فى إلغاء القوانين المقيدة للحريات ووضع القوانين الجديدة. أكثر الجهات تطبيقاً للقوانين المقيدة للحريات هى وزارة الداخلية والوالى المدهش وما فشل الحزب الشيوعى فى إقامة ليلة سياسية واحدة إلا دليل على ذلك. ولكن تغير كل ذلك بين يوم وليلة فوزارة الداخلية تقول بأن الخرطوم ليست ولاية كبقية الولايات وإنما هى عاصمة قومية لذا من الواجب ألا تطبق عليها بنود الدستور حرفيا- وذلك يستدعى بقاء البوليس تحت أمرة الداخلية الإتحادية ولا تتبع للوالى المدهش. فى نفس الوقت تذكر الوالى المدهش أن هناك قوانين يجب أن تلغى وأخرى يجب أن تسن حتى لا تكون هناك قوانين مخالفة للدستور. أصابتنا الفرحة وقلنا أنها صحوة ضمير جعلت وزير الداخلية والوالى المدهش يعملون من أجل التحول الديمقراطى باعتبار الخرطوم عاصمة قومية وكذلك تغيير القوانين المقيدة للحريات ولكن سرعان ما اتضح لنا أن سبب الصحوة هو الجبايات التى يأتى بها بوليس الحركة ولا شئ غير ذلك. وعند مراجعة موقفنا من الجبايات وجدنا إننا سندفعها فى الحالتين ولذا يجب أن نؤيد تحويل بوليس الحركة فقط للوالى المدهش وذلك حتى يحظى بالجبايات دون نعرض أمن الولاية للخطر- لأن والينا المدهش مشغول بشراكاته الذكية ولا قبل له بحفظ أمن- وأسبابنا لتحويل الحركة بجباياتها ثلاث وهى: 1. إن وزارة الداخلية لم تقدم لنا أى خدمة من ريع هذه الجبايات إلا العمارات المنهارة والجامعة والمستشفى التى إن أردنا دخولها ندفع مثلما ندفع لمستشفيات وجامعات القطاع الخاص. 2. الثانية لأننا ربما "نأخذ نفس" كما قال الرجل الموضوع فى الخازوق عندما طلب من جلاده التركى أن يحوله من خازوق لآخر فاستعجب التركى وسأله: كلها خوازيق فما الفرق بين أحدها والآخر- فرد عليه الرجل بين الخازوق والخازوق يمكن أن "آخذ نفس". 3. الثالثة احتمال أن يقبل الوالى المدهش تكوين شراكة غير ذكية بينه وبين ساكنى العاصمة لإصلاح المجارى ونؤكد له أنه سوف يوفر مبلغاً محترماً من جباياته الصحية لأن جل الأمراض التى يعالجها هى نتيجة لسؤ المجارى واختلاطها بماء الشرب. وختاماً نقول إذا اختلف الجابيان كسبنا حق التحدث حول عاصمة قومية وإلغاء قوانين مقيدة للحريات. صلاح إبراهيم أحمد 07.03.2007
|
|