فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......

فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......


03-11-2007, 08:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1173639663&rn=0


Post: #1
Title: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-11-2007, 08:01 PM

السودانيين من أطيب ، و أحنّ شعوب الأرض قاطبة،
على الأقل قد ينطبق هذا الوصف تماماً على السودانيين الـ....... زمااااان ’
و قد يمكن إلباسه ، (لكن بالعافية كده) للسودانيين الحاليين ...
و لا ندرى ... هل ترهّلت الذمّة عندنا ، أم ضاق خُلقنا بالأخلاق ، و المعانى
السامية ، و التى ميّزتنا فى الزمن الغابر .
لكن ليس هذا ما وددت الحديث عنه ، فبرغم طيبتنا الان ، و فى غابر الأزمان ،
إلآ أننا نفتقر إلى اللّياقة و العذوبة و الّلين فى تعاملنا مع بعضنا البعض ،
و نفتقر أيضاً إلى إظهار مشاعرنا للآخرين ، حتى المقرّبين منا !!!!
و تفتقر ، و هذا هو الأهم إلى فضيلة الإعتذار للآخر حين نخطئ فى حقه !!!! ،
و يعتقد الكثيرون أن الإعتذار نوعٌ من الضعف و الإنكسار ، بل و "الخيابة" !!!!
و المياعة ، فأن تقول لأحدِهم أنك آسف ، تبدو عندنا و كأنك قد أهِنت نفسك و صغّرتها، و أذللتها
( فى مواجهة ) الآخر . و لآن يطأ أحدهم على قدمك فى الزحمة مثلاً ، و لا يعتذر ،
أو تصيبك كتفه ، و بقوّةٍ فى إندفاعه فى الطريق مثلاً ، و أيضاً لا يعتذر ، أو يخطئ فى
حقِّك صراحةً ، و تعمُّداً أحياناً، و لا يعتذر ، و لأن ... و لأن .... و لأن ....
و تطول قائمة السلوك الذى يستوجب الإعتذار من و للآخرين ، لكننا ، و بسبق إصرارٍ
و ترصّد غريبان لا نجنح للكلمات السحرية ، من شاكلة ( أنا آسف ، معذرةً ، أو إذا سمحت ،
أو بعد إذنك ، أو أغفر لى ) أبداً أبداً ، و إلآ سنكون قد فقدنا رجولتنا ، و قوتنا عندها ،
و سيسهل على الآخرين إفتراسنا ، و إلتهامنا لأن .... " أمرنا هيّن " .






Post: #2
Title: Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-11-2007, 09:07 PM
Parent: #1

صديق حميم كان قد درس بجامعة الأزهر منذ سنوات ،
قال لى أنه ذهب للسودان فى أول إجازة له بعد عامين
و إعتاد أن يلقى بتحية الصباح على والده ، و الذى كان ينظر له بإستغراب
شديد ــ صباح الخير يا حاج ... مساء الخير يا حاج ... معليش يا حاج ...
سورى يا حاج و و و و .

و فى يوم كان أبوه غاضباً لشئ ما ، فما كاد يلقى بالتحية على والده ، حتى إنفجر
فيه صارخاً "إنت اللّوا..ة الجيت بيها من مصر دى شنو ؟؟؟ ما تمشى مشيك ساكت "
و أسقط فى يد صديقى الذى كان يظن أن والده إنما كان سعيداً بتمنيات الخير
الصباحية ، و التى كان يلقيها على ... الحاج !!!!!!! .

Post: #3
Title: Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-11-2007, 11:50 PM
Parent: #2

مرة ، و فى أحد السمنارات المقامة بالجامعة الأمريكية ،
كان المحاضر رجلاً مهيباً و مرموقاً ، ذو مكانة و صيت أكاديمى ،
تسبقه سمعته ، و شهرته أينما ذهب ، لكن كل ذلك لم يشفع
له عند أحد الأخوة السودانيين ، و الذى طالبه ، و بصورة أقرب
للوقاحة منها للطلب ، بأن ( يزِح) شوية من عند المنصة
الأمر الذى دفع بالبروفيسور رئيس القسم لتوبيخه على طريقة
زجر و توبيخ الأطفال ، و قال له بصورة آمرة ،
Say Please , say please....say it

و إمتلأ كل السودانيين بالحرج
و الحنق على هذا ( المتخلِّف )...

لكنها التربية ، و السلوك العام عندنا ، و
لا ذنب للرجل فى طريقته الفظّة تلك

و .... ياهو ده السودان

Post: #4
Title: Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......
Author: celecon
Date: 03-12-2007, 07:01 AM
Parent: #1

شكرا اخونا عبدالله على فتح هذه النافذة ...

تعرف مره كدة مشيت الدكان فى الحى بتاعنا واشتريت
منه حاجات وكنت واقف بتونس مع صاحبى المهم لما انتهيت
دفعت ليهو القروش وقلت ليهو (شكرا) البنى أدم ده بحلق فينى
باستغراب لما اختفيت من انظاره ..

قابلت صاحبى بعد كم يوم قال لى تتذكر لما اشتريت الحاجات
وقلت لبتاع الدكان شكرا قلت ليهو ااااااااى .. قال لى
الراجل لغاية هسه ماقادر يصدق انو فى زول بيدفع قروش
وبيقول شكرا ...

هذا قليل من كثير ... فعلا نحن تعاملنا جاف ... حتى اظن
انه فى بيوتنا نفس الشئ ... وطبعا حبيبتى أو حبيبى دى
لو قلتها او قلتيها تكونى كفرتى بما انزل على محمد (ص) ...

Post: #5
Title: Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-12-2007, 11:43 PM
Parent: #4

العزيز سيلكون ، تحياتى .

أولاً ( أعتذر ) بشدّة عن تأخرى فى الرّد ، أنت أدرى بكمّ ملاحقات الدنيا ،
كثرت علينا الأشياء والله ، ربك يهوّن .

Quote: فعلا نحن تعاملنا جاف
.

وهذه حقيقة مؤسفة حقّاً ،
أذكر أن صديقاً لى أجرى جراحة إحتاجت لتخديره تخديراً كاملاً ،
و معروف أن التخدير ، و فى لحظات تخلّص الجسم من أثره ، يمرّ
المرء بحالة أقرب إلى السكر أو الهلوسة و فقدان الوعى ، فيبدأ
المرء فى الحديث "برّه من راسه" ، و هذا ما حدث لصديقى الذى إعترف
، و لأول مرّة فى حياته لأمه بحبه لها ، أمسك بيدها و طفق يقبّلها منتحباً،
و لمعرفة المسكينة بطباعه (الجافة) ظنت أن ما يدفعه لفعل ما يفعله ، إنّما هو
علامة الرحيل و سكرات الموت ، و أن " القلب بحس " و "ووب علىّ ، نصرالدين ده مااااا طيب "
" كُرْ علىّ يابا " و جعلت تولول و تلطم خدودها ، كل هذا لأن نصرالدين "إنطسّ " فى عقله
و قال لها أنا "برييييدك يا أمى ، و أعفى عنى يا والده ، أنا عذّبتك معاى ، و آآآآآ " .

خرج صديقى بعد أيام خجلاً من إعترافه ذاك ، و ما كاد " يشمّ العافية ... حتى دخل مرّة
أخرى إلى قوقعة " هُم يعلمون حقيقة أحاسيسى تجاههم ، إذن فلا داعى للتصريح " !!!!!!!!! .
و لبس تقطيبته ، و جفائه مرة أخرى .

دمت أخى سيلكون ، و ربنا يليّن قلوبنا .

Post: #6
Title: Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-13-2007, 09:41 AM
Parent: #5

"الخواجات" يعلّمون أبناءهم ، و منذ نعومة أظفارهم ، الكيفية المثلى ، و اللّياقة
فى التعامل مع الآخرين ، فلو حدث مثلاً أن طلب الطفل "معروفاً" Favor ما من أحدهم
و نسى قول ـ من فضلك ، أوـ لو سمحت ، فإن والديه سيطالبانه ، و بكل حزمٍ أن ينطق بالكلمات
السحرية ، و التى ستفتح مغلق الأبواب .
(Say the magic word , say please )
فيتعلّم الطفل حينها فضيلة التهذيب ، و الّلياقة فى مخاطبة الاخرين ، حتى و إن
كانوا من أفراد الأسرة المقرّبين .

Post: #7
Title: Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-13-2007, 02:24 PM
Parent: #6

جدى حامد كان حاداً فى طباعه ، صعب المراس ، يخشاه الكل
و يتحاشون الإحتكاك به ، أو إغضابه ، فقد كان سريع الإنفعال
و "جرّه لعصاته" كما قال الراوى عن محجوب ، لكن و برغم هذه
الخصال الملتهبة ، كان يتمتع بضعف غريب ، و طيبة فريدة ،
و فى حضرة الموت ، كان لا يتوانى عن البكاء ، و بأعلى صوته
غير آبهٍ بالدهشة المرتسمة على وجوه الذين لا يعرفونه ،
و لم يسبق لهم رؤية غزارة دمعه ، أو سماع إنتحابه العالى
و كانت النساء تسمعن عويله بالطبع ، فيقلن ، " كُرْ على ، حامد
فاض بيه" ، فيبدأن جولة أخرى من البكاء الحار ، و المضنى
و الموجع للقلوب ، كان جدى حامد يعرف كيف يعبّر عن كل إنفعالاته ،
و يعرف كيف يقول للأحياء ، أنا أكرهكم ، و للموتى .... أنا أحبكم
و أفتقدكم ، و هاهو دمعى ، و الذى لا أخجل منه دليلاً ساطعاً على ذلك .

رحم الله جدى حامد ، الرجل البسيط الذى عرف ، كيف يصرّح عن مكنوناته ، و على مرأىً من الاخرين .

Post: #8
Title: Re: فـضآئـــــــــل غـــآئــــــــــــــبة ......
Author: عبدالله شمس الدين مصطفى
Date: 03-13-2007, 11:18 PM
Parent: #7

up