السيرة الذاتية ل(شجرة المسكيت)

السيرة الذاتية ل(شجرة المسكيت)


02-28-2007, 12:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1172660942&rn=0


Post: #1
Title: السيرة الذاتية ل(شجرة المسكيت)
Author: adil amin
Date: 02-28-2007, 12:09 PM

تقف دون حياء..
بأوراقها الباهتة الخضراء
وحيدة
على بقعة جرداء..
اخضراراً يحاكي قيء طفل نازح..
يعاني أمراض المناطق الحارة..
أو
كشعر مستعار مصبوغ
لشاذ
يتجول ليلاً..
في الشوارع الخلفية لمدينة لوس انجلز..

استعارت أشواكها..من عقارب..
كانت تقيم في الجوار
قررت التخلي عن دورها المرسوم
نفث السموم..
ثم..
سافرت إلي الاراضى المقدسة
ولم تعد..حتى اليوم

ثمارها الفجة..
تلوكها الأغنام…دون جدوى..
وتجترها عاماً بعد عام

عظامها الهشة..
لا تصلح سقفا..
لمطبخ الجدة الحرم..
أو إشعال تنور في زمهرير الشتاء
تعاني نقصا الكالسيوم..
الذي لا يأتي..
مع المعونة الأمريكية..

في السيرة الذاتية للأشياء
كانت تمد جذورها… إخطبوطا
تحت التراب..
ناشرتاً سمومها والخراب
تفنى كل كائنات…الظل الثمر..
والأعشاب..
الفراشات والنحل والعصافير
من لفح الهجير..
ويبقى الطنين والذباب..

تظل وحدها
((الشجرة الملعونة))
ملكة الصحراء…والأرض اليباب..
يهتف لها..
الغربان والبوم والجراد…والغوغاء
والأغراب..


خبر عاجل: أفاد مراسل الحرة أنه شاهد شجرة الموسكيت تركب السفينة بعد الطوفان الذي اجتاح بلاد كان اسمها السودان..

Post: #2
Title: Re: السيرة الذاتية ل(شجرة المسكيت)
Author: Raja
Date: 02-28-2007, 04:26 PM
Parent: #1

صديقي الأمين عادل..

سلام ومحبة..

عدت لتتبع بوستاتك الجميلة..

ذكرتني بشجرة "المسكيت". وكنت أعاني طوال صغري من عدم إستساغة طعمها، حيث كان رفاقي الصغار يصرون على مضغها لإثبات مدى تحملهم.. فقد كانت الإختبار الفعلي للتحمل.


دمت

Post: #3
Title: Re: السيرة الذاتية ل(شجرة المسكيت)
Author: adil amin
Date: 03-02-2007, 05:05 PM
Parent: #2

العزيز رجاء
تحية طيبة
مرحبا بعودتك والجابك يجيب راوية

والله شجرةالمسكيت دي الشعب السودان يلوك فيها منذ الاستقلال الذى لا ليته كان
وانظري كيف تريد ان تركب سفينة النجاة كما راها امل دنقل...ومراسل الحرة


( امل دنقل في (مقابله خاصه مع إبن نوح

جاء طوفان نوح
المدينةتغرق شيئا فشيئا
تفر العصافير
و الماء يعلو
على درجات البيوت ـالحوانيت ـ
ـ مبنى البريدـ
ـ البنوك ـ
التماثيل ـ (أجدادنا الخالدين )
ـ المعابد ـ
ـ أجولة القمح ـ
مستشفيات الولادة ـ
بوابة السجن ـ
دار الولايه ـ
أروقة الثكنات الحصينة ـ
العصافير تعلو ..رويدا ..رويدا
ويطفو الأوز على الماء
يطفو الأثاث ..ولعبة طفل..
وشهقة أم حزينه
الصبايا يلوحن فوق السطوح
جاء طوفان نوح
هاهم الحكماء يفرون نحو السفينه
المغنون..سائس خيل الأمير ..المرابون..
قاضي القضاة ..ومملوكه
حامل السيف ..راقصة المعبد (ابتهجت عندما إنتشلت شعرها المستعار)
جباة الضرائب..مستوردو شحنات السلاح..
عشيق الأميرة في سمته الأنثوي الصبوح ..
جاء طوفان نوح
هاهم الجبناء يفرون نحو السفينه
بينما كنت ..كان شباب المدينه
يلجمون جواد المياه الجموح
ينقلون المياه على الكتفين
و يستبقون الزمن
يبتنون سدود الحجارة
علهم ينقذون مهاد الصبا والحضاره
علهم ينقذون الوطن .
صاح بي سيد الفلك قبل حلول السكينه:
"أنج من بلد لم تعد فيه روح "
قلت :
طوبى لمن طعموا خبزه..في الزمان الحسن
وأداروا له الظهر يوم المحن
ولنا المجد ..نحن الذين وقفنا
وقد طمس الله أسماءنا
نتحدى الدمار
ونأوى إلى جبل لا يموت
يسمونه الشعب
نأبى الفرار و نأبى النزوح
كأن قلبي الذي نسجته الجروح
كأن قلبي الذي لعنته الشروح
يرقد الان فوق بقايا المدينه
وردة من عطن
هادئا
بعد أن قال لا للسفينه
وأحب الوطن


مرحبا بك مجددا
ومعا
من اجل بناء مجتمع مدني سوداني في البورد