لماذا تُـكـرم الـدولـة المُـبـدعين بعـد وفـاتهـم؟ "حفلات التأبين مثالاً لذلك"

من المعروف أن كل فنان مبدع في مجاله سوى كان ذلك في الفن على سبيل المثال "كاتب أو شاعر ، مُلحن ، عازف ، مُغني او حتى في مجال الرياضة سوى كان إداري بارز أو لاعب مشهور و ليس مغمور و كذلك في مجال السياسة و التعليم أو عضو بارز في رأس الدولة يتم تكريمهم و كما جرت العادة بعد أن يوافيهم الأجل، فالأمثلة كثيرة ، لكن لماذا لا يتم هذا التكريم في حياة المرثي أو المتوفي و يكون ذلك له أبلغ الأثر و دافع له في حياته بأنه أهل لهذا التكريم، أما أن يتوفى أحد هؤلاء المبدعين و تقام سرادق العزاء و من إلقاء الخُطب و الكلمات البراقة في تعدد مآثره و التي لا تنفع المتوفي في شئ سوى عمله في القبر مثلاً:-

(عايشت المرحوم 20 عامًا، وصحبتُ معه في السفر والحضر؛ فبناءً على خبرتي كنتُ أرى بل أعتقد أن الفقيد رحمه الله كان شخصية شاملة ومتكاملة، وكانت عميقة للغاية كل من دنا منه باخلاص القلب وصافي الود اعترف بفضله ونبوغه. وأردفَ الخاطب قائلاً: ويمكن لي أن أقولَ – بناءً على ما وصلتُ إليه من خلال دراستي – أنه رحمه الله كان آخرَ حلقة وصل في سلسلة حركة النضال و كان له رحمه الله إلمام دقيق وعميق بجميع نواحي الحياة: التعليم والتربية والإحسان، والسياسة والاقتصاد، فهو في جانب كان مصلحًا كبيرًا ومشرفًا على مئات المدارس الإسلامية، ورئيسًا لجمعية العلماء وعضوًا في البرلمان في جانب آخر. ظلّ رحمه الله صامدًا أمام القضايا والمشكلات التي تواجه الأقلِّيات و سعى جاهدًا في حلِّها، ورفع صوته في هذا الصدد أكثر من مرّات)...

فبدلا من حفلات التأبين التي لاتعود بالفائدة عليه أرجو أن يتم التعامل بشكل عملي من جهة وتخليد ذكراه من جهة أخرى بأن يتم اطلاق اسمه على احدى المسارح أو الملاعب أو الصالات أو الشوارع وعلى سبيل المثال (صالة المرحوم هاشم ضيف الله).

فالأسئلـة كثيرة و في حاجة إلى إجابة:
هل هنالك بند معين في ميزانية الدولة مخصص لهؤلاء المبدعين؟
هل هنالك خطة محددة أو برنامج محدد موضوع لتكريمهم؟
أليس من باب التقدير و الوفاء لهؤلاء المبدعين ان ينالو التكريم اللائق بهم قبل مغادرتهم الدار الفانية؟
ما الفائدة التي يجنوها من رثائهم أو تأبينهم بعد مماتهم و ما حظ أسرهم من ذلك التكريم؟
أليس من باب أولى أن يكون هنالك برنامج موضوع لكل دائرة من الدوائر العامة و الخاصة في شتى المجالات لتكريم هؤلاء المبدعين في حياتهم قبل مماتهم؟

* أذكـر عندما توفي لاعب المريخ و المنتخب الوطني الراحل سامي عزالدين أن الريس جمال الوالي قد تكفل بتعليم أبنائه و توفير سكن لهم فأين تكريم الدولة للمرحوم سامي؟
و كـذا الحال عندما توفي الراحل لاعب الهلال و المنتخب الوطني والي الدين؟
و من اللاعبين المغمورين لاعب المريخ الراحل معتز الدقي؟

و هاهو القطار يسير على نفس المنوال منذ منتصف العام 2006 و حتى اللحظة ، إبتداءً بوفاة الفنان الراحل هاشم ميرغني و إبراهيم عوض و الراحل بادي محمد الطيب و الإعلامي الطيب محمد الطيب؟إ
إلى متــى يتــم هـذا التجـاهــل و التنكـر من الدولــة على أبنــائهــا المبدعين؟

مـــع مــــودتـــي.....

**إذا المرءُ لا يرعـاك إلا تكـلُـفـا ** فدعـه و لا تُكـثر عليه التأسُفـا**
**هـيثـم القـوز**