الاحزاب اللينينية

الاحزاب اللينينية


02-26-2007, 11:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1172486224&rn=1


Post: #1
Title: الاحزاب اللينينية
Author: عادل طه
Date: 02-26-2007, 11:37 AM
Parent: #0

تقوم نظرية الحزب اللينينى على افتراض مؤداة بان من دعاه ماركس باسم الصراع الطبقى هو صراع مسلح بين الاغنياء والفقراء لا يمكن حسمه الا باستيلاء العمال على السلطة طبقا لمبدا دكتاتورية البروليتاريا. هذا المبدا لم يعتمده ماركس شخصيا ولم يعتمده مفسروا الماركسية الاوائل من امثال روزا لوكسمبرج ولا تعتمده دولة ماركسية معاصرة مثل يوغسلافيا. ولايعرف احد من اين استمده لينين ولم يفسره لينين نفسه الا بمقولة من مقولاته الشعريةkto kovo
اي من يتنازل عن حقه لمن فى غياب دكتاتورية البروليتاريا ؟ وهو سؤال يعكس ولع فلاديمير لينين بالسجع والطباق ولا ينم عن معرفة جادة بتاريخ الثورة.
فصراع الطبقات الذي عناه ماركس ليس صراعا بين الاغنياء والفقراء بل بين الاغنياء وحدهم
. انه معركة لا يؤدى فيهاالفقراء دور الخصم بل دور الاداة المسخرة لكسب هذه المعركة. كل ما فى الامر ان كلمة الاغنياء عند ماركس لا تعنى فقط اصحاب المؤسسات المالية كما اعتقد لينين بل تشمل ايضا اصحاب المؤسسات العقائدية مثل الحزب اللينينى بالذات. واذا كان تاريخ الثورات هو مرجع الجدل حول هذه الحقيقة فان هذا التاريخ يقول حرفيا( ان الاغلبية كانت دائما اداة فى يد الثورة لكن الثورة لم تكن ابدا اداة فى يد الاغلبية) . فثورة اليهود ضد روما وهى اول نماذج الثورة الجماعية فى التاريخ انتهت باخضاع اليهود لسلطة مؤسسة عقائدية وثورة البريطانيين فى القرن السابع عشر انتهت بتجنيدهم فى خدمةمصالح راس المال وثورة الفرنسيين فى القرن الثامن عشر انتهت بحشدهم فى جيش نابليون وثورة الروس فى القرن العشرين انتهت باخضاع 265 مليون مواطن روسى لسلطة حزب لا يمثل سوى 2% من تعداد السكان. واذا كان لينين قد عرف نموذجا تاريخيا واحدا عن ثورة انتهت باقرار سلطة الاغلبية( بمعنى تحقيق الديمقراطية) فانه قد مات من دون ان يبوح بهذا السر.



ونواصل مع النيهوم المذهل

Post: #2
Title: الاحزاب اللينينية
Author: عادل طه
Date: 02-26-2007, 12:07 PM

والواقع ان مبدا دكتاتورية البروليتارياليس مستمدا من التفسير الماركسى للتاريخ بل مستمد من ظروف لينين الشخصية فقد ادرك هذا الرجل الموهوب والمحدود المعرفة انه لا يستطيع ان يضمن لنفسه مكانا فى القمة بين الاف الاشتراكيين المثقفين الا بالمزايدة عليهم جميعافى دعوة غوغائية لتصعيد الصراع الاجتماعى من مشكلةادارية يتولى حلها الخبراء الىمذبحة بين الطبقات يتولى قيادتها الخطباء وهى فكرة اعلامية ناجحة راقت لطبقة نشطة من الثوار المحترفين الذين سخروا انفسهم لنسف الحزب الاشتراكى الديمقراطى من داخله وتاسيس حزب لينينى يدين بوجوده طبعا لرجل اسمه لينين وفىما عدا هذا الهدف الشخصىفان مبدا دكتاتورية البروليتاريا لم يحقق شيئا لنظرية الثورة العالمية سوى انه جعلها بديلا نظريا للثورة العالمية نفسها. ان الصراع الطبقى الذى عناه ماركس صراع لا يمكن انهاؤه اصلا بقوة السلاح لانه ليس حربا بين المؤسسات فقط بل بين (الاعمار) ايضا. فالنظرية الماركسية تنطلق من واقع مؤداه ان الادارة الاقطاعيةالمتخلفة انشات انسانا متخلفا ومشوها فى كل مرحلة من مراحل عمره من الطفل الى العجوز وان انهاء هذه الكارثة الابدية يتوقف على نقل الادارة من يد الاقطاع ( سواء كان عسكريا او ملكيا) الى يد الجماعة ( وليس الى يد قادة الحزب اللينينى) على توفير حاجة كل فرد فى الجماعة. ورغم ان ماركس كان يستخدم مصطلح ثورة العمال فان ذلك كان بالنسبة اليه مجرد مرحلة اولى لاقرار السلطة الجماعية فى مرحلة ثانية وليس حصر السلطة فى ايدى قادة العمال الى الابد.

Post: #3
Title: الاحزاب اللينينية
Author: عادل طه
Date: 02-26-2007, 12:44 PM

لقد شاء لينين ان يحتوى الثورة الجماعية فى نظام غير جماعى وتسبب بذلك بانهاء الثورة لحساب الايديولوجيا وضرب سلطه الجماعة فى المكان الصحيح المميت للمرة الثانية منذ عصر معاوية. ورغم ان لينين قد دخل التاريخ المعاصر باعتباره قائدا (للثورة العالمية ضد الراسمالية)فان كل ما حققه لينين فى ارض الواقع هو انه اخرج نصف سكان العالم من المعركة ضد الراسمالية وحبسهم وراء ستار حديدى يمتد من الصين الى البانيا واخلى الطريق امام راس المال الامريكى لاحتلال بقية العالم واعاد الشرعية لسلطة الفرد( بهذا المعنى فان لينين ايضا يجب ان يحاسب لانقلاب الجبهة وانفراد البشير بالسلطة) ومسخ صراع الاغلبية من معركة لاقرار العدل الجماعى الى مذبحة لاقرار نظرية الحزب الواحد. واذا كانت هذه النتائج هى حصيلة الثورة العالمية التى قادها لينين ضد الراسمالية فلابد ان الراسمالية قد اختارت لنفسها ثورة مريحة على المقاس.
والواقع انه لا يزال على التاريخ ان يقرر ما اذا كان لينين رجلا مدسوسا على الثورة بعلمه او من دون علمه فالنتائج النهائية لمسيرة الثورة فى العصر الحديث ربما لا يمكن
تفسيرهاابدا خارج هذا الاطار.
فقد اصبحت الثورة على يد لينين اداة لضرب سلطة الاغلبية فى كل مكان فى العالم واصبحت وسيلة شرعية لاسكات صوت الناس باسم مصلحة الناس انفسهم وقد تكفل لينين شخصيا بوضع النموذج النهائى لهذه الثورة الوهمية وهو نموذج هدفه ان يقدم بديلا نظريا من سلطة الاغلبية بالذات.