... جدار ...

... جدار ...


02-25-2007, 07:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1172427499&rn=14


Post: #1
Title: ... جدار ...
Author: AlRa7mabi
Date: 02-25-2007, 07:18 PM
Parent: #0



..
...

سادتي ها أنا أحكي لكم . ها ، لحظة لا أكتب لأفضح ما يختلج في سرادب الذاكرة المخجلة المعطوبة ، فتلك فصول لرواية لم تسند أحرفها على حافة الأسطر ، ستبقى كالحمم الخاملة ، فتغازل ثورة البراكين التي تتمرد من حين لحين .. سأحكي لكم – سادتي – بحيادية ( مفترضة ) ما أمكن ، فهناك ما يحرض على الثرثرة ، ففي هذه اللحظة تتواطأ جدران الغربة بصمتها الأبله .. جارتي التي يفصلني عنها جدار الصمت وحاجز التجاهل .. لا صوت لها ، تمارس تنميطها الرتيب ، تغادر نهاية كل إسبوع في صمتها المعتاد .. ترمقني أحياناً بنظراتٍ خاطفة .. قليلا ما نتصادف عند مدخل العمارة .. لا تسبقني بصعود الدرج ، حاولت مرارا أن اتذاكى عليها أنتظر بسيارتي قليلا ريثما تصعد لأتبعها .. تظل بسيارتها الفارهة تتشاغل بسماع أغنية أو ما شابه .. تكرر هذا المشهد مرات ومرات ، لا أدري ماذا تخفي خلفها!! .لا أجد إجابة لسلسلة هذه التساؤلات غير البريئة التي تداهمني.

وحيدة ، لا زيارات .. إلآ لرجلٍ يأتيها لماماً فيمكث عشية أو بعض نهار .. ، لا يفصلنا سوى عناد هذا الجدار اللعين .. فلنفترض أن هذا الجدار تلاشى في لحظة خيال جامح .. هل سيغيير ذلك في مسيرة روتيني المشبع بالرتابة واليأس؟! ، سأمنح فراغ هذا الجدار بعد تهدمه الإفتراضي شرف أن أجتازه ولو بخيال نزغ .. ولكن قبلا لماذا أسجن نفسي طواعية في عتمة هذه الشقة التي تحفظ حركاتي وسكناتي؟!!

تفاجأت بقامتي المديدة وأنا أقف أمامها ، هل تسأل نفسها من أين ولجت ،، تصلح ( روبها ) الذي إنحسر كثيراً ، وهي تواصل مضغ شريحة التفاحة التي تجمّدت بين شفتيها ، تفرك عينيها لتزيح هذه التخيلات التي داهمتها لحظة شرود؟!! .. جلست بالمقعد المقابل لها ، لن أجوس بنظراتي في مراتعها ، سأعلق نظراتي على كثافة رموشها الداكنة .. تجمّدت الصرخة بفمها كماء وضع على درجة الصفر .. أحاول رسم إبتسامة بريئة يدعمها هدوئي المتأصل حتى ترتخي أعصاب توترها ، بل تماديت قليلا في رباطة جأشي سحبت ( الروب ) المتكوم ، أسدلته كستارة مسرح بعد عرض صاخب !!

تجولتُ بنظراتي على ديكور ( الهول ) .. ينم على حس فني مدرب ، فان جوخ له حضور باذخ ، لوحات يوحي تسلسلها بألف بعد وألف مغزى .. لوحة تراثية رسمت بقلم الرصاص لرجل مسنٍ يمسك برسن ناقة في غيظ صحراء إرتسمت قسوتها على ملامحه ، ظِل الشمس ينكسر على كثبان الرمل المتموجة .. للوهلة الأولى بدت لي اللوحة قاسية كملامح الشيخ الذي يجلس حافي القدمين .. تأمّلتها بأحاسيس عميقة حتى كدت أغفو ، حولت نظراتي الخاطفة نحو جارتي بحركة لا إرادية .. كانت نظراتها مثبتة على نفس اللوحة ، ماذا يدور بذهنها الآن .. همست أو هكذا خيّل لي (Daivid Willes ) ديفيد ويلز ، هكذا وضع الرسام إسمه بطريقة لا تقل براعة عن لوحتة الآسرة .

كأن جارتي تنزع رسن الناقة لتثبته بنظراتي وتجرني للوحة أخرى .. لكأن الدموع تنحت لها مجرىً بخد ذلك الطفل الفزع .. يا لسر هذا الفن المبهم ، لوحة مملوءة بقناني الحَزَن وبحور الدمع .. التي تكاد تفيض فتغرقنا معاً .. كيف نزيّن جدران منازلنا بخيبات ومعاناة الآخرين .. كأنما ننتحب بعقلنا الباطن على مآذق مرت فتركت ذلك الأثر؟!!

سحبت معها نظراتي الي ثلاث لوحاتٍ متجاورة وضعت بطريقة تصاعدية/تنازلية ، ثلاث آلات موسيقية ، آلة ( كمان ) معلّقة في الهواء يقف بجانبها ( مايكرفون ) ، لا يخالك شك أن أوتارها تتحرك تكاد تسمع أنينها .. أسفل منها ناي ، هو أيضاُ بلا سند يحلّق في الهواء بوضع أفقي يميل قليلاً الي الأعلى ، نفس المايكرفون يشارك النأي كأنّما تراءت لي شفتي عازف .. سحبتني بتأني بنظراتها الحادة الي اللوحة الثالثة .. آلة عود مفصولة الي جزئين .. عنق العود مقلوبة تمرّق وجهها بالثرى .. صدر العود مهشّم تبدو عليه آثار قدم حافية خشنة .. أيّ سرٍ يكمن في جوف هذا العود ، وجوف هذه السيدة أو الآنسة أم الأرملة .. لا أدري!!

حاولت صرفي عن لوحة أخرى ، ليست لوحة خلقت بريشة فنان ، كأنها حادثة أثبتت بعين كاميرا ، صورة فوتغرافية لغرفة نوم ، تظهر جزء من باب دولاب مفتوح .. سرير مزدوج تبدو عليه آثار عراك غير حميم ..!! تجمّع الغطاء في منتصف السرير تغطيء إحدى الوسادتين جزء منه .. أما الأخرى فتتوسط فردتي حذاء غير متشابهين أحدهما يتطابق وقدميها الحافيتين أمامي .. كيف يجرؤ إنسان على وضع صورة بهذه الدلالات والتساؤلات على مرمى نظر ، ربما كان من الأنسب أن توضع مكان ( الحدث ) .. تصلب بذات الغرفة ! وما أدراني أن مادار يعود لهذه الساحة ؟؟!!

أشارت بأصبعها بحركة عصبية آمرة ، تطلب مغادرتي ، خطوت نحو الباب ، حدجتني بنظرة أكثر صرامة .. كأن لسان عينها يقول أخرج من حيث أتيت !! آآه الجدار .. كيف أنفذ من خلال الجدار .. ولكن! كيف ولجت؟؟!!



Post: #2
Title: Re: ... جدار ...
Author: Raja
Date: 02-26-2007, 03:57 PM
Parent: #1

عبدالرحمن...

مليون سلام..

Post: #3
Title: Re: ... جدار ...
Author: nassar elhaj
Date: 02-26-2007, 05:30 PM
Parent: #2

يا سلاااام يا عبدالرحمن
وهكذا فعلا نفرح بعودة الزمن جميل
وليتنا نقرأ اكثر
سعيد هذا المساء بان أقرأ هذه الكتابة الجميلة ..

نصار الحاج

Post: #5
Title: Re: ... جدار ...
Author: AlRa7mabi
Date: 02-26-2007, 07:06 PM
Parent: #3


صديقي الجميل .. نصار
آآآه ، السكينة؟؟؟

غشيتني السكينة.. فقد ألقاها عليّ صديقنا الجميل عصام منذ يومين
فلا زلت أبحث عن دخول لمحرابه .. الصمت؟!

والسَّكينةْ
طيرٌ إذا حنَّ
غنَّى مواجِدَهُ للشَّجر
ومالَ ببُحَّتِهِ للوراء
فاخضرَّ نهرٌ
وطارَ جبَلْ
..
...
....
....
والسَّكينةْ
هذا الغِناءُ الذي
سكَبتْهُ بناتُ الحنينِ
على مَهْلِها
هُنا كان وجدٌ يسيل
وهُنا طارُ طيرٌ ولم ...
وهُناكْ،
رسَمتْ يدُها وجهَهُ
شارِداً مِثلَ بالِ الغزال
ثُمَّ نادَتْ: تعااااال .....

والسَّكينةْ ......

عصام عيسى رجب ،


فيا لكم من أحباء ويا لكم من أصدقاء

سعيد بحضورك ، أكيد

عبدالرحمن


Post: #4
Title: Re: ... جدار ...
Author: AlRa7mabi
Date: 02-26-2007, 06:23 PM
Parent: #2

صديقتي العزيزة رجاء ..

هل هي الحاسة السادسة أم ماذا؟؟

فقد ناديت عليك قبل عودتك بلقيل ، وكذلك راوية صاحبتي ، أين هي

ندهت عليك هنا...

.. تأمليني قليلا فالصباح أطل !


مليون محبة



Post: #6
Title: Re: ... جدار ...
Author: منى أحمد
Date: 02-27-2007, 00:35 AM
Parent: #1

Quote: أشارت بأصبعها بحركة عصبية آمرة ، تطلب مغادرتي ، خطوت نحو الباب ، حدجتني بنظرة أكثر صرامة .. كأن لسان عينها يقول أخرج من حيث أتيت !! آآه الجدار .. كيف أنفذ من خلال الجدار .. ولكن! كيف ولجت؟؟!!



هما جداران إذاً , جدار التردد و الإحجام , و جدار من الأسمنت !
الأخير في اعتقادي ليس الأكثر صلابة !

العزيز رحمابي

أشكرك على استمتاعي هنا
مودتي

Post: #7
Title: Re: ... جدار ...
Author: عصام عيسى رجب
Date: 04-02-2007, 09:54 AM
Parent: #6

يا رحمابي،

في ظنّي المسكين أنّ أجمل الكتابات هي تلك التي تجر إليك وأنت تقرؤها كتابات أخرى وذكريات وأفكار .... باختصار تحرّك سواكنك ... هكذا استدعيت وأنا أقرؤك ثلاث روايات "الحميمية" لحنيف قريشي و "دفاتر دون ريغو بيرتو" لماريو بارغاس يوسا و ثالثة اسمها "جارتي تسحب الستارة" لا أدري أهي لحسن داؤد أو سواه

ياخي ما كدا تحاول القصة القصيرة والرواية، وخلّي بالك الرواية سوقها وارّي اليومين دي، أما الشعر فأكسد من الملح في البحر والله أعلم، مع المحبة

Post: #10
Title: Re: ... جدار ...
Author: AlRa7mabi
Date: 04-02-2007, 06:31 PM
Parent: #7

شاعرنا الجميل .. عصام

يا لها من سكينة ، ويا لها من روعة

كنا فرشنا السكة ورود..!!

هي بعض حروف .. لحظة ( إختلاء ) ..
في ظني أن كل ما كتب ، كُتب منذ الأزل ، فيأتي من سخر لنقله لنا..

ثم!! ..
أيٌ بوار وأي كساد؟! فمن يستغني عن أكسجين الحياة ..
الشعر أكسير له خاصية ( مسح ) الأحزان؟؟

فالسوق مكتظة بالمشترين أمثالنا يا عصام ، نحن نتنفس حروفكم ، وتمنحونا دون من
ولا أذي تمنحونا ( السكينــــة ) ، فما أحوجنا ( لها ) ..

كتبت لك عنها، وأحتفظ بما كتبت ، ربما يصلك قريباً..

قمة المتعة

عبدالرحمن




Post: #9
Title: Re: ... جدار ...
Author: AlRa7mabi
Date: 04-02-2007, 06:04 PM
Parent: #6


أستاذة / منى أحمد

كنت قد إكتفيت بما دار ، ويا له من حوار!!
ووجدتك على حق، لذا لزم التنويه ،
ووجب التعديل
شكراً


Post: #8
Title: Re: ... جدار ...
Author: الجندرية
Date: 04-02-2007, 11:57 AM
Parent: #1

انت يا الرحمابي وقت قالت ليت امرق من محل ما جيت
ما كان تقول ليها دقيقة
وتمرق سكينة عصام دي تديها كرة تانية
والله كان تمرق بالحيطة وتمشي فوق البحر عديل ، دا إن ما عرجت

لووووووووووووول يا عبد الرحمن على بطلاتك ديل
كان ما درستهن ليك ما برتاح شي كواعب وشي يخبئن ما خلفهن

ولوووووول تاني


****
عصام رجب

كلامك عن كساد الشعر دا انا احتج عليه بشدة

الرواية نحن من ناسها
لكن كمان ورد الشعر ما بتخلى

Post: #11
Title: Re: ... جدار ...
Author: AlRa7mabi
Date: 04-02-2007, 06:39 PM
Parent: #8



الجندرية

Quote: كان ما درستهن ليك ما برتاح شي كواعب وشي يخبئن ما خلفهن

Quote:
لا أجد إجابة لسلسلة هذه التساؤلات غير البريئة التي تداهمني.

يا جماعة ما قلنا - محض خيال -


وبعدين لووووووووووووول ، أقرأ كلام عصام تاني ، ياخ أنا مرة واحدة سكرني عديل بقيت ألخبط في الكلام
لو قريتها تاني بخرمج


تسلمي



Post: #12
Title: Re: ... جدار ...
Author: ahmad almalik
Date: 04-02-2007, 07:04 PM
Parent: #1

الرحمابى
تحياتى ..
سعداء جدا بوجودك وبكلماتك الجميلة.

Post: #13
Title: Re: ... جدار ...
Author: garjah
Date: 04-02-2007, 07:42 PM
Parent: #12

رحمابي

عليك الله

خسمتك

تتوهط واطاة الحوش ده

وتنجعص وتكرش نافوخك ده وتكتب لينا

يا زول نحن خرمانين ليك عديييل كدة

Post: #14
Title: Re: ... جدار ...
Author: AlRa7mabi
Date: 04-03-2007, 06:29 PM
Parent: #12


صديقي الودود .. أحمد الملك

لو تدري أيّنا أكثر سعادة ، نعم سعادة بلا حدود
فالخريف لا يأتي مع صفاء فقط .. ولكنه يهطل أينما حللتم
مخضرّة بيك وبي خريفك أرض المنبر

تحياتي



Post: #15
Title: Re: ... جدار ...
Author: AlRa7mabi
Date: 04-03-2007, 06:34 PM
Parent: #1


حبيبنا الظريف .. أبو حميد
تعرف القرجة دي خلقت بيني وبينها ود غريب

وكلامك الظريف دا بذكرني دائما بصاحبنا الحاضر الغائب ( أهل العوض ) ، لو كان موجود
كان قال ليك النصيحة ( الخصيم ) حار ما بنقدر عليهو

بس بنأخد لينا جمة ونجي ، كل يوم معانا دي صعبة

محبة شديدة

عبدالرحمن