عمر الدقير بعزي ...الدكتور أحمد القرشي في فقيد الفن والحقيبة..بادي محمد الطيب

عمر الدقير بعزي ...الدكتور أحمد القرشي في فقيد الفن والحقيبة..بادي محمد الطيب


02-23-2007, 09:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1172263465&rn=0


Post: #1
Title: عمر الدقير بعزي ...الدكتور أحمد القرشي في فقيد الفن والحقيبة..بادي محمد الطيب
Author: saif khalil
Date: 02-23-2007, 09:44 PM

أخي العزيز/ د. أحمد القرشي

يقول زهير بن أبي سلمى:

ثلاثٌ يعزُّ الصبرُ عند حلولها
ويذهبُ عنها قولُ كلِّ لبيبِ
خروج اضطرارٍ من بلادٍ تحبها
وفرقةُ إخوانٍ، وفقدُ حبيبِ

ماذا في وسع المرء أن يفعل وقد اجتمعت عليه الثلاث؟ .. ماذا في وسعه أن يفعل غير أن ينتظر الليلَ يضويه لعله يستر عورة الحزن؟ .. لكنه يستحيل ليلاً طويلاً مسهداً مثل "ليل العاشقين"، فلا يملك المرء غير أن يبكي ويبكي حتي يحرق الحشاشة!!
كيف تكون حال الغريب مع بعده عن وطنه ووحشته وتشرده، وروحه التي بعثرتها سنوات المنفي غير حال امرئ القيس حينما أوقف رفيقيه عند أطلالٍ في بلادٍ بعيدة وبكي "من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ".

ها هي أيام الجمال تنسرب – ومعها العمر – من بين أيدينا ..

لم يبقَ إلاّ القبح في كل شئ، حتي كدنا لا نصدق أننا نحن الذين عشنا تلك الأيام الزاهيات من ذلك الزمن الجميل (أيام لا يغشى لذكرك مربعُ .. إلاّ وفيه للمكارم مرتعُ).

ها هي مصيبة الموت تجتاح صاحب الحنجرة الذهبية الذي طالما أطربنا بجميل الكلام ورائع الأنغام وحلق بنا متبتلاً في محراب الجمال والحب العفيف وعشق الوطن..

بموته تنطوي عشرات السنين قضاها بادي محمد الطيب متمدداً علي ساحة الإبداع كما النيل في بلادنا ..
برحيله ينقطع نبع الطرب الشجي و"ينفصل الجمر عن صندل الغناء":

آهِ على حَشاشتى ودَجَني
يا حنيني ولوعتى وشجني

Post: #2
Title: Re: عمر الدقير بعزي ...الدكتور أحمد القرشي في فقيد الفن والحقيبة..بادي محمد الطيب
Author: saif khalil
Date: 02-23-2007, 09:50 PM
Parent: #1

دار أبويا ومتعتي وحَزَني
يا سعادتي وضرتي ومَجَني
قالوا جالسين جَتْ على النُصَبِ
ونِحْنَ بين الروضة والقَصَبِ
كان حبيبنا وحاشا ما نُصَبي
ومن زمان فارقنا وهْوَ صَبي
تانى ما سْمِعنا انقطع خبرو
يا حليلُمْ طشوا ما انخبروا

قلبي معك يا أحمد .. أعرف أنه كان لك أخاً وأباً وصديقاً وجليساً وأنيساً، وكان عندك سيِّداً وملِكْ (فقد كنتَ تعده – كما هو بحق – سيِّد الغناء وملك الحقيبة) ..
كأني بك في السودان تزوره ويزورك .. تستزيده من درر الحقيبة .. تأنس بوجوده وتستوحش من غيابه .. فكيف بالغياب الذي لا لقاء بعده؟ .. إنه فقدٌ جليل وحزنٌ يطول ودمعٌ يسيل .. لكنّ العزاء أنك ستراه باقياً معك في ذكريات الإخاء الصادق والوداد الصافي .. وستراه باقياً في ذاكرة الوطن بما ترك من عطاءٍ ثر يشنف الأسماع ويشبع الأرواح.

أسأل الله الكريم أن يشمله بالرحمة والمغفرة والرضوان ويلهمكم وكلّ محبيه الصبر والسلوان.

عمر الدقير
أبوظبي
16 فبراير 2007

Post: #3
Title: Re: عمر الدقير بعزي ...الدكتور أحمد القرشي في فقيد الفن والحقيبة..بادي محمد الطيب
Author: saif khalil
Date: 02-27-2007, 04:12 PM
Parent: #2

*****************************

Post: #4
Title: Re: عمر الدقير بعزي ...الدكتور أحمد القرشي في فقيد الفن والحقيبة..بادي محمد الطيب
Author: Ahmed al Qurashi
Date: 02-27-2007, 07:11 PM
Parent: #3

الأخ العزيز / سيف الدولة احمد خليل

لم أصادف هذا البوست إلا اليوم ولقد سبق و نشرت رسالة الأخ المهندس عمر الدقير في بوستات عن الراحل وحسنا فعلت اخى سيف الدولة لأنك أفردت لهذه الرسالة بوست منفصل وذلك لمحتواها ومضمونها وتأثيرها ...حيث أن الأخ عمر ربط رحيل المبدع بادي بأحزان الوطن وآلامه التي تراكمت منذ فترة طويلة لان بادي حمل الوطن في حدقات عيونه وتغنى له ولم يغنى لنظام أو فرد تسلط على الشعب ...فأنت اخى سيف وعمر وشخصي والكثيرون أجبرنا على ترك هذا الوطن والابتعاد عنه وعن كل شئ أحببناه فيه ...وكان السبب هؤلاء الذين هم على دست السلطة ولقد لخص المناضل عمر الدقير هذه الظلم الذي تعرضنا له في عزاء والده الحاج يوسف الدقير له الرحمة والمغفرة عندما تحدث وبكل شجاعة في ذلك اليوم وأمام كل قادة النظام منتقدا إياهم على تشريد الشرفاء واعتقالهم والتنديد بهم وهاهو ينصف الرائع بادي ويضعه في هامة الوطن ... عمر يوسف الدقير هو رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم (1984 __1985 ) المسمى باتحاد الانتفاضة ..كان له دورا كبيرا في تجميع الصف الوطني في ذلك الوقت والمساهمة الفاعلة والمقدرة في انتفاضة ابريل هذا الرجل آمن بالحرية والديمقراطية وناضل من اجلها فكان نصيبه الاعتقال والتشريد والفصل من الخدمة وفى الوقت الذي تساقط فيه الكثيرون وهرولوا نحو النظام ما زال عمر قابضا على جمر القضية كما عهدناه دائما... لذلك كتابه لم يكن عزاءا فقط في فقيد الأمة بادي ولكن كانت رسالة وقضية ...شكرا لك استاذى عمر الدقير فلقد خففت عنى كل المتراكم من الأحزان....وشكرا لك عزيزي سيف الدولة.