وكان نيازي مرحوم زبونا من الخرطوم في تاكسي هباني الامريكي!!

قبل اكثر من ساعة اي ما يعادل الواحدة صباحا تقريبا بتوقيت اميريكا تلقيت مكالمة من صديقي (نيازي مرحوم) وانا مغادرا الكمبيوتر الي التاكسي وطلبت منه ان يبقي زبوني ايضا في هذا المشوار والذي كان مشوارا قريبا من مكان اقامتي وهو( بار) حيث تلقيت العرض لاقل زبوني وزوجته الاثنين وهمامخموران الي منزلهما القريب من ( الانداية) حيث طلب لهما البوليس هذا المشوار...بمساعدة ادارة البار وهي ملزمة قانونيا ان لاتسمح
لزبائنها في حالة السكر الشديد بمغادرة( الانداية) الا من خلال سيارة اجرة يدفع احيانا اهل( الانداية) الاجرة لزبونها( الشالع شلعا)ويحرم عليه القانون قيادة سيارته والتي ستكون ضيفا علي موقف (الانداية) الي اليوم التالي والا سيكون جزاؤه السجن اذا قاد السيارة وارتكب حادثا او سحب الرخصة منه وتعطيله لمدة عامين يمنع عليه قيادة اي سيارة في عموم الولايات المتحدة لمجرد انه قاد السيارة في هذه الحالة من( الشلعي)!!
وقد كان زبوني من الخرطوم( نيازي) معي طيلة الرحلة علي الهاتف وانا احكي له بعد ان استاذنت من زبوني الكلام معه..ظللت احكي له اهتمام الدولة هنا بانسانها (واعيا وسكرانا) وكيف ان الفرق بين النظامين هناك وهنا وان الغرب قد تفوق علينا ب( الصدقية) و(السيستم) هنا قائم علي الصدقية..حيث لا يمكن ان تقوم حضارة علي الكذب والخداع والافك وغياب المثل العليا والاخلاق..فالدولة هناتهتم بمواطنها جدا وكنت احكي لصديقي نيازي كيف ان الطريق الان امامي منظمة وانا اقود السيارة ليلا والفواصل الفسفورية العاكسة في الطريق تحدد لكل سائق خطه بشكل ضوئي واضح..واذا غفلت او سهوت هنالك فواصل معدنية خشنة ايضا تحددلكل سائق خطه في الطريق فبمجرد انحراف عجلة القيادة عن الخط المرسوم لك هنا يصطدم (اللستك) بالفواصل المعدنية الخشنة وعندها يصدر (اللستك) صوتا خشنا ينبهك وانت تحسه باذنيك وبعجلة القيادة..(فوالله لو عثرت بقرة بارض الشام لسئلت عنها وانالم اصلح لها الطريق)!!
وبينماالناس في شارع مدني وبورتسودان وكوستي تموت ميتة الضان في بلاد صنعتها الرسمية هي الكذب باسم الله وقتل الانسان يوميا وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة!!
وعند انعدام الصدقية والاخلاق تهمل الطرق وتصير بلا صيانة و تموت الناس بالحوادث وينعدم الدواء في المستشفيات ويباع الدواء الفاسد وتموت الناس بالالاف...ويتحدث الناس عن الجنة الموعودة ويذهب الالاف يموتوت كما الضان في الجنوب وبينما يبقي اللصوص والحذاق الاتقياء في الخرطوم باسم الله ينهبون الدولار والدينار وينكحون ما طاب لهم مثني وثلاثا!! وعندما تغيب الصدقيةفي بلادنا الرسالية تقع العمارات علي روؤس ساكنيها ويموت الناس وتهدر الاف الدولارارت في جيوب السراق..ويكافا اللصوص بترقيتهم الي وزراء دفاع..وهم يؤتمنون علي امننا وسيادتنا وحدود وطن هو مليون ميل مربع بينما يعجزون في توفير الامن والحماية لعمارة( لهطوا مالها) في كروشهم..... واستراحوا محاربين من شده النهب المصلح!!
وعند غياب الصدقية في بلادنا الرسالية عندما يتنطع احدهم بالتطهرية ويزعم الصدقية والطهرية ويعلن رفضه لاهله ومفاسدهم وفي اول لحظة( زرزرة) عن مفاسده السابقة لا يستحي هذا التطهري امام الملا ليقول لمزرزريه خلوها مستورة)!!
ووصل بنا التاكسي الي بيت زبوني الشالعين....وبكل اريحية دفعا حسابهما زائدا(التب)
وهما يودعاني بكل طيب خاطر لهذا السائق الشقي الذي اوصلهما الي بيتهما سالمين وهواخذا اجرا دنيوياوايضااجرا اخرويا عظيما اي انه حمل مخمورين الي بيتهماقبل ان تستبد براسيهما الخمر وتصل الي مرتبة ام الكبائر!!؟
واما زبوني( نيازي) لم يدفع حتي اللحظة ثمن الاجرة ولكنا نقدر ظروف اخوتنا في الوطن الحبيب و(خليها علي الله) يانيازي!!

شكرا نيازي علي المكالمة

هباني التكاسي ظاااطو

دالاس الخرطوم نفــــــــــر...................

حبينا هشام الله يخليك ويديك الصحة والعافية والي حين عودتي اليك ياصديقي

كيفنك يا نيازي المرة الجاية بتدفع بالدولار...لكن بيني وبينك حظك البارح معاي كارب اخوك قبض (التب) قوية واتغاتت عليك وما كلمتك كانت كم وكنت شاعر انك متكي اضنيك من السودان لحدي امريكا بس دش ديجيتال وعاوز تعرف ود هباني قبض كم من المعلوم... وانت عارف( الشلعاب) ديل هنا بقشيشهم قوي!!!

............

..............

سودان ما عندو وجيع.

بيموت قدامنا و نحن كلنا بنتفرج و نتكلم. و بس.

و اللي بيبدا مشوار نضال

للأسف بيتخلى عنه مع أول سراب خادع.