السودان وطن لا يسع الجميع ...... تعالوا نتقاتل ونقسمه

بعد عام ونصف قضيتها أتصفح سودانيز أونلاين وأقرا للجميع بدون فرز وصلت إلى حقيقة أن هذا السودان منكوب بأبنائه وأن ما نحن فيه اليوم حصاد أعمالنا وقراءتنا لواقع سياسي نشارك في تأجيجه وتعميقه بإنقسامات وتكتلات واضحة للعيان فناس الشمال والوسط براهم في محور ناس الجنوب في محور ودارفور في محور والشرق محور أعراب وأفارقة مصطفين وفي استعداد للحرب وحدويين وإنفصاليين كل محور يهاجم باقي المحاور ويساهمون في تحقيق أهداف الإنقاذ التي تعمل منذ أن جاءت تحت شعار فرق تسد وهي إلى الآن ناجحة في مسعاها بالدرجة الكاملة في دارفور تركوا قضية دارفور وأطفال دارفور الذين كتب عليهم أن يعيشوا في المعسكرات لأن بعض المدافعين عن القضية قد إنتحوا بها إلى منحى آخر وجعلوا يهاجمون الشمال والوسط وتحميله المسئولية كاملة لما يحدث في دارفور ومجموعة الشمال والوسط أمام هذه الهجمات تخندقوا ليدافعوا عن أنفسهم ووجودهم في المليون ميل مربع ونسوا أو تناسوا مشاكل التنمية والتعمير التي تنتظرهم أن ينتزعوها إنتزاعا من حكومة ليس من خططها التنمية إطلاقا.
المشكلة التاريخية في جنوب السودان وعقدة الشمال التاريخية .
من يقرأ سودانيز أونلاين يصل إلى قناعة تامة أن هذا السودان وطن لا يسع الجميع وأنه ليس من المحتمل أن يكون وطن يسع الجميع في يوم من الأيام . كل الكتاب يحللون المشكلة كل حسب وجهة نظره ويهاجم الطرف الذي يعتبره مسئول عن المشكلة والنتيجة أن هذا الوطن سيتفرق إلى دويلات متحاربة لا محالة وستكون هناك خمسة دويلات تتربص بعضها البعض وستكون بؤرة للصراعات الدامية .
هل هذا ما تريدونه وهل وصلتم إلى قناعة أن هذا الوطن يجب أن يمزق بهذه الطريقة إذن عليكم من هذه اللحظة ترك النقاشات والحوارات والبدء في الاستعداد للدواس والقتال حتى يظفر كل طرف برقعة من السودان يبني عليها دولته
أو عليكم جميعا ترك هذه المهاترات والتفكير الجاد نحو حل يجنب السودان التفكك الذي ينطلق نحوه بالسرعة القصوى " سرعة كلو " وجلوس جميع الأطراف والنقاش والنقاش البعيد عن المهاترات واحترام الرأي الآخر والاستناد إلى الوقائع والحجج حتى تصلوا إلى حل وأكيد أنكم ستصلون إلى الحل.
صدقوني لو تعلمون أن الشعب السوداني بجميع طوائفه وأعراقه ودياناته يقتطعون من قوت يومه لتوفير ساعة على الإنترنت ليتابعوا سودانيز أونلاين ولكنكم تصيبونهم بالإحباط والإكتئاب من معتركاتكم التي في غير معترك والتي لن تقود إلى تخليصهم مما هم فيه .
أنتم نخبة مثقفة من أبناء هذا الوطن وأنتم من يعول عليكم النهوض بهذا الوطن فلا تكونوا معاول هدم وتفرقة فكل العالم الآن يتجه صوب الوحدة فهل ترضون أن تكونوا الوحيدون الذين يسوقون بلادهم صوب التقسيم وأنتم لا تدرون؟