محجوب شريف حملنا علي غيمة من رزاز ماء النيل...والبس الدوحة رهط...!!!

ليلة امس وعلي غيمة من رزاز النيل جلسنا بصحبة الشاعر الوطن الزول المدهش الملي بقيم البساطة
والنضال...كان معلمنا هو شاعر الشعب وصوت وجدانه المحب للبساطة والفقراء والجوعي ..لم يكن هو فقط ذلك الرجل الذي يلبس الجلابية والعمة فقط...بل كان هو محجوب شريف..وكفي..
الوان طيف متموج من سودانيي الدوحة ضجت بهم قاعة مركز اصدقاء البيئة واستغاثت حتي الثمالة
وعلي هذه الغيمة جلسنا كمجالس الوطن التي تضم الجميع الصغار والكبار والنساء والرجال
وكان بيننا الوطن ومحجوب شريف.....

اولي المشاهدات علي حضور محجوب شريف الطاغي الي ذلك المكان..هو الاشعاع الطاغي من ابتسامة
مليئة بالطيبة والاصالة والبساطة وتكاد تري ما بين ثناياها كل البسطاء في ذلك المليون ميل
مربع ولما لا هو الذي حلم يوماتي في حروفه البسيطة باحلامهم وعذاباتهم وتحس وانت تعانق هذا
الخرافي البسيط بانك تعانق وجدان بقامة الملايين من اهل بلاد السودان.وانت قد عشت معه الف عام وعام..
كان مداعبا للاطفال وكانو يحبونه كاب كجد كصديق..
اشرابت الاعناق الي مدخل تلكم القاعة البسيطة بساطة ضيفنا القادم برفقة زوجته التي تضي ايضا
بابتسام يعمق عظمتها وعظمة شاعرنا الكبير..

عادل التجاني ذلك الفنان المدهش اضاف للجلسة بعدا موغلا في الوفاء لكل البسطاء ولكن كان
اشهرهم هو (الخزين) ذلك النبيل الشهير الذي جاب شوارع عاصمة الوطن ومحافلها وملاعبها (رحمه الله).
فلفقد جلب الينا ذلك (الميكرفون) الخزيني الشهير سيرته العطرة مما اعطي استاذنا المرح الوفي
محجوب شريف ابتدار حديثه الينا محيا الخزين ذلك الرجل الطيب القلب الملي بالمرح والجمال
لنجلس وفي صمت تاريخي ومعلم الشعب وشاعره يمارس فينا دهشة التجوال البسيط ولغة من الانس
تذهب بعيدا في صفاء النفس ونقاء معدنها وقوة المبادي التي الهمته صهيلا عاليا ومدهشا وصعب
المراس عن احلام الزول ونبض الجوعي علي اطراف مدنه وبواديه....

الوفاء للرجال والاصدقاء دوما هو ديدن العظماء فقد ترحم الاستاذ محجوب علي روح المناضل الراحل
جعفر عباس الذي كان صديقا وفيا لمحجوب شريف وسودانيا خالصا كثير التواجد في مثل هذه المحافل
لتقراء القاعة الفاتحة علي روحه بطلب من محجوب شريف الذي بداء عليه تاثر عميق وكان يتامل بعيدا
وكانه يقراء في ذهنه الملي بالجمال سيرة ذلك الصديق الجميل وذكرياتهم المشتركة...

محجوب شريف في جلسته الرائعة يوم امس طل كوناس عظيم ومرح بدرجة لا تقاوم في قفشاته
الجاية من جووه قلب ملان محنة وبساطة..فقد قيل لي ان اولي قفشاته بدات في مطار الدوحة فقد
كان من ضمن مستقبليه الفنان صاحب الضخامة التاريخية محمد السني دفع الله فحضنه الاستاذ
محجوب وداعبه يا (السني جيتني انت والشيعي)..
حدثنا عن في اولي دروسه عن الصمود وعدم خيانة العهود وغدر الرجال وقالها بكل قوة وكانها صيحة
وجدان شعب باكمله بكلمات قوية ونبرة مليئة بالصمود والثورية فضجت تلكم القاعة بتصفيق لم تشهده من
قبل ولن تشهده ايضا..فلقد كان محجوب شريف قويا جادا صامدا وكان في اعلي حالات المبدعين
انفعالا مع اقوالهم...

تحدث الاستاذ محجوب شريف عميقا يوم امس وبطريقة مميزه عن مشروعه الخير (صحبة راكب) الموجه
تماما الي الفقراء وبالتحديد الي الصم والبكم في تجربة فريدة تنم عن وعي بالقضايا الانسانية
بطاقة حماس تفوق ميكنة اكبر وزارت الرعاية الاجتماعية في دول العالم المختلف وكان الحديث عن
(الهكر) وهكر لندن بالتحديد الذي اضحك الناس في امره حينما قال(هو هكر لندن هكر نصاح) موكد
علي نجاح هذه التجربة المتمثلة في استصحاب المسافر علي مدار السنة الي الوطن (اشرطة كاسيت
بالاضافة الي هيدفونات صغيرة الحجم واشياء عديدة اخري ممكن ان توزع الي المستحقين بدون اي
جهد ولا تكلفة تذكر ..وتحدث عن ريادة هذا المشروع وضرورة الاهتمام المركز علي الفتاة المنتجة
وايجاد ادوات انتاج كمراكز الاتصالات تعينها لمواجهة صعوبات الحياة....
ايضا تحدث الاستاذ عن موقع الكتروني يعني في انتاجه بمناقشة هذه القضايا وايضا لمح الي امكانية
ايجاد مقر الي ذلك في احدي اطراف مدينة ام درمان حتي يكون مركز ثابتا لمثل هذه الانشطة
الخيرية الموجهة تماما بكل شفافية الي المستحق الحقيقي..

من اكثر اللحظات تاثيرا وشاعرية هي الكلمات الوفية التي قالها الاستاذ مجحوب شريف في
حق رفيقة عمره التي جلست بجانبه وهي تتوشح بحب كبير ودراية عميقة لرفيقها محجوب شريف
الذي طلب من الحضور التصفيق لها وحتما كان يطل من عينيها شعاع صمود وطيبة سودانية مدهشة
وتواضع بلاحدود...
ليتقتحم الذكريات القديمة تلكم الجلسة بحضور الاستاذ صديق محيسي الذي شهد بدايات
محجوب شريف عندما اتي اليهم في احدي بيوت حي بانت في ذلك الزمان في ستينات القرن الماضي
شاب (وسيم المحيا) هكذ قالها صديق محسي يحمل في جيبه شعرا بالعربية الفصحي جزلة هي موسسيقاه
ليكتشف محيسي ..ان هذا الفتي اضحي لاحقا يحمل قنبلة مشتعلة من الابداع والشعر الشاهق الملي بقيم
عالي التحليق في الذات السودانية...ونعود..

وبالمرح العالي تسربل استاذنا محجوب وداعب اميته الالكترونية متحدثا عن البوست
كساحة يمكن ايصال الكثر من خلالها ومناقشة القضايا الجوهرية الجادة...وتحدث ايضا عن المنابر
الالكترونية ودورها في تجميع العقل السوداني في الشتات وامكانية الاستفادة منها في دعم الكثير
من المشاريع الانسانية ..وكان التفصيل المدهش عن مشروع(رد الدين) وصحبة الراكب وساعدته
بفهم عميق وبجزئيات المشروع وتفاصيله حرمه المصون..