الحزن الغير نبيل فى عهد الأنقاذ

ثم جلس (يمعط) لحيته الكثة ويعيب على الناس البكاء على الفقيد (ويبخس) الحياة الدنيا ويقول فى التعبير عن (الم الفراق) ما قيل فى الذنوب الكبرى!!!
وهكذا كانت تلك(الملفوفه) فى (الدمقس) ولا تظهر الا عينيها (المفترستين) للقيل والقال وارهاب (الحزانى) والثكلى بسوء (المنقلب) فتنوء التنساء ويخرج ذلك الأنين مكتوما نازفا وقاتلا,,,(قعر المشاعر) ياللهول!!!!
اصبح الموت فى عهد الأنقاذ (سلعة) سريعة الدوران وليس له وقع تلك الأيام حيث ان الموت (نادر) وتقوم الدنيا وتقعد لفقد (الأنسان),,ويشارك الجميع اهل الفقيدويتوزع (العبىء ) الشعورى والوجدانى فيصبح الفقد والمناسبه (لحم) التالف والموده تلك التى نسجت زكرياتنا فاصبحنا فى السودان اخوانا,,,,

كنا نسمع عن القتل فى الحكاوى ونشاهده (فنتازيا)ونشير يالأصبح (نحاكى) المسدس !!!وباللسان (شخ) نقلد صوت السكين والسيف!!!
كنا نسمع عن امراض العصر(سمع) والموت(قدر) بغض النظر عن الأسباب!!!!وعندما (يموت) شاب او شابه فى عنفوان الشباب يتضاعف الأسى وتصبح علامة فى (خارطة) الزاكرة!!!!هم الأن (وقود) الموت.
جاءت (مايو) المقبوره وسال الدم عيانا بيانا حتى فى الشوارع !!!
جاءت (الآنقاذ) النتنه فاصبحت الات القتل والموتى مثل لعب الأطفال واصبحت (سير) الموت والقتل واساليب القهر (فنتازيا)
لا احد يريد الحياة اذا...!!!
لقد افرغوا (الحياة) من محتواها!!
لم يعد بالأمكان (الحزن النبيل)

علماء النفس (ينصحون) الحزانى بالتنفيس و(يحزرون) من (الكبت) ,,,الا علماء جامعة امدرمان ألآسلاميه (المظله العلمية ) للآنقاذ!!!
هذه التحولات السلوكية العظيمة فى مزاج الشارع السودانى نتاج القهر وقمع (الحزن) اكثر من (حبس) الفرح!!!!
ألكيزان اكثر قدره على (تحزين) الناس و(تبخيس) الفرح!!!!!لذلك تحولت مناسباتنا الاجتماعية الى (مفارقات) ,,وجلسات سخرية!!!وطعام وشراب والتباهى فى (المآتم)!!!
الآنسان السودانى يعيش حالة القرف وال( لامبالاه ) فى احسن صورها!!!

صناعة الحزن (ابداع) انقاذى فريد يتم توزيعه بمهاره فائقة داخل جميع (البيوتات) وحتى (المهاجر) البعيده,,وفى كل يوم ابدع جديد وبدل (الصرامه)التى ميزت شعبنا الكريم (كست) الوجوه ملامح (الحزن العميق),,,
انظر الى المبانى التى تم (دكها) وهى مهاجع الأيام (الزاهيه)!!!
انظر الى (الأماكن) التى تم بيعها وكانت للناس (سلوى)!!!
انظر الى الفنون التى تم (غسلها) (فتأكسدت) القلوب!!!
والزمن الذى (عصر) الناس فلا تواصل ,,,
وتغيرت اريحية العلاقات الأنسانيه الى(بزنس) فلا وقت حتى للتواصل الجميل!!
حتى الصلاة والمناجاة تحولت الى (مشاريع) الصلاه من اجل كذا!!
ما اسوء (العبث) بمشاعر ألأنسان الطيب !!!

كان الحزن فى توهجه ابداعا شعريا وقطعه نادره من (التشكيل) وعبقريه (موسيقا)!!!
الحزن كان اجترارا بليغا لتجارب (خاصه وعامه) واثراء للوجدان القومى!!!
الحزن اصبح قاتما يولد الأحزان
تخيلوا قائمة الأنتحارات!!!!!والجريمه
تخيلوا قائمة (الهروب)!!!
وقائمة الأغتراب (الداخلى)
بفعل (دايلمة) الحزن اصابنا (الأكتئاب) وال(هجاس)السوداوى
واصبح تفكيرنا كله سلبيا
وماعاد بامكاننا ان ننسى
لم نصبح (انسانا)بمعنى النسيان