الحجـاج والجــارية

الحجـاج والجــارية


02-12-2007, 12:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1171278808&rn=0


Post: #1
Title: الحجـاج والجــارية
Author: Gaafar Ismail
Date: 02-12-2007, 12:13 PM


جاء في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف تأليف شهاب الدين بن محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي ، في باب ذكر الشجعان وذكر الجبناء ، أنه كان لفتى من قريش جارية مليحة الوجه حسنة الأدب، فأصابته ضائقة وفاقة ، فاحتاج إلى ثمنها، فحملها إلى العراق، وكان ذلك في زمن الحجاج بن يوسف، فابتاعها منه الحجاج فوقعت منه بمنزلة، فقدم عليه فتى من ثقيف من أقاربه، فأنزله قريبا منه، وأحسن إليه، فدخل على الحجاج، والجارية تكبسه، وكان الفتى جميلا، فجعلت الجارية تسارقه النظر، ففطن الحجاج لها، فوهبها له، فأخذها وأنصرف، فباتت معه ليلتها وهربت في جنح الليل فأصبح لا يدري أين هي، وبلغ الحجاج ذلك، فأمر مناديا أن ينادي برئت الذمة ممن رأى وصيفة من صفتها كذا وكذا، أو لم يحضرها، فلم يلبث أن أُتي له بها، فقال لها الحجاج: يا عدوة الله كنتِ عندي من أحب الناس إلىّ، فأخترت أبن عمي شابا حسن الوجه، ورأيتكِ تسارقينه النظر، فعلمتُ أنكِ شغفتِ به، فوهبتك له، فهربتِ من ليلتك. فقالت يا سيدي: أسمع قصتي، ثم أصنع بي ما شئت. قال: هاتي ولا تخفي شيئا. قالت: كنت للفتى القرشي، فاحتاج إلى ثمني، فحملني إلى الكوفة، فلما قربنا منها دنا مني فوقع عليّ، فسمع زئير الأسد، فوثب واخترط سيفه وحمل عليه، وضربه، فقتله، وأتى برأسه، ثم أقبل عليّ وما برد ما عنده، ثم قضى حاجته، وإن إبن عمك هذا الذي اخترته لي لما أظلم الليل قام إلىّ فلما علا بطني وقعت فأرة من السقف، فضرط، ثم غشي عليه، فمكثت زمانا طويلا وأنا أرش عليه الماء، وهو لا يفيق، فخفت أن يموت، فتتهمني به، فهربت فزعا منك. فما ملك الحجاج نفسه من شدة الضحك، وقال: ويحك أكتمي هذا ولا تعلمي به أحدا. قالت: على أن لا تردني إليه. قال: لكِ ذلك.