تضاريس المطر ..رواية للدكتور المعز .. مقاطع قصيرة !!

اهداني الزميل الدكتور المعز العجيمي روايته(تضاريس المطر)، طبعتها الشركة العالمية للطباعة والنشر - الخرطوم 2003 ، وهي جديرة بالقراءة وان تجد مكانا متقدما في سلم الرواية العربية ، وان تدخل العقول دون استئذان ، وتحجز مكانا بارزا في ارفف اكبر المكتبات ، رواية تقع في 240 صفحة ، الحجم المتوسط ، مترعة التفاصيل ، واللغة فيها حية ، في المعنى والمبنى ، المؤلف يغوص في الوصف التفصبلي لوقائع وشخوص روايته كانه واحدا منهم ، يكتب كما يرسم !

هنا محاولة لتقديم مقتطفات عن هذه الرواية التي ختمها بالعبارة التالية :
(حينئذ رد الشرطي من مكانه وقال بهدوء:-واحد شاف زوجة ابيه في الوضع دا ... بالله عليك كنت عايز منه يعمل شنو)

إذن عقدة الرواية هي (الخيانة) وغسل العار بالقتل !

اللغة عن المعز كائن حي ، تتوالد منها المعاني ، والاشخاص اناس يمشون بين سطورها ، والاماكن لها عبقها واسرارها ، يصفها بشكل دقيق كانك تعيش فيها واليكم بعض المقاطع :

(1)

في التو تقدم نحوهم ابو القاسم واكتفى بإشارة من يده، وقال للرجال بصوت اقرب للهمس : -
- العربي قصاص الاثر

وحينما تطلع اليه الثلاثة، مرر العربي بايعاز متناغم انامل كفه على اطراف الشارب الكث ، ثم ضم العصا، وتطلع للسماء برهة كما لو كانت ستمطر على قسوته فيضا من نورها المبارك.

(2)

اسدل مساعد الحكيم الستارة الزرقاء الداكنة اللون ، ثم تطلع الى ابنته مرة اخرى ممدة على ظهر الطاولة بكثير من اللوعة ، ثم راح يتحسسها كما لو كان يتحسس فراشا مبتلا . وضع قطعة قطن على فوهة قنينة تحتوي على سائل نافذ الريحة ، ثم مرر قطعة القطن على انف الفتاة . وما ان استعادت رشدها حتى طلب اليها باشارة من يده ان تظل كما هي ، ثم مرر السماعة الطبية على صدرها ، ثم قام بقياس ضغط الدم ، عندما اطمأن على صحتها ، راح يتطلع لابنته بكثير من الحنو كما لوكان بحارا يتطلع لسماء كابية عثر فيما وراءها على بر آمن للنجاة . حينئذ تحدث اليها وقد اصاب صوته حشرجة قائلا : -
-ما تقلقي الحكاية في غاية البساطة
وعندما هدأت سريرته ، تابع وفي نبرته نغمة لوم :-
حذرتك اكثر من مرة ما تحومي في شمس النهار .
وبرغم ان الرجل طمأن الموجودين والفتاة بجانبه تقف عند الباب ، إلا ان النسوة اللائي عمدن انفسهن متطلعات بكشف الثنايا والمجن ، تهامسن فيما بينهن على ظهور الحمير وهن منصرفات من الشفخانة ، بان الفتاة ستعاودها اللعنات على فترات متعاقبة وانها ستحصد غرس محنتها الوشيكة .

(3)

استلقى النذير بظهره على الماء، ثم اخذ من مكانه يتأمل الظلال الواقعة على البيوت والكتل الصخرية ، ويتعقب اصوات طلمبات الماء بايقاعها الرتيب ،واحاديث المزارعين على الضفاف المقبلة حتى انحسرت الشمس .

الاخ ..العزيز
..فيصل ..
لك كل الود والتقدير .
. لتناولك لأجزاء من ((رواية تضاريس المطر ))..
وعرضك لبعض الفقرات منها..
لك الشكر مرة اخرى على هذا البذل المقدر

الزميل : الدكتور : المعز تحياتي :

روايتك تستحق الكثير .

عزيزي فيصل...

أعمق المحبة لك، ولعزيزي الفنان، الراوي معز..

رواية مدهشة، مليئة بوصف حميم، وتوغل في خلجات النفس، وكأن معز، ألقي بتجربته الفنية، والفكرية، بين طوايا الصفحات، وكأناه لوحة مكتوبة، يتداخل القلم والريشة معا، وفي سطر واحد، بل حرف واحد، كي تصاب بالضلال المبارك...

اسعدتني، وأنا بين حناياها، بين عوالمها الحية، المؤثرة..

الزميل عبد الغني : تحياتي

انت والمعز ، محترفان اما انا فهاو ، وشتان بين من يجيد صنعته ، وبين من يحاول ان يتحسس موضع قلمه ، ويجاري من سبقه في مضمار الادب ، ومن يراعي اصول الكتابة ، هنا يلتقي الابداع وتكون جينته مشتركة ، لكن الاسلوب قد يكون مختلفا !
عبد الغني ، والمعز : مشروعان مربحان ادبيا ، ولكن لايجدان من يستثمر موهبتهما وهما يكدحان من اجل حرف او رواية تمشي بين الناس ، وبنات افكارهما لاتزال في انتظار من يخطب ودهما من مطابعنا ، وهما يلعقان الصبر ، ويكابدان هموم الحياة وقسوتها ويعزفان كالناي الذي تخرج منه اعذب الالحان، عبد الغني تسلل ذات يوم في اسواق الدوحة ، ووقتها صحت وجدتها ،ففي حقيبته مشروع لم يكتمل ، هو ضرب من الابداع وكتابة تحتاج لكثير من الصبر والعنت ، ولكن ماقرأته يمثل بداية ولا زالت النهاية عنده ، حبذا لو اخرجها ولانه كالغيمة اينما حلت تمطر ابداعا !

عبد الغني :
تضاريس المطر تحتاج ، لقراءة وتفاعل وهضم لتفاصيلها ، وهنا احاول ان امهد الطريق وان امنح القوس اليك ، وانت بارئه، واذا قراتها قطعا سيكون تناولك مختلفا ومفيدا .

تحياتي
عبد الغني والمعز
نواصل

سلامات
وعوافي
فيصل الجميل وصحبه الكرام
"لها رائحة اليفة .. اظنها تشبه ريحة الدعاش" ..
تضاريس المطر ..

Quote: - العربي قصاص الاثر وحينما تطلع اليه الثلاثة، مرر العربي بايعاز متناغم انامل كفه على اطراف الشارب الكث ، ثم ضم العصا، وتطلع للسماء برهة كما لو كانت ستمطر على قسوته فيضا من نورها المبارك.

شكر يا معز علي هذا البريق الاستثنائي ..

ودرملية : تحياتي :

Quote: لها رائحة اليفة .. اظنها تشبه ريحة الدعاش" ..

وهل هناك كلام بعد عبارتك .. شكرا على المرور

الاخ .. العزيز ..
ود رملية ..
لك كل الود والتقدير
وشكرا على كلماتك