آمال عباس وألأنين الدائـم

صدي
أطفال الأنين الثابت؟!!


* البعض منشغل بما يدور في الساحة السياسية من تراشقات واتهامات وانقسامات.. وانقسامات الانقسامات.. لكن الاغلبية الساحقة تتحسر وباستمرار على ايام مضت.. كثيراً ما نسمع عبارة حليل زمن اللبن.. او حليل زمن اللحم ونكتفي بذلك.. هل فكر السياسيون في مستقبل السودان بعد عشرين عاماً مثلاً.. عندما يشب هذا الجيل المنهوك.. اطفال الماجي والبوش.
* أنا لا استطيع ان اتخيل.. لكن ادعو وبصدق شديد وقلق اشد.. إلى مواجهة الواقع بشجاعة.. مواجهته على حقيقته عارياً دون مواربة او الفاظ منمقة.. لا بد ان نعترف بالكارثة.
* الأنين الخافت هو الدليل الباقي على ان هناك انساناً تحت حزام الفقر يعيش في المجتمع السوداني.. أنين خافت لكنه مسموع.. وخافت لأنه مشلول ومكتوم من انعدام اللبن.. والسكر واللحم ومن ثم الذرة الفتريتة.
* انين بحجم ما تسمح به مكونات مكعبات الماجي او «موية الفول» في صحن «البوش» التي يقتاتها الرضيع والشيخ والشاب والرجل والمرأة على السواء.
* والأنين يأتي من قبل الخرطوم.. من الديوم والفتيحاب وامبدة، والثورات بحاراتها المائة والحلفاية والكدرو والحاج يوسف والدروشاب والجريف والكلاكلة والصالحة.. مثلما يأتي من جميع أقاليم السودان.. من جميع المدن والقرى في أقاصي الجنوب والشمال الشرق والغرب.. يصعد هذا الأنين في شكل نظرات وكلمات وتصرفات.
* قالت لي شابة ثائرة وغاضبة.. لماذا تلد النساء في السودان؟ ما دام الطفل لا يجد أي قدر من الاهتمام والرعاية؟ ولماذا تسكت أقلامكم أمام الذي يحدث للأطفال، والذي يحدث في المجتمع السوداني عموماً.. الأطفال الذين يولدون ويدفعون بهم إلى أتون الشقاء.. شقاء الجوع والمرض والحرمان.. أطفال تضن اثداء أمهاتهم باللبن لأنهن أمهات جائعات بدورهن.
* أما نحن الذين تقولون عنا.. الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل.. أين الحاضر هذا.. تكاليف التعليم الباهظة ام ابواب العمل الموصدة.. ام السوق الفك المفترس.. أرجو ان تقرعوا نواقيس الخطر فقد سقطنا في الهاوية.
* استمعت لهذه الشابة جيداً.. وقلت لنفسي.. انه انين موجع ودائم الذي ينبعث من كل ارجاء الوطن.. انين صادر من كل افراد الاسرة.. فالانين المتقطع يزول بزوال سببه، فانين الم الاسنان ينتهي بانتهاء الالم وانين الصداع ينتهي بانتهاء الصداع.. وهكذا كل انين ناتج عن علة عابرة يذهب بذهابها.
* ولكن طبيعة هذا الأنين ثابتة ودائمة.. فأسباب الفقر تمسك بتلابيب الغالبية الساحقة من المجتمع.. انتهى التوسط.. انتهت مقولة نتم عشانا نوم.. لان الغداء على العشاء انعدما تماماً.
* وأصبح المجتمع السوداني هو المستهلك الأول لما تنتجه مصانع أوروبا وآسيا من أنواع المرقات من فائض انتاجها. ومع ذلك نسمع أحاديث عن رعاية الأمومة والطفولة.. ومجلات العالم وعلماء العالم يتحدثون عن الأضرار الجانبية التي تصيب الأطفال إذا تعاطوا هذه الأغذية قبل بلوغهم الثالثة او الرابعة بعد أعمارهم.
* وناقوس الخطر الذي تريد منا الشابة أن نقرعه.. هو الصرخة في وجه هذا الواقع من أجل أن نستشعر مستقبل هذا الجيل.. جيل الماجي والبوش.. وقلة الحنان والهدوء الأسري الذي أصبح منعدماً تماماً.. مع سيطرة الفقر القسري على الأغلبية الساحقة.
هذا مع تحياتي وشكري.

ولكن عبد الرحيـم حمدي ذو الوجه( الـمشدود)أنكر هذه الـمعاناة جملة وتفصيلا قائلا ان الشعب الآن يـمتلك(الـموبايلات)وهذا معناه إنه قد تجاوز قفة الـملاح وذلك بفضل سياسة التحرير الاقتصادي...
(فقع مراره عديل كدا!!!!!)