حماتي ترزينا يا جنوبية .. أين أنت في زمن السلام

ما أجمل السلام ولو في الاحلام وفي زمان الحرب قد تكون هناك فرصة للتلاقي والتصافي ونسيان الجانب السلبي من الحرب والنظر للمستقبل بأي عين لا أدري فقد مرت هذه الخاطرة علي ذهني وأنا أتابع سجال السلام والحرب بين شريكي السلام وإرتفاع نبرة الإنفصال عند كل طرف وبأساليب مخلتفة وبنسبة مختلفة كذلك . وهنا وددت السؤال جهراً عن زوجة أخي بنت المندري ترزينا تلك الممرضة التي إعتصم بها أخي في دينة عندما ذهب لجنوب السودان مقاتلاً وباعدت بينة وبين أهله وزوجتة الأولي المسافة في زمان إستعار الحرب وكيلاً عن أطراف الصراع كافة فإهتدي عندما طال به العهد من زوجتة وأهلة بأن يتزوج ترزينا وبالفعل دخل بها عش الزوجية وبناه سوياً وأنجبت له نجوي ومجاهد وفي مرحلة من مراح الصراع وإشتداد أواره شد بها الرحال لكردفان لتسكن معنا في البيت فكانت مثال الزوجة الصالحة المطيعة في عرف أهل تلك الديار خاصةً عندما تخاطب أبي أو يطلب إليها أن تؤدي له خدمة معينة بحكم أنه والد زوجها حسب أعراف الأهل هناك . وتقادمت بها السنين في تلك الحالة وعاد أخي للجنوب ثانيةً لحرب الضياع ولكا طال به العهد من زوجاته جميعاً تأبطت ترزينا إبنيها نجوي ومجاهد وعادت لمريدي للعيش مع زوجها إلا أن نيران الحرب هذه المرة قد طالت ألسنتها مدينة مردي الجميلة وحدثت كارثة مريدي في العام 1992 ولم يستط الجيش الإيفاء بدورة لصالح جنودة المنتشرين هناك فغادروا تلك الديار داخلين لزايئر ورفضت ترزينا الإنسحاب حسب أوامر قيادة الجيش ودخل أخي ومعة آخرين من الجيش دولة زائير ومن ثم تم ترحيلهم للحبس في داخل السودان بمعسكر جبل أولياء لفترة ذادت عن الشهرين وتحروا معهم وجردوهم من رتبهم العسكرية مع العلم بالتقصير الواضح لقيادة الجيش في تلك المدة بالمعايير العسكرية . ولم تكن تلك لأخي بخسارة إلا عندما فقد فلذات أكبادة وزوجتة التي لم نعد نعرف عنها ولا نجوي ولا مجاهد أدني معلومة من بعد ذلك . فكم يا تري من أبناء هذا الوطن قد فقدوا العزيز لديهم شملاً وجنوباً من جراء الحرب .


بحيراوي