الادارة الناجحة

الإدارة النـاجحــة

((تستطيع أن تحلــم وأن تبتكـر…… وتستطيـع أن تخطط وتبـني. ولكن…. لن تستطيع تحــويل الحــلم إلى حقيـقـة بـــدون الموارد البشريـــة)).

الإدارة هي الأساس في أي مؤسسة فبدونها يكون العمل في المؤسسة تخبط وعشوائياً، وبها يسير العمل في الطريق الصحيح ، ولكن إذا اعوجت أعوج العمل معها وإن صلحت، صلحت المؤسسة، فهي بمنزلت العقل للإنسان والعقل إذا لم يتطور تجمد بل تحجــر. والإدارة لا تقتصر على شخص واحد بل على عدة أشخاص يقودهم شخصـاً واحد أو ما نسمية المدير. والإدارة تملك في يديها الموارد البشرية والمادية ولها الحق في تصريفها وترتيبها بطريقة معينة للقيام بأكبر إنتاجية وربحية.
وفي هـذا الموضوع احب أن أتنـاول مـواصفات المدير الذي نتوقع منه إنتاجية وربحية عالية. فالقيادة الناجحة هي التي تبنى على أسس متينة عمادها الثقة والإخلاص وحب العمل والتعاون، فالمدير هنا يسمى قائد لأنه يحفز الآخرين نحو أهدافا اتفق عليها الجميع، وكل شيء في هذه المؤسسة يناقش من المبادئ والأخلاقيات العامة حتى الأساليب التطبيقية، مروراً بالشؤون الإدارية و المالية، فكل موظف له الحق في إبداء رأيه وله الحق في أن يسمع، كل شيء يناقش في جو من الاحترام المتبادل والكل يضع عصارة فكره وإبداعه، وتتطور المؤسسة فتلغي الإجراءات العقيمة لتحل محلها أكثر بساطه وإنتاجية، وتلغى النظم المعقدة المركزية إلى نظم لا مركزية، يتحمل الموظفون المسؤولية كاملة ودور المـدير هنا أن يكون موجها ومدرباً ومعلماً وقدوة، فعله أكثر من كلامه، والمعلومات يتيحها للجميع إذ لا سرية كما في النظام المتسلط. و تحريك الأفراد في الاتجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد، فالقيادة الناجحـة منهج ومهارة وعمل يهدف إلى التأثيـر في الآخرين، والشخص القيادي هو الذي يحتل مرتبة متقدمة في المجموعة، ويتوقع من تأديـة عمله بأسلوب يتناسق مع تلك المرتبة. فالمدير لابد من أن يكون يتحلى بالصفات الديمقراطيــة يتفاعل مع العاملين ويغرز فيهم الثقة فإنها تجعل الموظفين يجتهدون ويحبون عملهم، وهذا من البد يهات، فلا أحد يحب أن يتهم أو يلمح له بأنه غير جدير بالثقة، للأسف فإن إدارتنا تعمل من منطلق القاعدة التي تقول: الموظف متهم حتى تثبت براءته، والموظف لا يحب العمل لذلك يجب أن نراقبه ونلوح العقوبات لكي ينتج ويعمل، فإذا سؤل أي مدير يتبع هذا الأسلوب، هل ستعمل في مثل هذه البيئية كموظف عادي؟.
وسأضرب مثال على واقعنا الإداري العربي، إذ لا يخلو وطننا العربي من النماذج الإيجابية، تم تعين رجلاً مـديراً عاماً لمؤسسة، وبعد عدة أيام من توليه منصبه قام بإلغاء دفتر الحضور والغياب أي تسجيل الموظفين عند الدخول والخروج وفي فهمه إنه يريد نتائج ولا يهمه متى يحضرون أو يذهبون المهم أن يكونوا منتجين ويحاسب الموظف على النتائج والإنتاج، لا على عدد الساعات التي حضرها وداوم فيها، وقد يكون دوام عشر ساعات ولم ينتج إلا ساعة واحدة فقط. ويجب شرح للموظف كيف يكون جهده مؤثراً بالإيجاب على الشركة.
ربما يتسأل بعض ذو العقلية التقليدية فيتساءلون منكرين ألا يخشى أن يقوم الموظفين باستغلال هذه الثقة الزائدة؟ فاقول إن من يخون هذه الثقة التي أعطيت له فلا يستحق إلا الفصل من العمل لأنه خان الأمانة، بل هذه الثقة هي التي تجعل الموظفين يجتهدون ويحبون عملهم، وهذا من البديهيات، فلا أحد يحب أن يتهم أو يلمح بأنه غير جدير بالثقة.
وهنالك الكثير من الأفكار التي تساعدك على زرع الثقة في شركتك أو مؤسستك، منها ما تفعله مؤسسة أمريكية، حيث تعطى للموظفين حرية استغلال 15% من وقت الدوام في تجربة أفكار جديدة ومشاريع إبداعية، وتعطيه ليقوم بهذه التجارب ثلاثة آلاف دولار! وإن فشلت التجربة فهم لا يحاسبونه بل يشجعونه على الاستمرار.
وهنالك مؤسسات تكافئ الموظفين إذا اكتشف قاعدة أو إجراءات عقيمة، وتكافئه إذا اكتشف خطئاً أو هفوة لأحد المدراء، وبعض المؤسسات تكافئ الموظفين على اقتراحاتهم، فمثلاً مؤسسة تويوتا اليابانيـة تتلقى من الموظفين ما مقداره مليون ونصف المليون اقتراح ينفذ معظمها في وقت اقتراحه.

ما أريد أن أقوله في ختام موضوعي أن أي مدير يريد إنتاجية وربحية عالية أولاً أن يهتم بموظفيه اهتماما حقيقياً ليستفيد ويفيد لا ليخدعهم ويجعلهم آلات للإنتاج فقط، فيوفر البيئة المناسبة ويغرز فيهم الثقة الكاملة للإبداع والابتكار وحرية تبادل الرأي وأهم من هذا التنفيذ الفوري للاقتراحات فليس هناك قاتل للاقتراح مثل التأخير، ويحاول بقدر الإمكان تعزيز الاتصالات المباشرة وإلغاء أشكال الاتصال الأخرى خصوصا لا الورقية منها إلا للضرورة القصوى، ويلغي أي ميزات يتميز بها المدراء عن الموظفين ويكون التميز فقط بمقدار الإنتاجية، ويوفر لهم التدريب المستمر والتثقيف الدائم ولا باس إن وفر لهم مكتبة متخصصة أو دورات في الإنترنت لأنه أصبح يوفر لنا معلومات في متناول اليد وان يجلب لهم مدربين ليتعلموا ويتدربوا على المهارات وإن لم تكن هذه الدورات تخص العمل، ألا يستحق الموظف أن تكرمه وتعطيه الفائدة؟ وليس هنالك تكريم وتقدير للموظفين إلا إذا قدرت جهوده وشكرته عليها بإخلاص ووفرت له ما يحتاجه من موارد وعلمته ما يحتاجه من مهارات.

العزيز الأمين
شكرا على الموضوع الرائع

منتظرين..

الاخ عبده الشكر لك على المرور ... وانشاءالله الكثير


تحياتي

امين

شكرا اخى الامين

لك كل التقدير

وكل التقدير الى شخصك الهمام اخي عاصم

تحياتي

امين

العزيز الامين جبارة الله

احيك علي هذه الكتابة المبدعة و اتمني ان تواصل فيها

تحياتي

اخي علاء الدين نصار لك ودي وخالص تحياتي
فانشاء الله نجد الوقت حتى يتسنى الينا بالمزيد من الكتابة في هذا المنبر.

تحياتي

امين

****