في مجاراة صديقنا الجميل عبد الغني كرم الله

في مجاراة صديقنا الجميل عبد الغني كرم الله


01-31-2007, 12:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1170241447&rn=0


Post: #1
Title: في مجاراة صديقنا الجميل عبد الغني كرم الله
Author: د.معز عجيمي
Date: 01-31-2007, 12:04 PM

عزيزي وصديقي الجميل عبد الغني ..
ما ساكتبه
((العودة من المدرسة))
يومها دلفنا من شارع الى .. زقاق حاني ..
فكل طريق كان يحمل في بطنه عالم
.. بحجم المغامرة والدهشة .. والتحدي ..
نزلنا ونحن ثلاثة .
. كان يتقدمنا عارف ..
اما الثالث .. فلقد ضاع من زاكراتي في قسوة الحياة .
. كنا في الصف الثالث ابتدائي .. نحمل عصي من قصب السكر . والمسكيت.. و الفول .
.تحدونا نشوة وحرية لاتقاس بدى روعتها .. لاننا كنا قد فرغنا من يومنا الدراسي ..
.. كان الزقاق الذي تقدمنا فيه صديقنا الشليق..
ضيق ..للحد ان البيوت وابوابها والكلاب في اختلاط والفة .
. لذا غالبا ما تكون خسارة ونكران في حق أي متطفل عابر..
وحينما انتصف الطريق .. اشرأبت عيوننا , وزادت خفقات ضربات قلوبنا..
لاننا مقبلين على مغامرة لا تقارن باي متعة..ولا بأي نشوة..
وذلك تحت شريطة ان يكون البيت الصغير منتصب العيان
مشيد.. بفضل مجهوداطفال الزقاق ..
كان بيتا صغير مشيدا من الاسمنت والطوب الصغير بحجم علبة الكبريت .. فالبناء مماثلا في هيكله .. لاي غرفة في اي بيت.. لكنه بالطبع كان صغير بحجم طفل ..ارتفاعه نصف متر وعرضه كذلك ..غرفة بشابيكها المشرعة .. وبابها المفتوح في المنصف ..
اضف الى ذلك حتى صبابات المطر.
.كانت معمدة من مواسير صغيرة الحجم ..
وحينما تاكدنا ان البناء قد اعيد من جديد برغم اننا كنا قد كسرناه وحطمناه على غفلة من اطفال الزقاق ..صباح الامس
تجدتت فينا .. وكبرت روح الشر والدمار .. حينما عياناه مكتملا في كامل عافية .. وقد تم تشييده من جديد .
.اليس هكذا نحن بنو البشر..
. ضحكنا ضحكة هيسترية .. وقبل ان نتجه الية ونحن مشحوذو الهمم.. كل منا يحمل حجر
.. حتى نحطم البناء ..
.لا لشيئ الا لرغبة الدمار والفرار .
.. ونحن في أوج الاقدام نحو البيت الصغير
...فجاءة .. خرج صبي عاري الا من السروال.. اصلع الرأس إلا من قمبور .
. وعلى عنقه يلتف اكثر من حجاب .. صرخ .. مناديا (( يا البعوي ... المعفنين البيكسروا البيت ..ياهم)) ..
وما اقسى واشد العصرة ما بين الزقاق والكلاب المنتشرة تحت العربات ..
ثلاث صبية ورابعهم كان كبيرا في السن ما يكفي .. حملوا علينا بالحجارة من شارع الى زقاق.... ومن فسحة المركز الصحي حتى ميدان الكورة .. كانت انفاسنا تشهق مرارة الشكوي من الطيران .. كان وابل الحجارة ينصرف من بين ايدينا ورؤسنا كالمطر ..
ما اقساها من مطاردة وما اقساه من درس مري
ر

Post: #2
Title: Re: في مجاراة صديقنا الجميل عبد الغني كرم الله
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 01-31-2007, 12:14 PM
Parent: #1

زرة في زقاق
ناس سعرانة وكلاب جعانة
الله لايرمينا رمية زي دي
لكن الشر ده جاكم من وين؟
جميل التحول من الروايات الى قصص الأطفال
يالمعز يافنان
مبروك اول بوست تقطعوا بي عرق الحهد والمثابرة
وأدهشنا بالسرد الظريف
ورينا شركم المدقشم وين وداكم ؟
مودتي وفي انتظار الجميل عبدالغني ود كرم الله .

Post: #3
Title: Re: في مجاراة صديقنا الجميل عبد الغني كرم الله
Author: عبدالغني كرم الله بشير
Date: 02-01-2007, 06:24 AM
Parent: #2



عزيزي د. العجيمي...

صباحكم مزهر، وباسم..

طبعا اخوك اصلو سرق الخيط من استاذي الجميل ود السني، هو الذي استدرج شقاوة الطفولة، وللحق أول مرة آرى السني (وجه لوجه)، مش وجه لشاشة، كانت في بروفة لألوان الطيف، واذكر حينها بأنه قال لهم اختاروا كيف يمشي الناس، ومثلوها، فاختارت الفتيات مشية العجوز، والأحدب، والاعرج، والطفل، واختار السني (مشية رجل في بص مزدحم وهو يود الخروج في المحطة)،
وحين سأل الفتيات (دي مشية منو)..

أجبن: وبصوت واحد (واحد داير ينزل من البص المزدحم)..

كم كانت معبرا، دون أن يوحي بأنه في بص، فأحسست بمسرحة الحياة الواقعية، وبطرب لذيذ، أحسست بثراء (الجسد)، في التعبير عن مكنونات وخلجات النفس وطبائعها ووقائع الحياة، حقا الحياة مسرح، وكأن الملائكة تنظر لنا كمسرح كبير، مسرح كروي (الكرة الارضية)، ونحن نمثل بالسيرة شي، وبالسرائر شي، ونحلم بشئ آخر..


بارك الله في السني، في خصب حياتنا، ونثر البسمة الجميلة، وحرك الكثير من الرواكد، يثيرني (ثراء الوجه الإنساني)، ملايين التعابير تسكنه، وعضلاته البسيطة تنحت أعظم الانفعالات، (بالامس كنت احدق في تعبير نساء ورجال وهم ينظرون لبرج التجاره وهو يهوي)، ثم إمرأة في بغداد تبكي جثه أمامها، الجسد الانساني غريب، يقال بأن أحد الرهبان كان يأمر تلاميذه بحمل مرآة، ورؤية الوجه بأوضاع كثيرة، الوجه كنز عظيم، علاقته بالقلب والعقل كبيرة، أكبر مما اتصور، (ألهذا يشبه النبي إبراهيم، وألهذا يتشابه مرضى المغولين)..


حبيبي واخي العيمي، كم اطربني انثيال ذكرياتكم،
معك، والزمن طويل..

وللسني، سلام سلام سلام... ولك، سلام سلام سلام