سوداني وخليك سوداني وكل سنة وأنت سوداني

سوداني وخليك سوداني وكل سنة وأنت سوداني
بمناسبة تزامن الأعياد هذا العامعيد الأضحى المبارك،عيد الميلاد المجيد,عيد الاستغلال المجيد، أعياد رأس السنة الميلادية،أعياد السلام ثم أعياد بداية العام الهجري الجديد) بهذه المناسبات كثفت(موبيتل و سوداتل وأخواتهن) دعاياتها التجارية عبر التلفاز وأكثر ما لفت نظري فيها هو هذه المعايدة ( كل سنة وأنت سوداني، وسوداني خليك سوداني).
في الحقيقة تأملت هذه العبارة ملياً وكنت أحسب أنه أمر مفروق منه أن تكون سوداني على مر السنين ولكن بالنظر لما هو حادث الآن يبدو أن هذا القول ليس صحيح على إطلاقه.
فواقع الحال يقول إن الكثيرين يبحثون عن جنسية بديلة بأي ثمن وأي كيفية حتى ولو في إسرائيل وقد حملت لنا الأخبار وجود أكثر من 250 سوداني في السجون الإسرائيلية بعدما تسللوا عبر الحدود طلباً للجوء، وليس أحداث ميدان التحرير ببعيدة عن الأذهان عندما أحتل عدد كبير من السودانيين والسودانيات هذا الميدان في قلب القاهرة احتجاجاً على تأخر إجراءات الهجرة،وكثير من السودانيين يتقدمون بطلبات الجنسية لمختلف الدول العربية، هذا فضلاً عن الدول الغربية المختلفة التي يتسابق شبابنا على سفاراتها زرافات ووحدانا طلباً لطلبات للهجرة واللوتري.
هذا السودان بمساحته التي تناهز المليون ميل مربع ضاقت برغم رحابتها، لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق،ويستحضرني في هذا المقام قول الشاعر الطيب برير (هي فكرة البيت الذي ستر الطلاء أنينه...واستوطنت في جوفه كل الشروخ...ينطلع الأضدادصوب مرامها.... يا بيضةً ضاقت بأحلام الفروخ).
والسؤال المركزي في هذا الإطار لماذا أصبحت هذه البلاد طاردة لهذه الدرجة؟ وهل الأسباب اقتصادية محضة؟.
واقع الحال يقول إن الأمن أصبح قضية مقلقة حتى داخل المثلث العاصمي كيف لا والجهات الرسمية تعترف بوجود مهددات خطيرة للأمن تتمثل في عشرات المليشيات داخل العاصمة وآلاف المدججين بالسلاح غير المنضبط يجاورنك في الحي وربما يجوبون في الشوارع، وفي اعتقادي إن هذا هو أهم عوامل الطرد المركزي.
والحكومة يا رعاها الله نفضت يدها من ماء المحاليل الوريدية وغبار الكتب الدراسية، وجحافل الخريجين العاطلين عن العمل يقاسون مرارة ألم الموت البطيء ووأد الأمل بغد مشرق.
وثوب السلام الذي ستر أطراف الجنوب سرعان ما أنحسر عن أكتاف دارفور والفتن والحروب شملت كل أطراف الوطن وأصبحت الوحدة مهددة والسودان الذي ألفتموه وعرفتموه بحدوده الجغرافية وتعايشه السلمي في طريقه لأن يصبح من قصص الماضي.
وكثير من السودانيين في طريقهم لاستبدال الجنسية والجواز اللهم إلا من لم يستطع إلى ذلك سبيلا وربما يمر العام القادم وهذه الأعياد وتجد الكثيرين منهم غير سودانيين.... وهكذا يصبح لهذا الشعار وهذه المعايدة معنى وأي معنى.
و لا يحسبن أحد أننا بهذا نعيب على أحد ما أقدم أو سيقدم عليه من فعل فهذا عندنا في حكم المضطر الذي يباح له ما لا يباح لغيره.

[email protected]

Quote: و لا يحسبن أحد أننا بهذا نعيب على أحد ما أقدم أو سيقدم عليه من فعل فهذا عندنا في حكم المضطر الذي يباح له ما لا يباح لغيره.

مهما كان يا أُستاذي الطيب...

Quote: لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق

وبلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام...

مودتي...


أبو الحســـــــين...

..
.
والله انا قلت الناس ديل عندهم بردوكت جديد
حيعمل ضجة فى السوق !!
ما تخلعونا يااخ

ولكن:

وطنى وان شغلت بالخلد عنه
نازعتنى اليه فى الخلد نفسي


________________________

معاى انو ناس سودانى ديل استغلو الشعار
دا افضل استقلال لمحاربة بقية شركات الإتصال والأستثمار الاجنبي
فى مجال الإتصالات ..!!

Quote: والسؤال المركزي في هذا الإطار لماذا أصبحت هذه البلاد طاردة لهذه الدرجة؟ وهل الأسباب اقتصادية محضة؟.

ما تسمع الشعارات بتاعت بلادي وان جارت وكلام من النوع دا ... اعتقد انو البشير نفسوا لو عندوا طريقة يتجنس ما حيتررد ثانية واحدة ... وكل من يحصل على الجنسية تقدم له التهاني والتبريكات ويقيم الافراح والليالي الملاح ...

الاسباب تكمن في التالي :
- عدم شعور الانسان بادميته في السودان أو خارجه لمجرد أنك سوداني ...
- البحث عن الرفاهية وتأمين مستقبل العيال من (دراسة - وعلاج ... الخ )
- هذا بالاضافة للاسباب الامنية والاقتصادية ...

والاسباب كثيرة لا تحصى ولا تعد ...

مودتي

الأعزاء أبو الحسين
Tabaldina
وبابكر حامد

شكراً لتعليقاتكم ونحن متفقون جداً على بأن أنفسنا تنازعنا في كل طرفة عين للوطن
( لا عليك فاننا باللون نقتسم المشاعر ريثما تصفو الدواخل بالسلام - الطيب برير)