الشوق إلى الوطن داء المغترب العُضال!!

لا شك بأن الأشواق العارمة إلى الوطن محك إحساس الحنين لكل سوداني ، مهما طفنا في ديار الله الواسعة ومهما كانت تلك الديار فيها ما فيها من الجمال والتقدم والتمدن لا يمكننا أن نقارنها بموطننا الحبيب السودان وبأرضه الغالية، فالشخصية السودانية كما هو معروف تأبى أن يكون موطنهاغير أرضها الأم وإن عاشت سنين وسنين خارج الديار إن كانت مرغمة لسبب هجرها أو أنهاتفضل الهجرة لأسباب قد يصعب تعددها أو الخوض قيها ، حتى أننا لاحظنا كثيراً من يُولدون خارج الوطن ولكنهم نجدهم بحكم التربية السودانية الأسريةالأصلية وإن كانت في بلاد المهجر ما هم إلا في شوق للوطن ويتعصبون لإنتمائهم للوطن هذا بلا شك من حسن التربية المباشرة أو الغير مباشرة ، مباشرة في أن يتعمد رب الأسرة الذي ترعرع وتربى على تربة الوطن العنبرية وتشرب بزمزم حبها فأراد أن يضع قلوب أبنائه عليها حتى لا تذيبها حرارة الغربة فيصبحون مجهولين الهوية . . وهناك من لا يعبأ بتربية أبنائه بحب الوطن بسبب مشاغله ربما أو ربما بسبب عدم همة ولكن قد يكون محظوظاًأن تكون بدار مهجره بعض الأُسر المهاجرة إلى المنطقة الذي هو فيها فيقوم أبنائه بالإندماج معهم وبصورة غير مباشرة يمون قد غُذوا بحب الوطن .
ولكن تعالوا فلننظر لهؤلاء الذين لا هم لهم بأنفسهم ناهيك عن توجيهم لأبنائهموتربيتهم . . فنجدهم في تيهٍ لا مرد له ، نجد أفكارهم في شتات دينهم في ضياع مفتقدين لمعظم مبادئهم وأخلاقهم السودانية التي من المفترض أن تكون عالقة بهم في السراء والضراء . .
فلا أدري هل للأخوة المتداخلين أن يرفعوا معي اقلامهم لنتداول ظاهرة الإغتراب بكل جوانبها. .

تقديري