الحكومة السودانية والمحاكم الاسلامية - و ادمان صداقة ( الطيش)

عندما كنا صغارا اشقياء وبالمرحلة الابتدائية كنا نتحاشى صداقة الطيش (اخر الدفعة في الامتحان) لكن للطيش مكانة مرموقة واضواء في يوم اعلان النتائج لا تقل عن هالة الاول اي اول الدفعة- للطيش جوقة تسمى بسيرة الطيش- تبدا من المدرسة وتنتهي بمنذل اهل الطيش- كنا نألف اغاني واهازيج تتناغم مع موسيقى اسم صاحب الجوقة- وتلك الاغاني لا تخلو من عبارات تمس احد اقاربه وغالبا ما يكون جده او جدته

و الطيش لا يبالي ولا يكترث بل يسوق مبررات يتهم فيها الاساتذة على طريقة اتهام حكومتنا للادارة الامريكية كلما حلت بها كارثة بما فعلت يديها او فشلت في الحصول على شئ لعدم استفائها للمعايير الاخلاقية الدولية رئاسة الاتحاد الافريقي مثلا

دأب اهل الانقاذ على صداقة الفاشيلين او الطيش منذ بداية التسعينيات عندما ارتكب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين( عليه رحمة الله) الحماقة الكبرى وغزا الكويت - وقف سودان الترابي انذاك مع الظالم الغازي رغم الايادي الكويتية البيضاء على الشعب السوداني ناهيك عن الاخلاق والدين- وكانت النتيجة هزيمة الغاصب و المؤيد معا

لسنا في حاجة الي ذكر المساعدة والتحالف مع الحركات المتمردة الفاشلة لاسقاط حكومات دول الجوار- لكننا نتساف جدا للمحاكم الاسلامية والتي بسطت سلطتها على جميع ارجاء الصومال وكان لها ان تحكم تلك الدولة مناصفة مع الحكومة الانتقالية الضعيفة و يمكنها ان تفرض اجندتها بكل سهولة لكن هنالك من خدعها وكبر من شأنها وحرضها على عدم الحوار مع الحكومة الانتقالية فكانت النتيجة الخروج من غير العودة فلماذا صداقة الطيش

بالامس الاول استقبلت الحكومة السودانية رئيس الوزراء الصومالي بدعوة خجولة
منها للتوسط بين الحكومة الصومالية والمحاكم الاسلامية الا ان الحكومة الانتقالية رفضت اي
تفاوض مع المحاكم بزعم عدم وجودها على ارض الواقع- وهو قانون المنتصر لكن المهم في الامر هل التوقيت سليم؟
لو توسطت حكومتنا ( الفتية)(والتي تتطوع في توسط مضحك بين الاطراف اللبنانية) بحسن النية بين المحاكم والحكومة الانتقالية في المرات السابقة والتي تسيطر فيها الاولى على معظم الاراضى الصومالية عدا مدينة بيدوا لكانت المحاكم اليوم جزء من الحكومة وباجندتها الاسلامية- ولكسبت الحكومة السودانية بعض الاحترام الدولى والاقليمي( لكن لن تتخلى حليمة عن عادتها القديمة)- خسرت كل شئ

غدا او بعد الغد القريب سوف يتم تقديم قادة المحاكم الي التحقيق والمحاكمات
ان لم يحدث وفاق وطني( وهو ما نتمناه لاخوتنا الصومالييين وتدعمه والولايات المتحدة ايضا) عندها سوف يظهر الممولون الحقيقيون للمحاكم واخشى ان لا تقف قائمة الممولين عند اريتريا وجيبوتي واليمن بل تشمل اخرين ....اخرين....اخرين

ان تتخبط الحكومة في السنوات الماضية امر يمكن تفهمه رغم عدم تقبلنا لكن ان يستمر نفس التخبط و الدكتور منصور خالد بالقصر الرئاسي لا يمكننا تحمله

المنهج غارق في المحلية

عمنا عفيف اليد واللسان المرحوم د. عمر نور الدائم (عليه رحمة الله ) رغم ما عرف عنه من عفة اللسان
والادب مع الاخر كان يطلق على رمز انقاذي يمثل اليوم العقل المحرك لحكومة الانقاذ( لم اقل الوحدة الوطنية)نعم كان يطلق عليه لفظ Local Politician .

هذا لو كان في حق المايسترو ومن رجل عفيف فكم سياسيا محليا بالوزارات والقصر السوداني؟


اننا نفكر بطريقة موغلة في المحلية للتعاطي مع قضايا دولية شائكة-عشان كدا بنجي الطيش

و أزيدك من الشعر بيت

سمعت في الإذاعة السودانية أن السيد وزير الدفاع قد زار إيران و تم توقيع برتكول تدريب عسكري و تبادل خبرات.

تخيل

إيران , مستودع الخزف القادم للثور الأمريكي الهائج

من كل الدنيا و المدارس العسكرية المتطورة لم نجد إلا إيران

طبعا لا تخفى عليك العلاقة الإستخبارية بين السودان و ال CIA

لذا يساورني إحساس أن وقوفنا مع الطيش ما هو إلا دور إستخباري نلعبه لصالح أمريكا

إذ أننا "نكج" كل من نؤيده و نجيب خبره

ويبدو أن الدور على إيران

اخي محمد البشرى
سلامات
شكرا على المرور والاضافة

كدت ان اعدل في هذا البوست بشأن ملاحظتك- نعم يا اخي نحن نقوم بدور لا يفهمه حتى الامريكان

بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 طفق اهل الانقاذ في سب كل ما هو امريكي ومدح كل ما هو ضد امريكا
ظن اخوتنا المصريين(و المصريون تجار قضايا وبامتياز) ان الفرصة مناسبة لتقارب اكثر واستفادة اكبر من امريكا باستغلال مواقف الدول العربية والاسلامية المتشددة وذلك تأسيسا على الخطاب الانقاذي الظاهر
لكن الذي غاب عن الحكومة المصرية ان CIA تتحصل على المعلومات عن الجماعات الاسلامية المصرية المقيمة بالقاهرة من الخرطوم

لكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
كل هذا الدور من اجل البقاء واظن الامريكان يتفهمون رغم انه من الصعب عليهم فهمه


الا اننا مع الطيش

الرئيس الايراني د. احمدي نجاد بدأ يغرد خارج السرب واخيرا اتته انتقادات لاذعة من الوسط المحافظ الذي ينتمي اليه الي درجة طلب فيها بعض النواب منع السيد/ نجاد من الحديت في الشأن النووي لان تصريحاته تضر بالمصلحة الوطنية لبلادهم.

البرنامج النووي الايراني في طريقه الي الزوال اما بضربة اسرائيلية التنفيذ وامريكية التخطيط والتمويل- او بالطرق السلمية مقابل الحوافز الاروبية و ذلك بوساطة ورعاية روسية وصينية ربما السعودية ايضا( والاخيرة اي السعودية بغرض دعائي يحفظ ماء وجه ايران و يعطي المسألة صبغة الحاح دولي واسلامي

لكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
ماهو مصيرنا نحن - الم اقل لك اننا مع الطيش دائما

مكرر- اسف

اخيرا ذكر ان رئيس اللجنة التنفيذية للمحاكم الاسلامية الشيخ شريف قد سلم نفسه الي السلطات الكينية
وهو بالتاكيد اخراج استخباراتي امريكي جيد المونتاج

من المؤكد انه تم اسره بواسطة القوات الامريكية لكن سلم الي الكينيين بغرض اجراء مفاوضات مع الحكومة الانتقالية. رغم ان المحاكم قد انتهت من الناحية العملية الا ان الولايات المتحدة لا تريد تكرار تجربة الطالبان والتي عادت بقوة بعد اندحارها قبل خمس سنوات الامر الذي لم يفد معه حلف ناتو
ناهيك عن القوات الامريكية لوحدها

من غير شك ان رئيس المحاكم قد ادلى بمعلومات عن التمويل الي الاستخبارات الامريكيةوهو ما يجعل ضربات قلبي تتسرع لكن كل هذا من مصاحبة الطيش-
الله يجازيــــــــــــــــــــــــــــــــــــك يا الطيش

في الحوار الذي اجراه الاستاذ جعفر عباس مع السيد/ وزير الدفاع السوداني قبل حوالي شهر ونصف تقريبا
كان السيد/ الوزير انيقا ومرتبا في لبسه الا ان كلاماته غير ذلك- كان يتحدث بطريقة تجعل الكلمات تخرج دفعة واحدة الي حد تتداخل احرف الكلمة مع التي تليها وتسبقها معا ثم يتوقف في مكان يجعل الجمل مبتورة - لكن هذا ليس موضوعنا

في اجابة سيادته عن الحريات العامة : قال ان السودان افضل بكثير من دول المنطقة وليته سكت على هذالكنه استدل بسوريا والسعودية( حمدنا الله على عدم زكره لدولة مينيمار- بورما). قال جعفر عباس وبالحرف الواحد: يا السيد الوزير المقارنة غير موفقة اي مقارنة الوضع باقل الدول ديمقراطية- و بكلمات اخرى بطيش الحريات

لكن جنس تمثيل

رئيس المحاكم الاسلامية الشيخ شريف من المؤكد انه اتي به الي كينيا في اغلال من الحديد
لكن جاء في الاخبار بانه اجتمع بالسفير الامريكي بنيروبي باللـــــــــــه عليك التمثيل

كيف اتى الشيخ شريف قائد جماعة اسلامية مندحرة بسبب الدعم الامريكي الخفي والظاهر للقوات الاثيوبية كيف اتى الي نيروبي وهل يعقل ان يضرب الامريكان فلول قواته بالطيران بحثا عن اعضاء مفترضين في تنظيم القاعدة ويرحب برئيس الجماعة وباي صفة اتى

بصرف النظر عن كيفية حضور الشيخ شريف الي نيروبي فان الولايات المتحدة خيرا فعلت عندما رات ضرورة الحوار الصومالي الصومالي , وهي خطوة ايجابية حقنا للدماء الصومالية وكما اسلفنا لمنع تكرار تجربة الطالبان بالقرن الافريقي

هو دا كله ما فيهو مشكلة لكن خايف انو وراء الشغلانة دي سمسرة من العيار الثقيل لانو في ناس متخصصين في بيع اخوتنا الاسلاميين (الحقيقيين طبعا)

ولو الشيخ عويس ما ظهر اكيد السماسرة اشتغلوا

شوية مزاكرة

لا ادري ما يفعله مستشارو القصر الجمهوري لكن بقليل من التمعن لن يكون السودان مؤهلا لعضوية الاتحاد الافريقي ناهيك عن ترئسه

السودان يفتقر الي كل المتطلبات الموضوعية والاخلاقية لترئس الاتحاد فلما لا ينصح المستشارون حكومتهم

لا يمكن رؤية السودان رئيسا لاي منظمة في الوقت

ادا ما تولى السودان رئاسة الاتحاد( ولا سمح الله) سوف يفقد الاتحاد الافريقي احترامه وليس الدعم وحده فحسب

خير فعل الوفد السوداني عندما هدئ من خطابه المطالب بالرئاسة ولكن كان عليهم نصح حكومتهم قبل مغادرة الخرطوم

مرحبا برئاسة تنزانيا مرحبا بالرئيس كيكويتي رئيسا للاتحاد

ان تدرك بانك الطيش لا محال ثم تنسحب افضل بكثير من ان تدخل المنافسة وتضمن مقعدك المخصص (الطيش)