قصيدة قديمة

زينب

(1)
زمان...
كنا أطفالا،وسماوات !
كنا اذ نلهو
نرسم أشجارا وشموسا في الرمل
و أنا أرسم زينب

(2)
في المدرسة
تعلمنا أشياء كثيرة
كيف نعد
و نكتب
بلدا
ولدا
بنت..
أتهجى: زاي،ياء،نون،باء
كانت زينب كل بنات ( كتابي الأول)

(3)
وحين غدونا أكبر
في قديم الماء
قبل أن ندري عن الكيمياء
كان طعم الماء أفضل

(4)
وقبل أن يدرسوننا عن الأفلاك
كانت السماء أجمل
......
غامضة كانت
كشفوا عورتها بالعلم

(5)
كل الأشياء تبهت حين كبرت
الا زينب
ظلت زينب
فاكهة ليالي الحزن
سرقتها الغابة مني ذات زجاج
و مضت عني
لكني كنت أبادلها الأمواج
أسمعها حتى لو غنت في أبعد أرض ممكنة
أبعث يوميا
كل دمي
كل طيور البحر
وعصافيري ليديها... حجاج

(6)
طالت أيامي و أنا في المنفى
(المنفى...كل مكان لا تنظره زينب)
طالت جدا
و ألتهم الشوق دمي

(7)
في الشمس
تنبت أزهار ونجوم تشبه زينب
في السوق تمشي قربي زينب
في المارة
و السيارات
ألمح زينب

8
......
زينب
زينب
يا زينب...!
و تآكل حلقي كثرة ما ناديت.

(9)
كلو ما فتشت عنك في البنات
سموني صعلوق
كلما كلمتهن عنك
يفوتن
ليه تدسي الشوق في واحدة
والصوت .... في واحدة
والموت.... في واحدة
طيب انتي وين
و ألقاك متين

(10)
يا ربي
أبقاك؟
أبقى أنثى
و أحبني
ولا حلقاك؟

(11)
آه لو ألقاك
لو بس ألقاك
و أحنس ضوك في الجوف يتلما
و أسقي الغيمات منك
جغمة...!
وأتراقص تحت أمطارك
نجمة

(12)
أنا طير هواك
مسروق من الأسطورة
من حجوة بلاد الأولياء
وخدام نبيذ الله
مدسوس في القدر والجو..!

(13)
و عايش في البلاد وحداني
هذي العتمة
رامية عليا شي يوطانـي
ما شكاي
وشكوى رفاقي يوت في أضاني
شايل الشايلو،دونما أختارو
ماردات الهموم حاباني
حين الوجعة تنزل في حشاي تلقاني.. ثابت
والوجع من غيظو كم سباني
يا بت السما الفوقاني
خيت المطرة و الألوان
وست أحزاني
ساكت عن هواك حين من سماك رماني
ساكت ومادي ليك الروح لحاف و أغاني
كاتلني الجواي والعبرة بيك خانقاني
الا وقت لقاك حالف
بمسكو لساني
لا صرحت حدي اليوم
أغني و أعاني
لا جنيت
ولا غبيت
ولا فات يوم هواك وختاني

(14)
كلما الليل
صب حبرو على الأفق
تبقى هذي القمرة سر..!
هي مغنطيس الروح
هي كل هذا السيل من الأحزان
الى فرشي
هي أغنيات الخيل
اذا هربت الى آخر أرض في الأرض
سرا كي تموت
أو لو بكت تحت السياط
أو
من تعب
أو تحت وطأة وزن حزن العربجي

(15)
حوافر الخيل
أصابع الجو
اذا يطرب
و ينقر بأصابعو الأرض..!

(16)
و دم الخيل
صديق دم الصحابة الماتو في الغزوات
جليسهم
اذ يخالط دمهم
دم الخيول والطين
ويونس غربتم
بعد الحرابة تموت

(17)
يا السكوت
لما أجمل غنوة تبدا
يا كلام أعصابي
لى أعصابي لما تغني فيروز
أو
أموت...!


18

أنا
و الليل
نديد شعرك
بنتونس عن الريح والهموم و يديك
و نرجاك كل يوم في الليل
زي الموت
مصير محتوم
بنستاك

(19)
مصير الحي يلاقي...
و يموت.!


محمد علي الفاضلابي