الى متى تستمر اكاذيب ادارة (سد مروى) ؟؟

الى متى تستمر اكاذيب ادارة (سد مروى) ؟؟


01-17-2007, 03:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1169044066&rn=0


Post: #1
Title: الى متى تستمر اكاذيب ادارة (سد مروى) ؟؟
Author: عبد الواحد أبراهيم
Date: 01-17-2007, 03:27 PM

عبد العاطي الامام محمد
المتابع لمجريات الاحداث المتلاحقة التي اعترت مسيرة (سد مروي) وما تلاها من عثرات في تسوية حقوق المهجّرين ، والاوضاع التي آل اليها حال هؤلاء ، ربما يأسى المرء علي حال الدولة - لا اقول «المائل» - ولكن على عدم المتابعة والملاحقة من قبل المسؤولين لمن اوكلوا اليهم مسؤولية تهجير واعادة توطين المتأثرين ، مما جعلهم يسرحون ويمرحون متلاعبين بمصير مجتمع هو من اميز المجتمعات المنتجة في الحقل الزراعي، واضحي الآن خاسراً وحسيرا،لا مستقبل ولا أمل ولا رجاء له ، فأمره اصبح يمسي ويصبح اكثر تعقيدا ، فلا مسؤول يسأل ولا دولة تلتفت الى رعاياها.
فالمشروع الذي ذاع صيته عبر وسائط الاعلام الآن اصبح مجرد (اكذوبة) كبري، وتحولت حملته الاعلامية المدفوعة الثمن لتمرير بعض الاخفاقات والسلبيات ، واتي الموسم الشتوي ولم يتمكن المزارع الذي تم منحه بضعة افدنة من (المِنّة) - كما يسميها السادات -، لم يتمكن من زراعتها بسنابل القمح، في هذا الموسم الا القليل منهم بنسبة لا تتعدى 2% من حجم هذا المشروع العملاق - كما يدعي البعض - وينظرون اليه (كالغزال) كما تقول الحكمة .
المشهد في امري لا يحتاج الي كبير عناء لبحث وتقصي حقائقه فتجدها ماثلة للعيان بمجرد دخولك الى القرى التي انشئت خصيصا لهؤلاء المهجرين.
فالمزارع الذي كان في السابق شعلة من النشاط والحيوية كالنحلة، الآن اصبح خاملا كئيب الحال، والسبب يعود الى اخفاق ادارة المشروع في الايفاء بالتزاماتها تجاه المشروع وكذلك الذين شردتهم من ديارهم وهم الآن لا ارض زراعية ولا منازل مشيدة فقط قطعة ارض - فاضية - في فضاء فسيح مناخه صحراوي، لا ماء ولا كلأ ولا عشب اخضر، بالاضافة الى قيمة مالية لا تسمن ولا تبني غرفة واحدة وفي غالبها الاعم لا تتجاوز (المليون ونصف المليون جنيه)، مما حدا ببعضهم بعد أن ضاقوا ذرعا بزمهرير الشتاء،وهم (يتضايرون) في سكنى فحواها (ثلاث غرف)، باستضافة من ذويهم طال امدها وهي بدعة ـ أى الاستضافة ـ ابتدعتها المفوضية حينما شرعت في التهجير واعادة التوطين واعدة بحل مشكلة كل من تمت استضافته، وبعد ان ضاقوا ذرعا من المفوضية وجأروا بمر الشكوي الي الجهات المسؤولة من سوء العذاب وحالهم المائل ، - ولا حياة لمن تنادي - فما كان منهم الا ان فتحوا المنازل التي لم تأذن ادارة السد بفتحها لهؤلاء المساكين الحياري ففتحوها خلسة وآووا اليها باطفالهم فاحتضنتهم بكل ود وحميمية رغم انف الجلاد، ولكن اعين عائلي هذه الاسر لم يغمض الا نصفها وهي غير غافلة من ادارة ـ أى المفوضية ـ لا تحس ولا ترحم، وتعلم تمام العلم بأنها ستكون بسنتها ماضية كما فعلت في المنطقة التي تم منها تهجير هؤلاء الحياري فقد قضت على اخضرها ويابسها وتم حرق النخيل والاشجار وهدم المنازل في هذه المنطقة كما فعل طارق ابن زياد مع جنوده ،فلا مقارنة بين الحادثتين زمانا ومكانا فقط اردنا وجه الشبه لادوات هذا الفعل الشنيع،فرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم قد حثنا بحديثه باكرام (عمتنا النخلة) ، ولكن عند هؤلاء (وبلدوزراتهم) التي تلتهم كل ماهو متاح وتطلب المزيد لم يتأدبوا اويتواضعوا (لعمتنا النخلة) ولم يعطوا الاهالي مجرد التفكير في نقلها الى المشروع الهلامي الذي قالوا لأهل (أمري) بأنه سيكون (عدناً) أخرى ، فكل هذا الدمار والخراب تم على عجل كما فعل جلادو (صدام)، والهدف من كل ذلك منعا للهجرة العكسية لهؤلاء التائهين في صحاري وعتمور (وادي المقدم) فبعض اهالي (امري) في المجالس الستة التي تم ترحيلها قد شعروا (بالمقلب) مبكرا فاختاروا البقاء وشددوا علي أن تحل مشاكلهم وهم في ديارهم والا سيتشبثون لآخر رمق في حياتهم بارض اجدادهم ، فالآن يتمتعون بحياة هادئة هانئة ولم تطالهم سياسة الارض المحروقة ، فاكتفت ادارة السد بمفاوضتهم من حين لآخر ، وهم الآن ينامون ملء جفونهم لا خوف ولا وجل من المجهول.
فيبدو ان السيناريو هذه المرة ربما سيتغير بعض الشئ مع من تبقي من اهلنا في (أمري) اذ رشحت بعض المعلومات تفيد أن اهلنا في المجالس الستة المتبقية في أمري القديمة قد اشتطوا غضبا من تصرفات المفوضية مع من سبقوهم الى منطقة اعادة التوطين وطالبوا بأن تحل مشاكلهم اولا ومن ثم التفكير في استكمال ما تبقي من اعادة توطين لما تبقي من مواطني (امري القديمة) ، ولكن ربما عراب المفوضية قد حثهم بأن يكونوا بمنأى عن قضية اهلهم الذين تم تهجيرهم ، مع وعود اتمني الا تزروها الرياح بأن تبت المفوضية وتشرع في تنفيذ كل مطالبهم ، وهنا اهمس في اذن اهلنا في امري القديمة ان يأخذوا العبرة والدروس المستفادة والحكمة من افواهنا نحن المجانين الذين سبقناهم ، وأن يعرفوا حقيقة هؤلاء فهم كدأبهم غير مهمومين ومهتمين كثيرا بإعادة توطين المتأثرين بقدر ماهم مهتمون بانشاء الخزان في سباق مع الزمن الذي حدد بنهاية العام 2008م لبداية التشغيل ،فالهدف الأول ربما يرفع من اسهم القائمين على أمر المشروع ، ولكن استقرار المتأثرين وتنمية مناطق اعادة التوطين ليست اولوية قصوي في نظر هؤلاء لأن الشهرة والارتقاء الى العلا (خشم بيوت) ففي تشغيل الخزان صيتا دنيويا سيبلغ ما بعد بعد السودان ، ويصبح شأنا دوليا ، عكس الارتقاء بالمتأثرين والوقوف الى جانبهم فبريق شهرته قد لا يتعدي صداه اكثر من كلمات الشكر والثناء من المتأثرين، فبالتالي اختلال الموازين ناجم عن هذا الكسب (الرخيص) مما جعل العبء يقع على المتأثرين، وعدم الاكتراث والالتفات الى ما يقولون ، فحتي تنظيم الزيارات لكل من اتى من فجاج الارض اصبحت موجهة الي منطقة انشاء جسم السد ، ولم تنل منطقة اعادة التوطين حظها من الزيارات التي تأتي تباعا دون انقطاع الى سد مروي فالقليل جدا من الوفود الزائرة التي لا تؤثر في اتخاذ القرار او تصب في مصلحة المتأثرين يأتون بهم على عجل من امرهم - لا امرنا -، دون أن يراهم أحد في غالب الاحيان.
وختاما نتمني لأهلنا في (أمري) القديمة ان تتم اعادة توطينهم وهم مرفوعو الهامة لا مطأطي الرؤوس كما حصل ويحصل الآن لاهلهم الذين سبقوهم ، فقضايا من سبقوهم مازالت تبارح مكانها وجراحهم تنزف لم تندمل بعد، فما زاد عن حده سينقلب حتما الى الضد، فصبر اهل (أمري) حتي اعلن الصبر بأن اهل (أمري) صبروا على شئ امر من الصبر. فيا ترى هل من مدكر يتذكر ولو لبرهة اهل (أمري) ويعيش احزانهم التي طال امدها ويحفظ ماء وجههم.


بواسطة : عبدالعاطى الامام محمد