والآن‮.. ‬نقول‮!!‬

‮{ ‬نشعر بالرغبة في‮ ‬أن نقف أمام كل سوداني‮ ‬يقرأ الحديث التالي‮ ‬ونقسم على كل آية في‮ ‬كتاب الله أن ما‮ ‬يقرأه هنا هو ترجمة كاملة أمينة للخطاب الذي‮ ‬قدمته‮ »‬منتصف التسعينيات‮« ‬شخصية دينية‮ »‬غير مسلمة‮« ‬أمام قادة دينيين عالميين في‮ ‬مؤتمر سري‮ ‬جداً‮.. ‬وضخم جداً‮.. ‬يخطط لتدمير السودان‮.‬ ‮{ ‬الخطاب لم نحذف منه إلا فقرات مملة‮ ‬غير مهمة‮..‬ ‮{ ‬بينما بقية الخطاب تقول حرفياً ‮{ (‬أيها السادة هذه مناسبة طيبة لتقرير أننا‮.. ‬ولقيادة كل جهة فإنه لا بد من أن نبدأ بقادتها الدينيين‮.. ‬ونغمض عيونهم‮.. ‬فالجماهير تتبعهم عادة‮.. ‬بعدها ننظر بثقة لنجاح استراتيجيتنا‮..‬ ‮❊ ‬أيها السادة لا أحد منكم‮ ‬يشك في‮ ‬نجاح مهمتنا في‮ ‬السنوات العشرين الماضية‮.. ‬والكثير منها حملته وسائل الإعلام العالمية‮..‬ ‮{ ‬وقد كان واضحاً‮ ‬عندي‮ ‬أن الأحزاب السياسية التي‮ ‬قامت في‮ ‬الستينيات تستطيع أن تعطي‮ ‬السودان نوعاً‮ ‬من الثبات السياسي‮.. ‬وهكذا عملنا على أن‮ ‬يصاب كل القادة هناك بالأنانية والجشع وأن تقودهم الدوافع القبلية‮..‬ ‮{ ‬ونجاحنا هناك جعلنا نقود الإدارات الحزبية هذه من قيادة الأمة إلى إنكفاء شديد حول الذات وأن تصبح السلطة هي‮ ‬الهم والهدف الوحيد لكل منهم‮.. ‬وبأى ثمن‮..‬ ‮❊ ‬أيها السادة‮:‬ ومن السعار هذا حول السلطة جاء نجاحنا‮..‬ ‮{ ‬وكذلك‮ - ‬وكما ترون‮ - ‬فإننا نتعامل الآن مع جيل جديد من السياسيين‮.. ‬وممن‮ ‬يبدو عليهم‮ - ‬للأسف‮ - ‬تصميم‮ ‬غريب على توحيد السودان وعلى كل واحد منا أن‮ ‬ينتبه لهذا وأن‮ ‬يعمل على رمي‮ ‬النزعة الجديدة هذه في‮ ‬إطار الفوضى‮..‬ ‮{ ‬ومهم الآن جداً‮ ‬أن نقوم بخلق الخلافات وعدم الثقة بين من‮ ‬يسمونهم‮ »‬السياسيون النقيون‮« ‬وخلق الصراع بينهم وبين الجيل السابق لهم من القادة السياسيين ومن جانبنا فقد عملنا بالفعل على التعاون مع جهات خارجية لإتاحة ما‮ ‬يكفي‮ ‬لصناعة الفوضى المطلوبة هذه‮..‬ ‮{ ‬مفوضية الشؤون العسكرية عندنا‮ -‬أيها السادة‮ - ‬لم تجد صعوبة في‮ ‬إثبات أهميتها فمنذ السبعينيات نجحنا في‮ ‬خلق الاضطرابات داخل قوات الأمن‮.. ‬ولما كان من الصعب أحياناً‮ ‬السيطرة على السودانيين المثقفين فقد نجحنا في‮ ‬قيادتهم بعد تحويلهم الى القبلية والصراع الديني‮.. ‬وصراع الطبقات‮.. ‬الذي‮ ‬أثبت جدوى مدهشة‮..‬ ‮{ ‬اعلم انكم تذكرون وتلاحظون أن جزءاً‮ ‬من المخطط هذا جرى كشفه وأن عدداً‮ ‬من السودانيين‮ ‬يتجهون لتأسيس جيش موحد‮.. ‬مما‮ ‬يصبح تهديداً‮ ‬حقيقياً‮ ‬لبقية المخطط‮..‬ ‮{ ‬لهذا نتجه الى صناعة سلام مؤقت‮ ‬يجعل كل أحد‮ ‬يسترخي‮ ‬ويشعر بزوال الخطر ريثما نذهب الى الخطوة التالية لصناعة البلبلة في‮ ‬الجيش‮.. ‬وعندها‮ - ‬وفي‮ ‬الوقت المناسب‮ - ‬سيكون نجاحنا أعظم‮.. ‬فإن العسكريين‮ ‬يومئذ سوف تكون لهم عقول مشبعة بالقبلية والحرب‮.. ‬عندها تستطيعون أن تتخيلوا أى شىء‮ ‬يمكن أن‮ ‬ينشب حين‮ ‬يواجهون بعضهم تحت ظلال الفوضى‮..‬ ‮{ (‬الخطاب‮ ‬يغوص هنا في‮ ‬حديث عن الصحة واستقلال الأمراض ليقول‮‬ ‮{ ‬وحين‮ ‬يتفشى الفقر بين الجماهير‮ ‬يأتي‮ ‬اليأس‮.. ‬وعندها‮ ‬يتحول الناس ومزيد من الناس نحو السحر والغيبيات أو الفوضى والجريمة‮..‬ ‮{ ( ‬ثم‮ ‬يتحول الخطاب إلى القطاع الزراعي‮ ‬في‮ ‬السودان ليقول جزء منه‮‬ ‮{ ‬أيها السادة‮.. ‬إذا كنا نريد لخطتنا النجاح فلا بد من الاهتمام البالغ‮ ‬بقطاع الزراعة ‮{ ‬وكلكم تستطيعون أن تروا بأعينكم نجاح خطتنا ونحن نجعل الشباب‮ ‬يعتقدون بقوة أن الزراعة عمل‮ ‬يقوم به الأميون فقط والفاشلون‮.. ‬وهكذا نجحنا في‮ ‬جذب الآلاف من الشباب الى شوارع العاصمة والمدن الأخرى‮..‬ ‮{ ‬وحين ننجح في‮ ‬حشد طرقات المدن بالشباب العاطل فإننا نستطيع أن نصنع بهم وبالبلاد ما نشاء ‮{ ‬وهدف آخر نصطاده بالرصاصة ذاتها وهو أن نجعل الزراعة تنهار‮..‬ ‮{ ‬لقد بدأنا أولاً‮ ‬بما‮ ‬يسمى المناطق المنتجة‮.. ‬والتي‮ ‬كانت هي‮ ‬عصب السودان ‮{ ‬الجنوب مثلاً‮.. ‬كان نقطة مؤلمة في‮ ‬مخططنا‮.. ‬الكثير من البن ومواد‮ ‬غذائية كثيرة كانت تأتي‮ ‬من هناك‮.. ‬لكن إشاعة ناجحة واحدة نرسلها كانت تنجح في‮ ‬إيقاف ذلك كله‮.. ‬مثلها كان لنا نجاح مقدر في‮ ‬دفن زراعة الغرب‮.. ‬والناس هناك هجروا مزارعهم وقراهم‮.. ‬وبعضهم فقد الاهتمام تماماً‮ ‬بالأرض‮..‬ ‮{ ‬أما الشرق فقد قمنا بما‮ ‬يكفي‮ ‬لخلق الاضطرابات فيه لضمان المجاعة‮..‬ ‮{ ‬كذلك منع وصول الاغاثات الى بعض مناطق الجوع كان مفيداً‮.. ‬اعطوني‮ ‬وقتاً‮.. ‬وسوف ندهشكم بما سوف نصنعه في‮ ‬هذه الأماكن‮..‬ ‮{ (‬ثم‮ ‬يعرج الخطاب إلى إعادة تشكيل المجتمع‮.. ‬ليقول‮‬ ‮{ ‬استطعت وزملائي‮ ‬خلق شبكة من الفنادق والمطاعم والمباني‮ ‬الخاصة مستخدمين ما نعرفه من سيطرة الاحتفالات الموسيقية وما‮ ‬يمكن أن تخفيه تحتها لاختراق كل شىء وكل مكان‮

.‬ فالموسيقى‮ ‬يسمعها من‮ ‬يريد‮.. ‬ومن لا‮ ‬يريد‮.. ‬ثم‮ ‬يستجيب لها كلهم ‮{ ‬ونجاحنا وسط الشباب رائع جداً‮..‬ ‮{ ‬اعط الشباب موسيقى‮.. ‬ثم خذهم الى ما تريد فسوف‮ ‬يصنعونه‮..‬ ‮{ ‬بالطبع نحن نقدم للشباب مشاريع رائعة للأعمال الجيدة‮.. ‬لكننا نكون حريصين تماماً‮ ‬على أن تفشل هذه المشاريع‮.. ‬وطرد من‮ ‬يصبحون خطراً‮ ‬ويعملون في‮ ‬غباء على تحقيق نجاح لا نريده‮..‬ ‮{ (‬عند الحديث على التعليم‮ ‬يمضي‮ ‬الخطاب ليقول‮‬ ‮❊ ‬أيها السادة‮:‬ ‮- ‬علينا أن نتذكر كيف كان مجتمع السودان منظماً‮ ‬جداً‮.. ‬لقد اقتضى الأمر منا جهداً‮ ‬جهيداً‮ ‬جداً‮ ‬لتحطيم هذا النظام المتماسك‮..‬ ‮{ ‬بخمر التقاليد الغربية في‮ ‬السلوك والتي‮ ‬نسكبها دون صوت في‮ ‬المؤسسات التعليمية استطعنا تحطيم تقاليد كثيرة جداً‮ ‬كان الشباب‮ ‬يتشربونها في‮ ‬بيوتهم والتي‮ ‬كانت تحيطهم بصلابة خاصة‮..‬ ‮{ ‬بل استطعنا أن نجعل آباء وأمهات كثيرين‮ ‬يشعرون أن تقاليد البيوت متخلفة وغير حضارية وانها ضد مصالح أولادهم ‮{ ‬لعلكم تتذكرون أيها السادة كيف قوبلت تقاليد التعليم الغربي‮ ‬بفرح‮ ‬غامر في‮ ‬الستينيات‮.. ‬ ‮{ ‬السودان كان معروفاً‮ ‬يومئذ انه‮ ‬يملك أعظم جامعة في‮ ‬افريقيا‮.. ‬الآن الارتباك الذي‮ ‬صنعناه‮ ‬يجعلنا نتقدم بالشكر للجهات المالية التي‮ ‬لم تبخل علينا بشىء للوصول الى هذا الهدف ومحاولات اصلاح التعليم التي‮ ‬تجري‮ ‬الآن‮ ‬يجب أن نجعلها جسوراً‮ ‬تنتهي‮ ‬كلها عند منتصف النهر فقط‮..‬ ‮{ ‬لكن‮ ‬يبقى انه علينا الآن أن نستغل الارتباك التعليمي‮ ‬هذا حتى‮ ‬يظل كل رأس‮ ‬ينطح الرأس الآخر في‮ ‬السودان‮..‬ ‮{ (‬الجانب المالي‮ ‬للمخطط‮ ‬يقول‮‬ ‮{ ‬الاقتصاد والتجارة هما الهم اليومي‮ ‬في‮ ‬سودان اليوم‮.. ‬وبعض السودانيين‮ ‬يعتقدون أن مشكلة السودان اقتصادية لا أكثر‮..‬ ‮{ ‬وتستطيعون سيادتكم أن تتخيلوا الثروة الهائلة التي‮ ‬تكمن في‮ ‬السودان‮.. ‬والتي‮ - ‬نخشى‮- ‬أنها تكاد تخرج للوجود‮..‬ ‮{ ‬وبوجود وخروج ثروة كهذه‮ ‬يستحيل علينا صناعة الفقر‮ (‬الحبل الذي‮ ‬نقود به كل شىء‮‬ وحتى الآن فإن جهودنا لمنع خروج الثروة هذه هي‮ ‬جهود ناجحة‮..‬ ‮{ ‬ولتبديد ما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يخرج من الثروة فإننا ذهبنا لخلق الجشع عند كثيرين‮..‬ ‮{ ‬الجشع هذا‮ ‬يصبح هو الوقود الذي‮ ‬يشعل الاضطرابات والذي‮ ‬يقود الى تدمير لا‮ ‬يمكن اصلاحه والذي‮ ‬يشل على الأقل جزءاً‮ ‬من البلاد‮..‬ ‮{ ‬ونلحظ أن الجشع‮ ‬يسري‮ ‬الآن في‮ ‬البلاد كلها‮..‬ ‮{ ‬كذلك ما نستخدمه هو المال‮.. ‬لقد جعلنا الكثيرين‮ ‬يقعون مع المال في‮ ‬غرام دافىء‮..‬ ‮{ ‬والجمع الشره للمال‮ ‬يتم الآن‮ - ‬ويسرني‮ ‬ملاحظة ذلك‮ - ‬على حساب قيم كثيرة جداً‮ ‬كانت كافية تماماً‮ ‬لمنع مهمتنا كلها من النجاح ‮(‬ثم توصيات اللقاء تقول‮‬ ‮{ ‬استراتيجيتنا أصبحت محددة الآن في ‮(١ ‬أن نسرع في‮ ‬التعامل مع الشباب السياسي‮ ‬الناشيء‮..‬ ‮(٢ ‬أن نجعل سياسة‮ »‬غرام المال‮« ‬أكثر سعة‮..‬ ‮(٣ ‬عندها أن نشتت جهود مشروع أسلمة السودان‮.. ‬والتعليم والسياسة والاجتماع‮..‬ ‮(٤ ‬أن نصوب جهودنا لقيادة الدينيين والسياسيين‮.. ‬والجيل الثاني‮ ‬لهم‮..‬ ‮(٥ ‬ان نتعلم من الماضي‮ ‬للمستقبل أن من‮ ‬يقود المسلمين هم عادة القادة الدينيون وأن‮ ‬غطاءً‮ ‬ذهبياً‮ ‬فوق عيون هؤلاء‮ ‬يجعلهم خيولاً‮ ‬لمركبتنا‮..‬ ـــــــــــ ‮{ ‬كانت هذه ترجمة أمينة دقيقة كاملة لخطاب اللقاء السري‮ ‬العالمي‮ ‬الذي‮ ‬يلتقي‮ ‬في‮ ‬مدينة سودانية قبل سنوات قليلة للتخطيط لتدمير السودان‮..‬ ‮{ ‬واللقاء لا‮ ‬يحدث عن مخطط‮ »‬سوف‮« ‬ينفذ بل هو‮ ‬يحدث عن تنفيذ‮ ‬يجري‮ ‬منذ سنوات وعن نجاح متتابع‮.. ‬وعن مستقبل للمخطط هذا أكثر نجاحاً‮..‬ ‮{ ‬والمخطط نحتفظ بأوراقه السرية جداً‮ ‬منذ سنوات‮.. ‬نجعلها قاموساً‮ ‬يفسر ما نرى من الأحداث المتتابعة حولنا‮..‬ ‮{ ‬والسنوات تشهد بتنفيذ مذهل لكل المخطط هذا لتدمير السودان‮..‬ ‮{ ‬وانظر حولك‮!!.‬


اسحق احمد فضل الله

أيها السادة لا أحد منكم‮ ‬يشك في‮ ‬نجاح مهمتنا في‮ ‬السنوات العشرين الماضية‮.. ‬والكثير منها حملته وسائل الإعلام العالمية‮..‬ ‮{ ‬وقد كان واضحاً‮ ‬عندي‮ ‬أن الأحزاب السياسية التي‮ ‬قامت في‮ ‬الستينيات تستطيع أن تعطي‮ ‬السودان نوعاً‮ ‬من الثبات السياسي‮.. ‬وهكذا عملنا على أن‮ ‬يصاب كل القادة هناك بالأنانية والجشع وأن تقودهم الدوافع القبلية‮..‬ ‮{ ‬ونجاحنا هناك جعلنا نقود الإدارات الحزبية هذه من قيادة الأمة إلى إنكفاء شديد حول الذات وأن تصبح السلطة هي‮ ‬الهم والهدف الوحيد لكل منهم‮.. ‬وبأى ثمن‮..‬ ‮❊ ‬أيها السادة‮:‬ ومن السعار هذا حول السلطة جاء نجاحنا‮..‬ ‮{ ‬وكذلك‮ - ‬وكما ترون‮ - ‬فإننا نتعامل الآن مع جيل جديد من السياسيين‮.. ‬وممن‮ ‬يبدو عليهم‮ - ‬للأسف‮ - ‬تصميم‮ ‬غريب على توحيد السودان وعلى كل واحد منا أن‮ ‬ينتبه لهذا وأن‮ ‬يعمل على رمي‮ ‬النزعة الجديدة هذه في‮ ‬إطار الفوضى‮..‬ ‮{ ‬ومهم الآن جداً‮ ‬أن نقوم بخلق الخلافات وعدم الثقة بين من‮ ‬يسمونهم‮ »‬السياسيون النقيون‮« ‬وخلق الصراع بينهم وبين الجيل السابق لهم من القادة السياسيين ومن جانبنا فقد عملنا بالفعل على التعاون مع جهات خارجية لإتاحة ما‮ ‬يكفي‮ ‬لصناعة الفوضى المطلوبة

‬ولما كان من الصعب أحياناً‮ ‬السيطرة على السودانيين المثقفين فقد نجحنا في‮ ‬قيادتهم بعد تحويلهم الى القبلية والصراع الديني‮.. ‬وصراع الطبقات‮.. ‬الذي‮ ‬أثبت جدوى مدهشة‮..‬ ‮{ ‬اعلم انكم تذكرون وتلاحظون أن جزءاً‮ ‬من المخطط هذا جرى كشفه وأن عدداً‮ ‬من السودانيين‮ ‬يتجهون لتأسيس جيش موحد‮.. ‬مما‮ ‬يصبح تهديداً‮ ‬حقيقياً‮ ‬لبقية المخطط‮..‬ ‮{ ‬لهذا نتجه الى صناعة سلام مؤقت‮ ‬يجعل كل أحد‮ ‬يسترخي‮ ‬ويشعر بزوال الخطر ريثما نذهب الى الخطوة التالية لصناعة البلبلة في‮ ‬الجيش‮.. ‬وعندها‮ - ‬وفي‮ ‬الوقت المناسب‮ - ‬سيكون نجاحنا أعظم‮.. ‬فإن العسكريين‮ ‬يومئذ سوف تكون لهم عقول مشبعة بالقبلية والحرب‮.. ‬عندها تستطيعون أن تتخيلوا أى شىء‮ ‬يمكن أن‮ ‬ينشب حين‮ ‬يواجهون بعضهم تحت ظلال الفوضى‮..‬

(‬ثم‮ ‬يعرج الخطاب إلى إعادة تشكيل المجتمع‮.. ‬ليقول‮‬ ‮{ ‬استطعت وزملائي‮ ‬خلق شبكة من الفنادق والمطاعم والمباني‮ ‬الخاصة مستخدمين ما نعرفه من سيطرة الاحتفالات الموسيقية وما‮ ‬يمكن أن تخفيه تحتها لاختراق كل شىء وكل مكان‮

.‬ فالموسيقى‮ ‬يسمعها من‮ ‬يريد‮.. ‬ومن لا‮ ‬يريد‮.. ‬ثم‮ ‬يستجيب لها كلهم ‮{ ‬ونجاحنا وسط الشباب رائع جداً‮..‬ ‮{ ‬اعط الشباب موسيقى‮.. ‬ثم خذهم الى ما تريد فسوف‮ ‬يصنعونه‮..‬ ‮{ ‬بالطبع نحن نقدم للشباب مشاريع رائعة للأعمال الجيدة‮.. ‬لكننا نكون حريصين تماماً‮ ‬على أن تفشل هذه المشاريع‮.. ‬وطرد من‮ ‬يصبحون خطراً‮ ‬ويعملون في‮ ‬غباء على تحقيق نجاح لا نريده‮..‬ ‮{ (‬عند الحديث على التعليم‮ ‬يمضي‮ ‬الخطاب ليقول‮‬ ‮❊ ‬أيها السادة‮:‬ ‮- ‬علينا أن نتذكر كيف كان مجتمع السودان منظماً‮ ‬جداً‮.. ‬لقد اقتضى الأمر منا جهداً‮ ‬جهيداً‮ ‬جداً‮ ‬لتحطيم هذا النظام المتماسك‮..‬ ‮{ ‬بخمر التقاليد الغربية في‮ ‬السلوك والتي‮ ‬نسكبها دون صوت في‮ ‬المؤسسات التعليمية استطعنا تحطيم تقاليد كثيرة جداً‮ ‬كان الشباب‮ ‬يتشربونها في‮ ‬بيوتهم والتي‮ ‬كانت تحيطهم بصلابة خاصة‮..‬ ‮{ ‬بل استطعنا أن نجعل آباء وأمهات كثيرين‮ ‬يشعرون أن تقاليد البيوت متخلفة وغير حضارية وانها ضد مصالح أولادهم ‮{ ‬لعلكم تتذكرون أيها السادة كيف قوبلت تقاليد التعليم الغربي‮ ‬بفرح‮ ‬غامر في‮ ‬الستينيات‮.. ‬ ‮{ ‬السودان كان معروفاً‮ ‬يومئذ انه‮ ‬يملك أعظم جامعة في‮ ‬افريقيا‮.. ‬الآن الارتباك الذي‮ ‬صنعناه‮ ‬يجعلنا نتقدم بالشكر للجهات المالية التي‮ ‬لم تبخل علينا بشىء للوصول الى هذا الهدف ومحاولات اصلاح التعليم التي‮ ‬تجري‮ ‬الآن‮ ‬يجب أن نجعلها جسوراً‮ ‬تنتهي‮ ‬كلها عند منتصف النهر فقط‮..‬

داخل سرادب مخطط تدمير السودان‮ (٢‬

‮❊ ‬وصديق ظريف‮ ‬يسألنا عن حظ السودان الوافر من السادة‮ »‬يان‮« ‬فهناك‮ »‬يان‮« ‬برونك و‮»‬يان‮« ‬ايغلاند والآن‮ »‬يان‮« ‬اليسون ثم‮ ‬يان قادم ثم‮..‬ ‮❊ ‬والحديث‮ ‬يقود الى حريم الأزمة السودانية ومنهن راضية عاشور ومنهن السيدة فريزر ومنهن رايس ومنهن وزيرة السويد ثم وزيرة فلندا والتي‮ ‬كان من شأنها أنها كانت جميلة جمالاً‮ ‬يعض عضاً‮.. ‬والتي‮ ‬تتخفف من ثيابها صباح ذهابها إلى الخارجية إلى درجة تجعل دكتور مصطفى عثمان‮ ‬يطردها‮..‬ والخارجية‮ ‬يومئذ تستقبل أقوى احتجاج في‮ ‬تاريخها والشاعر‮ ‬يقف على باب دكتور مصطفى عثمان ليقول‮:‬ ‮❊ ‬و‮ »‬الزول العجب روحو‮.. ‬وجليدو نضيف‮..«‬ وجاتك أمانة‮ ‬يا دكتور بتطردوا كيف‮«..‬؟ ‮❊ ‬ومصطفى عثمان عيونه كبيرة لا‮ ‬يجد رداً‮ ‬حتى اليوم‮.‬ ‮❊ ‬والحديث‮ ‬يقود الى حظ السودان من المعاشيين وملاحظة أن أكابر من‮ ‬يتولون الشأن السوداني‮ ‬هم ممن تحتضر أيامه الوظيفية ويسهره في‮ ‬فراشه زحام السنوات‮..‬ ‮❊ ‬وممن‮ ‬يسوقه‮ ‬غل المنهزم وجرأة من ليس عنده ما‮ ‬يخسره‮..‬ ‮❊ ‬السيد بروك المولود عام ‮٠٤٩١‬م‮ ‬يقضي‮ ‬آخر مهامه في‮ ‬الوظيفة هنا ثم‮ ‬يفعل ما‮ ‬يفعله المفارق وعينه القوية‮.. ‬مما رآه الناس‮..‬ ‮❊ ‬ثم ايغلاند مثلما‮ ‬يقضي‮ ‬أخريات أيام وظيفته في‮ ‬السودان وآخر شهقاته كانت اتهامه السودان بمنعه من زيارة دارفور وان إبادة تتم هناك‮..‬ ‮❊ ‬ويان اليسون الآن المولود عام‮ »٠٤٩١‬م‮« ‬أيضاً‮ ‬يعبر جسر التنهدات ذاته‮.. ‬وكلهم تبعث بهم الى السودان ايدي‮ ‬غريبة‮.‬ ‮❊ ‬لكن الحديث‮ ‬يقف عند سرادب خطة تمزيق السودان والتي‮ ‬وضعت في‮ ‬الخرطوم‮ ‬منتصف التسعين‮.. ‬بأيدي‮ ‬أشدّ‮ ‬براعة ثم‮ ‬يقف عند شواهدها من الأحداث في‮ ‬السنوات العشر الماضية‮..‬ ‮❊ ‬وعند تمزيق الجنوب بأيدي‮ ‬أهله عن علم وقصد‮..‬ ‮❊ ‬وتمزيق الغرب بمثلها ‮❊ ‬والحديث والمخطط لتمزيق السودان والذي‮ ‬يختار أسلوب‮ »‬ايقاظ القبيلة‮« ‬يجعل المحاضر‮ ‬ينظر الى الحاضرين ثم‮ ‬يقول‮:‬ ‮{ ‬أيها السادة‮..‬ أثيوبيا‮ ‬يمزقها شىء واحد‮.. ‬وهو انفراد قبيلة بالحكم‮.. ‬والإنفراد‮ ‬يجعل الآخرين‮ ‬يحملون السلاح وهذا النموذج‮ ‬يصلح لكل مكان‮..‬ ‮❊ ‬ويوغندا ما‮ ‬يحفظ الاشتعال فيها هو كذلك قبيلة تحكم وقبائل تحمل السلاح ضدها‮..‬ ‮❊ ‬يوغندا أيها السادة ما بين عام ‮٢٧٩١‬م عام استقلالها ورئاسة‮ »‬كيوانوكو‮« ‬من قبيلة‮ »‬موقاندا‮« ‬وحتى موسيفيني‮ ‬الذي‮ ‬ينتمي‮ ‬للقبيلة‮ »‬مانيانكولي‮« ‬ظلت تتقلب في‮ ‬الحرب للسبب ذاته حرب القبائل التي‮ ‬لا تنطفىء أبداً‮..‬ ‮❊ ‬يوغندا‮ ‬يتعاقب عليها السادة‮ »‬أبوتي‮« ‬من قبيلة لانقي‮ ‬ثم السيد موتيسا ونائبه‮ »‬ناديوب‮« ‬وكلاهما من قبيلة موقاندا‮..‬ ‮❊ ‬ثم السيد أبوتي‮ ‬ثم السيد عيدي‮ ‬أمين الذي‮ ‬تأتي‮ ‬به قبيلة‮ »‬كاكوا‮« ‬ونائبه من القبيلة ذاتها‮..‬ ‮❊ ‬ثم السيد‮ ‬يوسف لولي‮ ‬الذي‮ ‬يعود بالحكم إلى قبيلة موقاندا ثم السيد‮ »‬قودفري‮« ‬الذي‮ ‬هو كذلك من الموقاندا‮.. ‬ثم السيد‮ »‬موانق‮« ‬من القبيلة ذاتها والذي‮ ‬يسترضي‮ ‬قبيلة‮ »‬مونيانلوكي‮« ‬باختيار نائبه منها‮.. ‬ثم السادة بوتي‮ ‬الذي‮ ‬يتسع في‮ ‬الاسترضاء لايقاف حرب القبائل باختيار نائبين اثنين احدهما من الموقادا والآخر من الأشولي‮..‬ ‮❊ ‬ثم الأشولي‮ ‬الذين‮ ‬يدفعون برئيس منهم بعد ذلك هو السيد‮ »‬اوكيلي‮« ‬والذي‮ ‬يختار نوابه من‮ »‬اللوفيوارا‮« ‬والموقادا في‮ ‬محاولات الاسترضاء ‮❊ ‬ثم السيد موسيفيني‮ ‬الآن الذي‮ ‬هو من قبيلة‮ »‬المونيانكولي‮« ‬الذي‮ ‬يحاول اطفاء الحرب بالأسلوب الفاشل ذاته واختيار نواب من المواقادا‮.. ‬و‮.. ‬و‮..‬ ‮❊ ‬أيها السادة‮.. ‬الجنون الوحيد الذي‮ ‬لا دواء له هو الحرب القبلية والسودان مشبع حتى العظام بالقبائل النائمة والتي‮ ‬ان ايقظناها سقط السودان في‮ ‬ايدينا بهدوء ونعومة‮..‬ ‮❊ ‬قال المحاضر وهو‮ ‬يسعل ويتمهل لحظات‮..‬ ‮(٣‬ ‮❊ ‬والحديث حول موسيفيني‮ ‬ونموذج‮ ‬يوغندا‮ ‬ينتهي‮ ‬إلى أن موسيفيني‮ ‬وسجله المرعب في‮ ‬انتهاك حقوق الإنسان‮ ‬يعود إلى أن الرجل‮ »‬خائف‮« ‬وأن الرجل‮ ‬يصبح وحشاً‮ ‬لأنه‮ ‬يعرف تماماً‮ ‬أن‮ »‬الويل لمن‮ ‬يسقط تحت الأقدام في‮ ‬الحروب القبلية‮«.‬ ‮❊ ‬والمحاضر‮ ‬ينظر في‮ ‬عيون المستمعين ثم‮ ‬يكتفي‮ ‬بعدد قليل من أسماء المشاهير الذين تضحك عظامهم الآن في‮ ‬أماكن مجهولة من‮ ‬غابات‮ ‬يوغندا‮.. ‬قتلهم موسيفيني‮.‬ ‮❊ ‬قال المحاضر ‮»‬المضحك أيها السادة أن موسيفيني‮ ‬الذي‮ ‬يدين وحشية القذافي‮ ‬في‮ ‬السبعينيات‮ ‬يضع بعدها‮ ‬يده في‮ ‬يد القذافي‮ ‬ويستخدم جنوداً‮ ‬ليبيين لإقامة مذابحه‮«.‬ ‮❊ ‬هكذا‮ ‬يقول المحاضر ثم‮ ‬يخفض عينيه ليتخطف حفنة من أسماء الضحايا‮..‬ ‮❊ ‬ليس سيرالوانقا‮/ ‬بينديكتو ايتونو‮/ ‬جون كاتابازي‮/ ‬ديفيد لوانقا‮/ ‬جورج أقولي‮/ ‬دكتور تشارلس لوانقا‮/ ‬سامسو

اودوك‮/ ‬استيفن خواكا‮/ .. ‬و‮.. ‬و وبعد الاسم الخامس والثلاثون المحاضر‮ ‬يتوقف فالأسماء‮.. ‬وكثير من المحاضرين لايعرفون‮ ‬يوغندا‮ - ‬تصبح مملة‮ - ‬لكن الأسماء تصبح كذلك مؤشراً‮ ‬قوياً‮ ‬إلى معرفة الرجل بما‮ ‬يقول‮:‬ والمحاضر وكأنه‮ ‬ينفض‮ ‬يديه‮ ‬يحول الحضور إلى مراجعة سجن‮ »‬كرينيا‮« ‬الشهير‮ - ‬كما قال‮ - ‬قريباً‮ ‬من جنجا‮..‬ ‮(٤‬ ‮❊.. ‬والآن‮ - ‬وبعد سنوات من قيام المؤتمر والمخطط‮ - ‬ننظر الى ما قاله حديث السرداب،‮ ‬يومئذ والى ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬السودان اليوم‮.. ‬الحرب القبلية وايقاظ القبيلة‮.. ‬و‮..‬ ‮❊ ‬وما بين بولاد وهجرته الى ألمانيا عام ‮٢٩٩١‬م‮ »‬راجع حديث الأمس هنا‮« ‬وعودته ليقود طابوراً‮ ‬من الجنوب ليشعل الحرب في‮ ‬الغرب‮.. ‬وحتى هجرة قادة تمرد الغرب كلهم الى بون ولندن‮..‬ ‮❊ ‬وحتى اقامة منظمة العدل والمساواة في‮ ‬بون وحتى‮.. ‬وحتى‮..‬ ‮❊ ‬ثم تمزيق السودان كله بالأسلوب ذاته‮.. ‬كل هذا‮ ‬يبدأ ويمضي‮ ‬بشىء واحد‮ ‬يقوم عليه المخطط‮..‬ ‮❊ ‬ايقاظ القبيلة ثم التدمير الذي‮ ‬لا‮ ‬يوقفه شىء‮.. ‬وانظر حولك ‮❊ ‬ونستأنف الحديث

اسحق أحمد فضل الله