بتمويل كوري (۳۵) مليون دولار لربط كردفان بالشبكة القومية للكهرباء

الراي العام - السودان
السودان.. فرع كوريا..!

في أكثر من مناسبة أبدى د. مصطفى عثمان وزير الخارجية استحسانه لعبارة قالها الاستاذ أحمد خير المحامي عندما كان وزيرا في حكومة الفريق ابراهيم عبود .. وكان أحمد خير يرد على أحد السفراء الذي استنكر فكرة انغماس السلك الدبلوماسي السوداني في الترويج التجاري للسودان في الخارج .. فقال السفير محتجا للوزير أحمد خير ستصبح السفارات أقرب للسيوبر ماركت فرد عليه أحمد خير بحسم (فلتكن كنتين..).. و(كنتين) تعني البقالة الصغيرة ..
وفي سفارتنا بكوريا الجنوبية.. لدينا سفير قلق مهموم بمصالح السودان.. يبحث وينقب دائما عن الفرص التي تخدم السودان حتى ولو كانت مجرد منحة دراسية لطالب واحد.. فهو يقيس درجة نجاحه في عمله الدبلوماسي بقدر المصالح التي يمكن تحقيقها لبلده بصورة مباشرة أو غير مباشرة..
ورغم أن العلاقات الدبلوماسية بين السودان وكوريا رضيعة لم تتعد الخمسة عشر عاما.. إذ انها وليدة سياسات الانفتاح الشرق الآسيوي بعد ۳۰ يونيو .۱۹۸۹. وفتحت سفارتنا في سيول على أنقاض سفارتنا في برلين الشرقية التي أغلقت بعد توحيد الألمانيتين.. ورحل سفيرنا في برلين الشرقية السفير عطا الله بمنقولات سفارته الى سيول.. إلا أن سفيرنا الحالي في سيول الدكتور بابكر على الخليفة حقق انجازات واضحة خلال أقل من عامين من عمر توليه رئاسة البعثة في سيول..
وخلال زيارتي لكوريا مرافقا للاستاذ أحمد عبد الرحمن الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية.. حظيت بمراقبته عن كثب في سياق زيارتي للسفارة أو مرافقته لنا في بعض الفعاليات.. وكان حريصا بدرجة مثيرة للانتباه أن يتيقن من الترويج لمصالح السودان حيثما ذهب.. وأقام علاقات وطيدة مع مفاتيح القرار السياسي والاقتصادي والجامعات في كوريا.. و يجري اتصالات دؤوبة مع الشركات العملاقة في كوريا مثل (دايو) ليحفزهم على مزيد من الاستثمار في السودان..
ويقول السفير د. بابكر الخليفة.. أن من أسرار نجاح كوريا في وثبتها الاقتصادية نهجها الاستثماري الرشيق.. فالرئيس الكوري مستعد للسفر الى أى بلد في الدنيا للبحث عن مصالح الشركات الكورية.. ولا حرج في ذلك.. فقد يسافر في زيارة رسمية الى تركيا مثلا ويضع في صدر وفده المرافق رئيس شركة (دايو) او (هونداي) أو غيرها..
وقد نجح السودان بفضل همة سفيرنا في كوريا في الحصول على منافع كثيرة يصعب احصاؤها هنا.. لكن من أكبر هذه البشريات التمويل الكوري للخط الناقل للكهرباء من الشبكة القومية من مدينة ربك الى مدينتي الابيض والرهد.. وهو مشروع يكلف حوالى (۳۵ مليون دولار سيجعل كردفان جزءا من الشبكة القومية للكهرباء ويقرب المسافة الى دارفور لتدخل قريبا الى دائرة الضوء الكهرومائي..!
وقدمت كوريا ايضا للسودان (۱۵ مليون دولار لصالح مشروع الحكومة الالكترونية في السودان وهو من ضمن حزمة الملفات التي يرعاها بنجاح وزيرنا المثابر كمال عبد اللطيف.. صاحب الانجاز الكبير في شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) التي من بعد كساح عادت تحقق نجاحات متتالية ونحن - حسب ما قال لي قبل يومين الوزير كمال عبد اللطيف - موعودون بمفاجأة كبيرة من سودانير خلال الايام القليلة القادمة ..
بكل صدق سفيرنا في سيول د.بابكر الخليفة نموذج للمبادرة والهمة والاحساس الكبير بمصالح الوطن أولا ..!
http://www.al-vefagh.com/1384/840219/html/arabi.htm#s14664