خارطة الكنز " المفقودة أزمة المصالحة الوطنية .. وتجديد دعوة الرئيس البشير لها

خارطة الكنز " المفقودة أزمة المصالحة الوطنية .. وتجديد دعوة الرئيس البشير لها


01-09-2007, 01:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=3&msg=1168345346&rn=0


Post: #1
Title: خارطة الكنز " المفقودة أزمة المصالحة الوطنية .. وتجديد دعوة الرئيس البشير لها
Author: democracy
Date: 01-09-2007, 01:22 PM

خارطة الكنز " المفقودة أزمة المصالحة الوطنية ..!
لم تكن هي المرة الأولي التي يدعو فيها الرئيس عمر البشير الي " نداء لمصالحة وطنية تاريخية " عندما كان يتحدث مساء أمس الأول بالقصر الجمهوري بمناسبة الذكري الـ 51 للاستقلال ، فالرئيس ظل في كل مناسبة يحث القوي السياسية علي توحيد الجبهة الداخلية والوفاق ، لكن تبقي هناك حلقة ظلت علي الدوام مفقودة في تلك الدعوات التي تتكرر في كل مناسبة .. !
والحلقة المفقودة هي برنامج العمل الذي تقوم عليه اية مبادرة أو دعوة لتوحيد الصف الوطني، أو كما ذكر الرئيس " نداء المصالحة الوطنية التاريخية " ، فبدون هذه الحلقة لن تتواني قيادات الأحزاب في وصف تلك الدعوات بالشعارات البراقة التي تتبخر في أول اختبار حقيقي .
بالرجوع الي نص خطاب الرئيس بمناسبة ذكري الاستقلال نجده يقول " في عيدنا الوطني الحادي والخمسين اعلن ايها الأخوة مكررا مسؤوليتنا التاريخية في بناء حياة كريمة تعتمد علي ركائز السلام والوئام والمصالحة الوطنية التاريخية .. " ليتابع " هذه رسالتي لأبناء السودان جميعا لنلبي جميعا ايها الأخوة نداء المصالحة الوطنية التاريخية .. مصالحة التعافي الكريم ، مصالحة محو الضغائن وإبراء الجراح ، مصالحة استعادة الحقوق وتراضي النفوس ، مصالحة الرضا والوفاق " .
وهي دعوة تجد القوي السياسية نفسها ساذجة وربما سمجة إذا ما بادرت برفضها ، لكن أيضا من حقها ان ترمي اليها الحكومة بخارطة طريق لبلوغ هذا الهدف ، وهي خارطة تستدعي بالضرورة ان يخطو من في أيديهم زمام أمر الحكم خطوات نحو الأحزاب .
ويقول نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي علي محمود حسنين ان المصالحة الوطنية ليست شعار عاطفيا وكأن الأمر مجرد خصومة شخصية علي مستوي أسرة من الأسر ، لأن هناك قضايا وطنية لا بد من الاتفاق عليها أولا قبل الحديث عن اجراء اية مصالحة وطنية ، ويحصر حسنين في حديثه معي بالهاتف أمس تلك المطلوبات في التحول الديمقراطي وانتهاء نظام الانقاذ كسلطة شمولية قابضة ، اعادة مؤسسات الدولة الي أحضان القومية ومحاربة الفساد ولالتزام بسيادة حكم القانون ، كفالة الحريات بدءا من المسيرات السلمية ، ويعتبر الرجل حزمة مطلوباته هذه بمثابة شرط وجوب لأجراء المصالحة الوطنية ويؤكد ان الشعارات التي تطلق في المناسبات سرعان ما تتبخر في الهواء مع سخونة الجو السياسي اذا لم يصحبها برنامج عمل .
وكذلك لا يجد مسؤول الاعلام بحزب المؤتمر الشعبي المحبوب عبدالسلام بدا من الذهاب الي ذات المنحي وهو يبلغني عبر سماعة الهاتف أمس ان الكلمات التي تشير الي ضرورة الوفاق وأجراء مصالحة وطنية سبق وان اطلقت لمرات عديدة دون ان تفلح في تجاوز أزمة الثقة الحادة بين النظام والقوي السياسية المعارضة أو تلك المشاركة في مؤسسات الحكم .ويقول ان دعوة الرئيس للمصالحة التاريخية تقتضي في مقابلها تنازلا تاريخيا يتسم بالجدية التي لم تتوافر بعد في النظام مما يتطلب ان تمضي الحكومة في خطوات أوسع، مضيفا ان ذلك الموقف يقتضي مصارحة تاريخية أيضا كتلك التي حدثت فصولها في جنوب افريقيا ، وينوه المحبوب الي ان الكثير من المبادرات لجمع الصف فشلت مثل مبادرة الدكتور عصام صديق وجهود هيئة جمع الصف الوطني الجارية حاليا بقيادة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، علاوة علي مبادرات لرأب الصدع علي مستوي الحركة الاسلامية بين المؤتمرين الوطني والشعبي. ويؤكد ان الساحة السياسية السودانية في حاجة الي خطوة شجاعة باٍجراء مصالحة حقيقية .
ولعل أكثر ما يحفز المعارضة لاٍجراء المصالحة هو تنازل المؤتمر الوطني عن استحواذه علي السلطة رغم انه يري انه قدم ما فيه الكفاية في هذا الصدد ، وعبر الرئيس البشير في ذات الخطاب عن ذلك بقوله " نريد ان يجد كل مواطن نفسه في مجالس الحكم وهيئات التشريع .. " .
إلا ان للأحزاب وجهة نظر أخري عندما تري في سيطرة المؤتمر الوطني علي السلطة عائقا موضوعيا أمام المصالحة ويذهب علي محمود حسنين الي ان اٍحكام المؤتمر الوطني علي السلطة في رئاسة الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء وحكومات الولايات يعد متناقضا مع دعوة الرئيس لاٍجراء مصالحة وطنية ، كما ان المحبوب يشير الي ذات العقدة قائلا ان مفاوضات نيفاشا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لم تتطاول إلا بإصرار الأول علي ضمان نسبة 52 % من قسمة السلطة ، وقد اصبحت المناصب مثل رقعة الشطرنج يتداولها عدد محدود ، ويضيف انه مع مرور الوقت في الحكم افتقد " الأخوة في النظام " الرؤية التي هي مهمة للسياسي حتي يكون له موقف وقرار ، لكنهم يعتقدون ان السلطة تأمين لهم لأنها تقيهم من شر ملاحقات قانونية وقضائية ربما تطالهم اذا ابتعدوا عن السلطة وهذا مأزق شبيه بما مرت به حكومة التمييز العنصري بجنوب افريقيا والتي لم تخرج منه إلا عبر المصارحة الوطنية .
ربما يكون الرجال الذين هم حول رئيس الجمهورية ويقومون بمهمة إعداد خطاباته الرسمية ويصيغونها في حاجة الي البحث عن برنامج عمل واضح المعالم للوصول الي هذه المصالحة الوطنية التي تكررت الدعوة لها بلا طائل ..!
لكن يبدو ان ما تطمح إليه القوي السياسية بعيد المنال، فشريكا نيفاشا يصران علي اكمال اللعبة بهذه الطريقة علي ان ينتظر الجميع الانتخابات العامة ، ويدعو البشير في خطابه الأحزاب الي إعداد عدتها للانتخابات باعتبارها الاختبار الحقيقي للأوزان ، لكن ربما يجد طارئ يجبر الشريكين علي استباق الانتخابات والتنازل عن بعض الكعكة.

نقلا عن جرية الصحافة السودانية