عزل خليل عن رئاسة العدل والمساواة هل هو حل ام تعقيد ..؟؟

إنشقاق جديد هذه المرة داخل حركة العدل والمساواة.. صحيح أنه ليس الأول بعد انشقاق محمد صالح حربة ومجموعة أبوريشة التي وقعت على اتفاق أبوجا باسم حركة العدل والمساواة جناح السلام.. إلا أنه جاء مختلفاً وفي الوقت الذي يعد فيه المجتمع الدولي ترتيبات الحوار بين الحكومة وجبهة الخلاص الرافضة لاتفاق أبوجا التي تشكل حركة العدل والمساواة أحد أعمدتها.. فالانشقاق الذي قادته قيادات معروفة ومن المؤسسين للحركة مثل نصر الدين حسين وإدريس أزرق لم يفاجئ الكثيرين بعد أن أعلنت هذه المجموعة مراراً احتفاظها بحقها في الحركة بعد أن أعلنت القيادة آنذاك فصلهم من الحركة.. ومن ثم تطورت الأحداث الى أن رتبت هذه المجموعة لمؤتمر عام للحركة وهي تصر على تقديم دعواته باسم حركة العدل والمساواة..

الراي العام

فماذا تم في مؤتمر أديس أبابا؟!!

قبل المؤتمر!!

كانت البداية مذكرة تصحيحية أعدتها بعض القيادات بالمكاتب الخارجية وعلى رأسهم إدريس أزرق مسؤول الإعلام في الحركة يطالبون فيها بتصحيح مسار الحركة وقيام مؤتمرها الثاني.. قوبل هذا الأمر بتشكيك في النوايا من الطرف الآخر وتم فصل مجموعة المذكرة الشهيرة.

مشاورات مكثفة قادها منبر أبناء دارفور برئاسة الفريق ابراهيم سليمان استضافتها العاصمة المصرية القاهرة.. ولكنها كانت محاولات فاشلة لم تستطع حتى أن تجمع القيادات مع بعضها.. وفي ذات الأثناء كانت مجموعة المذكرة تعمل بهمة في إعداد المؤتمر وتوزع دعواته.. حيث كانت القاهرة المحطة التي انطلقت منها الترتيبات للجنة التحضيرية للمؤتمر لتختار أديس أبابا مقر الاتحاد الإفريقي مكاناً لانعقاده.. للدلالة على مباركة المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي الراعي الذي ما زال لقضية دارفور كداعمين للمؤتمر.

والمؤتمر الذي عقد في مواقع إحدى المنظمات الكنسية الأسبوع الماضي بأديس أبابا كان (60%) من عضويته من المنتسبين للقبائل العربية الى جانب عدد من القيادات من القبائل الأخرى من غير الزغاوة.. وكان يبدو واضحاً أنها ثورة ضد تهميش الزغاوة لأبناء القبائل الأخرى داخل الحركة.. وكان الدعم الإثيوبي للمؤتمرين بائناً وصفه بعض المراقبين أنه نتاج طبيعي موازٍ للتحرك الأريتري في قضية دارفور.. والحضور رغم تواضعه كان شاملاً لعدد كبير من مكاتب الحركة في المهجر الى جانب حضور من الداخل.. وعزت بعض القيادات الأمر لقلة الإمكانات خاصة أن عضوية الحركة منتشرة في كل أنحاء العالم.. المؤتمر جاء بعنوان «المؤتمر الثاني» باعتبار أن المؤتمر الأول عقد في طرابلس منذ فترة وتحت شعار «من أجل حركة تقوم على المؤسسية وإدارة التنوع ووطن خالٍ من التهميش» وجاء الشعار يعكس أشواق المؤتمرين الذين قالوا إنهم ظلوا ولفترات طويلة يعانون من التهميش داخل الحركة.

عدد من قيادات كانت معروفة في المؤتمر الشعبي منهم محمد أحمد دهب ومحمداسماعيل الشهير بكرستوفر شاركت في المؤتمر وانتخبت في المجلس التشريعي.

دعا المؤتمر من خلال ورقة تعبر عن تصور مقتضب حول كيفية الخروج من المأزق الذي تعيشه دارفور الآن وذلك بإعداد ورشة عمل تخاطب الوضع الراهن وتدعو للتفاكر بموضوعية حول الأزمة بإجراء مكاشفات حقيقية بين قادة دارفور ومثقفيها للوصول الى مصالحة شاملة تعين على تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات دارفور الإثنية والسياسية.

وتشير الورقة لأهمية الاعتراف ببعض الحقائق لإحداث تحول في المواقف المتباينة مثل الاعتراف بأن الصراع بين المركز والهامش انحرف عن مساره وتحول الى صراع الهامش ضد الهامش وأن المركز استطاع الزج بالتباينات والاختلافات المحلية في أتون الصراع الكبير ليتقاتل المهمشون فيما بينهم.. وتدعو الورقة للاعتراف بأن جميع ضحايا المعارك العسكرية في دارفور من المهمشين سواء كانوا أفراداً من القوات المسلحة أو الحركات المسلحة أو من المليشيات القبلية من عصابات النهب المسلح الى جانب الاعتراف بصعوبة انتصار طرف على الآخر وأن المواطن الدارفوري البسيط هو الذي يدفع ثمن استمرار الصراع.. ولم تنس الورقة أن تشير الى استحالة قدرة تنظيم سياسي واحد أو قبيلة بتحقيق مطالب أهل دارفور كانعكاس طبيعي للأسباب التي أدت لقيام المؤتمر وتوضيح قومية الحركة..

الرئيس!!

تم ترشيح أربعة أشخاص لرئاسة الحركة هم إدريس ابراهيم أزرق ومحمد أحمد دهب وابراهيم يوسف عبد الله ويوسف أبكرآدم.. فاز إدريس أزرق بعد انسحاب الثلاثة الآخرين.. ووجد الأمر قبولاً واستحساناً من الجميع وكأنه أمر متفق عليه إلا أن العملية الانتخابية لاختيار الرئيس تمت بحضور الصحافيين. وأزرق الذي قيل إنه أسهم في توطيد العلاقة بين فرنسا والحركة بدا واثقاً من نفسه وموقفه وهو يتحدث عن الدعم الدولي الذي ستجده الحركة حيث تربطه علاقات مميزة بالمسؤولين الفرنسيين والأوربيين.

المؤتمر رغم ما قيل عنه من قبل البعض إلا أن مراقبين وصفوه بالشفافية خاصة في مناقشة القضايا وتفاصيلها والمسكوت عنه في العلاقة ما بين (الجلابة) وأهل الغرب الى جانب المظالم التاريخية لدارفور.

رئيس الحركة خاطب المؤتمر بعد انتخابه وعاهد الجميع على الالتزام بالمؤسسية والنظام الأساسي للحركة.. ورغم أنه رفض الخوض في التفاصيل إلا أنه أكد أن للحركة رؤية تتمثل في مساومة تاريخية بين المركز والهامش على قرار ما تم في جنوب إفريقيا كإطار لحل قضية دارفور ستطرحها لاحقاً على طاولة المفاوضات.

اخرا وليست أخيراً..
تبقى أن ما تم في أبوجا أكد حقيقة ماثلة وهي إضافة حركة جديدة للحركات التي لم توقع أبوجا.. وهي وفق مطالبها في انتظار مبادرات المجتمع الدولي!!
فمارايكم بهذا