Post: #1
Title: كيف استغلت إيران هيجان الثور الأعمى؟ ... أو فشل المشروع الأمريكي في المنطقة
Author: Frankly
Date: 01-07-2007, 12:36 PM
المساومات الإيرانية مع الشيطان الأكبر: العراق نموذجاً
المتابع للتطورات الخطيرة التي تحصل على الجبهة الممتدة من أفغانستان وحتى لبنان يرى تصعيدا كبيراً جداً و خطيراً يشير الى احتمال انفجار البركان بشكل نهائي في نهاية السنة الميلادية الحالية او بداية السنة الجديدة. اشتعال نيران الطائفية والحرائق السياسية والعسكرية دفعة واحدة لم تأت من هباء او تسقط من السماء الهدف بطبيعة الحال إيجاد الأرضية الخصبة و المناسبة للمساومات و تبادل الملفات للخروج بأكبر قدر من المكاسب على ان تكون الضحية جماجم العرب.
البازار الايراني يلجأ الى النفاق مجدداً
البعض عن حسن نية يقوم بالدفاع عن ايران متوهماً انها دولة الخلافة المنشودة وأن الوحي يسدد خطاها لنصرة الاسلام والمسلمين والدفاع عن حقوق العرب ومقدساتهم. بئس التحليل الأحمق هذا!! فالجمهورية الايرانية تتصرف بعقلية تاجر البازار الذي يبيع و يشتري و يكون همه الرئيسي الحصول على أكبر قدر ممكن من الأرباح, و هو من اجل ذلك يبيع المشتري ما يريد من كلام معسول والهدف نصب عينيه إقناع الزبون بالشراء حتى لو تطلب ذلك الحفاظ على شعرة معاوية قبل ان يحدد السعر النهائي ويبيع. الجيش الأميركي في العراق غارق حتى أخمص قدميه وسيعلن الاستسلام قريبا والفضل في ذلك طبعا يعود الى المقاومة العراقية الشريفة وليس الى آيات قم والنجف الذين فرشوا السجاد العجمي في استقبال المحتلين الجدد. الخطة الايرانية كانت واضحة من البداية لكل صاحب رؤية و استشراف. ايران كانت محاصرة بمد بشري وايديولوجي من الشرق ناحية أفغانستان نظام طالبان, و من الغرب ناحية العراق نظام صدام حسين هذه الكماشة الجيو-ستراتيجية حجمت الدور الايراني ومنعته من المراوغة او المغامرة فظل القمقم الايراني حبيس الداخل بانتظار من يخرجه. وجد آيات ايران أن الحل الوحيد يكمن بالاستعانة بقوة الثور الاميركي الهائج والأعمى وتجيير ذلك لصالحهم من دون ان يضطروا لخوض اية حروب او منازلات مباشرة سواء مع العرب او مع اميركا وذلك عبر وسيلتين: الأولى المساعدة والدعم للأميركيين في الجبهة الأفغانية والعراقية والثانية الابتزاز والمساومة لهم على الجبهة اللبنانية والفلسطينية. و بذلك تكون السياسة الايرانية البازارية كالمنشار رابحة في الحالتين.
حقيقة الدور الايراني في العراق
قام آيات قم باستغلال النقمة الأميركية على المنطقة اثر تعرض الثور الأميركي لضربة موجعة في 11 سبتمبر 2001 فعرضوا على الأميركيين المساعدة في الاطاحة بنظام أفغانستان, وهناك اعترافات رسمية واضحة وصريحة بهذا الشأن ثم صوروا للاميركيين أن تواجدهم في العراق سيكون سلسا و سهلاً وزودوهم بوثائق وتقارير كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل لدى النظام العراقي وذلك عبر »الحكيم« قائد فيلق بدر الذي اجتمع قادته مع عدد من المنظمات الأخرى بالبريطانيين لإقناعهم بذلك و تقديم الدلائل وهنا التقى المشروع الايراني بالمشروع الأميركي لكن ايران كانت تهدف الى تحقيق اجندتها الخاصة فيما ابتلع الثور الاميركي الطعم وحقق لايران ما لم تكن هي قادرة على تحقيقه وما كانت تتمناه دون ان تضطر الى بذل أي مجهود عسكري او اقتصادي يذكر وكان مشروع ايران يهدف الى تحقيق التالي: 1- استغلال هيجان الثور الأميركي للاطاحة بعدوي النظام الايراني المتمثلين بنظام طالبان و نظام صدام حسين. 2- استغلال مساعي الاحتلال الاميركي لتحقيق الاستقرار في العراق بالمرحلة الأولى و ذلك لايصال حلفاء ايران الى السلطة السياسية والعسكرية والاقتصادية في البلد. وهذا ما حصل لاحقا فكانت ايران اول دولة في العالم تعترف بمجلس الحكم العراقي المعين من قبل الاحتلال حتى قبل صدور اية تعليقات من دول اجنبية كبريطانيا او اميركا وهي اول دولة تعلن مباركتها للحكومة العراقية حتى قبل ان يعترف العرب بها. 3- دعم العصابات والميليشيات الغوغائية واستخدامها لمحاربة المقاومة العراقية و تحجيم النفوذ العربي السني وزيادة عزلتهم التي فرضتها عليهم الأنظمة العربية و الحرب على الارهاب, و ذلك من اجل تهييء الساحة العراقية لنفوذ ايراني خالص مئة في المئة بعد انسحاب الأميركيين. في هذه المرحلة تكون ايران قد حققت كل أهدافها بفضل الأميركيين فيما لم يستطع الأميركيون سوى الإطاحة بالنظامين الأفغاني و العراقي من دون قدرتهم على القضاء على ما يسمونه »الارهاب«. أدرك الأميركيون هذا المخطط فيما بعد, فتحركوا باتجاه اعادة التوازن الى التمثيل العراقي من خلال محاولة إشراك السنة العرب بشكل كبير و فعل مقابل رأس الزرقاوي. و عندما حصل ذلك, شعرت إيران ان أميركا تريد سحب البساط من تحتها فتحركت بسرعة من خلال دعم ميليشيات جيش المهدي و فرق الموت وتسليحها و تمويلها لتقوم بخلخلة الوضع الأمني و تفجير الحرب الطائفية الأمر الذي يعني خروج العراق عن السيطرة الأميركية بالكامل سواء فيما يتعلق بالمقاومة او بالحركات التابعة لايران و التي عملت في المرحلة الاولى تحت الغطاء الاميركي على امل ان يؤدي ذلك الى استنجاد الأميركيين بالايرانيين فهم يعلمون تماما حجم الدعم الإيراني للميليشيات و الحركات الصفوية وبالتالي فان العرب ليس لهم أي قيمة او دور فعال في هذا الاطار وعلى اميركا الرجوع الى ايران في هذا الشأن.
ثمن المساعدة الايرانية للأميركيين!!
المشكلة انه عندما يتم التطرق الى ايران, لا يتم تحليل الموقف من خلال ربط التطورات الحاصلة و هذا خطأ كبير.اذ أن التطورات السلبية الأخيرة التي يبديها حلفاء ايران من لبنان الى العراق و التي تدفع الى اتجاه تفجير حرب طائفية ومصلحية ماهي الا تنفيذ لقرار ايراني هدفه ابتزاز الآخرين للحصول على مكاسب وضيعة مقابل الدم المسال. اذ في أي خانة من الممكن لنا ان نصنف رسالة أحمدي نجاد الشهر الفائت في 18-11-2006 و التي سلمها الى نائب وزير الخارجية الإيراني سيد جليلي إلى رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي لينقلها بدوره الى القوى الدولية و خاصة الولايات المتحدة الأميركية وجاء فيها: »ان ايران مستعدة للمشاركة في حل مشكلات الشرق الأوسط إذا اعترف لها بوضع قوة إقليمية«. ان استعداد ايران في حل المشكلات يعني ان لها نفوذاً على احد عناصر المشكلة ووجود نفوذ لها على احد عناصر المشكلة يعني ان لها دوراً مباشراً في هذه المشكلات ان لم تكن هي التي افتعلتها لجر الولايات المتحدة الى التفاوض معها من أجل مكاسبها الوضيعة في أن تطبق مشروع الشاه و لكن بعمامة سوداء. وتأكيدا على ان ايران تقف وراء اشتعال الفتن التي عملت على تغذيتها من أجل دفع الاميركيين للاستعانة بهم ما ادلى أحمدي نجاد بعد 10 ايام من العرض الأول. ففي 27-11-2006 رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية امام حشد من »الحرس الثوري« يقول: »الأمة الإيرانية مستعدة لانتشالكم أميركا وبريطانيا من ذلك المستنقع (العراق) عجبا و الله! الجمهورية الاسلامية بقيادة من يريد ان يمحو اسرائيل عن الخريطة تعرض المساعدة على الشيطان الأكبر و الأصغر!! يتابع أحمدي نجاد: »بشرط واحد عليكم أن تتعهدوا بتصحيح نهجكم, عودوا وخذوا قواتكما إلى ما وراء الحدود. وستكون أمم المنطقة بقيادة الأمة الإيرانية مستعدة لإظهار طريق الخلاص لكم«. هذا التصريح يختصر السياسة الايرانية الخارجية منذ الشاه مرورا بثورة الخميني وحتى يومنا هذا. الرئيس الايراني هنا يلجأ كما شرحنا الى أسلوب المساعدة و المساومة وهو يتاجر بدم الشعب العراقي و يريد ايضا ان يسرق من المقاومة انجازها التاريخي و يساعد الذين يلعنهم في الجوامع والحسينيات كل يوم جمعة من كل اسبوع. فهو يعرض على الاميركيين المساعدة طبعاً في القضاء على المقاومة العراقية و فرض الأمن و الاستقرار و اعطاء الأوامر للميليشيات والغوغاء بالتوقف عن المذابح, مقابل ان تنسحب اميركا وبريطانيا من العراق أي مقابل ترك العراق في هذا الوقت بالذات ليصبح ساحة للإيرانيين و يتسيدوا أمم المنطقة بأكملها. ويتم تكريس السيطرة الإيرانية بشكل نهائي عليه عبر عملائها في الحكومة العراقية ونستطيع أن نتأكد من ذلك من خلال تصريح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية »محمد علي حسيني« الذي أكد على عرض نجاد فقال: »إن الحل الوحيد يكمن في وحدة العراقيين ورحيل قوات الاحتلال وتسليم مقاليد البلاد إلى الحكومة العراقية«. طبعا لو طلب إليها الخروج في العام 2003 لما كان ربح شيئا لكنه يطالب الآن لأنها الفرصة المثلى لتحقيق أهدافه. ولا يطالب بخروج الأميركيين من أفغانستان إذ ليس له مصلحة بخروجهم منها الآن. ايران تقترح بكل بساطة استنساخ التجربة الشاهنشاهية في احسن الأحوال.لا مكان هنا لمعيار الدين و الشرع و الأخلاق والأخوة الإسلامية و الإنسانية إيران أولا و من بعدي الطوفان. [email protected] * باحث في الشؤون الاستراتيجية http://www.sahab.net
|
Post: #2
Title: تساقط المشاريع الأمريكية للشرق الأوسط ... أو فشل المشروع الأمريكي في المنطقة
Author: Frankly
Date: 01-07-2007, 12:59 PM
Parent: #1

تساقط المشاريع الأمريكية للشرق الأوسط بقلم : د.محمد السعيد إدريس
لسنوات طويلة مضت شغلت الولايات المتحدة الأمريكية بشئون الشرق الأوسط وفي قلبه عالمنا العربي وسعت الي دمجه في استراتيجياتها العليا لأسباب كثيرة منها المصالح الحيوية الأمريكية خاصة إسرائيل والنفط العربي, ومنها الاستفادة بالموقع الاستراتيجي للعالم العربي لإحكام سياسة احتواء الاتحاد السوفيتي طيلة سنوات الحرب الباردة وخلال تلك السنوات والعقود الطويلة صاغ الفكر الاستراتيجي الأمريكي الكثير من المشاريع السياسية ـ الاستراتيجية التي تخص الشرق الأوسط وتعبر عن الأهمية المتصاعدة له ضمن المصالح الأمريكية.
هذه المشاريع بدأت بـ مشروع ترومان عام1949, الذي عرف في العالم العربي باسم النقطة الرابعة نسبة الي المادة الرابعة منه, وتضمن إمكانية تقديم مساعدات سياسية واقتصادية وعسكرية الي دول الشرق الأوسط الواقعة تحت النفوذ الغربي, ثم تبعه مشروع القيادة الرباعية للشرق الأوسط في عام1951 وكان هدفه إقامة سلسلة من التحالفات السياسية والعسكرية مع دول المنطقة والتنسيق فيما بينها, ثم مشروع قيادة الشرق الأوسط العسكرية عام1953, أو الحزام الشمالي للمنطقة التي تضم بعض الدول العربية وبعض دول الجوار في آسيا خاصة إيران( الشاه) وباكستان وتركيا, اضافة الي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا, وتمخض عن ذلك ما عرف باسم حلف بغداد وجاء مشروع ايزنهاور لملء الفراغ عام1957 ليعبر عن واقع سياسي إقليمي ـ دولي جديد بعد فشل العدوان الثلاثي علي مصر عام1956, وكان هدفه الواضح هو بسط النفوذ الأمريكي المباشر علي المنطقة بعد تداعي الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية, وامتدت هذه المشاريع الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفيتي, وظهور الولايات المتحدة كقوة عالمية عظمي في نظام عالمي جديد أحادي القطبية, وجاءت المشاريع الجديدة لتعبر عن نزعة إمبراطورية أمريكية واضحة, وكان أشهر هذه المشاريع مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تطور فيما بعد, وبسبب ضغوط أوروبية, الي مشروع الشرق الأوسط الموسع الذي كان عنوانه العملي الحرب علي الإرهاب ابتداء من الحرب علي أفغانستان ثم غزو العراق واحتلاله.
الملاحظة الأساسية علي هذه السلسلة المترابطة من المشاريع الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط أنها كانت مشاريع فاشلة, ابتداء من مشروع ترومان وامتدادا الي مشروع الشرق الأوسط الكبير بدليل التحول الأمريكي الراهن عن هذا المشروع الي مشروع آخر يحمل اسم الشرق الأوسط الجديد أرادت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أن تجعله محصلة لنجاح تتوقعه للحرب الإسرائيلية المدمرة التي تشنها إسرائيل الآن ضد لبنان.
لكن هناك ملاحظة أخري لا تقل أهمية عن الفشل المتتابع في هذه المشاريع الأمريكية هي الوجود القوي والمحوري لإسرائيل في هذه المشاريع مما جعل الفشل الذي أصابها فشلا كامنا في بنيتها, فهي فضلا عن كونها مشاريع مفروضة علي دول المنطقة, وفضلا عن كونها مشاريع استعمارية وإمبريالية وتحولها الآن الي أن تصبح مشاريع امبراطورية, اعتمدت علي إسرائيل, وحكمت علي نفسها مسبقا بالفشل.
فمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يجسد الأبعاد الحقيقية للمشروع الامبراطوري الأمريكي اعتمد بصفة أساسية علي الدور الإسرائيلي, حتي الحرب علي العراق واحتلاله, التي اعتبرت المدخل الحقيقي لفرض نظام الشرق الأوسط الكبير علي أنقاض النظام العربي, كانت إسرائيل ضمن أهدافه الأساسية إن لم تكن الهدف الأساسي, بشهادة كثيرين من أبرز السياسيين والعسكريين الأمريكيين.
فقد كشف السيناتور الديمقراطي المخضرم ارنست هولنجز, في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي, أن الحرب علي العراق كانت خدمة لصديقتنا إسرائيل, وقال: إنني أتحدي أي سيناتور يقول لنا ما الذي نفعله في العراق؟, وأي سياسة نتبناها هناك؟, الكل هنا يعلمون أننا كنا نريد فحسب ضمان أمن صديقتنا إسرائيل المعني نفسه ورد علي لسان الجنرال الأمريكي المتقاعد انتوني زيني القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية التي تضع وتنفذ الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط, لكن الجنرال انتوني زيني لم يكتف بذلك, فقد اعتبره السبب الأساسي لفشل المشروع الأمريكي في العراق والشرق الأوسط.
ففي مقابلة مع شبكة الأخبار الأمريكية سي بي اس ضمن برنامج60 دقيقة اتهم الجنرال زيني إدارة الرئيس جورج بوش بأنها شنت حربا علي العراق من أجل مساعدة إسرائيل, وقال إن المحافظين الجدد في هذه الإدارة الذين خطفوا السياسة الخارجية الأمريكية علي حد قوله, رأوا في غزو العراق وسيلة لاستقرار الوضع في الشرق الأوسط ولمساعدة إسرائيل, ولكن النتائج جاءت معاكسة فقد لحق ضرر بالغ بفعالية وصدقية السياسة الأمريكية في المنطقة.
لقد فشل المشروع الأمريكي في العراق الذي اعتبر حجر الزاوية لإعادة صياغة الشرق الأوسط, أو إعادة رسم الخرائط السياسية الذي حمل عنوان الشرق الأوسط الكبير. هذا الفشل الأمريكي الفادح في العراق جاء في وقت غير موات لا للرئيس الأمريكي الذي تتدني شعبيته بمعدلات متزايدة مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل, ولا لرئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت الذي فشل مع حلفائه الأمريكيين والأوروبيين في كسر صمود الشعب الفلسطيني أمام سياسة التجويع والاغتيال والتدمير, ولم يستطع إسقاط حكومة حماس كما لم يستطع أن يفرض عليها شروطه, ويواجه الآن اختبارا صعبا لتأكيد زعامته كخليفة لآريل شارون الذي كان الإسرائيليون يعتبرونه صمام أمان قوي للأمن الإسرائيلي. من هنا جاء حرص كل من بوش وأولمرت علي البحث عن انتصار, أي انتصار لتجديد الثقة في السياسة الأمريكية من ناحية وفي رئيس الحكومة الإسرائيلية من ناحية أخري, ووجد الطرفان ضالتهما في العملية الفدائية التي قام بها حزب الله عندما استطاع عدد من مجاهديه التسلل عبر شمال إسرائيل والدخول في مواجهة مع عسكريين إسرائيليين فقتلوا ثمانية وأسروا اثنين.
كان يمكن, في الأوقات العادية, أن تكون هذه العملية مثل غيرها من عمليات حزب الله, فلا هي أول عملية نجاح أسر جنود إسرائيليين, ولا هي أول عملية تبادل أسري بين حزب الله وإسرائيل, لكن الأوقات لم تكن عادية, لذلك جاء رد الفعل الإسرائيلي المفرط في استخدام القوة والإصرار علي فرض منطقة أمنية في جنوب لبنان, ونزع سلاح حزب الله, والإصرار الأمريكي علي رفض أي محاولة لوقف إطلاق النار, لكن الأهم من هذا كله أن وزيرة الخارجية اعتبرت أن هذا هو الوقت المناسب للإعلان عن مشروع أمريكي جديد للشرق الأوسط, اختارت أن يحمل اسم الشرق الأوسط الجديد. هنا يجدر السؤال: لقد فشلت الولايات المتحدة في جعل العراق نقطة انطلاق مشروع الشرق الأوسط الكبير فهل سوف تنجح في جعل لبنان نقطة انطلاق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟!
السؤال مهم لأسباب كثيرة منها أن أسرار الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا وبأسلحة ذكية جدا باتت مكشوفة وعارية, بدليل تعجل رايس في طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد ورفض أي وقف لإطلاق النار وتعمد إفشال مؤتمر روما لهذا السبب, وهذا يعني أن الرأي العام العربي بات منحازا للمقاومة ورافضا للمشروع الأمريكي قبل أن يبدأ, ومنها تعثر نجاح الحرب الإسرائيلية علي لبنان بفضل نجاحات المقاومة التي مازالت قادرة علي حرمان الجيش الإسرائيلي من تحقيق انتصار يقنع به الشعب الإسرائيلي, ومنها أن الأمن الإسرائيلي انكشف تماما, واذا كانت رهانات الرئيس الأمريكي علي قواته في العراق أن تحقق النصر قد فشلت فإن رهاناته علي الجيش الإسرائيلي قد فشلت أيضا في لبنان, ومنها أن المقاومة قد اكتسبت احتراما عربيا قويا, وباتت تحاصر كل دعاوي ثقافة السلام وكل اطروحات عملية السلام التي نعاها عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية عقب فشل اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في اتخاذ قرار لدعم حزب الله في حربه ضد إسرائيل.
مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم علي فكرة وضع نهاية للمقاومة يواجه الآن باحتمال مختلف هو تعميم ثقافة المقاومة, بما يعني سقوط كل الرهانات الأمريكية مجددا وتأكيد حقيقة مهمة هي أن الشرق الأوسط بات متخصصا في إفشال المشاريع الأمريكية.
http://www.ahram.org.eg/acpss/ahram/2001/1/1/ANAL530.HTM
|
Post: #3
Title: Re: تساقط المشاريع الأمريكية للشرق الأوسط ... أو فشل المشروع الأمريكي في المنطقة
Author: Frankly
Date: 01-07-2007, 04:23 PM
Parent: #2
لماذا فشل المشروع الأمريكي؟
عزيزي رئيس التحرير انتخابات الكونجرس واستقالة وزير الدفاع الامريكي وتقرير بيكر - هاملتون كشفت على نحو واضح الاتجاه الذي بدا يتصاعد معلنا عن ممانعة ضد المشروع الامريكي في العراق ويحوي ضمن ادبياته، نزوعا نحو تقييم جاد للحرب الامريكية التي وعدت بنموذج تستهدي به كافة دول المنطقة لتسريع عملية الاصلاح كضمانة اكيدة لاحتواء خطر الارهاب العالمي. ومنذ احداث سبتمبر التي هيمن الجانب الامني على كافة الجوانب الرئيسية المتعلقة بتثبيت الاستقرار والامن في المنطقة العربية فان الملاحظ كنظرة تقويمية سريعة تصاعد موجات العنف والارهاب والتطورات اللاحقة التي لامست في احيان كثيرة ومتعددة اطرافا بريئة ذهبت ضحية لتصرفات فجة توسلت بالديني لتخفي عن الرأي العام لا عقلانية افعالها، وهذا ما ينطبق على الولايات المتحدة كما ينطبق على تنظيم القاعدة ليلتقي الطرفان في نقطة مشتركة تتمحور حول التيه والضياع والتخبط الاستراتيجي مما دعا الى تضافر التصريحات سواء من داخل الولايات المتحدة او خارجها متضمنة مراجعة المبادىء التي وجهت الادارة الامريكية نحو شن حروب اقليمية في العراق وافغانستان والتهديد المستمر لايران وكوريا الشمالية في خطوة تتجه لبيان اهم الاسباب التي عززت مظاهر الفشل في هذه التحركات اضافة الى الكشف عن خلفية مظاهر الاحتقان والغضب والمقاومة في انحاء متعددة من العالم. وبالمقابل فان فشل المشروع الامريكي يسير جنبا الى جنب فشل التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها (تنظيم القاعدة) مما يقيم المعادلة المتوازنة بين الطرفين ليفسح المجال للمزيد من مشاريع الاصلاح والتنمية النابعة من تطلعات وحاجات، شعوب المنطقة بما يخدم المصلحة الوطنية والاستقرار الوطني وفق مبادىء التداول السلمي للسلطة وادبيات الديمقراطية وسيادة الدستور وفصل السلطات والدفاع عن حقوق الانسان. ان فشل المشروع الامريكي يعود الى طريقة الاستجابة لحادثة سبتمبر التي كانت تقوم على فرضية اتخذت مبدأ الحقيقة المطلقة بأن الولايات المتحدة اصبحت ضعيفة وسهلة الاختراق وعليها اثبات عكس ذلك امام المجتمع الدولي لنجد الضحية جبال افغانستان ومدينة كابول التعيسة وشعب العراق المحاصر مما ادى الى مقتل ما يقارب 3767 شخصا من الافغان غير المقاتلين ودماء بريئة سالت فداء للطائفية في العراق. (ومبدأ ارادة فرض القوة والهيمنة) الذي تبنته امريكا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتمتع الولايات المتحدة بقوة اقتصاد ومؤسسات قادرة على التأثير في الوضع العالمي والتصريحات الرسمية من ادارة البيت الابيض والتطبيق العملي المصاحب كتهديد ايران وكوريا الشمالية تظهر المدى الذي من الممكن تتبعه لمعرفة اهم اسباب الفشل الامريكي فهذا المبدأ قام على فرض النموذج الامريكي واهمال حق الشعوب في اختيار الاسلوب المناسب لادارة حياتها، ووطنها مع الاغفال عن ضمانات اكيدة لنجاح هذا النموذج والذي يجد تناقضاته من خلال الرفض الامريكي المتكرر للعديد من المعاهدات المتعلقة بحماية الشعوب ضد اي اختراق او تهديد يمس الحياة او البيئة مثل رفض معاهدة الانظمة الدفاعية وبروتوكول كيوتو الخاص بالتغير البيئي واتفاقية حظر الاسلحة البيولوجية اضافة الى السكوت على الانتهاكات الاسرائيلية ودعم الانظمة الديكتاورية في حال التوافق مع السياسة الامريكية. ولا ننسى ان من اهم الاسباب الاعتماد الرئيسي على الجانب الامني في التعامل مع ظاهرة الارهاب العالمي من خلال انشاء الشبكات الاستخباراتية ومراقبة الاشخاص والهواتف والاعتقال العشوائي والانتهاكات الشخصية مع طرح مشاريع تحمل العديد من الغموض فيما يتعلق بالاصلاح مثل (مشروع الشرق الاوسط الكبير).
http://www.alyaum.com
|
Post: #4
Title: Re: كيف استغلت إيران هيجان الثور الأعمى؟ ... أو فشل المشروع الأمريكي في المنطقة
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 01-07-2007, 06:46 PM
Parent: #1
تسلم كتير يا فرانكلي ..
المقالات فيها تحليلات منطقية جدا خاصة المقال الاول عن النفوذ الإيراني في العراق ..
|
Post: #5
Title: Re: كيف استغلت إيران هيجان الثور الأعمى؟ ... أو فشل المشروع الأمريكي في المنطقة
Author: Frankly
Date: 01-08-2007, 10:51 AM
Parent: #4
أخي ناذر محمّد الخليفة
ألف شكر على التعقيب على المقالات الواردة هنا واتفقك مع المقال الأول
تعرف يا ناذر لم تشهد أميريكا ضعفاً في سياساتها الخارجية كما تشهده اليوم
يا أخي اصغر الدول صارت نداً لأميريكا وسياستها الرعناء
بل صار البعض منها يصرح وفي عقر دارها "الأمم المتحدة" بمقتهم لسياساته أميريكا الخارجية
فلا هم كسبوا الشرق الأوسط ولا هم كسبوا العالم
دولة فقدت هيبتها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
دولة لا تستطيع بسط الأمن في مدينة كبغداد بقوات قوامها 140 ألف جندي محتل بكل عتادهم وآلياتهم
وتفكر ملياً كيف الهروب من هذا المستنقع ولا مخرج إلا الإنسحاب المخزي والهروب المهين لها
فقدت كل حليف لأن تحالفاتها قامت على الكذب والإختلاق للتهم والأكاذيب فترى العالم كله ينفر عنهم
خاصة البوابة الجنوبية للولايات المتحدة صارت جلها في أيدي قيادات يسارية منددة بسياسات اميريكا الخرقاء
تحياتي كمال
|
Post: #6
Title: Re: كيف استغلت إيران هيجان الثور الأعمى؟ ... أو فشل المشروع الأمريكي في المنطقة
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 01-08-2007, 11:47 AM
Parent: #1
فرانكلي ..
Quote: دولة لا تستطيع بسط الأمن في مدينة كبغداد بقوات قوامها 140 ألف جندي محتل بكل عتادهم وآلياتهم
وتفكر ملياً كيف الهروب من هذا المستنقع ولا مخرج إلا الإنسحاب المخزي والهروب المهين لها
|
طال الزمن أم قصر فإن ما حدث لأمريكا قبلاً في فيتنام والصومال لا محالة متكرر في العراق ..
|
Post: #7
Title: Re: كيف استغلت إيران هيجان الثور الأعمى؟ ... أو فشل المشروع الأمريكي في المنطقة
Author: Frankly
Date: 01-08-2007, 11:27 PM
Parent: #6
ناذر أمريكا قد تجرعت الهزيمة في العراق منذ زمن بعيد وكل ما تفعله الآن هو العثور على سيناريو معقول يسمح بالإنسحاب مع حفظ ماء الوجه
ولكن الكل يعلم أن السيناريوهات كلها بطعم الحنظل
فإما الإنسحاب فوراً مجرجرة أذيال الهزيمة
وإما الإتفاق مع إيران وسوريا ما يعني سقوط ما تسميه غطرسة محور الشر
وإما الغوص عميقياً في مستنقع العراق وخسارة هيبتها مع كل جندي محتل تقضي عليه المقاومة الباسلة
وكما قال كوفي عنان
أميريكا أدخلت نفسها في مستقع لن تستطيع الخروج منه ولا تستطيع البقاء فيه
تحياتي كمال
|
|